هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيناريو فلم 8 ونصف

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

سيناريو فلم  8 ونصف Empty سيناريو فلم 8 ونصف

مُساهمة  يحيى الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 4:51 pm

سيناريو فلم 8 ونصف
قصة: فيلليني وفللايانو - إخراج : فيديريكو فيلليني
فيديريكو فيلليني , إنيو فللايانو, توليوبيناللي , برونللو روندي


ترجمة: مها لطفي


--------------------------------------------------------------------------------


نفق:

تتميّز الصور خلال هذا المشهد بالتناقض الصارخ بين الأسود والأبيض.

1.لقطة متوسطة: رأس جويدو من الخلف عبر النافذة الخلفية للسيارة.

(لن نرى وجه جويدو إلا بعد المشهد التالي عند اللقطة 31)

تبتعد سيارة جويدو بضع بوصات إلى الأمام.تتحرك الكاميرا إلى الأمام ببطء, وكأنها هي الأخرى قد علقت في الزحام, الصوت الوحيد هو صوت طبل منتظم يوحي بضربات قلب.

2. لقطة بانورامية نحو اليمين, تبدأ من مستوى سطح السيارات وترتفع إلى أن تصل إلى مستوى نوافذ حافلة على الجانب الأيسر من الممر.

3. لقطة مقربة لخلفية رأس جويدو. لقطة بانورامية إلى اليسار نحو وجه رجل في السيارة المجاورة يحد ق في جويدو, ثم نحو امرأة تبدو مسترخية في مقعد السائق ثم عودة إلى داخل سيارة جويدو. يتناول جويدو قطعة قماش من مقدمة السيارة الداخلية, ويبدأ في مسح الوجه الداخلى للزجاج الأمامي. لقطة بانورامية لركاب السيارة على اليمين, ثم عودة إلى مقدمة سيارة جويدو الداخلية يسرب جهاز التهوية في السيارة قليلا من الدخان مصحوبا بصوت انفجار. يأخذ جويدو نفسا عميقا وهو يحاول عبثا ضبط جهاز التهوية, ثم بعد ذلك يفتح الباب.

4. لقطة طويلة: النصف العلوي من الإطار يحتوى على صف من الأذرع المعلقة خارج شبابيك الحافلة, والنصف السفلي يحتوي على ركاب السيارات يحملقون باتجاه جويدو.

5. لقطة متوسطة: يتابع جويدو ضرب بابه بعنف. مزيد من الدخان يملأ سيارته. يحاول فتح الشباك إلى ناحية ركاب السيارة. لقطة مقربة ليده وهي تضرب وتطرق بأصابعها الشباك. لقطة بانورامية إلى اليمين لرجل في سيارة مرافقة وهو ينظر إليه بوجه خال من الإحساس. تتحرك الكاميرا ببطء نحو اليمين وتتجه بلقطة بانورامية نحو اليسار على يد جويدو وهي تطرق النافذة.

6. لقطة متوسطة: لرجل في سيارة أخرى يدخن سيجارة ويداعب سيدة شبه عارية محاولا إثارتها جنسيا. (نلاحظ فيما بعد أن هذه السيدة هي كارلا, عشيقة جويدو) لقطة بانورامية نحو اليمين تمر بوجهي زوجين في سيارة أخرى, ومنهما إلى سيارة جويدو التي يملؤها الدخان. يطرق جويدو النافذة بكعبي حذائه, ثم ينزلق خارج النافذ في الجانب المقابل.

7. لقطة متوسطة: يزحف جويدو نحو سقف سيارته.

8. لقطة مقربة: رجل ينظر باتجاه جويدو. ترتفع الكاميرا بسرعة وتتراجع إلى الخلف قليلا لت ظهر بلقطة طويلة رجلا وامرأة في مقدمة الحافلة يحدقان بلا إحساس. لقطة بانورامية تتابع جويدو وذراعاه ممتدتان يطفو فوق أسطح السيارات.

9. لقطة متوسطة ترتفع نحو ظهر جويدو وهو يطفو مادا ذراعيه, بينما ينتفخ معطفه الأسود بفعل الهواء. عندما يترك الإطار عند الناحية اليمنى تتبدى لنا أسلاك الترام العليا على خلفية السماء الشديدة البياض.

السماء:

10. لقطة طويلة تتبع جويدو وهو يطفو سابحا في السماء.

11. لقطة طويلة من منظور جويدو متقد ما باتجاه الشمس والسحب المندفعة بسرعة.

12. لقطة طويلة من منظور جويدو متوجها نحو بناء من العوارض الخشبية والأسلاك التي نتعرف فيها على البنية الفوقية للمركبة الفضائية التي نراها في المشاهد المتتابعة في نهابة الفيلم.

شاطئ:

13. لقطة طويلة: وكيل كلوديا يلبس معطفا بلا أكمام ويركب حصانا.

لقطة بانورامية تتبعه نحو اليمين.

الوكيل الصحفي لكلوديا: آفوكاتو, لقد أمسكت به. يظهر الناطق الصحفي لكلوديا في لقطة متوسطة. ينهض من على الرمل ويقبض على حبل ما ثم ينظر إلى أعلى. يقف وكيل كلوديا ويشير إلى السماء.

وكيل كلوديا الصحفي: هاي. إلى أسفل. انزل إلى أسفل.

14. لقطة طويلة من زاوية مرتفعة: من منظور جويدو وهو يطفو فوق الشاطئ رابطا إلى ساقه حبلا طويلا يمسك به من الأسفل الناطق الصحفي لكلوديا.

15. لقطة طويلة لزاوية مرتفعة أقرب من الأولى: الوكيل الصحفي لكلوديا يمسك بنهاية الحبل يشد ه ويضحك.

16. وكما في 14 يحاول جويدو فك الحبل من حول كاحله.

17. لقطة متوسطة من زاوية منخفضة ثم لقطة تقترب بسرعة نحو لقطة مقربة لوكيل كلوديا ينقب في بعض الأوراق وهو على ظهر الحصان.

وكيل كلوديا: انزل نهائيا !

18. زاوية مرتفعة جدا من فوق قوام جويدو الذي يسقط إلى الأسفل نحو الماء. صوت شهيق يستمر حتى اللقطة الثانية.

غرفة جويدو في الفندق نهارا:

19. لقطة مقربة: ذراع جويدو ممتدة إلى أعلى مشدودة من شدة التوتر. يدخل الدكتور الأول. لقطة طويلة من الخلفية اليمنى تتجه يسارا نحو سرير جويدو, تتجه أولا إلى أعلى ثم نحو اليمين, وبعد ذلك نحو جويدو الذي يسعل مرارا خلال هذه اللقطة.

الدكتور الأول: رجاء سامحني لاقتحامي خلوتك في هذا الصباح الباكر. كيف تشعر? أنا واحد من المعجبين بك, أنا سعيد جدا بلقائك. هل يمكننا أن نبدأ?

لقطة بانورامية نحو اليسار من وراء رأس جويدو تستمر لتصل إلى ممرضة متقدمة في السن تدخل من وراء ستارة بيضاء.

الممرضة: هل تسمح لي باستعمال طابعتك يا سيدى?

لقطة بانورامية يمينا, حيث الطبيب الثاني الذي يحمل سماعة ويجلس بقرب سرير جويدو, لقطة متوسطة.

الدكتور الثاني: اكشف ذراعك واتركه مسترخيا.

20. لقطة مقربة: جريدة يقرأها الطبيب الأول تملأ اليمين الأمامي, لقطة طويلة: الممرضة في اليسار الخلفي.

الممرضة: كم عمرك?

جويدو: ثلاث وأربعون.

الطبيب الثاني: رجاء, قف.

يرمي الطبيب الأول الجريدة وينحني بدماثة على جانب السرير.

الطبيب الأول: حسنا ماذا تطبخ لنا? فيلما آخر بلا أمل?

الممرضة: هل هذه هي المرة الأولى التي تعالج فيها?

جويدو: نعم.

21. لقطة مقرّبة: ظهر جويدو يغطيه شرشف. ينقر الطبيب الأول على صدر جويدو ثم يضع أذنه عليه.

الطبيب الثاني: نفس عميق.

قرع على الباب.

جويدو: أدخل.

22. لقطة طويلة عبر ضلفة من الزجاج المحفور. نرى دوميير يرتدي رداء حمام وبيجاما ويدخل إلى غرفة جويدو. رغم أنه طوال سير الفيلم نادرا ما ينطق بكلمة فرنسية أكثر من الإيطالية, إلا أنه في الواقع يتفوه الإيطالية الأكاديمية المطعمة بلكنة فرنسية.

دوميير: آه, أنا آسف. سوف اعود فيما بعد. يبدأ دوميير بالتراجع إلى الخلف.

23. كما في 21.

جويدو: كلا, تعال, ادخل.

24. لقطة مقرّبة متوسطة: تتابع دوميير وهو يدخل ويسير باتجاه اليسار. الطبيب الثاني (بعيدا) خذ نفسا. (يتوقف) أعمق من ذلك.

دوميير: صباح الخير.

25. لقطة طويلة: دوميير.

دوميير: هل ي سمح لي بالتدخين? يجلس دوميير على كرسي عند الحائط البعيد مستغرقا بأفكاره. يحمل في حضنه سيناريو.

الطبيب الثاني: (بعيدا) أسعل.

26. لقطة مقرّبة: يدا جويدو, رأسه مختبئ في ثوبه. يسعل.

الطبيب الثاني (بعيدا): خذ نفسا.

جويدو: هل قرأته?

27. كما في 25.

دوميير: نعم.

28. كما في 26.

الطبيب الثاني: خذ نفسا.

جويدو: وما رأيك فيه?

29. كما في 27. يمل س دوميير بيده ما تبقى من الشعر في رأسه.

دوميير: حسنا, لقد وضعت بضع ملاحظات. ولكن سوف نتكلم عنه... فيما بعد.

30. لقطة مقرّبة: ساق وذراع الطبيب الثاني, ساق جويدو العارية التي ربت عليها الطبيب.

الطبيب الثاني (بعيدا): جسدك منهك بسبب كثرة العمل. شكرا. يمكنك ارتداء ثيابك. (لقطة بانورامية ترصد حركة يدى الطبيب وهو يضع مطرقته في كيسها على السرير. السرير مزدحم بصور النساء. يلتقط احداها.) فتاة جميلة. أمريكية أليس كذلك?

31. لقطة طويلة: الطبيب الثاني يسير باتجاه اليمين مع حقيبته وجويدو يسير يمينا يرتدى ثيابه. هذه أول ومضة لوجه جويدو في الفيلم. لقطة بانورامية نحو اليمين تظهر الطبيب الأول يقف مصافحا يد جويدو والممرضة التي تقوم بطباعة التعليمات.

الطبيب الثاني (يشير إلى الصور) لا شك أنك تملك بضاعة جيدة هنا....

(عندما يبدأ جويدو بالكلام, جزء من كلام الطبيب الثاني يصبح غير مفهوم.) هذا العلاج حتما سيفيدك جدا. (يخاطب الممرضة) لذلك, يا آنسة, كل يوم وعلى معدة خاوية, يعطى 300 جرام من الماء المعدني ليشربها على ثلاث دفعات بين الواحدة والآخرى ربع ساعة. حمام وحل كل يومين. بعد كل جلسة علاج بالوحل, حمام بالمياه المعدنية لمدة عشر دقائق, تبعا للوصفة الطبية. نظام خاص للطعام..... وفي نهاية الأسبوع الأول من العلاج تتوقف كافة العلاجات الموصوفة لمدة يومين.

بينما يخطو الطبيب الثاني من الشمال إلى اليمين وهو يعطى هذه التعليمات للممرضة, ويخطو الطبيب الأول وهو يرو ح بجريدته, تتراجع الكاميرا إلى الخلف, فيما يسير جويدو إلى الأمام دائما وهو يرتدى نصف ملابسه متجاوزا دوميير الهادئ.

جويدو: كم الساعة الآن?

دوميير: سأنتظرك عند الينابيع إذا أردت ذلك?

جويدو: حسنا, شكرا. يدخل جويدو الحمام إلى جهة اليمين.

حمام جويدو:

32. لقطة من أسفل إلى أعلى على مرآة الحمام بينما يسير جويدو فيدخل بلقطة مقربة. (الموسيقى لفاغنر Die Walkure الفصل الثالث. تستمر طوال هذا المشهد ومنه إلى المشهد الثاني. يضيئ جويدو النور فنرى وجهه اخيرا بوضوح. ينظر بكآبة إلى انعكاس صورته في المرآة. تقاطيعه يملأها الغرور والهالات السوداء تحيط بعينيه.

33. لقطة طويلة: جويدو في الحمام الواسع. يحك رأسه بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه. يملأ الغرفة فيضان من الضوء المشرق, يصاحبه صوت كهربائى. (الضوء والصوت كلاهما سيعادان بضع مرات في الفيلم. إنهما يشيران إلى الأضواء الفائضة والطنين الكهربائى لخشبة مسرح الصوت السينمائي.) يسير جويدو باتجاه اليمين, ويبدأ في خلع ملابسه. يقرع جرس الهاتف. يستدير نحوه بانزعاج ويرافق كل صوت بالقرفصة أكثر فأكثر.

شرفة المنتجع وأراضيه, نهارا. اللقطات 34- 41 تظهر من منظور جويدو.

34. لقطة بانورامية شمالا تغطي أراضى المنتجع. نرى الناس في تصرفات ومواقف متنوعة: يسيرون, يقفون, في لقطات مقربة, في لقطة متوسطة, وفي لقطات مطو لة. ينتبهون لوجود جويدو بأن ينظروا مباشرة إلى الكاميرا. يتجاهلونه, يحملون كؤوس المياه المعدنية, يشربون المياه. النساء أنيقات يلبسن ثيابا شبيهة بأزياء الثلاثينيات. العديد منهن يحملن المظلات. رجل كهل يشرب المياه المعدنية. الكاميرا تتبعه وهو يسير باتجاه امرأة تجلس على مقعد ثابت ذي ظهر عال مقوس, تبتسم من نشوة الموسيقى. لقطة بانورامية تسير باتجاه كاهن وبضع راهبات ومجموعة من النساء وفي مقدمتهن واحدة ترسل قبلة باتجاه الكاميرا. لقطة متوسطة لقائد اوركسترا يحرك ذراعه.

35. لقطة بانورامية نحو اليمين. لقطة متوسطة ولقطة مقرّبة: راهبات يمشين بعيدا عن الكاميرا ; نساء يجلسن في المقدمة يلوحن بأيديهن ; امرأة وجهها خال من التعبير تلبس نظارة سوداء ضخمة وتتدلى سيجارة من شفتيها فيما تدو ر ببطء مظلتها السوداء المنقطة. امرأة بدينة نائمة ترتدى ثيابا بيضاء.

36. لقطة طويلة: كاهن ملتح, يجلس على أحد البنوك الأثرية الثابتة يهز ساقيه بترافق مع الموسيقى. سيدتان كهلتان تعبران من اليمين إلى اليسار في الفسحة الأمامية. لقطة بانورامية لممرضتين تساعدان على الجلوس رجلا كهلا يلبس سروالا قصيرا. تستمر اللقطة البانورامية, لقطة مقربة في الفسحة الأمامية لامرأة تلبس ثيابا شديدة الرجولة.

37. لقطة بانورامية نحو اليسار. لقطة طويلة لصف من الناس وكؤوسهم في أيديهم, يتقدمون من اليمين إلى اليسار على أنغام الموسيقى.

لقطة متوسطة لراهبة في الفسحة الأمامية, تشرب مياهها المعدنية وتبتسم للكاميرا ثم تستدير عائدة وهي تقهقه. تستمر اللقطة البانورامية نحو اليسار, بينما تتحرك الأشكال الأخرى من اليسار إلى اليمين, في الفسحة النصفية.

38. لقطة بانورامية تتابع رجلا يتحرك نحو اليمين في لقطة مقربة, وعصاه تهتز في إحدى يديه, بينما يحمل نظارته في الأخرى ; لقطة بانورامية خفيفة نحو اليسار تتابع بلقطة متوسطة رجلا يحمي رأسه بجريدة من الشمس. عندما يغادر الكادر نرى صفا من النساء الصغيرات يلبسن زيا موحدا أبيض ويصطففن في الفسحة الأمامية حتى الخلفية.

بضعة أرجل تقف في خندق تحت سطح الأرضتملأ كؤوس المياه لمن يتناولون العلاج.

39. لقطة طويلة من زاوية منخفضة: أناس يسيرون على درج وضعت الأوركسترا على قمته.

40. لقطة طويلة جدا من زاوية مرتفعة: شرفة المنتجع, يدور الينبوع من اليمين ويلف حول الخلفية. يقف الناس في ثلاثة صفوف بانتظار مياههم المعدنية. بينما تنزل الكاميرا لتظهر راهبتين ورجلا وامرأة في لقطة متوسطة, يجلسون في أجزاء مختلفة من الشرفة. تنهى الأوركسترا عزفها لمقطوعة فاغنر.

41. نسمع الآن افتتاحية روسينى <<حلاق أشبيلية>>. امرأتان بأزيائهما الموحدة السوداء يمشيا في الفسحة الأمامية بعيدا عن الكاميرا وينض مان إلى صف الناس الذين ينتظرون ملء كؤوسهم. أحداهما تحمل مظلة سوداء. لقطة طويلة تظهر البنات وهن يقدمن الماء, على الجانب الأيسر.

42. لقطة مقربة: وجوه الناس تتحرك صفوفا, من اليمين إلى اليسار. يظهر وجه جويدو. لقطة مقربة والكاميرا تتبعه. إنه يلبس نظارة غامقة اللون ينظر يمينا ويسارا ثم يرمي سيجارته. ينزل نظارته إلى جسر منخاره. تتوقف الموسيقى, من هنا يبدأ سكون مصطنع إلى أن نصل إلى رقم 05 حيث يتكلم جويدو.

43. لقطة طويلة جدا تظهر كلوديا في الغابات وهي تلبس زيا موحدا أبيض والإطار مأخوذ بين الجدران الأثرية التي تحيط بالينبوع.

44. لقطة مقربة متوسطة: جويدو ينظر من فوق إطار نظارته وهو ينقر بأصبعه على طرف أنفه.

45. لقطة طويلة لكلوديا قادمة بين الجدران. ذراعاها مقفلان على صدرها بتواضع. وبينما تقترب تفتح ذراعيها وتتابع التقدّم بسرعة عبر الإطار من الشمال إلى اليمين بحركة شبيهة بالرقص.

46. لقطة مقربة لكلوديا. وهي تبتسم ابتسامة مشعة وتتحرك نحو اليمين.

47. كما في 44.

48. لقطة مقربة لكلوديا وهي تنحني خارج الإطار.

49. لقطة مقربة من زاوية مرتفعة ليد كلوديا وهي تحمل كأسا من المياه المعدنية. لقطة من الأسفل إلى الأعلى وهي تقدم كأسا إلى جويدو. لقطة مقربة متوسطة لوجهها الباسم.

50. كما في 47. جويدو مذهولا.

جويدو (هامسا): شكرا.

خادم (بعيدا): سيدى.

تبدأ الموسيقى مرة أخرى.

51. في مكان كلوديا نجد خادمة لجوجة, متعبة, تغلي عصبية, تمسح حاجبها بيد وبالأخرى تقد م إلى جويدو كأسه.

الخادمة: سيدى, كأسك.

52. كما في 50. بعد أن انتزع من أحلام اليقظة يعيد جويدو نظارته إلى مكانها الصحيح. بعد أن يتقبل المياه الخاصة به ويخرج من الإطار يمينا. تأخذ مكانه سيدة عجوز قصيرة تحمل مظلة.

لقطة طويلة: الشرفة, جدرانها العالية وانفتاحها على الغابة, وصفوف الناس. يسير جويدو إلى الأمام وهو يلوّح بيده, لقطة مقربة متوسطة: كتف دوميير من الخلف ورأسه وقد وقف ليرد السلام على جويدو.

دوميير: هأنذا.

54. خلال معظم هذه اللقطة نرى دوميير تلاحقه الكاميرا بلقطات مقربة, بعضها على وجهه كاملا وبعضها من الجنب وأخرى من منظور جويدو.

يتحرك دوميير من اليسار إلى اليمين متوقفا بين الفترة والأخرى.

دوميير: هل تريد أن نتكلم حول الفيلم?

جويدو (بعيدا): نعم. طبعا.

دوميير: حسنا. أتأمل أن تخبرني إذا ما أردت أن يرى منتجك هذا التقرير. (يلو ح بقصاصة ورق) بصراحة, لا أريد أن أسبب لك المشاكل.

جويدو (بعيدا): كلا, لاتهتم. أنا الذي طلبت سماع رأيك.

دوميير: لاحظ, القراءة الأولي ترينا بوضوح فقدان الفكرة المركزية والتي تؤسس لعقدة الفيلم أو كما تريد أن تسميها, الإطار الفلسفى.....

جويدو (بعيدا): هل يمكن أن نجلس?

يتابع دوميير السير نحو اليمين.

دوميير.... وبذلك يصبح الفيلم (بالفرنسية) سلسلة (بالإيطالية) من الأحداث شديدة المجانية. وبسبب واقعيتها الغامضة تصبح ربما مسلية. (ينحنى مستندا إلى واحد من المقاعد الثابتة. وتحت ذراعه نرى جويدو جالسا يشرب مياهه المعدنية في لقطة متوسطة.) الواحد منا يتساءل ما الذي يريده الكتّاب. هل يريدوننا أن نفكر? هل يريدون أن يخيفونا? (لقطة بانورامية نحو اليمين على دوميير, في لقطة مقربة وهو يستدير مبتعدا عن جويدو.) منذ البداية تماما تظهر الحركة إلهاما شاعريا مسلوبا. (يحك دوميير أصبعين معا ليوحي بفقر السيناريو. تتابعه الكاميرا إلى الخلف وهو يستدير وينحني لينفض الغبار عن ساق سرواله ثم يجلس على الجانب البعيد قرب جويدو في لقطة مطولة.) أعذرني لقولي هذا, ولكنه قد يكون النموذج المحزن الأمثل الذي يؤكد أن السينما تراجعت خمسين سنة عن باقي الفنون تراجعا لاسبيل لمعالجته. الموضوع لا يمكن إدخاله تحت خانة الفيلم الطليعي بالرغم مما به من نقاط ضعف موجودة في هذا النوع.

55. لقطة متوسطة: بانورامية باتجاه يمين دوميير متضمنة جويدو.

دوميير: سج لت بعض الملاحظات ولكنني لا أعتقد أنها ستكون ذات نفع لك.

جويدو: شكرا.

يعطي دوميير بعض الملاحظات لجويدو الذي يبدأ بقراءتها.

دوميير: في الحقيقة لقد فاجأتني بالقيام بعمل مشترك معى لأنني بصراحة لا أظن أن مثل هذا التعاون سيثمر عملا ما.

جويدو: (يفتح دفتر الملاحظات.) كلا, كلا, كلا. على العكس من ذلك. سوف تكون معينا لي. (ينحني إلى الأمام وقد بدا لوحده في لقطة متوسطة يتكلم بتردد) كما ترى, الفيلم... إنني حقا أريد أن أصنع هذا الفيلم. لقد أجلت البداية أسبوعين..... فقط... لأنني... (ينظر إلى أعلى نحو اليسار, يتشتت ذهنه لما يراه ثم يقف ويصرخ.)

ميزابوتا! (ينظر إلى أسفل باتجاه ميزابوتا) سامحني. (لقطة بانورامية تتبع جويدو نحو اليسار.) ميزابوتا ! ماريو ! وأنتما أيضا هنا ! لقطة طويلة لميزابوتا من فوق كتف جويدو وهو يلبس ملابس رياضية مناقضة لما يلبسه الآخرون في النبع من ملابس رسمية.

ميزابوتا: جويدو ! (ينحني بساقين منثنيتين, ويشق ميزابوتا طريقه بعناء إلى أعلى تلة صغيرة.)

جويدو: حسنا, الآن, ما الذي جرى لك? ما الذي أصابك? (عندما يقترب ميزابوتا من جويدو يضحك, ينتصب واقفا ويقفز إلى الأمام, ويقفز في الهواء بحيوية مبالغ فيها ثم يعانق صديقه.)

ميزابوتا: مرحبا !

جويدو: اذهب....

56. لقطة مقربة متوسطة: جويدو وميزابوتا.

ميزابوتا: مرحبا, جويدون (1),كيف حالك?

جويدو: حسنا.

ميزابوتا: آه, لقد بدأ ينبت لك شعر أبيض, أيها السنايوراز (2) العجوز.

جويدو: وماذا عن حالك أنت?

ميزابوتا: (ينظر إلى أسفل باتجاه كأس جويدو): ماذا تفعل?

أنت تشرب هذه الأشياء? إنها سيئة. سوف تصيبك بالمرض.

جويدو: نعم, قالو إن كبدي لا يعمل... وما نوع العلاج الذي تأخذه أنت?

ميزابوتا: (بتعبير جاد): انتظر لحظة. (عند استدارته, لقطة بانورامية من فوق كتفه نحو جلوريا, امرأة شابة, وفي لقطة طويلة تسير إلى الأمام, تنظر إلى الأرض, حذاؤها في يدها). جلوريا !

جويدو (بعيدا): ابنتك ! يا الهي كم كبرت. تعود اللقطة البانورامية نحو ميزابوتا وجويدو.

ميزابوتا: كلا, إنها ليست ابنتي. (ينظر مرة ثانية باتجاه جلوريا.)

جلوريا (بعيدا): شيء مخيف.

57. لقطة مقربة: جلوريا. رأسها منحن إلى الأمام بحيث يمتلىء الإطار بمعظمه بقبعتها السوداء الواسعة الدائرية. تتكلم الإيطالية المليئة بالأخطاء ولهجتها أمريكية قوية.

جلوريا: النحلة القاسية امتصت الحياة من هذه الأزهار المسكينة.

بينما تنظر إلى أعلى نسمع الأوركسترا وقد بدأت بالعزف (رقصة المزمار القصبي لتشايكوفسكي من متتالية كسارة البندق)

ميزابوتا (بعيدا): عزيزتي, تعالي إلى هنا.

تبتسم جلوريا.

ميزابوتا (بعيدا): أود أن أعرفك بصديقي....

جلوريا: سامحنى. حذائي.

58. لقطة متوسطة: جويدو وميزابوتا. يخطو جويدو إلى الأمام ليصافحها.

جلوريا (بعيدا): جلوريا... جلوريا مورين.

جويدو: يسرني لقاءوك.

جلوريا: (بعيدا بالإنجليزية): كيف حالك?

جويدو: حسنا, شكرا.

59. كما في 57.

جلوريا: أعرف كل شيء عنك. بيوبي دائما, دائما يخبرني. حتى إننا تشاجرنا شجارا عنيفا لأننى أنتقدت فيلمك الأخير بشدة.

(يدخل ميزابوتا من اليسار ويضع ذراعيه حول جلوريا).

ميزابوتا: هذا ليس حقيقي. لقد أحببته كثيرا. (يضحك بعصبية) هل نستطيع أن نشرب شيئا? لنذهب.

60. لقطة مقربة متوسطة: جويدو يبتسم بشيء من السخرية. يستدير نحو اليسار ويبدأ بالسير, والكاميرا تلاحق حركته.

ميزابوتا (بعيدا): كيف حالك? هل أنت لوحدك?

61. لقطة مقربة متوسطة: نتابع جلوريا وميزابوتا وهما يسيران يمينا.

ميزابوتا: زوجتك?

جويدو (بعيدا): كلا. أنا لوحدي.

ميزابوتا: من الأفضل هكذا. حسنا, أعني أفضل بوجه عام. هل سمعت أخباري أنا وتينا, كلا?

جويدو (بعيدا): تينا?

ميزابوتا: حسنا, نحن بانتظار إلغاء الزواج. ميزابوتا وجلوريا يتوقفان عن السير. جلوريا تخجل من اهتمام ميزابوتا الشديد.

جويدو (بعيدا): آه.

ميزابوتا: لهذا نحن هنا معا. نحن مخطوبان. يقبل جلوريا التي تبدو خجلة قليلا تتابع النظر بتفحص نحو جويدو.

جويدو (بعيدا): تهاني.

ميزابوتا: (يضحك بعصبية): حسنا, يا جيدون. ما العمل الذي تقوم به الآن? شيئا جيدا?

يقف دوميير وراء الاثنين.

62. لقطة مقربة متوسطة: جويدو.

ميزابوتا (بعيدا): هذا حتما مكان مثالي للتفكير....

جويدو: سامحنى. دوميير, الكاتب. الآنسة...

63. لقطة متوسطة: تستدير جلوريا لتصافح دوميير.

جويدو (بعيدا): سامحينى... ما اسمك, أرجوك?

جلوريا تستدير باتجاه جويدو وتبتسم ابتسامة واسعة: جلوريا.

ميزابوتا (بعيدا): جلوريا مورين.

تستدير جلوريا نحو دوميير.

جلوريا: أنا سعيدة جدا بلقائك انا معجبة جدا بك.

دوميير: أنت تطربيننى. (يضع نظارته على عينيه.) هل أنت ممثلة? لقد رأيت صورتك في مكان ما.

جلوريا: ممثلة? نعم. أملك طموحا في هذا المجال. (تستدير لتنظر في اتجاه جويدو.) في الواقع طموحا شديدا. ولكن هذا يكفى الآن.

يظهر ميزابوتا بين جلوريا ودوميير.

ميزابوتا: تحمل شهادة في الفلسفة. (يعر ف بنفسه) ماريو ميزابوتا.

دوميير: سعدت بلقائك.

جلوريا: لم أحصل على الدرجة بعد. أنا مازلت أكتب رسالتي. وهذا يختلف قليلا.

دوميير: ما هو الموضوع?

لقطة بانورامية تتبع جلوريا وهي تستدير, تسير نحو اليمين وتجلس على أحد المقاعد تظهر ساقيها بقصد الإثارة وهي تلبس حذاءها.

جلوريا: آه, إنه موضوع صعب. عزلة الإنسان الحديث في المسرح المعاصر.

ميزابوتا (بعيدا): أطروحة ممتعة أليس كذلك يا أستاذ?

64. لقطة مقربة متوسطة: جويدو ورأسه محن إلى الأمام. لقطة بانورامية تتبعه نحو اليمين.

دوميير (بعيدا): والظهور غير المتوقع للفتاة عند الينبوع... ماذا يعني? هدية من الطهارة والدفء للبطل?

جويدو تائه في أفكاره الخاصة, يقرأ برقية.

محطة القطار نهارا:

المحطة صغيرة متلألئة, أنيقة مزينة بالأزهار واللمبات الرشيقة.

65. لقطة طويلة: يجلس جويدو على بنك إلى اليسار تحت إعلان للبيرة. الإطار بمعظمه مملوء ببوابة حديدية. عبرها نرى خط السكة الحديد الممتد. يقف حمال وراء البوابة إلى اليمين. جرس يقرع.

دوميير: (بعيدا, يتابع الكلام الذي بدأه في اللقطة السابقة): بين جميع الرموز الموجودة في قصتك هذا أسوأها - مليئة بالغ-.....

تقطع كلمة الغموض بصوت صفارة القطار. بحركة تنم عن نفاد الصبر يرمي جويدو البرقية أرضا. يعيد النظر بمضمونها فيتوقف.

لقطة بانورامية نحو اليمين وهو يجتاز الطريق ليلتقط البرقية المكرمشة.

تستمر اللقطة البانورامية وهو ينظر نحو القطار المقترب ويتابع السير نحو اليمين, ثم ينحني على حاجز ليراقب القطار يتقدم نحو المحطة. يقف تقريبا بقربه.

66. لقطة مقربة نصفية: جويدو يعبس ولا يبدو عليه الحماس للقاء القطار.

67. لقطة طويلة: القطار من منظور جويدو. الركاب ينزلون: رجل دين, امرأة وطفل. يتجه الحمال بعربته لمقابلتهم.

68. كما في 66. يضع جويدو نظارته.

69. كما في 67. يغلق الحم ال الباب ويسير الركاب الثلاثة إلى الأمام. في الفسحة الأمامية, لقطة مقربة ليد ملاحظ الخط وصفارته. يصفر الملاحظ معلنا عن موعد مغادرة القطار.

70. كما في 68. جيدو مرتبك لا يدري ما يفعل. يستدير عائدا ويسير نحو اليسار.

جويدو (يخاطب نفسه): إنها لم تأت. وهذا أفضل.

71. لقطة متوسطة: جويدو يسير إلى الأمام, يروح بجريدة.

لقطة بانورامية وهو يتابع السير يمينا, ثم يقف وظهره إلى الكاميرا. بينما يتوجه القطار خارج المحطة تظهر كارلا من على اليمين, لقطة طويلة لها وهي تلبس قبعة بيضاء واسعة وياقة بيضاء وتحمل فروة يدين بيضاء وعلبة قب عة. يتبعها حم ال يحمل العديد من حقائبها. تسير بضع خطوات بمشيتها المثيرة, تنادي جويدو وتلوح له بيدها, تضحك, تثني ركبتها ثم تستقيم إلى أعلى وكأنما تقول له <<احزر من هنا>>?

يلو ح جويدو بجريدته وهو بارتخاء, ثم يستدير بعيدا ليرى إن كان أحد يراقبه. يذهب لملاقاتها فيما تتمايل نحوه وهي تتلوى وتقهقه. المسافرون الآخرون يجتازون الطريق من اليسار إلى اليمين في الفسحة الأمامية.

72. لقطة مقربة متوسطة: جويدو يقبل يد كارلا.

كارلا (تبتسم ابتسامة عريضة): ياك. (عبر الفيلم كله تق طع كارلا كلامها بأصوات ليس لها معنى - سغولب, سماك, سجورب, سناب - بعضها مأخوذ من المقاطع الكوميديه في <<دونالد داك>> وهذه تخفي السعادة والرغبة الجنسية, إلخ) كيف حالك?

جويدو: (مؤخرة رأسه موجهة نحو الكاميرا): إذا - إذا. لا بأس.

كارلا: هل يعرفك أحد هنا.

جويدو: كلا لا أعتقد ذلك. ولكنك أحضرت كل هذه الأمتعة?

تستدير كارلا بعيدا فتتعقبها الكاميرا إلى الأمام وهي تسير باتجاه الحم ال والأمتعة.

كارلا: آه, ليس هنالك سوى خمس حقائب. ملابس السهرة تأخذ حيزا كبيرا. اشتريت واحدا... انتظر فقط حتى تراه. (نحو الحم ال) هل حم لت كل شيء.

الحم ال: نعم, كل شيء.

تستدير كارلا وتنظر باتجاه جويدو.

جويدو(بعيدا): ولكن يا كارلا, الناس هنا يذهبون إلى الفراش باكرا . ليس هنالك ما يجرى.

تتحرك الكاميرا إلى الخلف, بينما تسير كارلا إلى الأمام في لقطة مقربة متوسطة.

كارلا: ولكن هذا منتجع أنيق. لا ريب أن هنالك عرضا للأزياء فيه.

حتى في فندقنا لابد من وجود ناد ليلى, أليس كذلك?

(يظهر جويدو من الناحية اليمنى, ثم يتجه وراءها وهما يسيران إلى الأمام.) هل كنت ولدا مهذبا?

جويدو: نعم, نعم, نعم. ولكن, أريد أن أخبرك بشيء. (يتوجه بعصبية عائدا إلى الجانب الآخر من الإطار.) أنا... أنا لم أتمكن من إيجاد غرفة لك في فندقى. وعلى أى حال فهو ممتلئ بأناس يعرفوننى, ولذلك, فقد قررت أنه من الأفضل أن تقيمي في مكان آخر. فندق ممتاز, لطيف جدا.

كارلا: (تعبس كطفل أصيب بخيبة أمل): ولكن لماذا?

جويدو: (ينظر إلى أسفل ثم يضع يده على خلفية كارلا): وما أخباره?

كارلا: (مسرورة, ضاحكة): سجولب ! حسن جدا.

جويدو: م. م. م.

73. لقطة طويلة عبر بوابة حديدية لجويدو وكارلا يسيران من الشمال إلى اليمين وثم بعيدا عن الكاميرا, نحو مخرج المحطة.

كارلا: تبدو شاحب اللون قليلا. لماذا?

جويدو: إنه هناك. هل ترينه? الفندق هناك تماما.

غرفة الطعام في فندق كارلا, نهارا:

74. نرى من فوق كتف جويدو غرفة طعام ضيقة بسيطة.

خادمة عجوز تلعب لعبة الورق المفردة على إحدى الطاولات.

الخادمة (تنادي, دون أن تحيد النظر عن ورق اللعب): سيدتى !

لقطة بانورامية نحو اليمين, بينما نرى جويدو في لقطة متوسطة, وهو يستدير إلى الخلف ويأخذ خطوة باتجاه كارلا التي تبدأ بتهوية نفسها بيدها وتنظر حولها.

الخادمة (بعيدا): جاء بعض الناس إلى هنا.

جويدو: كما ترين.... تماما كما قلت لك.... إنه ليس...... ولكنه هادئ جدا. (ينزع نظارته.) إذا ما كنت جائعة فسأطلب منهم إرسال السندويتشات إلى الغرفة, المكان كئيب قليلا أليس كذلك?

كارلا: أبدا بتاتا. إنه رائع. لقطة بانورامية تتبعها نحو اليسار, وهي تسير باتجاه غرفة الطعام. وأنا جائعة. أنت أكلت, ولكننى لم أفعل.

مديرة الفندق تسير نحو كارلا وهي تزرر قميصها.

مديرة الفندق (تتكلم بلهجة أهل فينيسيا): مساء الخير يا سيدي.

كارلا (تسير باتجاه الخادمة التي تلعب لعبة الورق المفردة): مساء الخير.

مديرة الفندق: مساء الخير يا سيدتي.

كارلا: هل تسير لعبتك سيرا حسنا?

الخادمة: كلا.

مديرة الفندق (تتقدم نحو جويدو في لقطة متوسطة): كل شيء جاهز. الغرفة... الحمام. يمكنك أن تطمئن. ستكون السيدة واحدة من العائلة.

جويدو (يعود نحو الكاميرا) نعم, نعم, شكرا لك. ألا يوجد لديكم ما يؤكل?

مديرة الفندق: كل ما تشتهيه.

كارلا (تأتي إلى الأمام): الحمام, من فضلك.

مديرة الفندق (تشير إلى المؤخرة): إنه هناك. (تستدير نحو جويدو) سوف أجه ز شيئا بنفسي.

جويدو: نعم, أرجوك جه زي.

مديرة الفندق: (تتكلم مع الخادمة وهي تمشي نحو الخلف): سرعان ما, تقوم السيدة ب-......

ما تبقى من حديثها مع الخادمة يغطيه الحوار بين جويدو و كارلا.

كارلا: (تصفق يديها بغنج): القطار رهيب. إنه يترك يديك سوداء. هل أنت سعيد لمجيئي.

جويدو: حتما.

كارلا: ولكن هل أنت سعيد جدا أو أنك سعيد قليلا.

الخادمة: (في الخلفية وهي تكلم البواب). هل أجهز المائدة?

جويدو: أنا سعيد جدا.

كارلا: (تنتشي وتقر ب قبضتها من وجه جويدو مازحة):

م. م. م سباك. (تستدير. تتحرك الكاميرا خلفها وهي تسير عبر غرفة الطعام.) م. م. م. يالها من رائحة رائعة. هل تعلم يا جويدو.. أووب. (تصطدم قبعتها بثريا متدلية في ضوء ثابت.) هذا المخمل الأسود... كنت متأكدة من أنه سيتغض.

57. لقطة متوسطة: جويدو يحك رأسه مرتبكا, يخطو بضع خطوات إلى الأمام, خلفه برطمانات المخللات والزيتون. تتابع كارلا الكلام أثناء إجابة جويدو.

جويدو: حقا? حسنا, حسنا.

كارلا (بعيدا): لا شيء. ولا حتى ثانية واحدة ! هل تتخي ل? بعد أن سافرت ثلاث ساعات !

76. لقطة طويلة: عبر نافذة على الجانب الأيمن نرى كارلا تغتسل ; وخلال الباب نصف المغلق إلى اليسار نرى دراجة مستندة إلى الحائط. صوت صفارة قطار. كارلا تغني, بدون كلمات.

77. لقطة متوسطة: تلبس مديرة الفندق مريلتها, تسير إلى الأمام, تنظر إلى اليمين باتجاه كارلا.

كارلا (بعيدا): ولكنك لم تخبيرني أنها أعجبتك. ألا تعجبك يا جويدو?

مديرة الفندق: (تستدير باتجاه جويدو): يا لها من سيدة جميلة !

78. لقطة متوسطة: جويدو, الذي يخفي نواة زيتون في يده.

جويدو: هـ. م

79. كما في 77.

مديرة الفندق (تشير برأسها علامة الموافقة) ما الذي تضعه على رأسها... هل هو بلوش? (تلفظها وكأنها كلمة إيطالية.)

80. كما في 78.

جويدو (يلفظها لفظا صحيحا, بالفرنسية): <<آه, بلوش, بلوش.>>

81. كما في 79.

مديرة الفندق (تعيد لفظ جويدو): <<آه, بلوشي.>>

82. لقطة متوسطة: انعكاس صورة كارلا في المرآة.

كارلا: لو تعرفين فقط كم استغرقت من الوقت لأجدها. كدت أن أفقد الأمل. (انعكاس صورة جويدو تظهر خلفها.) أنت تعرفني عندما تضع كارلا شيئا في رأسها....

جويدو: (يدفن أنفه في قبتها البلوش): سناك !

كارلا: سجولب ! (تضحك.) في عدد الأسبوع الماضي من دونالد داك كانت هناك واحدة جيدة. كان هنالك ديناصور.....

جويدو: (يتكلم مع كارلا): ها هي ذي حمارتي الصغيرة الحلوة.

كارلا: احترم نفسك. كان هنالك ديناصور.....

يسمع صوت امرأة تغني أغنية <<ذكريات الطفولة>> والتي تتناسب بشدة مع مشهد بيت المزرعة.

بينما تستدير كارلا نحو جويدو, لقطة بانورامية لصورتهما المنعكسة في لقطة مقربة.

كارلا: جويدو, احترم نفسك. حسنا, ماذا تريد أن تفعل?

جويدو: م. م. م.

كارلا (تلمس جبهة جويدو بجبهتها): هل كنت فعلا ولدا طي با?

جويدو: طبعا.

كارلا: هم. م. حسنا, على أى حال, إن حمارك الصغير الحلو جائع الآن.

لقطة بانورامية نحو اليسار, بينما تسير كارلا نحو اليمين. نرى الآن منعكسة. يذهب جويدو نحو المصبنة. نرى صورته وانعكاسها في آن واحد وهو يغسل يديه.

كارلا: آه, خاتم زواجي. (تخرج.) جويدو.... ذلك الشيء الصغير الذي وعدتني به...

جويدو: أي شيء صغير? (يخاطب نفسه.) الآن سوف ترى... تبدأ في الكلام مرة ثانية عن زوجها, ألا تعتقد ذلك? سوف ترى, يا سنايوراتز الكبير.

83. على المائدة. لقطة مقربة متوسطة: تحمل كارلا وتأكل فخذ دجاجة.

كارلا: مسكين لويجي. إنه ليس سعيدا بالمرة. هل تعلم, إن زوجي ليس من النوع الملح. ليس هو. إن ذلك يصيبه باكتئاب.

ولكنه ليس غبيا, كما تعلم. على عكس ذلك, إنه ذكى جدا. يا إلهي إن الطقس حار جدا ! (تهز جذعها, ثم تربت على صدرها بمنشفة.) هل تصدق ذلك....

84. لقطة متوسطة: جويدو يدخن, يلعب لعبة ورق فردية بيد, ويأرجح شنطة كارلا باليد الأخرى دون تركيز.

كارلا (بعيدا).... إنه يعرف التاريخ الروماني من الألف إلى الياء. إنه بحاجة لمن يدفعه قليلا. ما زال يراوح في مكانه يعمل لدى شركة المحروقات بنفس الراتب.

85. لقطة مقربة: كارلا.

جويدو (بعيدا - غائب العقل): آه. حقا?

كارلا: ترفق بحقيبتي, سوف تكسرها.

86. كما في 84. يضع جويدو الحقيبة على الطاولة.

كارلا (بعيدا): <<أنا مرتبطة عاطفيا بهذه الحقيبة. لقد أعطاها لي هو.

يلتقط جويدو صحيفته.

87. كما في 85.

كارلا: (برقة, وابتسامة صغيرة): لماذا لا تجد له عملا? أنت تعرف العديد من الناس.

يهمهم جويدو بافتتاحية روسينى, بعيدا.

88. كما في 86 يقرأ جويدو صحيفته ويتابع الهمهمة.

كارلا (بعيدا): لقد وعدتني بذلك مرارا. جويدو.

89. كما في 87.

كارلا: هل تعرف لقد حلمت بهذا. حلمت أنك وجدت له وظيفة. وقد جن وقتل....

90. كما في 88 يبدأ جويدو من صحيفته.

كارلا (بعيدا )...... نحن الاثنين معا.

جويدو: من?

91. كما في 89.

كارلا: أنت وأنا. م. م. م. (تستمتع بمذاق طعامها, وتشرب بعض النبيذ.) هل تعرف أين كنا? في ذلك الشارع الصغير خلف فيا دولا جروس, حيث اشتريت لك ربطة العنق التي اشترتها زوجتك فيما بعد? أتذكر? وعندما لبستها أخذت أتساءل ترى هل هي التي اشتريتها أنا أم التي اشترتها هي. (تتكلم وفمها مليء بالطعام.)

كنا هناك على سرير صغير نعانق بعضنا ونحن عراة. وقد دخل وقتلنا نحن الاثنين بمقشة. (تبتسم ملء فمها, ثم تضحك, مستمتعة جدا.)

92. لقطة طويلة: كارلا وجويدو على المائدة. جويدو يأرجح الحقيبة ثانية.

غرفة كارلا في الفندق نهارا.

93. لقطة مقربة: كارلا, في صورة ظل ية, من الخلف. ملتفة بشرشف وبرقع أسود مربوط حول رأسها, تنظر خارج النافذة.

جويدو (يهمس بعيدا): خففي الإضاءة.

كارلا (تهمس) نعم. (تقفل الستائر.)

جويدو (يهمس): تماما, كذلك. الآن تخرجين إلى القاعة وبعد ذلك بدقيقة, تدخلين وكأنما هذه غرفة خطأ ووجدت إنسانا غريبا. لقطة بانورامية تتبع كارلا يمينا في لقطة مقربة. تقف أمام انعكاس صورتها في المرآة فوق المصبنة, ثم تنظر إلى الأمام, مسرورة جدا من اقتراح جويدو.

كارلا: آه, هذا شيء حسن. لم نقم بهذا من قبل.

جويدو (بعيدا): توقفى, تماما هكذا, دعيني أرى. (يطلق عبارة داعرة).

كلا. انت بحاجة إلى بعض مساحيق التجميل وهذا أكثر.....

لقطة بانورامية تتبع كارلا وهي تستدير باتجاه مرآة على خزانة كبيرة, عليها نجد انعكاس صورة جويدو وهو مستلق في السرير.

كارلا: (ظهرها نحو الكاميرا): المزيد من ماذا?

صوت قطار يصفر.

جويدو: أكثر مثل عاهرة. (نرى انعكاس صورة جويدو ينهض من السرير, ثم لقطة بانورامية تتبع كارلا التي تتحرك في لقطة مقربة متوسطة يمينا باتجاه السرير.) تعالي إلى هنا. اعطني القلم. (يظهر جويدو مقابل كارلا في لقطة مقربة متوسطة. يبدأ في رسم حواجبها.) لا تتحركي. (حوار جويدو وكارلا يتشابك فيما هما يتبادلانه أدناه)

كارلا (تنظر إلى أعلى): يا له من مصباح جميل.

جويدو ( يركز على تجميل كارلا): نعم. نعم.

كارلا: كما ترى, أردت واحدا مثله لمنزلي.

جويدو: حسنا, ولكن لا تتحركي.

كارلا: ما اسم هذا الفندق?

جويدو: دوللا فيروفي ا.

كارلا: آه. أريد أن أكتب لزوجى. عندئذ سوف يرسل لي رسالة في البريد السريع فورا. عليك أن ترى الرسائل الجميلة التي يكتبها. سوف أدعك تقرأها.

جويدو (ما زال مشغولا بعملية التجميل التي يقوم بها): نعم, نعم. ولكن إذا لم تبق ساكنة... اجعلي من وجهك وجه عاهرة.

تدير كارلا وجهها باتجاه الكاميرا, تخرج صوتا مثيرا, تفتح شفتيها, تغلق عينيها, ثم تبدأ بالضحك.

جويدو (ينهض): <<سجوى ! أخرجي نحو القاعة.>>

كارلا: (تضع ذراعيها حول رقبة جويدو): آه, إذا هو دور علي أن أمث له.

جويدو: نعم.

كارلا: هل تظن أنني واحدة من ممثلاتك.

جويدو: اخرجي. اخرجي خارجا.

لقطة بانورامية نحو اليمين وهو مستلق في السرير يرفع الملاءة.

كارلا (بعيدا): لماذا? ألا تعتقد ان بإمكاني أن أكون بمثل كفاءتهن !

94. لقطة متوسطة: تسير كارلا باتجاه الباب.

كارلا: <<حسنا>>, إنه ليس لي. لا أحب نوعية حياتهن. (تفتح الباب المؤدي إلى الغرفة الملحقة حيث تعلق ملابس السفر الخاصة بها. تتوقف لحظة في المدخل ثم تستدير نحو جويدو.) أنا أحب أن أبقى في المنزل.

95. لقطة متوسطة في زاوية عالية: يستقر جويدو في مخدته.

جويدو: تابعى. إلى الخارج. أنا نائم.

96. لقطة مقربة متوسطة: تخرج كارلا من الباب وقد تصنعت وجه <<العاهرة>> والصوت المغري. يخرج رأسها خارج الإطار ولكن يدها تبقى على إطار الباب. ثم تعود إلى المشهد.

كارلا: قل لي, لو قمت بهذا في الحقيقة, هل ستصاب بالغيرة?

97. كما في 95.

جويدو (يستدير نحو كارلا). ولكن لماذا? هل حقا ستفعلين ذلك?

98. كما في 96.

كارلا: م. م. من يدري?

99. كما في 98. معظم الحوارات بين مديرة الفندق وكارلا غير واضحة.

ينهض جويدو على كوعه, وهو يدخن سيجارة.

مديرة الفندق (بعيدا): هل تحتاجين شيئا?

كارلا (بعيدا): كلا. لقد خرجت لبرهة من الزمن فقط.

مديرة الفندق (بعيدا): هل ترغبين في الاستحمام?

كارلا (بعيدا): كلا. إنه فقط من أجل......

مديرة الفندق (بعيدا): إذ كنت عطشى فهل تريدين مياها معدنية?

كارلا (بعيدا): كلا. مع السلامة.

100. مدخل الغرفة. تدخل كارلا عائدة, مقهقهة, تشير إلى جويدو بالسكوت.

101. لقطة مقربة: جويدو.

جويدو: ماذا كانت تريد? ماذا قالت?

102. كما في 100.

كارلا مازالت تقهقه: إنها مديرة الفندق التي أرادت أن تعطينى مياها معدنية.

جويدو (بعيدا): تعالي إلى هنا.

بينما تقترب كارلا نحو سرير جويدو بحركات مغرية تتبعها الكاميرا.

جويدو (بعيدا): تعالي. افتحي الملاءة.

لقطة مقربة لوجهها الذي تجعله كوجه <<عاهرة>> وتفتح الملاءة وتفرد ذراعيها على وسعيهما.

كارلا: جويدو. ولكنك فعلا تحبني?

ترمي نفسها على جويدو, الذي يحيطها بذراعيه.

جويدو (بعيدا, بشيء من التأفف): <<نعم. نعم.>>

يذوب المشهد في مشهد آخر.

103. لقطة متوسطة: جويدو نائم في الفسحة الأمامية. خلفه تقرفص كارلا في السرير تقرأ باهتمام كتابا فكاهيا وتمضغ بصوت مرتفع قطعة من الفاكهة. وعلى ركبتها صحن من الفاكهة. تبدأ بالضحك لما تقرأه, تحدق في جويدو, تخنق ضحكتها ثم تعود إلى كتابها الفكاهي وقطعة الفاكهة.

104. لقطة طويلة في زاوية مرتفعة: غرفة النوم. ينفخ الريح بلطف إلى داخل الغرفة, وتخلق الستائر نماذج مختلفة من الضوء والظلمة. جويدو وكارلا كما في 103. على اليسار والدة جويدو تلبس الأسود وتحر ك ذراعها الأيمن وكأنها تمسح شيئا ما. تخطو خطوات قصيرة نحو اليسار. إن السكون غير الطبيعي في هذه اللقطة هو خاصية لمشاهد الأحلام في الفيلم, يقطعه نغم حزين يصاحب المشهد التالي.

مقبرة الريف, حلم جويدو

هذه مقبرة مهدمة لا نرى فيها شواهد قبور عادية, تبدو وقد تشكلت من جدران أثرية وصفوف من الأعمدة والأضرحة.

105. لقطة متوسطة: تقف والدة جويدو وظهرها نحو الكاميرا أمام سطح كبير أبيض, يعكس بعد لحظات بضوء باهت, المقبرة وراءها.

يظهر جويدو خلفها بصورة غير واضحة المعالم في ذلك الانعكاس. تتابع ببطء حركة المسح, ثم تسقط ذراعيها من أكتاف تعبة وتخطو نحو الخلف. بعد أن تتابع حركة أكتافها ونفض منديلها, تمشي نحو اليسار. لقطة بانورامية تتبعها وتظهر المزيد من المقبرة في لقطة مطو لة.

106. لقطة طويلة: المقبرة. تظهر صورة جويدو الجانبية الظلية في لقطة مقربة في الفسحة الأمامية. والدته في الخلفية تسقي الأرض بوعاء معدني.

جويدو: أنت أمي ألست كذلك?

107. لقطة متوسطة: والدة جويدو في المقدمة منحنية تنزع الأعشاب. خلفها حائط المقبرة. تتحرك الكاميرا نحو اليسار. لقطة بانورامية إلى اليمين تضعها في لقطة متوسطة تحاكي منظور جويدو نحو اللقطة. تنظر إلى أعلى.

الأم: كم من الدموع يا بني ! كم من الدموع !

تمسح خدها بمنديلها. لقطة بانورامية نحو اليمين تتابع والد جويدو الذي يحمل قب عة من القش وهو يتحرك خارج الإطار, نحو اليمين.

جويدو (متلهف جدا, عن بعد): والدي, انتظر ! لا تذهب بعيدا !

108. لقطة طويلة بحركة لا تذكر إلى أعلى ثم إلى أسفل مرة ثانية تحاكي منظور جويدو نحو اللقطة, تتحرك الكاميرا في لقطة بانورامية نحو اليسار من الحائط الأثري, مارة بصف من الأعمدة المربعة, إلى قاعدة ضريح في لقطة مقربة.

جويدو (بعيدا ): لقد تكلمنا مع بعض قليلا جدا. اسمع, يا والدي! كان لدى الكثير من الأسئلة موجهة لك.

تتابع اللقطة البانورامية على جذع الوالد الذي يفتح الباب الزجاجي للضريح, ثم يقف إلى يسار التابوت الأبيض. أخيرا نرى وجهه في لقطة متوسطة.

يظهر ظهر جويدو على الحافة اليمنى من الإطار.

الأب (يبتسم, وبنبرة صوت حزينة شديدة العزوبة يستخدمها طوال سياق تسلسل الأحداث):

لا أستطيع الإجابة بعد. (يدير قبعته القش بيده, ويح دق في السقف.) هل ترى كم هو منخفض, السقف هنا? كنت أفضل أن يكون اكثر ارتفاعا. إنه قبيح, يا ولدي, إنه قبيح. كنت أفضل أن يكون مختلفا .

109. لقطة متوسطة: الأب. لقطة بانورامية تتبعه نحو اليمين وهو يسير حول التابوت. عبر النافذة, نرى جدران المقبرة تمتد حتى الخلفية.

الأب: ألا تستطيع الاهتمام بالموضوع يا جويدو? كنت ترسم جيدا جدا. أود أن..... (بينما تستمر اللقطة البانورامية نرى بايس, المنتج, يمشي نحو الضريح. معطفه الأسود على أكتافه, ويحمل قبعة سوداء. (يبتعد الأب عن المكان الآن.) آه إنه المد اح. ما كان عليه أن ي تعب نفسه. يرفع بايس ذراعه بالتحية, بينما يتابع السير نحو الضريح. تستمر اللقطة البانورامية نحواليمين إلى باب يفتح. تدخل كونوشيا مساعدة المنتج بقميص رياضي أبيض وقبعة بيضاء في لقطة مقربة متوسطة يتبعها بايس.

الأب (بعيدا): صباح الخير.

كونوشيا (باتجاه الأب): احتراماتى. لديه وقت قليل جدا. (يخلع قبعته) يقوم بايس بإزالة الغبار عن قبعته وعلى وجهه تعبير بعدم الموافقة وعيناه تتجهان إلى أسفل.

كونوشيا (تلتفت باتجاه جويدو): مرحبا !

يظهر الأب إلى يسار بايس في لقطة متوسطة. تصرفاته خنوعة.

الأب: كيف تسير أموره? كيف تسير أمور ابني?

يحرك بايس يده بعدم الموافقة.

كونوشيا (تهمس إلى بايس): لا تترك نفسك تتأثر, انتبه.

الأب: ماذا? ليس في حالة حسنة?

يستمر بايس باستخدام الأشياء التي تبدي عدم موافقته, بينما ينظر الرجلان الآخران باتجاه جويدو الذي يقيمونه تقييما سلبيا.

110. لقطة مطو لة: المقبرة, عبر نافذة الضريح كونوشيا وبايس يسيران بعيدا. تظهر صورة جويدو الظلية في لقطة مقربة على الشمال.

الأب (بعيدا): من المحزن أن ندرك كم كان أحدهم مخطئا !

جويدو: ولكنني.... (يستدير لينظر إلى الرجلين اللذين تراجعا من على بعد.)

111. لقطة مقربة: الأب يبتسم بأسى. ويتأرجح مقتربا ومبتعدا عن العدسة.

الأب: والدتك جه زت لك شيئا لتأخذه معك. بعض الجبن... خوختين.

لا تعبأ بي.

112. يقطع الحائط الأثري للمقبرة خلفية الإطار قطريا.

جويدو في الفسحة اليمنى الأمامية في لقطة مقربة متوسطة كلها تقريبا في الظل.

الأب (بعيدا): طبعا, هذا المكان منعزل قليلا.... (يظهر خلف جويدو ويضع معطفا فضفاضا على أكتافه. من الواضح الآن أن جويدو في هذا الجزء من المشاهد متتابعة يلبس الملابس الموحدة لطالب مدرسة.)........ ولكن والدتك تأتي كل يوم. تبقى بصحبتي. (تسير الكاميرا إلى الخلف لترينا الرجلين والمقبرة في لقطة طويلة. يربت الأب بيده على رأس جويدو ويبدأ في السير بعيدا. يستدير جويدو ليراقب خلال بقية اللقطة, يبقى جويدو وظهره للكاميرا بينما يتابع والده السير بعيدا. وظهره للكاميرا أيضا.) إنها دائما تبقى كل شيء منظما. قليل من الذوق ضروري دائما. هذا ما نشأنا عليه. ومع زوجتك.... هل كل شيء على ما يرام?

جويدو (متحمسا, يخطو خطوة نحو أبيه المغادر): نعم لويزا......

الأب: لقد كنتما أنتما الاثنان مصدر الفرح في حياتي. مع السلامة, يا بنى.

113. لقطة مقربة جدا: يدا جويدو تغطيان وجهه. مع أنه يبدو وكأنه ينشج, فهو في واقع الأمر يتأوه بعمق. ثم يتوقف بعد ذلك فجأة. يستدير بعيدا عن الكاميرا ونرى الحائط الأثري وقد حدد الخلفية خط قطري مائل. لقطة متوسطة من زاوية مرتفعة: الأب يجلس على حافة قبره في الفسحة اليمنى.

جويدو: ولكن ماهو هذا المكان? هل أنت مرتاح هنا?

الأب: حتى الآن لم أفهم تماما, يا جويدو. ولكن الأمور تسير بشكل أفضل. أفضل بكثير.

يسير جويدو إلى الأمام ويساعد والده على النزول كليا إلى داخل القبر.

الأب: في البداية, يا بني... في البداية... يختفى الأب تقريبا ب

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فلم  8 ونصف Empty تتمة السيناريو

مُساهمة  يحيى الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 4:59 pm

جويدو: كم سنة فاتت على زواجك?

ميزابوتا (بعيدا): كثيرا. واحد وثلاثين.

جويدو: وماذا فعلت زوجتك....

196. كما في 194.

ميزابوتا (يحك جانب رأسه): أخذت زوجتي الموضوع بشكل سيئ. إنها تكرهها. ولكن جلوريا... هل تصدق ذلك... جلوريا مغرمة بها. (ينهض, والآن ينظر إلى جويدو وجها لوجه. يستخدم نبرة صوت متحدية). والآن تفضل وقلها... أنا حمار.

يظهر وكيل أعمال الممثلة بين جويدو وميزابوتا, الممثلة في لقطة طويلة, خلفهما.

وكيل أعمال الممثلة (بالإنجليزية): سامحني (بالإيطالية). يجب أن يكون هنالك برنامج تفصيلي للتصوير... مواعيد. وإلا فلسوف تخسر عقد فيلم في ألمانيا. لدينا عروض أخرى !

197. لقطة مقربة متوسطة: الممثلة.

الممثلة (بالفرنسية): هل ستتركني في ظلام تام حتى النهاية?

198. لقطة مقربة متوسطة: وكيل أعمال الممثلة وجويدو, الذي ينادي الممثلة.

جويدو (وكأنه لم يفهم): عفوا?

199. كما في 197. تصاب الممثلة بخيبة أمل.

200. كما في 198.

جويدو (يبتسم ابتسامة باهتة): تبدين كالحلزونة الصغيرة.

201. جويدو ووكيل أعمال الممثلة في لقطة مقربة متوسطة, وظهرهما إلى الكاميرا, ينظران إلى الممثلة التي مازالت جالسة بينهما في لقطة متوسطة.

الممثلة (بالفرنسية, ما عدا الكلمة التي تعني الحلزونة الصغيرة, <<لوماشينا>>): ما هي ال- <<لوماشينا>>?

يمسك جويدو بيده ويمد سبابته ليوحي بهوائي الحلزون.

جويدو (بالفرنسية): حلزون صغير.

202. لقطة مقربة متوسطة: الممثلة, تضحك على نفسها, تضع يدها على الزينة المغروسة في شعرها والتي حتما تشبه الهوائي.

الممثلة (بالفرنسية): حلزون !

203. لقطة مقربة متوسطة: جلوريا تسند ظهرها إلى الخلف في كرسيها, ثم في لقطة مقربة تحني رأسها على عامود الشمسية في منتصف المائدة.

جلوريا (بالإنجليزية): اصمتوا ! (إكستاتنتكلي بالإيطالية). أسمع صوت الينبوع. دعاه الرومان <<المياه السعيدة.>>

204. نسمع صوت الاوركسترا يعزف بالبوق لحنا يشير إلى بدء فصل تمثيلي. لقطة طويلة: الشرفة تغطيها الظلمة تقريبا بشكل كلي.

تضاء شجرتان في الخلفية. ندرك بالكاد شكل موريس. ثم فجأة إذ يضاء الخلف نرى صورته الظل ية.

205. لقطة مقربة متوسطة: موريس. التحو ل نفسه من الظلام إلى الصورة الظلية. وأخيرا يضاء الأمام. في البداية يبدو جد يا. ثم يبدأ بالابتسام وهو ينحني إلى اليمين ليلتقط عصاه السحرية. نسمع تصفيق الصنوج, فينفجر موريس بضحكة ساخرة مريرة. بالكاد نستطيع أن نمي ز مايا ولوحها الأسود من خلفه.

موريس: مايا ! يبدأ بالركض نحو اليمين.

206. لقطة طويلة: الشرفة. ما زالت مايا ولوحها الأسود في الظل.

لقطة بانورامية تتبع موريس وهو يركض إلى اليمين محاطا بهالة من الضوء.

موريس: دعنا نتحف هؤلاء المملين بشيء من التنوع. (يقف أمام مائدة اثنتين من النساء المسنات اللواتي رأيناهن في بداية هذا الفصل, ويلتقط حقيبة يد, ثم يأخذ بمناداة إحداهما باللغة الفرنسية.) مساء الخير يا سيدتي. أتسمحي لي?

207. لقطة مقربة: مايا بصورة جانبية. معصوبة العينين.

موريس (بعيدا): هل أنت مستعدة يا مايا? ركزى الآن ! ماذا أحمل في يدي?

لقطة بانورامية على مايا وهي تسير نحو اليمين, مبتسمة.

مايا: حقيبة سهرة مخملية.

موريس (بعيدا): وماذا بداخلها?

208. لقطة متوسطة: موريس على الجانب الأيسر من الإطار, يحمل منديلا أبيض, امرأة تجلس على الجانب الأيمن. نرى مايا بينهما في لقطة مطولة. تسير إلى الخلف والأمام خلال اللقطة. صورتها الظل ية تظهر في دائرة الضوء على اللوح الأسود.

مايا: منديل أبيض !

موريس (بالفرنسية): هذا صحيح.

خلال هذه اللقطة, يتابع موريس إخراج أشياء من داخل حقيبة السهرة.

مايا: منديل أحمر.... إسبرين.....

موريس: لا يوجد مخدرات على ما أرجو.

المرأة (تضحك): كلا.

مايا: كلا,: كلا, اسبرين !

موريس: آه ها !

المرأة: آه.

مايا: بد ل كيس الدراهم.

موريس (يفتح كيس الدراهم): هل هنالك أية دراهم?

209. لقطة طويلة: مايا, ذراعاها ممتدتان أمامها, تسير أمام اللوح الأسود حيث ينعكس ظل ها.

مايا: الفان وسبعمائة....

210. مثل 208.

مايا:.... خمس وعشرون ليرة.

تهلل السيدة. ونسمع تهليل باقي المشاهدين.

موريس (يسقط كيس الدراهم إلى داخل حقيبة السهرة, ويعيد ضمه إلى فتحته العادية): آه هاالمرأة إنها رائعة !

211. لقطة طويلة, لقطة بانورامية على موريس وهو يركض في شمال الخلفية نحو مائدة على اليمين في الأمام.

موريس: وهذه السيدة..... بماذا تفكر? (بالفرنسية.) أرجو أن لايكون شيئا قذرا. (لقطة متوسطة: يقف موريس بين سيدتين تجلسان. يخاطب تلك على الجانب الأيسر من الشاشة يرفع يده فوق رأسها.) اسرعي: فكري بشيء.

السيدة: بماذا على أن أفكر?

موريس: أي شيء ترغبين به. (بالفرنسية.) هل أنت الآن تفكرين?

تغمض المرأة عينيها محاولة التركيز.

المرأة: نعم.

مايا (بعيدا) أرغب في أن أحيا مائة عام أخرى.

موريس (يبتسم متهكما): هل هذا صحيح?

يقب ل يد السيدة ويخرج من ناحية اليمين.

المرأة (تستدير باتجاه مايا وتهل ل بسعادة بالغة): نعم, نعم !

212. لقطة طويلة: يرافق سيزارينو كارلا نحو مائدة ويساعدها على الجلوس في مقعد.

موريس (يركض إلى الشمال على اليمين ويوجه الكلام إلى كارلا باللغة الإيطالية): وهذه السيدة الرائعة... (يضحك ويضع يده على رأس كارلا). ماذا يدور في رأسها الصغير?

كارلا : دعني وشأني. (وقفة قصيرة.) هل أستطيع التفكير في شخص ما?

موريس (بالفرنسية): طبعا.

سيزارينو, يقف إلى اليسار, ينظر إلى الأمام مباشرة, من المفترض نحو جويدو.

موريس (بالإيطالية): انطلقي !

كارلا: في هذه الحالة....

213. لقطة مقربة: جويدو الذي يبدأ بقضم أظافره.

كارلا (بعصبية, بعيدا): كلا. أنا خجلة. دع.......

موريس (بعيدا): ولكن مم? (بالفرنسية.) انطلقي سيدتي!

كارلا (بعيدا): هل أستطيع فعلا التفكير في شخص ما?

214. لقطة طويلة: المائدة. صديقة بايس والممثلة تجلسان. وكيل أعمال الممثلة يقف. بايس يتحرك إلى الأمام, يحك يديه.

الصديقة: أخاف أن يقرأ أحد أفكاري.

بايس: لا تخافي يا عزيزتي... هذه مخاطرة لن تمري بها !

(بالفرنسية, يخاطب الممثلة.) هل ترغبين في العودة إلى الفندق, يا سيدتي? الطقس بارد.

يساعد وكيل أعمال الممثلة الصديقة في تغطية جسدها. تقف الممثلة ويبدأ الفريق بالمغادرة.

مايا (بعيدا): قبلة, وصفعة?

موريس (بعيدا, بالفرنسية) هل هذا هو الموضوع? تماما. (تضحك كارلا بعيدا.) شكرا. (لقطة بانورامية قصيرة نحو جلوريا جالسة , وزوجة الصحفي الأمريكي واقفة بالقرب من ميزابوتا, وأمام المائدة, جويدو يهلل. يستدير جويدو وينضم إلى المجموعة مغادرا إلى الخلف, بينما يقبل ميزابوتا يد زوجة الصحفي الأمريكي) سيداتي سادتي (بالإيطالية) إنكم تفكرون. <<يا لها من خديعة>> ! أنا آسف إذا ما خيبت أملكم حيث إنه ليست هنالك خدعة بتاتا. (تتحرك الكاميرا ببطء نحو المائدة. بينما تظهر يد موريس وعصاه بلقطة مقربة تزداد قربا شيئا فشيئا في المقدمة, تخرج المجموعة الملتفة حول المائدة بسرعة من مركز اللقطة.) وهذا ليس صدفة. إنها تجربة خارقة للقوة المغناطيسية وقراءة الأفكار. (جلوريا, زوجة الصحفي الأمريكي وميزابوتا يظهرون الان في لقطة متوسطة) في واقع الأمر أنا أنقل أفكاركم للآنسة مايا.

يظهر موريس بالقرب من جلوريا ويلامس رأسها بعصاه. تضع رأسها على المائدة ويداها تغطيان أذنيها وكأنها تريد إسكاته.

موريس (مخاطبا جلوريا): هل تظنين أنك قادرة على إخفاء أفكارك?

جلوريا (بالإنجليزية, يائسة): لا أريدك أن تفعل بي ذلك.

تستدير زوجة الصحفي الأمريكي نحو جلوريا وتبتسم.

215. لقطة طويلة: بقية المجموعة تسير بعيدا عن الكاميرا, يقوم جويدو بروتين ثني ركبته.

جلوريا (تصرخ, بعيدا): كلا !

رجل (بعيدا): جويدو !

جلوريا (بعيدا, مازالت تصرخ): إنك مقرف !

تتوقف المجموعة عن السير وتنظر إلى الخلف. تشهق جلوريا.

216. لقطة مقربة متوسطة: جلوريا بلقطة جانبية. جلوريا وميزابوتا يتكلمان على التوالي خلال هذه اللقطة وجزء من اللقطة التالية.

جلوريا: اتركني لوحدي!

ميزابوتا (في الأول, بعيدا): جلوريا !

تنهض جلوريا, تستدير وتحيط بذراعيها رقبة ميزابوتا. نرى موريس فوق كتف جلوريا.

جلوريا: آه, يا إلهى !

ميزابوتا (بالإنجليزية) جلوريا, ماذا تقولين? عزيزتي... (بالإيطالية.) هدئي نفسك.

جلوريا (بالإنجليزية): اطلبي من هذا الرجل أن يبعد يديه.... لا استطيع تحم ل هذا. هذا الرجل يصلبني.

ميزابوتا (مخاطبا موريس): ارجوك أن تتوقف.

217. لقطة مقربة: ميزابوتا وخلفية رأس جلوريا.

ميزابوتا (مخاطبا موريس): رجاء, توقف عن ذلك. هل أنت موافق?

موريس (بعيدا): رجاء سامحني. الأفكار مقدسة.

والآن بعد أن هدأت, تدير جلوريا وجهها إلى الأمام.

ميزابوتا (مخاطبا جلوريا): إنها مجرد لعبة.

تحدث مايا صوتا لا معنى له. تضع جلوريا سبابتها على شفتيها وكأنما تعتذر لموريس.

موريس (بعيدا): هل أنت جاهزة. يا مايا?

218. لقطة طويلة: المجموعة تسير بعيدا. بايس يمسك بذراع جويدو, تقترب الكاميرا أكثر متجهة نحو دائرة الضوء.

موريس (بعيدا): لحظة فقط, أيها السيدات والسادة. توقفوا هنا بالضبط. (يظهر موريس في الإطار وهو يركض من يمين الفسحة الأمامية نحو المجموعة.) هل بإمكاننا معرفة ما تفكر به? (مخاطبا بايس.) أنت مثلا.

219. لقطة مقربة متوسطة: بايس يسير نحو اليسار مع أفراد مختلفين آخرين.

بايس: بماذا تظن أنا أفكر الآن? أنا أفكر في م خرجى - بالأثنين معا : بالصليب الذي على حمله أو بمتعتى الشخصية. (4)

يخرج من اليسار, يسير خلف جويدو الذي يظهر الآن في لقطة مقربة متوسطة في إطار إلى اليمين مواجها لموريس في إطار إلى اليسار.

جويدو (يبتسم, نحو موريس): كيف حالك?

موريس (يتكلم بنبرة صوت طبيعية لأول مرة): حسنا. وأنت?

جويدو (ينظر إلى اليمين, ثم يسير مع موريس نحو اليسار وظهره للكاميرا.) لم نر بعضنا منذ سنين.

موريس: هذه هي الحقيقة, لسوء الحظ, أيها الصديق القديم. (يستدير ثم ينادي مايا): سأكون هناك حالا . (يستدير نحو جويدو ثم يتابعان السير.) لقد أصبحت مشهورا أليس كذلك?

جويدو (ظهره نحو الكاميرا): آه, توقف عن هذا ! ولكن أخبرني... ما هي الحيلة? (يتوقف ويواجه موريس): كيف تقوم بايصال ما تريد...?

موريس: هنالك بعض الحيل, ولكن هنالك أيضا أشياء حقيقية حولها. لا أدري كيف تحصل ولكنها تحصل.

جويدو: ولكن هل تستطيع أن توصل أى شيء على الإطلاق?

موريس: أي شيء...... ماعدا أننى أريدها أن تداعبني في منطقة حساسة (يضحك) هل تريد أن تحاول?

جويدو (بنظرة مرحة) نعم, نعم, انتظر لحظة !

موريس (يخلع قبعته العالية): لاحظ, معك سوف أسقط على وجهي. يضع يده على رأس جويدو. وعلى جهاز الصوت نسمع مقدمة <<ريكوردو دنفازيا>>.

220. لقطة طويلة جدا: الموائد والشرفة. في الخلفية مايا ولوحها الأسود في صورة ظل ية ; وفي الفسحة الأمامية, ميزابوتا وذراعاه تحيطان بأكتاف جلوريا وزوجة الصحفي الأمريكي, يسيرون ببطء إلى الأمام. تتحرك دائرة الضوء إلى الخلف لتلتقط مايا.

مايا: أنا لا أفهم.

221. لقطة مقربة: مايا تبتسم محتارة.

مايا: لا أستطيع إعادتها. تضع يدها على جبينها, ثم تستدير نحو اللوح الأسود وتبدأ في الكتابة. نستطيع أن تقرأ الأحرف <<أ>> و <<س>>.

222. مثل 219.

223. لقطة طويلة: مايا تكتب على اللوح الأسود.

224. لقطة متوسطة: تتابع حركة 223. عندما تنتهي مايا من الكتابة <<ماسا>> تستدير إلى الأمام. ثم تسير نحو اليمين لتظهر ما كتبته.

مايا (بالفرنسية): هل هذا كل شيء? (تح رك ريشتها على الكلمات ثم, بعيدا.) <<آسا... نيسي... ماسا?

225. كما في 222.

موريس: هل هذا كل شيء?

جويدو: نعم.

يستدير جويدو بعيدا, ينظر موريس باتجاه مايا.

بايس(بعيدا): جويدو !

موريس: ولكن ماذا يعنى هذا?

مطبخ بيت المزرعة ليلا.

خلال هذا الفصل يدور الحوار بلهجة رومانية مما يجعله في كثير من الأحيان غير مفهوم للعديدين من الناطقين بالإيطالية. كما أن بعضه غير مسموع كذلك. يظهر جويدو طفلا خلال هذا الفصل.

226. نتبع لقطة بانورامية نحو اليسار, لقطة متوسطة: المربية ذات الملابس البيضاء, مجرد ظلها خلف ملاءة معلقة, تأخذ طريقها عبر ملاءات أخرى معلقة. وبعيدا, امرأة تدندن بنغم <<ريكوردو دنفازيا>>. هذا الصوت وهذه الموسيقى تستمران في الجزء الأكبر من الفصل بمصاحبة شيء من الموسيقى المريحة للأعصاب المعزوفة على الجيتار.

227. لقطة متوسطة. يظهر جويدو يتقدم على أطرافه الأربعة تحت المائدة مختبئا من المربية ذات الثياب البيضاء. حافي القدمين, يلبس سرواله القصير وعلى رأسه منشفة.

228. لقطة من أعلى إلى أسفل, لقطة متوسطة للمربية ذات الثياب البيضاء بالقرب من المائدة على يديها وقدميها.

المربية ذات الملابس البيضاء: جويدو, تعال إلى هنا ! أين أنت? لا تكن صعب المراس.

229. لقطة بانورامية في اليسار, بينما تتجه الكاميرا نحو اليمين, لقطة طويلة للغرفة. في الفسحة الأمامية امرأة عجوز تنام على كرسي. وبينما تتحرك اللقطة البانورامية أكثر نرى المزيد من الغرفة; شكل يقف في منتصف الغرفة. سياج حديدي يحيط بحفرة في الأرض, شكل يشبه المشواة على الحائط البعيد.

المربية ذات الملابس البيضاء (بعيدا): يا للعجب !

جويدو: لا أريد أن آخذ حماما. لا أريد أن آخذ حماما.

المربية ذات الملابس السوداء (بعيدا): تعال إلى هنا... دعني أمسك بك.

المربية ذات الملابس البيضاء (بعيدا): اعرف ماذا يريد هذا النذل. يريد أن تحمله حبيبته, الحلوة الجذابة.

يركض جويدو من اليمين إلى اليسار ويقف عند حائط مسلط عليه ظل عملاق للمربية ذات الملابس السوداء فيغطيه هو وظله معا . يركض ذهابا وإيابا بحيث يزيد تراقص الظلال على الحائط تعقيدا . وأخيرا تتمكن المربية ذات الملابس السوداء من إمساكه وتحمله إلى الأمام بين ذراعيها.

230. لقطة مقربة متوسطة: المربية ذات الملابس البيضاء تبتسم وهي تشير إلى جويدو وتأخذه من بين ذراعي المربية ذات الملابس السوداء والتي نراها من الخلف.

المربية ذات الملابس السوداء: تعال إلى هنا. تعال إلى هنا.

يظهر جذع جويدو ورأسه المغطى بالمنشفة في لقطة مقربة متوسطة وهو مرفوع إلى الأمام على كتف المربية ذات الملابس البيضاء.

المربية ذات الملابس البيضاء: لا يريد أبدا الاستحمام بالنبيذ, هذا الولد المخزي. ولكن ألا تعلمين أن حمام النبيذ....

321. لقطة متوسطة: ظل جويدو المحمول على كتف الممرضة يتحرك على الحائط. المربية ذات الملابس البيضاء (ظلها).... يجعلك قويا كرجل?

232. لقطة متوسطة: رجل يأخذ المنشفة من على رأس جويدو.

اصوات أولاد (بعيدا, بتناسق): جويدو خائف! جويدو خائف! جويدو وقد أخذ يبتسم يحمل إلى خابية النبيذ ويوضع بها مع باقي الأولاد.

233. لقطة متوسطة: الأولاد يصرخون فرحا ويقفزون إلى أعلى وإلى أسفل.

الأولاد: هوب لا, هوب لا.

رجل خارج الخابية يغطس أحد الأولاد الصغار في خابية النبيذ. وولد آخر يحمله رجل غاطس في الخابية. لقطة رأسية إلى أعلى نحو فتاة كبيرة في الثانية عشرة من العمر تجلس على فتحة الباب الأفقي في السقف ورجلاها متدليتان ترمي عنبا إلى أسفل نحو الخابية.

234. لقطة بانورامية للقطة مقربة متوسطة: الأولاد يقفزون إلى أعلى وإلى أسفل في خابية النبيذ.

235. لقطة طويلة. جزء آخر من الغرفة الملاءات المعلقة. لقطة طويلة تتجه إلى اليسار تتابع الجدة وهي تسير ببطء, تتبعها الفتاة ذات الاثني عشر عاما , تسير متسل لة وتنتظر لتفاجئ الجدة. تلتقط الجدة قطعا من الحطب.

الجدة (تخاطب نفسها): الشيطان واللعنة !

أصوات الأولاد (بعيدا): أيتها الجدة, أيتها الجدة !

الجدة: الحطب رطب هذا العام. هذه القطة التي تجوس خلسة تشبه جدك تماما. يخرج من المنزل ولا يعود إلا إذ كان جائعا.

تستدير الج-دة فترى الفت-اة ذات الاثن-ي عش-ر عاما تجر قضيبا على الأرض.

الجدة: يجب أن تخجلي من نفسك ! اذهبي إلى الفراش. آه !

تقفز الفتاة ذات الاثني عشر عاما.

236. لقطة متوسطة: الفتاة ذات الاثني عشر عاما تضع سبابتها على أنفها تقفز إلى أعلى وإلى أسفل.

237. كما في 235. تستدير الفتاة ذات الاثني عشر عاما وتركض إلى الخارج.

تتقدم الجدة نحو الملاءات المنشورة على هيكل خشبي كروي.

الجدة: المرة الأخيرة اغلقت الباب في وجهه وتركته في الخارج لمدة يومين.

(تسير حول الهيكل وهي تنزع الملاءات, ثم تديره مرة ثانية إلى الأمام وهي تحمل الملاءات) كان من الممكن أن أتزوج مرة ثانية, وتأكدوا أيها الأولاد أنني كنت سأجد شخصا جميلا. أفضل من جدكم. يالغبائي! (لقطة بانورامية تتبعها, وهي تتقدم إلى الأمام نحو اليمين, تسير خلف وحول الملاءات الأخرى المعلقة, لقطة بانورامية تتبعها نحو اليسار في لقطة متوسطة.) فكرت أننى لو اتخذت زوجا آخر فإن زوجى الأول سواء أكان في الجنة أو في النار, أى مكان وضع به, فهو لم يكن لينتظرني. (ترمي الملاءات على أحد الأسرة تستدير نحو اليمين وتصرخ منادية الأولاد.) اهدأوا أيها الأولاد واذهبوا إلى فراشكم !

238. لقطة طويلة: الخابية, وقد ظهر ارتفاعها المعقول. بعض الأولاد مازال يقفز داخلها إلى أعلى وإلى أسفل, والبعض الآخر خارجها, يرفع أحد الرجال واحدا من داخلها (قد يكون جويدو). المربية ذات اللباس الأسود تدخل إلى يمين الفسحة الأمامية تحمل ملاءة ناشفة. وتلف مع المربية ذات اللباس الأبيض الولد بها. لقطة بانورامية إلى اليمين تتبع المربية ذات اللباس الأبيض وهي تركض حاملة الولد بين ذراعيها, مخاطبة إياه بحنان بالغ. ضوء مسلط نحو اليسار يظهرهما وقد انطلقا هاربين إلى أعلى السلم بعيدا عن الكاميرا. ثم, وفي لقطة متوسطة مقربة في الفسحة الأمامية يظهر شكل المربية ذات اللباس الأسود وامرأة أخرى شابة, وأيضا ولد آخر ملفوف بملاءة محمول بدوره إلى أعلى السلم. الفتاة ذات الاثني عشر عاما تركض أيضا إلى أعلى السلم.

غرفة النوم في المزرعة ليلا.

239. يسلط الضوء على السرير. صورة العم اغواستينو النصفية معلقة على الحائط في الخلفية. في لقطة متوسطة, تدخل المربية ذات الثوب الأبيض, وبمساعدة المربية ذات الثوب الأسود (التي لا تظهر للعيان حتى نهاية هذه اللقطة), ترفع الملاءات, فيظهر شكل خشبي وأداة التدفئة. لقطة بانورامية بينما تخرج المربية ذات الثوب الأبيض أداة التدفئة, خلفها ثلاثة أولاد (أحدهم الفتاة ذات الاثني عشر عاما) تقفز إلى أعلى وإلى أسفل على سرير آخر.

الطفلة: ناني, ناني, كلوديو بلل نفسه.

تستدير المربية ذات الثوب الأبيض نحو الأولاد.

المربية ذات الثوب الأبيض: ماذا تفعلون? اذهبوا إلى النوم... وأنت أيضا, اذهبي إلى النوم كذلك.

تضع الأولاد مرة ثانية في السرير وتغطيهم. يظهر جويدو الفسحة الأمامية في لقطة متوسطة مقربة, ظهره إلى الكاميرا, منشفة تغطي رأسه, ترجع الكاميرا إلى الخلف لتظهره وهو مستلق على ظهره في السرير, يبط بساقيه مرحا.

المربية ذات الثوب الأبيض (متجهة نحو جويدو): جويدينو, ادخل تحت الأغطية. الطقس بارد. اهدأ.

تظهر المربية ذات الثوب الأسود في الفسحة الأمامية. تعيد المربيتان وضع جويدو في مكانه المناسب داخل السرير وتغطيانه.

المربية ذات الثوب الأسود: هل تليت صلواتك?

تقترب الكاميرا أكثر بينما تقوم المربية ذات الثوب الأبيض في الناحية البعيدة من السرير بمداعبة ومعانقة جويدو.

المربية ذات الثوب الأبيض: يا عاشقي الصغير. ألست أنت عاشقي الصغير?

المربية ذات الثوب الأسود: (تغطى جويدو بإحكام الغطاء عليه) هل تعطيني أنا قبلة أيضا? من التي تحبها أكثر? ألا تحبني أنا أكثر?

لقطة بانورامية نحو الأولاد في السرير الآخر وهم يصرخون ويقفزون.

المربية في الثوب الأبيض (تستدير نحو الأولاد بمرح): سوف أوجه لكم صفعة.

يطفأ الضوء وتظلم الشاشة.

صوت: ش !

240. لقطة متوسطة مقربة: تسير الجدة إلى الأمام, يضىء المصباح الذي تحمله وجهها.

الجدة: لا تستطيع أن تخدعني.

241. ابتعاد سريع عن لقطة متوسطة لاثنين من الأولاد ينامان في السرير.

الجدة (بعيدا): أستطيع أن أخمن متى تتظاهر بأنك نائم.

242. يسلط الضوء على السرير الذي يضم الفتاة ذات الاثني عشر عاما والولدين الاثنين الآخرين النائمين.

الجدة (بصورة ظلية على الطرف الآخر من السرير): ناموا جيدا يا صغارى. (تربت على رأس الولد الأقرب إليها.) اغمض عينيك.

تستدير وتخرج من باب مفتوح ناحية اليسار, بينما تتراجع الكاميرا بلطف وتأخذ لقطة بانورامية نحو اليمين لتظهر اتساع السرير. تدخل الجدة عبر الممر المضيء ثم تقفل دفتيه.

243. لقطة متوسطة: السرير والأولاد الثلاثة النائمون. الفتاة ذات الاثني عشر عاما والأقرب إلى الكاميرا تجلس فجأة في لقطة متوسطة مقربة. بعد أن تقول ما لديها, تشير بحيوية نحو اليسار, تضع سب ابتها أمام أنفها, تصل ب ذراعيها أمامها وترفرف بها من فوق أكتفاها مثل جناحي الطائر, تلو ح بيدها ثم تقفلها وكأنها تمارس طقسا من الطقوس.

الفتاة ذات الاثني عشر عاما: جويدو, لا تنم هذه الليله ! إنها الليلة التي تتحرك بها عيون اللوحة النصفية. أنت لست خائفا, اليس كذلك? عليك أن تكون هادئا ! العم أوغوستينو سوف ينظر نحو زاوية من زوايا الغرفة, ولسوف يكون الكنز هناك ! لا تخف, يا جويدو ! سوف تصبح ثريا ! هل تتذكر الكلمات السحرية?

242. لقطة طويلة: الغرفة: جويدو يجلس في السرير في الفسحة الأمامية وظهره إلى الكاميرا, الفتاة ذات الاثني عشر عاما في الزاوية اليمنى البعيدة, تقوم بحركات إيمائية: صورة العم أوغوستينو كانت دائما على الحائط بين السريرين.

الفتاة ذات الاثني عشر عاما: آسا نيسي ماسا... آسا نيسي ماسا... آسا نيسي ماسا... ش !

مطبخ المزرعة ليلا.

245. لقطة طويلة: حائط وخزانة منخفضة. ظهرها إلى الكاميرا, تسير الفلاحة العجوز القريبة نحو الباب المفتوح على اليمين, ثم تخرج. تسمع صوت الريح يصفر ويستمر كذلك حتى نهاية المشهد.

246. لقطة طويلة: منبسط الدرج أمام غرف النوم بأعمدته وحواجزه الحديدية (درابزين). المربية ذات الثوب الأبيض, تحمل مصباحا, تدخل غرفة في الخلفية إلى اليمين. تتحرك الكاميرا ببطء نحو اليمين حيث يوجد عامود علقت عليه صور لامرأة ورجل, ومصباح أسفلها, ثم بإمكاننا أن نرى امتداد الغرفة إلى أسفل ملاءاتها المعلقة, والسلم المؤدي إلى الخابية والمدفئة على الحائط البعيد.

247. تحرك بطيء إلى لقطة مقربة للهيب يفرقع في المدفئة.

تلاش تدريجي نحو اللقطة التالية.

الباحة, فندق النبع, ليلا.

248. لقطة بانورامية نحو اليمين تظهر المكتب الأمامي, ومكتب الموظف المسؤول في منتصف المسافة والسلالم في الخلفية. في لقطة متوسطة ينظر البواب إلى أعلى نحو اليمين باتجاه جويدو وينزع نظارته.

البواب: عفوا سيدي لقد اتصلوا بك من روما مرتين أو ثلاث. زوجتك على ما أعتقد.

جويدو: (بلهجة متعبة, بعيدا): آه, حقا? حسنا. بلغهم أنني جاهز لأخذ المكالمة.

البواب (مستديرا نحو جينو موظف المكتب): جينو بلغ عامل الهاتف في روما أن يتصل.

جينو: حسنا.

البواب: (يعطي جويدو صحيفة): هذه لك.

جويدو (بعيدا): شكرا.

البواب: تصبح على خير يا سيدي.

جويدو (بعيدا): تصبح على خير.

جينو (يتكلم على الهاتف مع عاملة الهاتف): مارسيلل, تلك المكالمة من روما... ضرورية.

من منظور جويدو, نتجه نحو اليمين, فيظهر جزء أكبر من الباحة والسلالم. بإمكاننا أن قراءة 2 على الساعة المعلقة فوق السلالم.

عندما تظهر خلفية رأس جويدو في الإطار بلقطة متوسطة مقربة يسمع اللحن الرئيسي من موسيقى الفيلم يعزف على البيانو. تتبع الكاميرا جويدو وهو يسير متجاوزا المكتب.

جينو (بعيدا): مساء الخير يا سيدي.

جويدو: مساء الخير.

249. لقطة طويلة: الباحة, جويدو يمشي إلى الأمام. من الجهة اليمنى امرأة جميلة مجهولة كان قد رآها جويدو في المشهد الأول داخل الباحة, تتكلم في الهاتف. يستدير جويدو نحوها عند سماع صوتها.

المرأة الجميلة المجهولة (بنبرة عاطفية تظهر إخلاصا عظيما): كلا, كلا, كلا... أنا لست غاضبة. شيء واحد يمكن أن يغضبني. (تتحرك الكاميرا على مسارها إلى الخلف بينما يتابع جويدو السير إلى الأمام.) آه ولكنك تعرف نوعيتي. يتوقف جويدو مرة ثانية ويستدير ليرمقها بنظراته.

250. لقطة مقربة: المرأة الجميلة المجهولة.

المرأة الجميلة المجهولة: كلا. كلا. (تنظر إلى أعلى, الدموع بدأت تتجمع في عينيها. تبعد وجهها إلى النصف عن الكاميرا) اغفر له كل شيء.

251. كما في 249.

المرأة الجميلة المجهولة: كل شيء. اغفر له كل شيء.

تتبد ل الموسيقى إلى شيء أكثر حيوية: لقطة بانورامية تتبع جويدو نحو اليمين. نرى ميزابوتا يعزف البيانو على خشبة مسرح صغير; تجلس جلوريا على الحافة. يتوقف جويدو لبرهة من الزمن. يظهر ذراع الممثلة على ظهر المقعد الذي تجلس عليه في الفسحة الأمامية ناحية اليمين.

الممثلة (بالفرنسية في البداية من بعيد ومن ثم بلقطة مقربة متوسطة جانبية لها بينما تتابع الكاميرا اللقطة البانورامية نحو اليمين): مساء الخير.

(بالإيطالية) هل بإمكاننا التحدث قليلا? (بالفرنسية) اجلس هنا بجانبي لبرهة من الزمن.

جويدو (بعيدا): كلا, أنا آسف.... سوف أذهب إلى السرير. أنا متعب جدا وأيضا أنتظر مكالمة هاتفية.

تستدير الممثلة نحو الكاميرا, باتجاه جويدو, وتقدم له كأسا.

الممثلة (بالفرنسية): هل ترغب بشيء منه?

جويدو (بعيدا): كلا, شكرا. عندي صداع...

الممثلة بالإيطالية: أعطني يدك. (يدا جويدو تظهران في الإطار. وهي تمسك.) كلا. اجلس. (تنهض في لقطة مقربة. لقطة بانورامية تتبعها وهي تستدير وتسير حول المقعد).

املك سائلا شافيا في يدي اليسرى. (بالفرنسية) نعم....

عندما أصاب بألم في المعدة آدهن به نفسي. اخلع قبعتك.

252. من زاوية مرتفعة لقطة مقربة متوسطة: جويدو, أستسلم لقدره, خلع قبعته. يدا الممثلة وخصرها يظهران خلفه. تدلك بيدها جبهته.

253. لقطة مقربة متوسطة: الممثلة.

الممثلة (بالإيطالية): هل هذا أفضل?

جوابا على سكوته تلاشت ابتسامتها إلى خيبة أمل.

254. كما في 252. يبعد جويدو اليد اليسرى للممثلة ويقبل راحتها.

جويدو (متأدبا): نعم, ربما.

تختفي من الإطار إلى اليمين. لقطة بانورامية نحو اليسار وهو يعود ليستقر على المقعد وينظر إلى أعلى باتجاهها.

255. لقطة مقربة متوسطة: الممثلة في لقطة جانبية وهي تستند على المقعد.

الممثلة (بالإيطالية): لماذا تنظر إلي هكذا?

(بمزيد من الهيجان) آه, لا تقل لي انني جميلة بالطريقة التي تقولها تبدو.

256. كما في 254.

الممثلة (بعيدا):... كأنها إهانة.

جويدو: ما الذي يزعجك.

257. كما في 255. تبتعد الممثلة عن الكاميرا وهي تنشج.

الممثلة (بالفرنسية): لا أدرى. (لقطة بانورامية تتبعها وهي تسير نحو اليسار.)

(بالإيطالية.) أشعر أنني قد خر بت كل شيء... (تجلس, ثم تتجه نحو جويدو. في الخلفية يجلس ميزابوتا إلى البيانو وجلوريا عند قدميه.)... حياتي... عملي. (تستعيد تماسكها.) (بالفرنسية) ولكن قل لي... (بالإيطالية) لماذا تستمتع بتعذيبي?

258. لقطة مقربة متوسطة: جويدو.

جويدو: أعذبك ! آه, رجاء !

يبتسم باتجاه وكيل أعمال الممثلة.

259. لقطة مقربة متوسطة: وكيل أعمال الممثلة, كأس بيده. يتجشأ.

الممثلة (بعيدا, بالإيطالية): تكلم معي وكأنني صديقة قديمة. أحتاج...

260. جويدو في لقطة مقربة متوسطة في الفسحة الأمامية, ووكيل أعمال الممثلة في لقطة متوسطة في الخلفية.

الممثلة (بعيدا)... لأن أشعر بقرب من مخرجي. (لم يعد جويدو يسمع ما تقوله ولكن يبتسم بسعادة ويستدير إلى الأمام وينظر متجاوزا الممثلة باتجاه جلوريا.) ثم....

261. لقطة مقربة متوسطة: جلوريا, تجلس على حافة خشبة المسرح الصغير كما كان من قبل. تمص خنصرها, وتنظر باتجاه جويدو تغمز وتبتسم.

262. كما في 260.

الممثلة (بعيدا, بالفرنسية): هل رأيت فيلمي الآخير? صورناه في بلغراد.

263. لقطة طويلة: جلوريا تجلس على خشبة المسرح. ميزابوتا يلعب البيانو.

الممثلة (بعيدا): شخصيتي كانت شخصية امرأة هادئة جذابة, ترك عليها الزمن الظالم علاماته... مزاج هيستيري. كانت مخلوقة حقيقية.

تنهض جلوريا خلف ميزابوتا, تضربه برفق على رأسه وتقف ثابتة ترفع ساقها إلى الحائط.

جلوريا: اعزف <<الغموض>>.

ميزابوتا: أنا لا أعرف <<الغموض>>.

جلوريا: (منحنية عليه, متملقة): ولكن نعم...

الممثلة (بعيدا , بالإيطالية): آه, يا لها من شخصية ! هذه المرأة..

264. لقطة متوسطة: جويدو يداه إلى أعلى رأسه, وكأنه يحمي نفسه مما يسمعه.

جويدو: ولكن...

الممثلة (بعيدا بالفرنسية):... التي يجد الناس فيها الحماية (بالإيطالية) والحب.

265. من على كتف وكيل أعمال الممثلة, جلوريا وميزابوتا في خلفية لقطة طويلة (إنه يعزف مرة ثانية اللحن الأساسي ل-18), تجلس الممثلة في منتصف لقطة متوسطة وتنظر باتجاه جويدو.

الممثلة (بالإيطالية): أنا هي تلك الشخصية. أنا مثيلتها في الحياة... وفي الحب. (تنظر نحو وكيل أعمال الممثلة). ولهذا فأنا أ شعر بالوحدة الشديدة, لقد تفهمت دائما وسامحت دائما كل ما في الرجل الذي أحببته...... في الرجال.

موظف في الفندق يظهر من ناحية الشمال داخل الإطار.

الموظف: روما على الخط, يا سيدي.

جويدو(بعيدا ): نعم, شكرا.

يظهر جويدو في الإطار, وهو ينهض, تتبعه الكاميرا المتحركة يمينا وتأخذ لقطة بانورامية له وهو يتحرك باتجاه الهاتف. تستدير الممثلة باتجاهه, متابعه كلامها, ومتلهفة لمتابعة جذب انتباهه.

الممثلة: أنا مغرية جدا. (بالفرنسية) وأحببته, أيضا.

ينظر جويدو نحوها ويسير بعيدا.

جويدو: نعم, نعم, أنت تقتربين كثيرا. سوف أعود فورا.

266. تتجه الكاميرا على المسار إلى الداخل في لقطة متوسطة: يحمل البواب السماعة في يده.

(جويدو يسير نحو الإطار من اليمين): شكرا.

البواب: أهلا وسهلا بك.

لقطة بانورامية / الكاميرا على مسار تتبع البواب وهو ينتقل بين جويدو والهاتف ثم يسير نحو اليسار, عبر الباحة نحو المصعد.

جويدو(يتكلم في الهاتف): مرحبا !

صوت عامل الهاتف: روما على الخط. تفضل.

جويدو(بعيدا ): مرحبا , نعم!

صوت روزيللا: هل تريد لويزا?

جويدو(بعيدا ): نعم, أرجوك.

صوت روزيللا (مداعبة): أنت تشعر بتأنيب الضمير, أليس كذلك, أيها الوحش ! هذه روزيللا.

جويدو (بعيدا ): آه, مرحبا , روزيللا كيف حالك? هل اتصلت بي لويزا.

صوت روزيللا: أين كنت في الخارج في هذا الوقت المتأخر, أيها الغجري! علاج الاسترخاء... يا له من عذر ! إليك لويزا.

267. لقطة مقربة متوسطة: رأس جويدو من الخلف, يرى من وراء حاجز.

جويدو: نعم, إلى اللقاء شكرا.

يستدير نحو الأمام.

صوت لويزا: جويدو, طلبتك مرتين. أين كنت?

جويدو: أعرف. أنا آسف. كنت في مكتب الإنتاج. نحن نعمل. (بإخلاص بالغ). كيف حالك?

صوت لويزا: لا بأس.

جويدو: إيه?

صوت لويزا: هل تفيدك المعالجة?

جويدو (مترددا ): ولكن.................

صوت لويزا: هل تشعر أنها تفيدك?

جويدو: ربما. أعتقد ذلك. ولكن, هل تعرفين, في الحقيقة لا أستطيع الاسترخاء كثيرا.

(الكاميرا تتجه نحوه في لقطة مقربة). ماذا تفعلين? هل تمضين وقتا لطيفا ?

صوت لويزا: كالعادة. روزيللا, تيلد, وأنريكو هنا.

268. لقطة طويلة: الباحة من منظور جويدو. جلوريا وميزابوتا يسيران ببطء من الشمال إلى اليمين.

صوت لويزا: إنهم على وشك الانصراف. ولكن هل تمضي وقتا لطيفا ?

هل قابلت أحدا ?

جويدو: هل تتخيلين! إنه شيء ممل. ولكن من ناحية أخرى, كما تعلمين فإنه بالنسبة لعملي فهذه الطريقة أفضل.

تغيظ جلوريا ميزابوتا بدلال خفي. تضع يديها على ظهره وكأنها تدفعه إلى الأمام.

ميزابوتا (ضاحكا يلتفت نحو جويدو): مساء الخير. يا جويدو.

269. كما 267.

جويدو (يهمس لميزابوتا): مساء الخير.

صوت لويزا: ولكنك لم تقابل أحدا تعرفه? هل مازلت لوحدك?

جويدو (منزعجا قليلا): طبعا.

صوت لويزا (مرتابا ): حقا?

جويدو (فجأة, بحماس شديد): لويزا.... لماذا لا تأتين لزيارتي? بإمكانك الوصول إلى هنا في وقت قصير ! أنه سهل جدا ! (صوت روزيللا, بلهجة عدائية ساخرة): متى ستبدأ هذا الفيلم, أيها الممل?

جويدو: لا أعرف, لا أعرف. دعي لويزا تكلمني, أرجوك.

صوت لويزا (أكثر رقة): إذا يجب أن أحضر? تريدني أن أحضر?

جويدو: نعم, حتما, إذا كانت هذه رغبتك. يمكنك أن تحضري مصطحبة أحدا.

صوت لويزا: ولكن هل تحب ذلك?

جويدو: حتما أرغب في ذلك. وإلا لما كنت طلبت منك أن تفعلي, هل كنت سأطلب?

صوت عاملة الهاتف: هل انتهت المكالمة يا سيدي?

جويدو: كلا, شكرا.

صوت لويزا: متى يجب أن أحضر?

جويدو: متى رغبت يا لويزا.

صوت لويزا (تضحك بعصبية) احذر.... فقد آتي حقا.

جويدو: ولكني يا عزيزتي, لم أكن لأطلب منك ذلك لو لم أكن أرغب فيه.

أنا أحب ذلك !إلى اللقاء..... ومساء الخير.

صوت روزيللا: إلى اللقاء أيها الرجل المجنون. مساء الخير.

جويدو: إلى اللقاء.

صوت لويزا (بجدية): مساء الخير يا جويدو.

جويدو بعد توقف قصير, يستدير ويعلق الهاتف.

270. لقطة مطولة: جويدو يسير إلى الأمام تائها في أفكاره. تبدأ الساعات بالدق. العناصر المتفاوتة للباحة ظاهرة بشكل واضح: كرسي هزاز, قناع معلق على تمثال, ألواح موقتة معلقة على أعمدة.

الممثلة (بعيدا بالفرنسية) سيد جويدو, لقد فكر وكيل أعمالي...

جويدو (بحركة سخط): انتظري لحظة, يا سيدتي.

271. لقطة طويلة: الباحة, الممثلة ووكيل الأعمال في الخلفية.

جويدو (بعيدا ): سأصعد إلى المكتب لأرى أجوستيني تحديدا من أجل...

الممثلة (بغضب, بالفرنسية): هراء! تستدير نحو وكيل الأعمال, تلتقط شرابها وتجلس.

جويدو(بعيدا )... وعلى أي حال, فهذا أكثر ما أتمناه. غدا صباحا سوف نتكلم عن كل شيء. (بالفرنسية) حسنا?

272. كما في 270. جويدو يسير إلى الأمام, ناحية اليسار.

273. تتحرك الكاميرا على المسار إلى الأمام ثم لقطة رأسية إلى أعلى, من منظور جويدو تظهر السلالم الفخمة والساعة الضخمة المعلقة فوقها.

مازالت تشير إلى الثانية:..

أجوستيني (بعيدا ): جيورجيو تافورالي....

غرفة الفندق. مكتب الانتاج, ليلا.

274. لقطة طويلة: الغرفة. يجلس برونو أغوستيني مدير الانتاج, إلى مائدة ناحية اليسار وظهره للكاميرا. يجلس المحاسب إلى طاولة صغيرة ناحية اليمين ويطبع ما يمليه عليه. نرى مجموعات نماذج بالحجم الطبيعي في منتصف الغرفة صورة فوتوغرافية على الجدران. تسير الكاميرا إلى الأمام ببطء من منظور جويدو.

أجوستيني... من أجل الشكل الرئيسي, 10000. (يتوقف المحاسب عن الطبع ويقف عندما يلاحظ وجود جويدو.)... ألواح خشب للسلالم, 260....

المحاسب: مساء الخير (يجلس.)

أجوستيني (يستدير نحو جويدو): هل أنت بحاجة لأي شيء?

275. لقطة مقربة متوسطة: جويدو.

جويدو: كلا شكرا لك. تابع عملك. (لقطة بانورامية تتبعه وهو يسير إلى الأمام, ينظر إلى اليمين وإلى اليسار. يسمع صوت أغوستيني في الخلفية يتلو أسماء وأرقاما. يتكلم جويدو بنبرة من التهكم) ياله من فريق إنتاج رائع!

276. تسير الكاميرا إلى الخلف من عند مصمة الأزياء التي ترفع نظرها عما تخيط وتبتسم لجويدو.

مصممة الأزياء (هامسة): مرحبا.

جويدو (بعيدا, وقد فوجئ بسعادة لرؤيتها): آه, مرحبا اليانورا! تضع مصممة الأزياء ثوبا من القماش المخرم على تمثال لعرض الملابس.

أغوستيتي (بعيدا ):..... /2،350?. لا نييري أوندولايف.

لقطة بانورامية نحو اليمين على نموذج لمنصة الإطلاق.

277. لقطة متوسطة: طاولة عليها تمثال نصفي أسود (شيء يشبه رأس الحوت) وصورة فوتوغرافية.

أغوستيني (بعيدا ): اسمع يا رئيس, بما أنك موجود هنا... (حركة كاميرا سريعة على المسار باتجاه الصورة الفوتوغرافية. يلتقطها أغوستيني. وهو الآن جزئيا في الإطار.) اتصلت هاتفيا بالمرأة الألمانية في البنسيون, ولكنها لم تعد موجودة هناك. لا يستطيعون إيجادها.

الكاميرا تتبع أغوستيني وهو يسير إلى الأمام وتبقى الصورة الفوتوغرافية في لقطة مقربة. نرى الآن أنها لأمرأة تقف بين ساقى فيل يستقيم إلى أعلى.

جويدو (بعيدا ): ما عليك إلا أن تجدها.

أغوستيني: ولكنها الآن في باريس مع السيرك.

جويدو (بعيدا, مشتتا): آه, حقا ?

278. لقطة بانورامية إلى اليسار على صور فوتوغرافية لنساء وأقنعة في لقطة مقربة, تتابع مسارها نحو جويدو وهو يسير نحو اليسار, يحك رأسه في لقطة متوسطة, ثم على لوح آخر يحمل صورا فوتوغرافية تمثل عيون الناس بشكل رئيسي.

279. يسير أغوستيني إلى الأمام في لقطة مقربة متوسطة على الأرضية الأمامية شمالا بينما تسير مصممة الأزياء على الأرضية الخلفية يمينا.

أغوستيني: ماذا على أن أفعل بهذه, إذن?

سيزارينو (بعيدا) يا لهذا الشرف, أيها الرئيس!

082. لقطة طويلة: سيزارينو في ملابسه الداخلية في الممر. يقوم بتغطية نفسه بستارة مازحا.

سيزارينو (يبتسم ملء فمه): ولكنك امسكت بي... (بالفرنسية)..... عاريا.

(يسير إلى الأمام في لقطة مقربة متوسطة.) اسمع, يا جويدو. بخصوص تلك المزرعة, كان هنالك ذلك........ (ينظر حوله, ثم يستدير نحو صورة فوتوغرافية لمشهد ريفي على الحائط.) آه, ها هو ذا. ولكن أين هذا المكان?

(ي رى جويدو خلف الصورة) ليس هنالك حتى عنوان.... لاشيء.

يظهر يسار كتف جويدو في لقطة مقربة, ناحية يمين الإطار.

جويدو: إنها جزء من ممتلكات الأمير.

صوت نساء تضحكن.

جويدو: ولكن من هؤلاء?

سيزارينو: بنات إخوتي إيفا ودينا.

توضع الصورة الفوتوغرافية جانبا ونرى سرير. دينا صبية صغيرة جدا تجلس مستقيمة في لقطة متوسطة وتمد يدها نحو جويدو. من الواضح جدا أنها ليست ابنة أحد إخوة سيزارينو.

دينا: مساء الخير.

جويدو (بعيدا ): مساء الخير.

تستدير دينا ضاحكة نحو إيفا التي تختبئ تحت الملاءة.

تحاول دينا أن تشد الملاءة بعيدا.

دينا: تعالي, اخرجى من تحت ذلك المكان, أيتها الغبية.

سوف يعطيك دورا صغيرا.. ربما.

أخيرا تظهر إيفا التي هي أيضا صبية صغيرة غير مرتبة وتمد يدها لجويدو.

دينا: آه!

281. لقطة مقربة متوسطة: جويدو.

إيفا(بعيدا ): سعدت بلقائك.

جويدو: أنا الذي سعدت. من أين أنت?

282: كما في 280.

إيفا (تبتسم ببله): من تريستا.

283 لقطة مقربة متوسطة: سيزارينو.

سيزارينو: لتحيا إيطاليا!

لقطة بانورامية نحو اليمين ثم نزولا إلى أسفل بينما يجلس على حافة السرير وسط صخب شديد.

284. كما في 282

جويدو: لقد تمركزتما جيدا في هذا المكان, أليس كذلك?

لقطة بانورامية تتبعه وهو يستدير مبديا اهتماما ضئيلا بالوثوب المرح على السرير, يسير باتجاه النافذة, في لقطة متوسطة.

إيفا (بعيدا ): أخبره عن ابنة عمي.

سيزارينو (بعيدا ): جويدو, لهذه الفتاة ابنة عم طولها ستة أقدام.

285. لقطة طويلة: سيزارينو وعلى يساره تجلس على حافة السرير دينا وإيفا تقهقهان. صورة فوتوغرافية كبيرة لنموذج سفينة فضاء معلقة فوق السرير.

سيزارينو: الق نظرة. ربما نتمكن من أخذها في الفيلم. (يستدير نحو دينا) هذه.... هذه العفريتة...

تقف دينا على السرير, ترفع ثوب نومها بحركة استفزازية.

دينا: هذا صحيح يا سيدي. إنها تبلغ الستة أقدام طولا , مثلي عندما أقف فوق السرير.

286. كما في 284. لقطة بانورامية تتبع جويدو وهو يستدير عائدا ويسير يمينا, في لقطة مقربة متوسطة.

سيزارينو (بعيدا ): هل ترى?

دينا(بعيدا ): لقد انتخبت مرتين آنسة الجوارب النايلون.

كونوشيا (بعيدا ) هل جويدو في الداخل معك? سأكون حالا هناك.

جويدو: نم, نم, يا كونوشيا. سوف أراك غدا.

287. لقطة متوسطة: تقف دينا على السرير.

دينا (مثيرة لأعصابه): هل استطيع أن أسألك سؤالا ?

جويدو (بعيدا ): تفضلي.

دينا: صديقتي هنا تقول.... (لقطة عامودية بينما تقفز دينا نحو إيفا التي تحاول أن توقفها عن الكلام.).... إنها تقول أنك لا تستطيع أن تعمل قصة حب.

إيفا (نحو دينا): إخرسي.

288. كما في 286.

جويدو. إنها على حق.

لقطة بانورامية تتابع جويدو في لقطة مقربة متوسطة وهو يسير بعيدا نحو اليمين.

اغوستيني (في هذه اللقطة يبدو أولا بعيدا ثم داخل الإطار): جلد, 360.... أنابيب, 200 من 60 إلى 20000، 375 مترا من الأنابيب البلاستيكية....

يظهر سيزارينو في الإطار ويضع ذراعه على كتف جويدو.

سيزارينو: هل علي أن أوقظك صباح الغد, يا جويدو?

جويدو: كلا, شكرا.

بينما يسير جويدو وسيزارينو بعيدا عن الكاميرا نرى, إلى اليسار, المحاسب من الخلف يجلس على آلته الكاتبة وأجوستيني على الناحية اليمني.

سيزارينو (ينظر إلى الخلف باتجاه الفتيات): إهدأن ! (يناول جويدو اغوستيني نموذجا من الجص لرجل قديس. يتوقف سيزارينو, يقف متأهبا ويقوم بالتحية بينما يتابع جويدو سيره نحو الباب.) قائدنا لن يمسكنا غير مجهزين. فريق الإنتاج هذا لا ينام أبدا ! يقوم بخطوة قصيرة.



يفتح الباب ; يظهر كونوشيا. بملابس الخروج.

كونوشيا (يخاطب جويدو), أصابني صداع عنيف. (يشير نحو سيزارينو متململا.) توقف عن هذا!

الهوامش

(1) <<جويدون>> اسم تحبب . المقطع الأخير من الكلمة يعني الكبر.

(2) السنايوراز اسم لجويدو مأخوذ من أسماء أعطيت لماستروياني في فيلمي <<الحياة الحلوة>> و<<مدينة النساء>>.

(3) اسم محبب لجويدو.

(4) يقول بايس بالإيطالية <<الصليب والمتعة>> وهذه فقرة من لاترافياتا لفرد



--------------------------------------------------------------------------------
تصميم الحاسب الشامل

--------------------------------------------------------------------------------
فيلم 8½
قصة: فيلليني وفللايانو - إخراج : فيديريكو فيلليني
فيديريكو فيلليني ، إنيو فللايانو، توليوبيناللي ، برونللو روندي


ترجمة: مها لطفي (مترجمة من لبنان)


--------------------------------------------------------------------------------


(تتمة العدد السابق)

الممر، خارج مكتب الإنتاج، ليلا.

289. لقطة مقربة متوسطة: يدخل جويدو عبر الممر. ينظر بلطف بالغ، باتجاه كونوشيا.

كونوشيا (بعيدا ) إنهم في حالة لهو دائم، ولكنهم أناس طيبون.

290. لقطة بانورامية نحو اليمين، لقطة متوسطة مقربة: خلفية رأس كونوشيا.

كونوشيا: هل أنت بحاجة لأي شيء يا جويدو؟ متشوق جدا لإسعاد الآخرين (يستدير باتجاه جويدو.) هل لديك أية أفكار؟ هل لديك ما تخبرني به؟

291. كما في 289.

جويدو (يبتسم ابتسامة صداقة) : كلا، كلا، شكرا ياكونوشيا. لست بحاجة لأي شيء. عد إلي النوم. مساء الخير.

كونوشيا (بعيدا ): أي شيء على الإطلاق.

جويدو (فاقدا صبره): كلا، شكرا. مساء الخير.

292. كما في 290.

كونوشيا (غاضبا ): كالجحيم، مساء الخير! (واضعا يديه خلف رأسه يائسا. يسير بعيدا نحو اليسار. لقطة بانورامية تظهر طول الممر. في الخلفية، مرآة على طول الحائط تعكس الحدث.) كيف سأنام هنا؟ من يستطيع أن ينام هنا؟

جويدو (ظهره للكاميرا، في لقطة مقربة متوسطة) : كونوشيا، أهدأ.

كونوشيا (يستدير، رافعا ذراعيه في غضب، في لقطة طويلة): ماذا؟

أنا في هذا العمل منذ ثلاثين عاما ولقد صنعت افلاما لا يمكن لأي منكم إدراكها. ولم أكن خائفا من............

293. لقطة مقربة متوسطة، جويدو منزعجا.

كونوشيا (بعيدا ):........... أي شيء !

جويدو : توقف عن الصراخ ايها العجوز الغبي!

كونوشيا (بعيدا ) : آه............

294. كما في 292

كونوشيا :.............. أنت قلت الكلمة. (لقطة بانورامية مخففة نحو اليسار وهو يجتاز الممر.) "عجوز" (يحني ذراعه وجبهته إلى الحائط ويتكلم بنبرة حزينة.) أخيرا...........

295. كما في 293.

كونوشيا (بعيدا ):........ لقد خرجت. (يظهر سيزارينو وأجوستيني في الممر إلى اليمين.) كونوشيا رجل عجوز!

جويدو (يستدير غاضبا نحو سيزارينو وأجوستيني): ماذا تريدان؟

نحن لا نحتاج لشيء. انصرفا فورا.

يخرجان.

كونوشيا (بعيدا ): لسنا بحاجة إلى كونوشيا بعد الآن. تحجب عني كل شيء كل الوقت. لا أعرف بتاتا ماذا على أن أفعل...................

متى أستطيع الكلام، متى على أن أصمت وتسير الكاميرا إلى الخلف بينما يستدير.

جويدو يسير بعيدا بحركة تسلل مبالغ فيها محاولا الهروب من نبرة كونوشيا الممتلئة شفقة على الذات والاتهامات.) لا أريد إزعاجك لا أريد أن أعرف ما هو موضوع الفيلم. تريد أن تبقيه سرا إذا ابقه سرا !

يتوقف جويدو ويستدير، وقد نفذ صبره، في لقطة مطولة.

جويدو : رجاء، يا كونوشيا، اذهب إلى فراشك.

يميل نحو الحائط وينزلق إلى أسفل مقرفصا.

كونوشيا(بعيدا ):ولكن إذا كان من المفترض أن أساعدك كما كنت دائما أفعل......

وكنت مكتفيا إلى حد كبير..............

296. لقطة طويلة : كونوشيا في الممر.

كونوشيا (متوسلا ) :............ عليك أن تخبرني بشيء! قل، كونوشيا.........

المرأة الفرنسية..............

297. كما في 295. يطأطىء جويدو رأسه تعبا عند كل تعليق من كونوشيا.

كونوشيا (بعيدا )............. ؛يجب أن تكون سفينة الفضاء مثل هذا الشيء أو مثل ذاك«. قل كونوشيا، اذهب، واقتل نفسك من الغيظ، ولكن قل شيئا.

289. كما في 296.

يستقر كونوشيا مائلا إلى الحائط اليمين ينفخ أنفه ويمسح الدموع من عينيه.

كونوشيا : كم تغيرت يا صديقى، جويدو!

299. ينظر جويدو إلى أعلى،

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فلم  8 ونصف Empty تتمة السيناريو

مُساهمة  يحيى الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 5:01 pm

تتجه الكاميرا على مسارها إلى الخلف. والآن في لقطة طويلة يجلس جويدو على كرسى ويسكب على رأسه شيئا من زجاجة صغيرة.)حسنا، وماذا تريد؟

306. لقطة متوسطة من زاوية مرتفعة :كلوديا في لقطة جانبية في ظل عميق.

307. كما في 305 الكاميرا أقرب إلى جويدو. ينحني على المغسلة مستغرقا في تفكير حالم.

308. لقطة مقربة متوسطة: كلوديا في لقطة جانبية ذراعاها وكتفاها الآن عاريان. تضع منديلا ابيض على شعرها، ثم تستدير باتجاه الكاميرا.

309. لقطة طويلة. الغرفة. صوت خطوات جويدو.

جويدو (بعيدا ) : نعم، قد ينفع ذلك.........

310. لقطة متوسطة : جويدو يسير باتجاه السرير.

جويدو:.......... هكذا. (يسير نحو لقطة متوسطة مقربة، ينظر إلى أسفل باتجاه السرير، مأخوذا بأفكاره.) في القرية هنالك معرض لبيع الصور. (حوار داخلى) يمكن أن تكوني أنت ابنة الحارس.

311. لقطة متوسطة : سطح السرير، مغطى بصور النساء. لقطة إلى أعلى باتجاه الكرسى، الطاولة والشباك الذي تتماوج ستائره بلطف. كلوديا التي تلبس قميصها الداخلي بالكاد ترى واقفة بالقرب من الشباك.

جويدو (بعيدا) : لقد ترعرعت بين صور من الجمال القديم.

تجلس كلوديا إلى الطاولة وتقلب صفحات السيناريو الموضوع عليها. مازالت اللقطة طويلة، تستدير باتجاه الكاميرا، تنحني إلى الأمام وذراعاها بين ساقيها وتضحك من قلبها. حركاتها هنا تبدو سوقية إذا ما قورنت بتلك الرشاقة المبالغ فيها لحركاتها السابقة.

312. لقطة مقربة : جويدو، من الجانب، ذقنه مستقرة على ساق السرير.

جويدو : أنت على حق.

يضع رأسه على السرير ويقوم بتقليب الصور ببطء.

313. لقطة مقربة :غطاء كلوديا الأبيض. تظهر ذراعاها وجسدها وهي تسير يمينا وتسقط الغطاء فوق مصباح. حركة كاميرا إلى أعلى على وجهها، في لقطة متوسطة مقربة. شعرها الآن محلولا واشعث قليلا. تنظر إلى أسفل باتجاه جويدو. حركة كاميرا إلى أسفل وهي تركع بالقرب من السرير منحنية لتقبل راحة يد جويدو. تثني بلطف ذراعه إلى صدره، ثم تنحني ثانية لتقبل وجهه.

314. لقطة متوسطة : كلوديا من الخلف، شريطا كتفي قميصها هابطان إلى أسفل. تجلس على حافة السرير.

كلوديا : جئت، كى لا أغادر ثانية.

تتحرك قليلا نحو اليسار.

315. كلوديا في السرير. على وجهها تعبير مثير. تدغدغ الملاءة التي تغطى رقبتها.

كلوديا : أريد أن أرسي نظاما، أريد أن انظف. أريد أن أرسي نظاما

(تتحرك الكاميرا لتدخل في لقطة مقربة جدا لرقبة كلوديا.) أريد أن أنظ...... يقرع جرس الهاتف.

316. لقطة مطولة : الغرفة، طاولة في المقدمة، كرسى وسرير غير مستخدم في المنتصف، جويدو يستلقي على سرير آخر في الخلفية اليسرى. صوت الجرس يسمع ثانية.

317. لقطة مقربة : أقدام جويدو مستقرة على وسادة، صورة شابة صغيرة بينهما. يحرك جويدو ساقيه نحو الأرض، يتنهد، يجلس ليجيب على الهاتف. نراه من الخلف في لقطة متوسطة. صورة الشابة الصغيرة موجودة أساسا في الزاوية اليمنى السفلى من الإطار.

جويدو: نعم؟

صوت عامل الهاتف الشاب: مكالمة لك من فندق دوللا فييروفيا.

جويدو : حسنا، حولها لي.

يلتقط جويدو الهاتف ويتكىء إلى السرير رأسه خارج الإطار، وقدماه مقلوبتان على الوسادة.

جويدو (بعيدا ): هللو؟ (يقرقع) من المتكلم؟ (المزيد من القرقعة ثم وقد فرغ صبره) هللو من المتكلم؟ يهز ساقيه بغضب.

صوت كارلا(ضعيفا، حزينا ) : جويدو، لا أشعر بالراحة بتاتا. المياه المعدنية أمرضتني. ارتفعت حرارتي. تعالي إلى هنا. تعالي إلى هنا حالا.

جويدو (بعيدا ) في مثل هذا الوقت من الليل؟ لا أستطيع. لا أستطيع الآن. سوف أحضر غدا.

صوت كارلا (أكثر حزنا): تعالي.

غرفة كارلا في الفندق، نهارا.

318. لقطة متوسطة : تدخل مديرة الفندق وبيدها وعاء مملوء بالثلج.

مديرة الفندق: يا للمسكينة لو أنك تدري كم نادتك.

هاك الثلج.

تسلم الوعاء لجويدو يمينا. لقطة بانورامية تتبع جويدو وهو يتجه نحو سرير كارلا. الخادمة تقف امامها.

الخادمة : ولكنها تحترق من الحمى. لابد أن تكون حوالي أربعين درجة.

319. يخرجها جويدو خارج الإطار نحو اليسار.

جويدو : نعم، نعم.

ينحني نحو كارلا ويضع يده على جبينها.

الخادمة (بعيدا ): هل أحضر لها البازلاء؟

ينظر جويدو نحوها، حائرا.

جويدو : البازلا؟

مديرة الفندق (بعيدا ) لأنها طلبت البازلاء عندما كانت تهذي. ولكن هذه إشارة حسنة!

(لقطة بانورامية تتبع جويدو وهو يسير نحو اليسار، باتجاه الباب، مشيرا بالسلب): كلا، شكرا، أنسى البازلاء. باستطاعتك المغادرة.

مديرة الفندق (بعيدا ) : إذا ما احتجت لشيء، مجرد نادي علي.

جويدو : نعم، شكرا.

يغلق الباب، لقطة بانورامية نحو اليمين وهو يتجه نحو رجل السرير تتنفس كارلا بثقل. صفارة قطار متقطعة تحرك باقى المشهد.

320. لقطة متوسطة مقربة : ظهر كارلا، اكتافها، ورأسها.

جويدو (بعيدا ) : كارلا! (تدير وجهها في لقطة مقربة، وهي مازالت تتنفس بثقل وقد غطاها العرق وشعرها منفوش.) هل ارتفعت حرارتك إلى هذا الحد بشكل مفاجئ سابقا ؟ (يتوقف) كارلا !

كارلا (تومىء برأسها علامة الإيجاب، ثم تحركه إلى الأمام والخلف مضطربة): نعم أي شيء طفيف يرفع حرارتي إلى 39 أو 40 ثم تنتهي. زوجي معتاد علي. لا تخيفه هذه الحالة.

تنهض كارلا في لقطة متوسطة مقربة.

جويدو (بعيدا ): كلا، استلقي. لا تنهضي. لا تزيحي الغطاء عنك.

كارلا : أنا ساخنة. أنا عطشانة.

يعبر جويدو من أمامها ويناولها كأسا.

جويدو (بعيدا ) : انتظري. سأعطيه لك. هاك! (تشرب من الكأس بشغف بينما لا يزال هو ممسكا بها في يده) اشربي ببطء وإلا فسوف تمتلأ معدتك بسرعة !

كارلا (مازالت تتنفس بثقل): هل هو النهار أم الليل؟

جويدو (ينحني إلى أسفل ليهدئها) : ولكن عما تتكلمين؟ الليل؟ انها الساعة الرابعة بعد الظهر. اسمعي، دعينا ننتظر حتى يصل الطبيب ونسمع ما يريد قوله. لا اعتقد أن إرسال برقية لزوجك فكرة خاطئة. (تزداد كارلا اضطرابا.) لا نستطيع تحمل المسؤولية كاملة أليس كذلك؟ تتابع كارلا تقلبها، قائلة "كلا" مرة بعد أخرى. ولكن نعم. يجب إخباره بالأمر.

ترمي كارلا المخدة إلى اليمين. لقطة بانورامية عليها وهي مستلقية ورأسها إلى أسفل السرير وظهرها نحو الكاميرا.

كارلا : لا أريد أن ينتهي كل شيء. إذا جاء فسوف يأخذني بعيدا. لقد اشتريت مجموعة جميلة من الفساتين!

جويدو (بعيدا، غاضبا ) : ولكن لماذا أخذت في شرب كل هذه الكمية من المياه؟

321. لقطة متوسطة : ينحني جويدو فوق المغسلة وظهره إلى الكاميرا.

جويدو : إنها للناس المرضى. هل أنت مريضة؟ (يستدير ويسير إلى الأمام وبيده منديل مبلل.) عندما يصل الأمر للأكل والشرب فأنت دائما جاهزة.

كارلا (بعيدا ، ثم داخل الإطار بينما تتبع لقطة بانورامية جويدو وهو يجلس على السرير بالقرب منها) : ماذا علي أن أفعل؟ تتركني وحيدة كل الوقت.

(ينظف حاجبها بمنديل. تستدير على ظهرها بينما يتابع هو مسح وجهها.) منذ عامين كتبت وصيتى. حقيقة، تعرف أن الإنسان لا يموت أسرع لأنه كتب وصيته فقط. (يمسحها جويدو بمنشفة.)

لأنه ما دام لي شقيق وشقيقة، وأردت أن يرث زوجى الشقة. الشقة ملكى. يا للرجل المسكين. ماذا سيفعل بدونها؟

حتى لو تزوج ثانية. آه، الملاءة!

تدير وجهها مرة ثانية إلى الوسادة.

322. لقطة مقربة : وجه كارلا على الوسادة.

كارلا (بصوت أكثر هدوءا ): جويدو...... اسمع....... قل لي الحقيقة.

323. لقطة متوسطة: كارلا في وضعها السابق. ركبة جويدو على الجهة اليسرى للإطار. تمد ذراعها وتداعب ساقه.

كارلا : الحقيقة، الآن لماذا تبقى معي؟

324. لقطة متوسطة: جويدو يستلقي على ظهره في سرير كارلا، ينظر إلى أعلى، يداه تطبقان على رأسه.

جويدو (في حوار داخلى): ماذا بإمكاني أن أقول للكاردينال غدا ؟

أراضي النبع، نهارا.

325. لقطة طويلة بطيئة تسير إلى الأمام عبر بستان في شجرة النب.

يرى أناس يسيرون في الفسحة. فتاة صغيرة تركض، وأطفال آخرون يلعبون.

سكرتير الكاردينال(بعيدا ) : نعم، لقد تصفحت الموجز القصير الذي أرسله المنتج لينظر فيه. ممتع جدا. لكن حتى لا نكذب فيما نقوله فإن اجتماعا بين بطل الفيلم وأحد أمراء الكنيسة لا يمكن حدوثه...........

326. تسير الكاميرا من منظور جويدو، في لقطة مقربة متوسطة: سكرتير الكاردينال يسير، يتكلم مع جويدو.

سكرتير الكاردينال :.......... في حمام وحل، كما تصفه. أنا آسف، ولكن هذا مستحيل. أسقف ذو مرتبة عالية..............

327. لقطة مقربة متوسطة: تتبع الكاميرا رأس جويدو من الخلف، وهو يسير إلى الأمام. يضع قبعته على رأسه، ثم يخلعها.

سكرتير الكاردينال (بعيدا ):......... سيحصل على جناح مستقل.

جويدو : هذا صحيح ولكنني كنت أحاول أن أخلق مضمونا للقاء غير تقليدي.

328. لقطة مطولة : تتبع الاسقف وهو يسير إلى الأمام نحو لقطة متوسطة مقربة، يهو ي وجهه بقبعته.

سكرتير الكاردينال (بعيدا ): بأى شكل؟

جويدو (بعيدا ): بطل فيلمي تلقى تعليما كاثوليكيا و...........

يتوقف الأسقف ويبتسم باتجاه جويدو.

الأسقف : نهارا سعيدا.

يظهر سكرتير الكاردينال على الجانب الأيسر من الإطار.

سكرتير الكاردينال : سيدي، اسمح لي أن أقد م لك السيد جويدو أنسولمي.

329. لقطة مقربة متوسطة : جويدو.

جويدو : أنا سعيد جدا بمعرفتك.

الأسقف(بعيدا ): لا ريب أنك المخرج.

جويدو (يبتسم ويتابع المسير إلى الأمام) : نعم.

330. لقطة متوسطة مقربة : تتبع الأسقف وهو يسير إلى الأمام بينما يتكلم مع جويدو الموجود خارج الإطار إلى ناحية اليمين. في معظم اللقطات من 330 -337 نرى الأسقف وسكرتير الكاردينال من الخلف، من الجانب، من منظور جويدو.

الأسقف : هل لهذا الفيلم موضوع ديني؟

يعبر سكرتير الكاردينال خارج الإطار، من الشمال إلى اليمين خلف الأسقف.

جويدو (بعيدا ). بطريقة ما كنت أشرح الآن أن بطل قصتي........

331. لقطة متوسطة مقربة : الكاميرا تتبع جويدو الذي يسير إلى الأمام يمينا في الفسحة الأمامية، سكرتير الكاردينال يسير إلى الأمام يسارا في الفسحة الخلفية.

جويدو............... تلقى دراسة كاثوليكية - مثلنا جميعا ، من أجل ذلك. فإن هذا يخلق عقدا معينة، حاجات معينة لا يستطيع كبتها بعد الآن. أمير الكنيسة يبدو له حافظا لحقيقة ما لم يعد باستطاعته قبولها رغم أنها ما زالت..........

332 لقطة متوسطة مقربة : تتبع الكاميرا الأسقف وهو يسير إلى الأمام.

جويدو (بعيدا):........ تبهره. لذا يأخذ في البحث عن بعض الصلات، عن شيء من المساعدة، أو ربما شيء من الوحي.

يريلايت: (يخلع نظارته): صول في دمشق، أليس كذلك؟

333. لقطة متوسطة مقربة: تتبع الكاميرا سكرتير الكاردينال وهو يسير إلى الأمام.

سكرتير الكاردينال : شيء نتمناه جميعا.

يستدير، يبتسم متألما ، وبالكاد يضحك.

جويدو (بعيدا ) : أدرك أنني لست محددا ، وأن كل هذا غبي قليلا.

الأسقف (بعيدا ): كلا، كلا، كلا.

334. كما في 332.

الأسقف (يرفع قبعته ثم يرتديها ثانية): ليس هذا هو الموضوع. أعتقد أن السينما لا تهتم بتناول بعض المواضيع. أنت تخلط.............

335. كما في 335. يبتسم سكرتير الكاردينال موافقا.

الأسقف (بعيدا ):............ حب مقدس وحب مدن س ووفرة من عدم الاكتراث والمبالاة.

336. تتحرك الكاميرا إلى الأمام من منظور جويدو، لقطة مطولة : الشرفة، تحدها الجدران النصف دائرية العالية والمنفتحة على الغابة. يساعد الكاردينال في الجلوس إلى مقعده في الوسط. يبارك إحدى الراهبات التي تسير مع راهبة أخرى ناحية اليمين. يسير طبيب وأسقف بعيدا نحو اليسار.

الاسقف (بعيدا ): أليس الأمر كذلك؟

جويدو (بعيدا ): هذا يتوقف. ربما.

الأسقف(بعيدا ):أنتم الناس الذين عليهم مسؤولية كبيرة. باستطاعتكم التثقيف أو......

337. لقطة متوسطة مقربة من الجانب، تتابع الأسقف وهو يسير.

الأسقف.......... تخريب الملايين من الأرواح. وعلى أي حال، فإن نيافته سيكون سعيدا بالاستماع إليك... وبإمكانك أن تسأله بضعة أسئلة.

338. تتحرك الكامير من لقطة طويلة إلى لقطة متوسطة: الكاردينال جالس، نائم بوضوح، عصاه وجريدته على حضنه.

يسارا ، طاولة عليها زجاجة ماء وصحف أخرى. صوت ماء.

الأسقف (بعيدا ): سامحني، نيافتك. أود أن أقدم لك المخرج....

ينظر الكاردينال إلى أعلى.

339. لقطة طويلة، الكاردينال إلى اليمين، جويدو راكعا ليقبل خاتمه، سكرتير الكاردينال والأسقف ناحية اليسار، دكتور وأسقف آخر يسيران من اليسار إلى اليمين.

الكاردينال: (بصوت ضعيف جدا ): من فضلك اجلس.

جويدو (بنبرة خفيضة، محترمة يستخدمها طوال المقابلة): شكرا.

340. لقطة متوسطة مقربة. جويدو.

جويدو: أرجو من نيافتك أن تسامح مقاطعتنا لخلوتك.

لم أكن لأزعجك لولا أن منتجي، وقد ساوره الشك، ربما.......

341. لقطة متوسطة مقربة: الكاردينال وقد أحنى، رأسه.

جويدو (بعيدا ):......... شكوك مبررة، أصر أن.....

الكاردينال (ينظر جويدو إلى أعلى): هل أنت متزوج؟

342. كما في 340.

جويدو: نعم.... أعني، كلا.

صوت عصفور ينادي. يتكرر هذا الصوت إلى أن تجيبه عصافير أخرى حتى نهاية المشهد.

كاردينال (بعيدا ): كم عمرك؟

جويدو: ثلاث وأربعون.

343. لقطة طويلة: جويدو والكاردينال. يشير الكاردينال إلى أعلى ناحية اليسار باتجاه العصفور.

الكاردينال: هل تسمع هذا المغني؟

جويدو: سامحني؟

الكاردينال: هل تعرف ماذا يدعى؟

جويدو: كلا.

الكاردينال: اسمه "ديوميدوس" تبعا للأسطورة. عندما مات ديوميدوس جاءت هذه العصافير الصغيرة كلها وغنت أغنية جنائزية له، مرافقة إياه حتى قبره.

أومأ جويدو برأسه.

344. كما في 341. يبدو الكاردينال أكثر حيوية في هذه اللحظة أكثر من أية لحظة أخرى من المشهد.

الكاردينال: اسمع. صوته يشبه النشيج.

345. كما في 342. جويدو، مهتم، ذقنه مستقرة على يده، ينظر إلى أعلى وكأنه يراقب العصافير. يبتسم ابتسامة باهتة.

346. لقطة متوسطة مقربة: طبيب وأسقف آخر، من الجانب، ينظران إلى أعلى، في الخلفية، لقطة طويلة، إمرأة تشق طريقها أسفل التلة.

347. لقطة طويلة: المجموعة، تنظر إلى أعلى، ما عدا جويدو الذي يقف في الوسط وينظر إلى الآخرين منزعجا. في الخلفية، تقترب المرأة شيئا فشيئا.

348. لقطة مقربة: الكاردينال ينظر إلى أعلى.

349. لقطة متوسطة مقربة: جويدو ينظر إلى أسفل مكتئبا ، ثم باتجاه الكاردينال، وبعد ذلك فوق كتفه، باتجاه الغابة. نسمع المقدمة الموسيقية لموضوع "ريكوردو دينفانزيا".

350. لقطة طويلة: أثقل إمرأة وزنا تنزل من على التلة الصغيرة وتحمل في ذراعها سلة. ترفع الجزء السفلي من ثوبها لتستهل حركة النزول. تدخل ساقاها في لقطة متوسطة، حركة سريعة إلى أعلى تلتقط ابتسامتها.

351. لقطة مقربة متوسطة: يسوي جويدو نظارته ليراها بشكل أفضل.

ثم يخفض عينيه ويبدأ الابتسام وهو يتذكر صوت صفارة.

يوم باحة المدرسة :

في اللقطات من 352-391 جويدو طالب مدرسة.

352. لقطة مقربة جدا : خلفية رقبة رجل دين شاب. يستدير إلى الجانب فنرى صفارة بين شفتيه. في الخلفية، حائط المدرسة

رجل دين يركض من اليمين إلى اليسار. لقطة بانورامية عليه وهو يركل كرة قدم، تتبعه مجموعة من الصبية. نرى مزيدا من الجدران العالية تحيط بالباحة، وبينما تتتابع اللقطة البانورامية، مزيد من الأولاد يلعبون بالكرة في الباحة الأمامية. حائط على مرمى النظر يقطعه ممر ضيق غريب حيث يستقر خمسة صبيان فقراء من البلدة يلوحون بأيديهم.

الصبيان: جويدو، جويدو. سوف نذهب لنرى سراجينا..

353. في الباحة الأمامية، في لقطة متوسطة، ظهر جويدو. إنه يلبس قبعة ومعطفا فضفاضا. في الخلفية، الحائط والممر الضيق حيث يستقر خمسة أولاد يلوحون لجويدو.

الصبيان: جويدو، جويدو، سوف نذهب لرؤية سراجينا.

354. من بين رأس تمثال لأسقف كنيسة وذراعه المرتفعة لقطة من زاوية مرتفعة جدا لجويدو يقف في باحة المدرسة ينظر حوله. يتشكل ظل طويل لجويدو.

الصبيان (بعيدا ): جويدو، جويدو......

لقطة بانورامية تتبع جويدو وهو يركض يمينا.

جويدو: سآتي فورا !

355. لقطة طويلة بانورامية تتبع جويدو والصبيان الفقراء وهم يركضون بعيدا في الشارع.



يوم الشاطئ

356. لقطة مطولة: الأولاد يركضون يسارا على الشاطئ في خط مستقيم. والبحر في الخلفية. يأخذ صوت الأمواج مكان الموسيقى. لقطة بانورامية لليسار وهم يركضون متجاوزين حائطا ثم يقفون.

صبي: (يضم يديه لينادى من بعيد): سراجينا..... سراجينا.......

357. لقطة متوسطة. لخارج المخزن الذي تعيش فيه سراجينا. بينما تتجه الكاميرا في لقطة بانورامية نحو اليسار نرى رأسها بلا وضوح عبر الفتحة.

صبي(بعيدا ): سراجينا...... سراجينا.

تخرج سراجينا من مدخل المخزن ورأسها إلى أسفل: لقطة بانورامية إلى اليمين وهي تأخذ طريقها نحو الجسر الصغير.

(باستطاعتنا الآن أن نرسم بالتفصيل جسدها القائم كالنصب والذي لا يغطيه سوى القليل من الملابس. ولكن وجهها غامض الملامح بسبب شعرها الأسود الكثيف المتبعثر عليه. عندما تصل إلى أعلى الجسر تقف، في لقطة متوسطة تشد جسدها بان تضع يديها على وركيها. ظهرها نحو الكاميرا. يقفز صبي في منتصف المسافة متجاوزا إياها.)

صبي : سراجينا.... الرومبا........... الرومبا.

سراجينا(تسير نحو الصبي): تعالى الى هنا.

يقترب الولد، يرمي عملات نحاسية في يدها ويركض بعيدا نحو اليمين.

نسمع المقدمة لرقصتها، الرومبا. والآن في لقطة طويلة تنظر إلى اليسار، وتتوقف، تسقط العملات في صديريها ثم تسير نحو اليمين، خارج الإطار.

358. لقطة طويلة : الحائط، يمينا، الصبيان، في الوسط واليسار، ينظرون إلى اليسار. يخفى صورتهم لقطة مقربة جدا ليد سراجينا والجزء الخلفي في جبينها تتلمس القماش الذي يغطي ردفيها وكأنما تجهز نفسها للرقص، ثم تستدير. ترتفع اللقطة إلى أعلى ونرى أخيرا وجهها الممتلئ وعينيها المحاطتين بهالة من السواد وشعرها الذي يطير في الهواء وشفتيها في ابتسامة ماكرة.... تنظر إلى اليسار و اليمين، ثم تستدير مبتعدة عن الكاميرا. تنزل الكاميرا في لقطة إلى أسفل جانب ظهرها ثم ساقيها وهي تركض إلى الأمام بضع خطوات. تتوقف وتستدير في لقطة جانبية، جسدها مضطرب نراها من بطة ساقها إلى كوعها.

359. لقطة مقربة متوسطة من زاوية منخفضة. سراجينا. بحركة مسرحية تخلع ثوبها عن كتفيها وتبدأ بتحريك جسدها بإثارة متناغما مع الموسيقى.

360. لقطة طويلة : الصبيان ينظرون بلهفة باتجاه سراجينا، ثلاثة منهم يجلسون على الأرض، جويدو يقف في المنتصف واثنان آخران يقفان إلى اليمين.

361. لقطة مقربة متوسطة: سراجينا. إنها الآن تضحك بشكل داعر محركة جذعها الأعلى، ويبدو عليها الاستمتاع برقصتها. وخلال رقصها تظهر تعبيرا بالرضا عن النفس وحركات مثيرة للعينين والفم.

362. لقطة مقربة جدا لأسفل جذعها وهو يهتز. ثم إلى أعلى نحو وجهها في لقطة مقربة متوسطة.

363. لقطة مقربة جدا. وجه سراجينا.

364. تتحرك الكاميرا نحو صبيان يصفقون بحماس ويقفزون إلى أعلى وإلى أسفل.

365. لقطة مقربة متوسطة من زاوية منخفضة: سراجينا من موقع يبعد قليلا عن المركز. تتحرك الكاميرا إلى الخلف لتظهر ذراعها ممتدة ثم جسدها بكامله في لقطة طويلة وهي تركض إلى الخلف راقصة. لقطة بانورامية تتبعها وهي تتحرك نحو اليمين، ثم عودة إلى اليسار. ترفس بقدمها عاليا وتدير ظهرها نحو الكاميرا. تهز جانبها الخلفي وترفع ثوبها قليلا. تتابع رقصها وظهرها نحو الكاميرا وهي تعيد هذه الحركات. تتجه الكاميرا نحوها وهي تتحرك نحو الحائط ثم تستدير نحو الكاميرا ثم بعيدا. تحك جسدها إلى أعلى وإلى أسفل على الحائط مدغدغة إياه.

366. لقطة طويلة : يهلل الصبيان، يضحكون ويقفزون إلى اعلى وإلى أسفل وهم ينظرون باتجاه سراجينا.

يقوم أحد الصبيان بصفع وجهه بسرور متزامنا مع الموسيقى.

367. لقطة مقربة جدا : وجه سراجينا وذراعاها مرفوعتان على جانبيه. تستدير، تهبط الكاميرا نحو خلفية ثوبها الأسود.

بينما تخرج يمينا ، نرى البحر بين الحائط وسياج القصب.

368. لقطة طويلة: الحائط، الصبيان غادروا، سراجينا ترقص من اليمين إلى اليسار. تقف أمام جويدو وتشده ليشاركها الرقص.

369. لقطة مقربة متوسطة: جويدو وسراجينا يرقصان. يحاول الإمساك بذراعيها. تلتقطه هي وترفعه.

370. لقطة طويلة: يقترب رجلا دين نحوهما.

371. لقطة طويلة: جويدو يركض بعيدا ، نحو الشاطئ. يتبعه أحد رجلي الدين. يتجه جويدو إلى اليمين نحو الشاطئ، ثم يستدير عائدا ورجل الدين يلحق به. لقطة بانورامية نحو اليمين لجويدو يصطدم مع رجل الدين الآخر. فيطرحه أرضا. ويقع فوقه رجل الدين الذي يلاحق جويدو. يستخدم في الجزء الثاني من هذه اللقطة الحركة السريعة. يذكرنا بالكوميديا الصامتة التي كانت تعرض آنذاك بكاميرا محدودة السرعة. يقف رجلا الدين ويسحبان جويدو إلى الأمام بينهما. تستبدل موسيقى الرومبا بصوت الأمواج.

ممر ومكتب مدير المدرسة نهارا.

372. لقطة مطولة: يمسك رجل الدين جويدو من أذنه ويشده إلى أسفل السلم. صوت جرس يقرع. لقطة بانورامية إلى اليسار تغطي مجموعة من الصور النصفية القاتمة للكهنة في لقطات مقربة متزايدة. ينظر إلى اليمين، مستاء ثم يحرك رأسه باتجاه اليسار.

373. لقطة طويلة تتابع جويدو وهو يسير إلى الأمام بين رجلي دين أمام حائط مغطى بمجموعتين من الصور النصفية. يقفان وينحنيان قليلا.

يستدير رجلا الدين ويسيران عائدين، يخلع جويدو قبعته ويقف متأهبا.

374. لقطة طويلة: أربعة من رجال الدين (يقوم بأدوارهم نساء) يجلسون في غرفة رحبة أمام حائط عار. تتحرك الكاميرا في لقطة بانورامية نحو اليمين فوق المكتب نحو لقطة مقربة متوسطة لناظر المدرسة (أيضا تقوم بأداء الدور إمرأة)، يكتب بريشة ضخمة. تدخل الكاميرا بزووم إلى لقطة مقربة وهو يستدير ويبدأ في الكلام.

الناظر: عار عليك ! عار عليك ! عار.............

375. حركة زووم إلى لقطة مقربة لرجل الدين الأول. يتكلم رجال الدين والناظر على التوالي خلال هذه اللقطة متابعين ترداد ما قالوه في البداية، بعيدا ، بينما تتحرك الكاميرا في لقطة بانورامية نحو اليمين من واحد إلى الآخر.

الناظر (بعيدا ):........ عليك.

رجل الدين الأول: إنها خطيئة مميتة. إنها خطيئة مميتة.

لقطة بانورامية لرجل الدين الثاني يحدق بعينيه إلى أسفل ويهز رأسه.

رجل الدين الثاني: لا أستطيع تصديقها. إنها مستحيلة. لا أستطيع تصديقها. إنها مستحيلة.

لقطة بانورامية لأحد رجال الدين يجلس بعيدا ، في لقطة طويلة؛ رجل دين آخر يقف إلى جانبه يخطو نحو الأمام ويشير بيده.

رجل الدين الواقف: انظر إلى..................

367. لقطة طويلة: جويدو واقف وعيناه تتجهان نحو الأرض.

رجل الدين الواقف (بعيدا ):.............. والدتك، انظر إليها.

جويدو (يستدير نحو اليمين): أماه!

لقطة بانورامية وهو يركض نحو اليمين.

الأم (بعيدا ) وتقف!

يتوقف جويدو قريبا من اليسار. الأم إلى اليمين في يدها اليمني منديل. صورة نصفية ضخمة لرجل شاب معلقة على حائط خلفهما الأم (تومىء إيماءات ميلودرامية ونبرة صوت مليئة باليأس المبالغ فيه): يا لها من فضيحة! (لقطة بانورامية خفيفة نحو اليمين وهي تجلس تمسح عينيها بمنديلها. تتحرك الكاميرا على مسار في لقطة متوسطة مقربة) يا للعار........... يالها من صفعة مريعة! (تأخذ في البكاء والتنهد).

377. لقطة مطولة : الغرفة بكاملها والممر. يسير جويدو إلى الخلف بعيدا عن والدته، يمينا،... ثم يواجه مكتب الناظر، ينحني على ركبتيه ثم يستدير ويسير نحو الخلفية باتجاه الممر المزي ن باللوحات النصفية، نحو رجال الدين الذين رافقوه، اثنان من رجال الدين يجلسان في المقدمة، ظهراهما نحو الكاميرا، يقفان ويلوحان بذراعيهما إزدراء ويسيران نحوه. يبدأ الجرس في الرنين مرة ثانية.

378. لقطة مقربة جدا : الأم، تمسح بمنديلها إحدى عينيها، ثم العين الأخرى. العين التي تمسحها تنظر نظرة اتهام. تتنهد بعمق، عيناها الجافتان تقريبا ونظراتها القاسية لا تنسجم مع عذابها المسموع.

يوم غرفة المدرسة:

379. لقطة طويلة بانورامية نحو اليمين. على اليمين واليسار مجموعتان من المكاتب والبنوك. يركض صبي من اليسار إلى اليمين ويضرب بكتابه صبيا آخر في رأسه ثم يركض راجعا مرة ثانية.

يصرخ الصبية الآخرون بسخرية ويضربون بكتبهم على مقاعدهم.

لقطة بانورامية نحو اليمين تتابع إظهار جويدو وهو يسير إلى الأمام، يلبس قلنسوة طويلة غبية. يسير رجل دين بجواره. ثم لقطة بانورامية تتبعه وهو يسير أمام أفراد صفه في لقطة متوسطة وعندما يبتعد عن الكاميرا نراه يحمل اشاره مكتوبا عليها "العار" مشبوكة بدبوس على ظهره. تستمر اللقطة البانورامية نحو اليسار فنرى مجموعتين اضافيتين من المقاعد المدرسية وعليها طلاب. يتوقف رجل الدين إلى يسار الباحة الأمامية وظهره نحو الكاميرا. يقف جويدو في المنتصف ووجهه نحو اليسار.

يوم غرفة الطعام:

380. لقطة مقربة جدا : يدا رجل دين شاب وقد جمعتا لالتقاط حبوب الذرة المنسكبة من القصعة.

رجل دين يقرأ(بعيدا ): ولكن، أهم من كل شيء فإن لويجى التقى جدا كان طوال حياته يحتقر................ (حركة كاميرا بطيئة نحو اليمين تظهر رجل الدين الشاب يحمل حبوب الذرة ويسير نحو اليسار بعيدأ عن الكاميرا. وعلى اليسار يجلس الصبيان خلف طاولة طويلة، ورجال الدين يجلسون وراء طاولة في خلفية الإطار. يقف جويدو بدون حركة عند نقطة التقاء الطاولتين، في لقطة طويلة)....... وفي كل الأماكن التي عاش فيها متكلما أو محتكا بالنساء......... (بينما يقترب رجل الدين الشاب حامل حبوب الذرة من جويدو تستمر حركة الكاميرا متجهة نحو اليمين فيبدأ المكتب وظهر رجل الدين الذي يقرأ يدخلان في المشهد. باستطاعتنا الآن رؤية ذقن الأخير الطويلة)......... حاول الهروب من حضورهن إلى درجة أنه كان يتبدى لكل من رآه أنه كان يكرههن بالفطرة.

يضع رجل الدين الشاب حبوب الذرة على الأرض أمام جويدو الذي كان يحاول الركوع إلى أسفل أولا بالساق الأولى ثم الثانية ولكنه لا يتمكن من القيام بالحركة كاملة.

381. لقطة مقربة متوسطة، من الجانب، لرجل الدين الشاب.

رجل الدين الشاب: انزل!

رجل الدين يقرأ(بعيدا ) حتى ولامع المركيزة، أخته.

تقترب الكاميرا لقطة زووم إلى لقطة مقربة جدا لرجل الدين الشاب.

رجل الدين الشاب (يصرخ) ! انزل !

382. لقطة طويلة: يجلس جويدو. وظهره نحو الكاميرا، والطاولتان تلتقيان خلفه، والصبيان ورجال الدين يأكلون. يصفع رجل الدين جويدو بقسوة على رأسه فيركع على الذرة؛ يخرج رجل الدين الشاب يسارا ويداه مضمومتان بتقوى.

رجل الدين يقرأ (بعيدا )............ هل كان يجب المشاركة في حوارات خاصة............. من حيث، إذا حصل إنه كان يتكلم معها...............

غرفة الصلاة في المدرسة. نهارا :

383. تقرع الأجراس قرعا خفيفا. في مقدمة المشهد السيقان المغلفة بالكفن لمومياء قديس؛ على الحائط في الخلفية، ظل جويدو.

(جويدو، نفسه، لا يرى في هذه اللقطة) يداه ترتفعان إلى وجهه.

لقطة بانورامية تتبعه وهو يركض يمينا ، تتحرك الكاميرا إلى الداخل في لقطة مقربة متوسطة لوجه المومياء.

كنيسة المدرسة نهارا :

384. يستمر صوت الأجراس ترافقه أصوات الخطوات. تتحرك الكاميرا إلى الداخل، لقطة طويلة إلى لقطة متوسطة لكرسي الاعتراف.

385. لقطة مقربة جدا : تظهر يد لتقفل ستارة غرفة الاعتراف.

لقطة بانورامية نحو اليمين على الستارة الغامقة، ثم صوت إزالة حاجز من موقعه. نرى حاجز كرسي الاعتراف المخرم على شكل شمس منفجرة.

الناظر (بعيدا ): ولكن ألا تعرف ان سراجينا هي الشيطان؟

386. لقطة مقربة: الناظر في ظل عميق.

جويدو (بعيدا ): لم أكن أعرف ! حقا لم أكن أعرف !

يتنهد الناظر بعمق.

387. كما في 385، لقطة مقربة: حاجز الاعتراف. وحاجز آخر يقفل خلفة مقفلا النور بكامله.

388. لقطة طويلة: الكنيسة، منبر إلى يمين الأرضية الأمامية، يخرج الناظر وجويدو على التوالي من مركز المكان ومن على يسار كرسي الاعتراف في منتصف المكان؛ وهنالك كرسى اعتراف آخر في الخلفية على اليسار تسمع موسيقى "ريكوردو دينفانزيا". لقطة بانورامية قصيرة نحو اليسار بينما يسير جويدو إلى الأمام، يبكي في منديله، والناظر يسير نحو الخلفية. يتوقف جويدو ويركع نريالآن شموع النذور على يسار الفسحة الأمامية.

389. لقطة مقربة متوسطة: تمثال للعذراء تمتزج اللقطة في اللقطة التي تليها.

الشاطئ، نهارا :

390. لقطة طويلة يبدو المخزن الذي تعيش فيه سراجينا في المقدمة. والبحر في الخلفية. وعلى اليسار يظهر جويدو وهو ينظر إلى الداخل.

لقطة بانورامية له وهو يركض نحو اليمين وينظر إلى الداخل من زاوية مختلفة. نسمع صوت سراجينا وهي تدمدم بنغمة "ريكاردو دينفانزيا" يستدير جويدو تتبعه لقطة بانورامية وهو يتابع سيره يمينا نحو الحائط. يركع، وظهره نحو الكاميرا، يلوح بقبعته لسراجينا التي تجلس على كرسى في الخلفية اليمني.

391. تتحرك الكاميرا قليلا جدا في لقطة طويلة إلى لقطة متوسطة:

سراجينا وهي تبتسم ابتسامة عذبة لجويدو، ثم تنظر بعيدا باتجاه البحر.

غرفة الطعام، فندق المنتجع نهارا :

392. تنتهي دمدمة سراجينا مباشرة بعد بداية هذه اللقطة.

تتحرك الكاميرا من على الكاردينال وحاشيته الجالسين لتناول طعام الإفطار، في لقطة طويلة، نحو دوميير، في لقطة مقربة متوسطة، يشرب قهوته، وينظر بعيدا على الشاشة إلى اليمين باتجاه جويدو. تظهر طاولة الكاردينال في الخلفية باهتة أثناء هذه اللقطة.

دوميير: (معبرا بشدة عن رفضه لجويدو بصوته وحركاته أثناء هذا المشهد): وماذا يعني هذا؟ (يتوقف. نسمع صوت بيانو).

إنها شخصية من ذكريات طفولتك. (يمسح فمه) لا دخل لها في ضمير نقدي صادق. كلا........ إذا كنت تريد فعلا أن تشارك في مناظرة عن الضمير الكاثوليكى في إيطاليا....... حسنا يا صديقى............

(نرى نادلا أمام طاولة الكاردينال).......... في هذه الحالة، صدقني، فما نحتاجه أولا وقبل كل شيء درجة أعلى من الثقافة مضافة طبقا إلى منطق ووضوح صارمين........... سامحني على قولي هذا ولكن سذاجتك تشكل تراجعا حقيقيا.

393. لقطة مقربة متوسطة: جويدو يستمع باهتمام.

دوميير : (بعيدا ) إن ذكرياتك القليلة التي تغرق في توقها إلى الماضي، واستغاثتك المسالمة ذات الأساس الشديد العاطفية............. (ينظر جويدو باتجاه الكاردينال)................. لهي تعبير عن مشاركتك في ذلك.

394. في المقدمة، لقطة متوسطة: ظهر رجل دين؛ في المنتصف الكاردينال، ينظر إلى يمينه؛ النادل يسير بعيدا في الخلفية.

كاردينال: ؛ولكن ماذا؟« قال رجل الدين مستعجبا. :؛مع شيوعي؟«

لم يقل :"رجلا". هل تفهم ذلك؟

يضحك الرجال الموجودون في صحبته.

395. لقطة مقربة: دوميير، واقف.

دوميير: الضمير الكاثوليكي (لقطة متوسطة مقربة تتابعه وهو يسير إلى الأمام يتكلم مع جويدو وخارج الشاشة إلى اليمين). فكر بما عناه سيتينوس أيام القياصرة! كلا......... إن هدفك الرئيسي هو أن تستنكر............... (تبدأ إمراة في الغناء بعيدا ).

وينتهى بك الأمر داعما كأنها احد انجازاتك. (نرى من فوق كتف دوميير صورة باهتة لعازفة بيانو ولإمرأة كهلة بدينة تغني كلمات روسية على نغم نوكتورن لشوبان افتتاحية 9 رقم2.) ولكن كما ترى............ يا لها من فوضى، ومن غموض.

يخرج من اليسار ونرى عندئذ المغنية بوضوح لفترة قصيرة.

حمامات حرارية في المنتجع، نهارا :

396. لقطة طويلة: مجموعة موسيقيون تتكون من أربعة يلبسون ثيابا بيضاء ويعزفون ؛ كارلوتاس جالوب«. الضوء يأتي من خلفهم لذلك فهم في الظل.

إمراة ملفوفة في غطاء سرير تهو ى بالمروحة تنتصب في مقدمة الإطار في لقطة متوسطة مقربة. تبدأ في التحرك يسارا ؛ تتحرك الكاميرا في لقطة بانورامية نحو اليسار عبر ما تبقى من اللقطة.

إمرأة (تغازل): آه، أيها الطبيب العزيز، أنا غاضبة منك فعلا.

يظهر الطبيب من يسار الإطار ويرجع نحو الكاميرا فيقبل يدها.

الطبيب: ولكنك لم تعودي بحاجة إلى، يا سيدتي العزيزة.

المرأة: آه، هذا غير صحيح. غير صحيح بالمرة.

تسير المرأة خارج الإطار نحو اليسار بينما يستدير الطبيب لمشاهدتها. في الخلفية وعبر غيوم من البخار بالكاد نرى أشكالا أخرى مغطاة بملاءات السرير يتقدمن سائرين نحو اليسار، بينما تتابع الكاميرا لقطتها البانورامية.

خلال هذا المشهد، يلتف المعالجون بحمامات البخار وعلاجات أخرى بملاءات بينما نرى بعض الحضور من الرجال عراة الصدور.

أحد الحضور الذين يحملون مكبرا للصوت (أولا بعيدأ ، ثم داخل الإطار بينما تستمر اللقطة البانورامية): 127، دوش وحمام وحل؛ 129، تدليك.....

أصوات الحضور الآخرين تعلن أرقاما ،إلخ، تسمع أيضا....

397. تتحرك الكاميرا عموديا إلى أسفل في لقطة طويلة من على قمة درج ضخم مزدوج يقود إلى حمامات البخار والوحل. ينزل الرجال من على اليمين والنساء من على اليسار. بينهما خادمان يحملان برميلا ضخما يذكرنا بوعاء النبيذ في مشهد البيت الريفي. في الأسفل وفي الخلفية طاولة مستطيلة وخدم آخرون.

خادم يحمل مكبرا للصوت (بعيدا )....... 131، استنشاق.

398. لقطة بانورامية نحو اليمين من لقطة متوسطة إلى لقطة مقربة متوسطة: نساء يهبطن السلالم. اثنتان منهمكتان في محادثة متحركة.

خادم يحمل مكبرا للصوت (بعيدا ): 137، استنشاق 1450، تدليك.

399. زاوية منخفضة لقطة طويلة من أسفل السلالم، رجال يهبطون ناحية اليسار، نساء ناحية اليمين، خادم يقف في الوسط. تتحرك الكاميرا إلى الخلف حتى نرى ظهر خادم عار يشغل معظم الإطار.

خادم يحمل مكبر الصوت (بعيدا ) 147، دوش وحمام بخار.

400. لقطة طويلة من زاوية مرتفعة: طاولتان وخادمان يقفان خلفهما ويشيران لأحد المرضى الذين يسيرون في المقدمة نحو اليمين بأن عليه متابعة السير في ذلك الاتجاه. لقطة يانورامية قصيرة نحو اليمين عندما يلتقى مريض بخادم عارى الصدر.

خادم يحمل مكبرا للصوت (بعيدا ): 149، استنشاق.

401. لقطة مقربة متوسطة تتحرك بلقطة يانورامية: رجل عجوز يسير نحو اليمين.

الرجل العجوز (لبايس): مرحبا !

يخرج نحو اليمين، متجاوزا الخادم الواقف عند السلالم. بايس وعديدون يدخلون إلى اليمين في لقطة متوسطة مقربة ولقطة بانورامية تتبعهم نحو اليسار وهم يهبطون.

بايس: (أولا بعيدا ، ثم داخل الإطار، ينظر إلى أسفل، ولكنه يتكلم مع جويدو الذي يسير معه ولم يدخل بعد الإطار): استنتجت ما الذي تريد قوله. تريد أن تصف الفوضى الموجودة داخل الإنسان، ولكن عليك أن تكون واضحا.

عندما ينطق بايس بآخر كلماته يدخل جويدو إلى الإطار، يتوقف، وينظر باتجاه النساء من السلم. مقفلا ملاءته بإحكام حول جسده، لم يتخل جويدو عن نظارته. يحمل سيجارة بين أصابعه.

402. لقطة بانورامية نحو اليمين من منظور جويدو، بينما تنزل سيدة جميلة مجهولة في لقطة متوسطة مقربة - لقطة مقربة- لقطة متوسطة مقربة.

بايس (بعيدا ): يجب أن تكون واضحا. وإلا ما الفائدة؟

بينما تتابع هبوطها السلالم، تعيد ترتيب الملاءة التي وضعتها برشاقة على رأسها.

بايس (بعيدا ): جويدو......

403. جويدو في لقطة متوسطة مقربة، الفسحة الأمامية. يمينا ؛ بايس، على مسافة أبعد أسفل السلالم يستدير نحو جويدو؛ يتابع الآخرون سيرهم نحو البخار.

بايس:............ تعالي!

يستأنف جويدو نزول السلالم. فيلحق ببايس.

خادم يحمل مكبرا للصوت (بعيدا ): انتباه! نرجو الدكتور انجيليز التقدم نحو منطقة الاستراحة.

404. لقطة بانورامية بطيئة إلى اليسار ثم تعود الكاميرا قليلا إلى مكانها: يظهر رجل في لقطة متوسطة مقربة ثم يخرج. لقطة بانورامية، لقطة طويلة، تتبع بايس، جويدو والآخرين وهم يسيرون إلى الأمام، على حاجز خشبي، يستديرون، ثم يتابعون السير إلى اليسار، بعيدا عن الكاميرا. نرى بعدئذ غرفة كبيرة جدا محاطة بالمقاعد. رجال جالسون، يستنشقون الأبخرة.

بايس: إذا كان ما تقوله ملذا فهو ملذ للجميع. لماذا لا تشعر بأهمية أن يفهم الجمهور كلامك أم لا؟ عليك أن تسامحني لقولي هذا، ولكن هذا مهين...... إنه وقح.

يقترب سيزارينو من الخلفية اليسرى.

سيزارينو (لبايس): مرحبا، يا رئيس!

بايس: عليك أن..........................

سيزارينو: تعالى إلى هنا، تعالى إلى هنا!

يسير سيزارينو إلى الأمام، ملوحا بذراعيه.

405. لقطة متوسطة: ظهر بايس العاري. يسير سيزارينو باتجاهه.

سيزارينو (يأخذ بايس من ذراعه): تعال إلى هنا، أيها رئيس. تنفس، تنفس بعمق. (ينظر نظرة سريعة إلى جويدو الذي يستدير بعيدا ، ولقطة متوسطة في الفسحة الأمامية). مرحبا ، ياجويدو! (يتابع سيزارينو قيادة بايس بعيدا ) حجزت مكانا قرب البخار.

406. رجل في لقطة متوسطة، إلى اليسار، يجلس على أحد المقاعد مع آخرين.



يخفيهم البخار عن النظر.

سيزارينو (بعيدا ): آه يا سيدي، لقد ألقيت نظرة هذا الصباح على السفينة الفضائية. لقد شيدوا حتى الآن خمسين مترا.

407. لقطة مطولة: غرفة البخار ورجال يدورون كحجر الطاحون إلى الأمام وإلى الخلف. أصوات دمدمات وسعال. لقطة بانورامية إلى اليسار لرجل يتنفس بعمق.

408. لقطة متوسطة: يجلس جويدو على احد المقاعد يرمي سيجارته. لقطة بانورامية إلى يسار ميزابوتا في لقطة متوسطة مقربة، رأسه مغطى باحدى الملاءات وعيناه تنظران إلى أسفل، يستنشق بعمق البخار.

ينظر جويدو إليه بتركيز.

جويدو (يهمس): ماريو!

يتابع ميزابوتا تنفسه العميق، غير متجاوب. ينظر جويدو عبر الغرفة بعيدا عنه.

409. لقطة مطولة: لقطة بانورامية إلى يسار الرجال الجالسين على المقاعد حول قطر الغرفة وآخرون يخطون ذهابا وإيابا من منظور جويدو.

تتغير نوعية الموسيقى وتتحول إلى موسيقى حزينة.

صوت إمرأة (بالإنجليزية) رجاء ، الانتباه.

410. تتحرك الكاميرا إلى الداخل في لقطة مقربة: جويدو ورأسه محنية. صوت إمرأة: رجاء، الانتباه. جويدو..............

411. لقطة مطولة: غرفة البخار برمتها، بعد أن فرغت من البخار يجلس الرجال على مقاعد مصفوفة إلى الحيطان.

صوت إمراة(بالإيطالية): نيافته ينتظرك (يقف جويدو، في الخلفية اليسارية) تعيد النداء: جويدو، نيافته ينتظرك.

تتحرك الكاميرا إلى الخلف بينما يسير جويدو إلى الأمام مسرعا ، عبر الحاجز الخشبي في منتصف الغرفة.

412. هذه اللقطة المعقدة، التي تتضمن مزيجا من حركة الكاميرا واللقطات البانورامية تعبر عن منظور جويدو وهو يسير. أجوستيني، بملابسه كاملة، يسير بسرعة ليدخل في لقطة مقربة متوسطة من زاوية منخفضة، يحمل حذاء وقميص جويدو.

أجوستيني: هاك ملابسك ! البس. رجاء أسرع، يا سيدي.

(يستدير ويسير عائدا وهو يشير إلى ضرورة السرعة بإشارات يديه. تتبعه الكاميرا، لقطة متوسطة مقربة من منظور جويدو). الكاردينال ينتظر. قل له كل شيء. ثق به كليا. لا تخف شيئا عنه. (يسير إلى اليسار ويدير وجهه باتجاه جويدو). إن استطعت يا سيدي اذكرني بكلمة طيبة، أيضا. (وبينما يختفي هو وراء أحد الأعمدة، نسمع باختصار، صوتا يوحي بصوت البخار، تتبعه بضعة أنغام يغنيها فريق من المغنين)........ من أجلي، من أجلي، من أجلي، أيها الرئيس.

بينما تتحرك الكاميرا في لقطة بانورامية نحو اليمين يدخل سيزارينو في الإطار، في لقطة متوسطة مقربة ويسلم جويدو سرواله.

سيزارينو : إنها لفرصة ذهبية! هاك سروالك. (تتبعه اللقطة في لقطة متوسطة مقربة من منظور جويدو.) الكاردينال! يا للحظ. أنستطيع أن نتمكن من أي شيء......... نعم أي شيء............ حتى طلاقي المكسيكي.

فكر! أحصل لي على طلاقى المكسيكي، يا جويدو.......... رجاء......... اعمل لي معروفا. لن يردك خائبا.

يستدير ويبتسم نحو جويدو وهو يخرج إلى اليسار من وراء كونوشيا المرتدي ملابسه الكاملة. والذي يظهر في لقطة متوسطة مقربة يحمل بذلة جويدو على علاقة.

كونوشيا: كلا! وأهم من كل هذا عليك أن تظهر بمظهر التقي! ارم نفسك عند قدميه! قب ل خاتمه! إبك ! قل أنك قد تبت إلى الله (حركة كاميرا نحو اليسار تتبع كونوشيا): إذا تمكنت من الدخول في نعمتهم الإلهية، فباستطاعتك الحصول على كل ما تريد. اصغ إلى ما أقول يا جويدو!

بينما يخرج كونوشيا من اليسار، يظهر بايس في لقطة متوسطة، يسير إلى الأمام، يقدم إلى جويدو ربطة عنقه ويبدي استعداده لأية خدمة.

بايس: رجاء،يا جويدو، نحن بين يديك. رجاء.

في لقطة مقربة ينفخ نحوه قبلة في الهواء.

413. لقطة طويلة: جويدو، بكامل لباسه، يسير بعيدا عن الكاميرا باتجاه الممر الملئ بالبخار.

414. جناح الكاردينال ذو غرفة انتظار، غرفة بخار وحمام وحل. لقطة طويلة تتبع إلى الأمام رجل دين في صورة ظل ية، يسير قدما عبر باب معبر متلألىء. إضاءة نحو الخلفية اليمنى. يرفع رجل الدين يده ويشير نحو اليمين. نسمع ثانية صوت الجوقة الموسيقية.

رجل الدين: خمس دقائق فقط.

لقطة بانورامية نحو اليمين متجاوزة ينبوعا يخرج البخار منه، ثم تتحرك الكاميرا في لقطة مقربة باتجاه الداخل نحو شباك منخفض ضلفتاه شفافتان. يصبح صوت البخار أعلى من ذي قبل. يفتح الشباك واسعا على مفصلين في أعلاه بصوت ساحق مبالغ فيه فيكشف عن حمام الكاردينال البخاري. يرى رجل دين في الأرضية الخلفية إلى اليسار من خصره إلى أسفل؛ في لقطة طويلة. يجلس الكاردينال، منحنيا فوقه بكامل لباسه. يملأ البخار الأرض. خادمان يظهران من الخصر إلى أسفل يدخلان من اليمين يحملان ملاءة الكاردينال؛ يخرج رجل الدين الموجود في الأرضية الأمامية من اليمين.

415. لقطة متوسطة. ملاءة تغطى الكاردينال في ثلاثة أرباع لقطة جانبية عاريا من الخصر إلى أعلى. ثم، صورته الظلية على الملاءة. جويدو (بصوت يظهر الاحترام الشديد والعاطفة العميقة):- نيافتك، أنا لست سعيدا.

يرفع الكاردينال يده.

الكاردينال (بعيدا ): لماذا تريد أن تكون.............

416. لقطة مقربة متوسطة: يحمل سكرتير الكاردينال ملاءة؛ لقطة بانورامية نحو اليمين باتجاه الصورة الظلية لرأس الكاردينال خلف الملاءة.

الكاردينال (أولا بعيدا ، ثم في صورة ظليه):.... سعيدا ؟ هذه ليست مهمتك. (يظهر رأس الكاردينال من الجانب، في لقطة مقربة، مهمتك، بينما تنخفض الملاءة وتلف كتفيه.) من قال لك إننا نأتي إلى العالم لنكون سعداء؟

417. لقطة مقربة: تتبع الكاميرا الكاردينال نحو اليمين، ووجهه مستدير بعيدا الكاردينال: كتب أوريجين في عظاته،؛خارج الكنيسة................

418. لقطة مقربة: اللحية والذراعان لسكرتير الكاردينال، في الفسحة الأمامية. يعجن الوحل الذي يقطر من يديه. في لقطة طويلة: الكاردينال ملفوف في ملاءة ظهره نحو الكاميرا، يقف بين رجلي دين، في الخلفية.

على وشك الدخول في أحد أجزاء الغرفة محاطا بحاجز منخفض تنبعث منه سحب ضخمة من البخار.

الكاردينال:...... ليس هنالك خلاص.

419. لقطة متوسطة: رجل دين ناحية اليمين يرفع الملاءة ويسير إلى الأمام وهو يطويها، وبذلك يغطي الكاردينال وهو يدخل إلى البخار.

رجل دين إلى اليسار يجلس، يلحق به رجل الدين في الناحية اليمنى.

الكاردينال: ؛خارج الكنيسة، لن ينقذ أحد«. (يساعد أحد الخدم الكاردينال في الجلوس على مقعد داخل البخار). خارج الكنيسة.............

420. لقطة متوسطة مقربة: الكاردينال، لقطة جانبية.

الكاردينال:......... لن ينقذ احد. (يخفيه البخار تقريبا بشكل كلي).

من لم يكن.......................

421. لقطة طويلة: الكاردينال يجلس في البخار إلى اليمين، يقف أحد الخدم

في منتصف الإطار(يرى جزئيا )، بينما يجلس رجل دين إلى اليسار.

تتحرك الكاميرا إلى الخلف بينما تقفل النافذة.

الكاردينال (يبتعد صوته بهمس دراماتيكي)............ في مدينة الآلهة فهو يقطن في مدينة الشيطان.

بينما تقفل النافذة نسمع مرة ثانية صوت الصرير. يرافق ذلك صوت فرقة موسيقية تعزف "القمر الأزرق".

الساحة العامة والمحلات الموجودة بها في بلدة المصح عند الغسق.

422. لقطة طويلة جدا. في الخلفية فندق على التلة. الفرقة الموسيقية تقف في الأرضية الوسطى، فرقة أناث تعزف "القمر الازرق"، يجلس الناس على الموائد الأمامية فيما تتحرك الكاميرا إلى الخلف. تضاء. الأحرف الكهربائية الكبيرة على سطح الفندق، "فندق المركز الكبير"، وأضواء الشارع الزخرفية في الساحة مضاءة.

324. لقطة متوسطة مقربة. الكاميرا تتبع عازفة كمان كبيرة السن وهي تعزف تسير يمينا ثم تتحول إلى الأمام.

424. جاء الليل. أناس يلبسون ملابس أنيقة مبهرة يتمشون في لقطة متوسطة إلى اليمين واليسار على حد سواء، بينما تتحرك الكاميرا باتجاه اليمين.

رجل يحمل مكبرا للصوت: تعالوا لتروا هذه الظاهرة الإنسانية العظيمة.

.......... الفقير سيفا الذي كسر جميع المقاييس السابقة. (في الخلفية إشارة "فورد"، ثم يستلقي الفقير في تابوت زجاجى.) (بعيدا ) تجربتنا تدار يوميا من قبل اختصاصيين أوروبيين......................

425. لقطة مقربة. تتجه الكاميرا نحو اليمين. امرأة تحمل مروحة في صورة ظلية بينما تتحرك الكاميرا جانبيا نرى سيارات في غرفة عرض، في خلفية الناس المتجولين الذين يظهرون في لقطة مقربة ولقطة متوسطة.

426. حركة يمينا بينما تأخذ الكاميرا لقطة بانورامية يسارا ، يظهر مزيد من ال

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فلم  8 ونصف Empty تتمة السيناريو

مُساهمة  يحيى الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 5:03 pm

455. لقطة من زاوية مرتفعة : المجموعة تصعد باتجاه الكاميرا. الجزء الأسفل من جسد بايس في الجزء الأمامي. لقطة متوسطة له وقد تبعته شقيقة لويزا وصديقها.

صديق لويزا : بثمانين مليون لير باستطاعتك أن تشتري على الأقل عشر شقق.

شقيقة لويزا : إنه كوخ له مظاهر الأبهة، مثله تماما. إنها صورته النصفية.

بايس (بعيدا) : شقيقة الزوجة الصغيرة شديدة مع مخرجنا. ربما هي تحبه.

تسير السيدتان فتدخلان بلقطة متوسطة مقربة.

شقيقه لويزا : مغرمة؟ كل صبح وكل مساء أصلى لله كى لا ينتهى الأمر بى وأتزوج رجلا مثله.

تسير باتجاه اليسار خارج الإطار.

صديقة لويزا : هاي، ماذا نفعل الآن؟ هل علينا أن نتسلق أكثر؟ لقطة بانورامية خفيفة نحو اليسار تظهرها وهي تسير إلى أعلى بعيدا عن الكاميرا. كاميرا عامودية نحو الأعلى باتجاه ظهر بايس.

بايس: يسعدني أن أحملك إلى أعلى.

456. لقطة طويلة من زاوية مرتفعة : الهبوط إلى الأرض. كونوشيا إلى اليسار، ينحني على حاجز، يجلس سيزارينو على السلالم، يدلك قدميه. دوميير وتيلد إلى اليمين، يسيران إلى أسفل، بعيدا عن الكاميرا.

كونوشيا : عندما أفكر أنه جعلني أدفع 08 مليون لهذا الهيكل !

أقول لنفسى ستارة المسرح الخلفية الحسنة الألوان كانت ستكون أفضل.

سيزارينو : ستارة مسرح خلفية ! أيام جدي كانوا يستعملون ستارة مسرح خلفية، هل هذا هو المبلغ يا كونوشيا؟

لقطة بانورامية نحو اليسار تظهر مستوى الأرض من زاوية عالية جدا : جويدو، روزيللا وسيارة. روزيللا تضحك.

457. لقطة متوسطة مقربة من الجانب : لويزا، تنظر إلى أسفل، مأخوذة بأفكارها.

أنريكو (بعيدا) : يا لويزا....

بينما تستدير لويزا، لقطة بانورامية يسارا نحو أنريكو.

أنريكو : هل تشعرين بالبرد؟ خذي سترتي.

لويزا (تستدير بعيدا عنه) : كلا، كلا، شكرا. في حالتي هذه أعتقد أنه من الأفضل أن نذهب إلى الفندق الآن.

صوت طائرة تمر فوق رؤوسهم. تنظر لويزا إلى أعلى. يسير أنريكو خلفها تماما.

أنريكو : هل أصابك مكروه؟ أصبت بالحزن فجأة. (يجلس على السلالم خلفها نحو اليمين. تأخذ مجة من سيجارتها.) أليس هذا ما حدث؟

لويزا (تبتسم بمرارة وتهز رأسها) : كلا. أنا لست حزينة بتاتا.

لقطة بانورامية تتبعها وهي تسير نحو اليسار، وتتوقف عند حاجز.

بايس (بعيدا، يخاطب الآخرين) : يبدأ الحديث بمشهد الكرة الأرضية.

458. لقطة طويلة من زاوية مرتفعة جدا : أحد مستويات البناء عبر السقالات. بالكاد يمكن تمييز بايس والآخرين.

بايس :.... مدمرين كليا بسبب الحرب النووية الحرارية.

459. لقطة مقربة متوسطة : أولا ينظر أنريكو إلى أسفل، ثم إلى اليسار، باتجاه لويزا.

بايس (بعيدا) : في هذا....

انريكو : كان جويدو سعيدا عندما رآك... حقا.

بايس (بعيدا) :.... يبدو وكأنها سفينة نوح الحقيقية.... هذه السفينة الفضائية....

460. لقطة طويلة : جويدو يسير نحو اليمين، عمال يلفون شرائط التوصيلات على بكرة في الأرضية الأمامية يسارا. لقطة بانورامية نحو اليمين تتبع جويدو. تظهر روزيللا في لقطة جانبية، تنظر إلى أعلى، لقطة متوسطة مقربة : جويدو يقف في الخلفية وينظر إلى أعلى.

بايس (بعيدا) :.... إنه بهذا يحاول الهروب من الطاعون الذري. باقي الإنسانية يتطلع إلى مرفأ آمن على سطح كوكب آخر.

هنالك أكثر من 000،10 زيادة... ربما 000،15 ! هل تفهم.... جماعة مأساوية هي التي تترك المكان....

روزيللا (بتهكم، تنظر إلى جويدو) : اسمع ! هل سنرى فعلا كل ذلك في فيلمك؟ يا للسماء ! يرفع صوته ! لقد صم م على أن يخيف كل واحد حتى الموت. لقطة متوسطة مقربة، تتحرك الكاميرا نحو روزيلا وهي تسير إلى الأمام. لقطة بانورامية نحو اليمين لجويدو في لقطة متوسطة. هنالك سيارة بينهما.

جويدو (منزعجا) لما لا؟ هل تحبين القصص التي لا يحدث بها شىء، أيضا؟ (لقطة بانورامية لجويدو وهو يسير يمينا، بعيدا عن الكاميرا، في لقطة مطولة وسقالات وأضواء في الخلفية.) حسنا، في فيلمي كل شيء يحدث... حسنا؟ أنا أضع كل شيء فيه.

461. لقطة مقربة متوسطة : روزيللا، خجله قليلا.

جويدو (بعيدا) حتى البحار يقوم برقصة نقرية. أيها البحار... تعال إلى هنا !

البحار (بعيدا) : كلا، كلا، كلا، كلا....

462. كما في 460. البحار، عامل كبير في السن، يأتي نحو جويدو، يحمل وعاء من الماء.

جويدو (بنزق وغضب) : دعنا نرى ما تعلمت في أمريكا !

كلا لا أريد أي ماء. ارقص ولسوف أعطيك دورا. ارقص !

يغني البحار بلا نغمة ويقوم ببضع خطوات راقصة، في لقطة مطولة. تتقدم شاحنة نحو الخلفية.

463. كما في 461. تبتسم روزيللا بحنان بالغ، ثم تنظر باتجاه جويدو. في لقطة متوسطة مقربة تسير معها وهي متجهة نحوه.

روزيللا (بلطف) : ما الذي يزعجك يا جويدو؟ ما الذي يحدث لك؟

464. لقطة متوسطة مقربة : جويدو في الأرضية الأمامية يمينا، يمسك بعامود. البحار يرقص في الخلفية على اليسار.

جويدو : روزيللا توقفى عن الكلام الذي يوحي وكأنك شقيقتي الكبرى. (يستدير ويسير بعيدا ) لا أحبك وأنت تفعلين هذا.

البحار (بعيدا في صوته العجوز الأجش) : سيدي المخرج.. ما هو الدور الذي سأقوم به؟

يستدير جويدو، يبتسم، يجلس.

البحار (بعيدا) : السيد المخرج...

جويدو : ما الذي يدور في فكر لويزا عني؟ ما الذي تريد أن تفعله؟

البحار (بعيدا) :.... ما الدور الذي سأحصل عليه؟ ما الدور الذي سأحصل عليه؟

جويدو : اذهب بعيدا، أيها البحار. (بتململ شديد) اذهب بعيدا !

465. يستدير البحار ويخرج، الخلفية يسارا؛ في لقطة متوسطة مقربة تشعل روزيللا سيجارة وتنظر إلى أسفل باتجاه جويدو.

روزيللا (باهتمام الأصدقاء) : أتعرف أن لويزا لا تتكلم كثيرا.... حتى ولا معي أنا، أعز صديقة لها. أنا لا أعلم في الواقع ماذا تريد أن تفعل. إنها إنسانة مضطربة. تقول شيئا هذا اليوم وفي اليوم التالى شيئا آخر. لسوء الحظ، الشيء الوحيد الذي تريده هو أن تكون بخلاف ما أنت عليه.

466. لقطة متوسطة من زاوية مرتفعة : جويدو يتكئ على مرفقيه، من منظور روزيللا.

جويدو : ولكن لماذا؟

روزيللا (بعيدا) : لماذا؟ هذا الخطأ نرتكبه جميعا.

جويدو (ينظر إلى أعلى باتجاهها) : هذا الرجل اللطيف، هل يتلاعب بعواطفها؟ أم هل هو يحبها؟

روزيللا (بعيدا، بتهكم) : هذا يناسبك تماما، أليس كذلك؟ هذا يريح ضميرك المعذب. (ينظر إلى أعلى باتجاه البرج.) يالك من إنسان جلف ! أيها المسكين أنريكو.

467. كما في 465، تخطو روزيللا إلى الأمام.

روزيللا : إنه انسان أخرق وسريع التأثر كما يبدو لكل من لاحظه. يلتصق بها.... يسمع شكواها.... يرافقها.

468. كما في 466. يرتفع جويدو ليصبح في وضع الجالس ويرفع رأسه. وجهه مختف تماما في إطار قبعته.

روزيللا (بعيدا) : إنه صديق جيد جدا.

جويدو : اعتقدت أنني فهمت الأشياء بوضوح. أردت أن أضع فيلما صادقا ،

دون أي كذب. اعتقدت أن لدي شيئا بسيطا.... بسيط جدا لأقوله. فيلما يساعد ولو قليلا كل الناس..... قد يساعد.... أن يدفن وإلى الأبد كل ما هو ميت ونحمله في داخلنا (يتنهد بعمق، يقف من الجانب، وجهه غير واضح تظلله ظلال عميقة.)

(تشاهد سقالات وأضواء خلفه.) وبدلا من ذلك فأنا الذي لا أملك الشجاعة لأدفن أي شيء. (يهندم قبعته وينظر إلى أعلى.) الآن... عقلي برمته مضطرب.... هذا البرج الذي علي أن أتعامل معه.... لقطة بانورامية وهو يخطو بعيدا عن الكاميرا.) لا أدرى لماذا اصبحت الأمور على هذا الشكل؟ أين أخطأت؟

469. كما 467. روزيللا تاخذ مجة من سيجارتها.

جويدو : (بعيدا وكأنه يغر د) : في الحقيقة ليس لدي ما أقوله ولكنني أريد أن أقوله على أي حال.

470. كما في 468. جويدو في لقطة متوسطة، في الأرضية الأمامية يمينا ، يستدير باتجاه روزيللا، شاحنات تمر في الخلفية.

جويدو : وأرواحكم، لماذا لا تساعدني؟

471. لقطة مقربة : روزيللا.

جويدو (بعيدا) : لقد قلت دائما إنها كانت محملة برسائل لي. حسنا، عليها أن تبدأ العمل.

روزيللا : لقد قلت لك يا جويدو. (تستدير بعيدا) موقفك منها خطأ. (تسير وتستدير بعصبية، في لقطة متوسطة مقربة.) أنت إنسان فضولي.... فضولي بشكل طفولي. وعندك الكثير من التحفظات... أنت بحاجة إلى العديد من الضمانات.

جويدو (بعيدا) حسنا.... ولكن ما الذي تقوله لك؟

روزيللا (تنظر باتجاه جويدو) : إنها تقول نفس الأشياء، حتى الآن. إنها أرواح معقولة. تعرفك جيدا جدا.

تتحرك الكاميرا ببطء إلى الداخل نحو لقطة مقربة لروزيللا.

جويدو حسنا؟

روزيللا : تقول إنك حر.. ولكن عليك أن تختار، ولم يتبق لديك الكثير من الوقت.

472. لقطة مقربة متوسطة : جويدو.

روزيللا (بعيدا): عليك أن تفعل ذلك سريعا.

يبتسم جويدو قليلا ابتسامة شك.

473. لقطة طويلة ترتفع إلى أعلى حتى تصل إلى الأبراج. نرى المجموعة تتسلق السلالم.

صوت رجل (بعيدا) : جويدو ! جويدو ! هل ستصعد أم لا؟

غرفة جويدو في الفندق، ليلا.

474. لقطة متوسطة : جويدو في الفراش، يمص نهاية خنصره. صوت خطوات. دون سابق إنذار يطفئ مصباح السرير، بينما تتحرك الكاميرا في لقطة متوسطة مقربة. يتظاهر بالنوم. صوت باب يفتح.

475. تأتي إضاءة حادة من الخلف، في لقطة متوسطة تفتح لويزا باب الحمام، تتوقف، ثم تنظر باتجاه جويدو. تطفئ ضوء الحمام. لقطة بانورامية تتبعها وهي تسير إلى اليسار، وهي تنفث سيجارتها، تنظر بين الفينة والأخرى باتجاه جويدو. تمر خلف الفاصل الزجاجي المحفور، ثم ترمي بنفسها على كرسى.

476. كما في 474. يتحرك جويدو كردة فعل على الضوضاء.

477. كما في 475. تنظر لويزا نحوه بغضب، ثم تتابع التحرك يسارا. عندما تترك الإطار، يظهر انعكاسها، من الخلف في مرآة.

478. لقطة متوسطة مقربة من زاوية منخفضة للويزا من الجانب وهي تطفئ مصباح سريرها. تغطيه بمجلة. ترفع سماعة الهاتف.

لويزا (لعامل الهاتف) اعطني الغرفة 320.

صوت عامل الهاتف : ما زال في الخارج.

لويزا : آه... حسنا. شكرا.

تضع السماعة مكانها. تنظر عبر المكان إلى جويدو. تأخذ كأسا. لقطة بانورامية تتبعها وهي تسير بعيدا عن الكاميرا نحو المائدة، حيث تملأ كأسها بالمياه المعدنية، في لقطة طويلة، اخذت تقلب إحدى المجلات. ثم لقطة بانورامية نحو اليسار تتبعها نحو المكتب حيث توجد حقيبة يدها.

479. لقطة متوسطة مقربة من فوق أكتاف لويزا وهي تفتح علبة الأدوية. تتردد عندما تلاحظ بالقرب من حقيبة يدها صورة كبيرة لها تبتسم ابتسامة عريضة، وشعرها طويل. تلتقط الصورة، تنظر نحو اليسار باتجاه جويدو، ثم تضع الصورة مكانها. تأخذ قرص دواء وتغسله بالماء.

480. لقطة طويلة : جويدو في السرير، في الظلام. ينظر باتجاه لويزا.

جويدو : ما بالك؟ هل يؤلمك رأسك؟

لويزا (بعيدا) : كلا. إنه مهدئ.

جويدو : هل تتناولينه باستمرار؟

481. لقطة طويلة : لويزا من الجانب جالسة على المكتب، تقفل حقيبة يدها.

لويزا : أحيانا. حتى أنام. (تسير إلى الأمام، تجلس على حافة سريرها، ظهرها نحو الكاميرا، في لقطة متوسطة تخاطب جويدو بتهكم.) ما الذي يشغل بالك الآن؟ تخلع السترة الصوفية التي تلبسها فوق قميص النوم، ثم تتمدد في السرير، وترفع الغطاء عليها وتبدأ في قراءة إحدى المجلات.

482. لقطة متوسطة مقربة : جويدو ورأسه على المخدة. صوت لويزا وهي تتصفح المجلة.

384. لقطة متوسطة مقربة : لويزا من الجانب، تدخ ن. وبينما هي تستدير لتطفئ سيجارتها، تنظر باتجاه جويدو، تخلع نظارتها، ثم تتمدد إلى الخلف ضاحكة.

484. كما في 482.

جويدو (يبتسم ابتسامة باهتة) : ما بالك؟

لويزا (تضحك، بعيدا) لا شيء. ولكن ياليتك تستطيع أن ترى نفسك؟

485. كما في 483. تتابع الضحك.

جويدو (بعيدا) : لماذا تضحكين؟

لويزا (بمرارة وغضب متزايدين) : لا أعتقد أنني باستطاعتى أن أخدعك يوما ما. ليس لأي سبب سوى أنني سأضطر أن أعيش متحملة تفاهة أن أكذب وأن أجاهد لأن أخفي ذلك الكذب.

486. كما في 484.

لويزا (بعيدا) : ولكن من الواضح أنك تستسهل الموضوع.

جويدو : اسمعي يا لويزا... أنا سعيد لقدومك. ولكن رجاء... أنا متعب جدا. أنا نعس. يدير ظهره.

487. كما في 485.

لويزا (بفظاظة، تطفئ مصباحها) : إذن نم ! مساء الخير.

خلال ما تبقى في هذا المشهد جويدو ولويزا كلاهما يكادان لا يظهران في الظلام.

488. لقطة متوسطة : جويدو من الخلف.

جويدو (يتنهد بعمق، ثم يتكلم بقوة وعاطفة متزايدة) : لا أدري ما الذي تتوقعين رؤيته، أو اكتشافه في حياتي من خلال مسخ كل شيء وتحويله إلى سرقة حقيرة من إناء الكعك. ولكن ما الذي تعرفينه عن حياتي... عما يزعجني... وعما لا يزعجني.....

489. لقطة متوسطة : لويزا من الخلف.

جويدو (بعيدا) : ما الذي تعرفينه عني؟

لويزا : أعرف فقط الذي تدعني أراه.

490. كما في 488. يستدير جويدو ويواجه الكاميرا.

جويدو : وما الذي أدعك ترينه، هه؟ تفضلى... قولي لي ما الذي ترينه. ما الذي تتوقعين إنجازه من أحكامك الأخلاقية؟

لويزا (بعيدا) : لا أتوقع أن أحقق أي شيء. أعرف أننا قد علقنا في نفس الموقع لسنوات. انت الذي دائما يريد البداية من جديد. تطلب مني العودة في كل مرة وتعتقد دائما أنه باستطاعتنا أن نبدأ ثانية.

جويدو (ينهض غاضبا من على المخدة) : ليكن هذا واضحا مرة وإلى الأبد. لا أريد أن أبدأ أي شيء من جديد، هل تسمعينني؟ (يصرخ) ولكن ما الذي أنت....

491. كما في 489. تستدير لويزا باتجاه جويدو، ناهضة من على مخدتها.

جويدو (بعيدا) :..... تريدينه مني؟

لويزا (تصرخ، بكراهية) : انت ! لماذا تركتني أحضر إلى هنا؟ ماذا أفيدك أنا؟ ما الذي تستطيع أخذه مني؟ ما الذي تريده مني؟

492. لقطة طويلة : غرفة النوم، سرير جويدو في الجزء الأمامي. جويدو ولويزا يحملقان في بعضهما. ثم يديران ظهريهما لبعض (أولا لويزا، ثم جويدو) يسمع صوت حفيف أغطيتهم الغاضب. خفوت ضوء تدريجى نحو السواد.

مقهى في الساحة العامة، نهارا.

493. تبدأ اللقطة من خلف رأس امرأة، لقطة متوسطة مقربة، لقطة بانورامية نحو اليسار على طاولات المقهى الفارغة تقريبا ، وموقع الفرقة في الخلفية، والفندق الذي يلوح في الخلف والشمس الساطعة.

نادل يسجل طلب أحد الزبائن في الفسحة الوسطى. موسيقى : "كارلوتاز جالوب". اللقطة البانورامية تستمر نحو اليمين : مجموعة من كراسي القش العالية الخلفية، رجل يقرأ صحيفة. تتحرك الكاميرا نحو اليسار ثم لقطة بانورامية نحو اليمين تتبع عربة وحصان يظهران في الخلفية ويتابعان التوجه يمينا، خلف ما في الكراسي المصنوعة من القش. الحصان مزين بريشة بيضاء؛ والعربة معلق عليها ستائر بيضاء. عندما تتوقف تملأ الإطار بالقرب من الساحة. تظهر كارلا وهي تلبس ثوبها المبالغ به الذي ظهرت به في المشهد الأول ثم تحاسب سائق العربة.

494. لقطة طويلة : جويدو (غير الحليق)، لويزا وروزيللا يجلسان إلى المائدة تحيط بهما موائد عديدة فارغة. جويدو يقرأ مجلة. ينظرون جميعا إلى أعلى. يختفي جويدو خلف مجلته.

495. تسير كارلا إلى الأمام وهي تهتز اهتزازاتها المعهودة في لقطة متوسطة، تبتسم وتنظر يمينا ويسارا، حتى تتوقف عن السير وعن الابتسامة، في لقطة متوسطة مقربة. لقد رأت جويدو ولويزا.

496. لويزا في لقطة مقربة، تشرب. تتوقف عن الشرب وتأخذ في الحملقة عندما تلاحظ وجود كارلا.

497. لقطة مقربة : كارلا، تنظر حولها لا تدري ما تفعل.

498. لقطة طويلة : كارلا تسير بعيدا، لا تدري إلى أين تهرب. في وسط مسيرتها، تؤخر وقع أقدامها، وكأنها تسير بحركة بطيئة. ثم تقر ر مرة ثانية السير إلى الأمام وهي تهز جسدها كالمعتاد.

لقطة بانورامية تتبعها وهي تسير إلى اليسار بين الموائد الخالية وأخيرا تستقرعلى إحداها.

499. لقطة مقربة : تبتسم لويزا ابتسامة تهكمية، ثم تأخذ مجة من سيجارتها. تتحرك الكاميرا إلى الخلف تظهر جويدو بالقرب من لويزا في لقطة متوسطة مقربة.

لويزا : استرح ! لقد رأيتها ليلة أمس فور وصولي.

جويدو : (يرفع رأسه من على المجلة وكأنه لم يسمع أو يلاحظ) : همهم؟ (ثم ينظر باتجاه كارلا، ويهز رأسه ببطء، معبرا عن صبره الذي لا حدود له.) أقسم لك، يا لويزا.......

لويزا (تقاطعه بعنف) : لم أسألك أي سؤال. لا أريد أن أعرف شيئا. ولكن أرجو أن توفر على الإحراج الذي يسببه لي سماعك وأنت تقسم وتكذب كالعادة.

يتنهد جويدو معذبا.

500. جويدو ولويزا في الأرضية الأمامية، لقطة متوسطة مقربة، ظهراهما نحو الكاميرا، روزيللا على الجانب الآخر لمائدتهما؛ كارلا على مائدتها في لقطة جانبية، لقطة طويلة، تجلس مستقيمة إلى أعلى. تستدير روزيللا لترى كارلا.

روزيللا : هل هي مولودة في شهر مارس أم أبريل؟ بها كل صفات مواليد برج الحمل. إنها فعلا شكل الحمل.

لويزا (بسخرية) : أعرف بالضبط نوعية هذه المرأة !

تستدير روزيللا نحو لويزا وتضحك؛ جويدو يحاول قراءة مجلته.

روزيللا : نعم؟ إنها بالضبط ذلك النوع من النساء الذي يسعى لأن يكون رفيقا جيدا للرجال الضعفاء، الفاقدي العامود الفقرى الذين لا يدرون مايفعلون. تهز أصبعها نحو جويدو.

501. كما في 499. ينظر جويدو نحو مجلته. ثم ينظر إلى أعلى.

جويدو (متوسلا) : لويزا... لم أكن أدري. أراها الآن للمرة الأولى، مثلك تماما. ولكن حقا، في مكان كهذا، حيث يأتى كل الناس، فليس ما يفاجئ أن تجد هذه الروح المسكينة اليس كذلك؟ (تنظر لويزا إلى جويدو نظرة غاضبة.) آه، إذا هذا هو السبب الذي جعلك منذ ليلة البارحة تجعلينني أعيش وقتا صعبا. لماذا لم تقولي ذلك مباشرة؟ (يطوي مجلته) وعلى أي حال فإن أكثر ما يهينني، هو فكرة أن يعتقد الناس أنني أرافق امرأة تلبس مثل هذه الثياب ! ألا ترين كيف تزي ن نفسها؟ يضع جويدو نظارة الشمس على عينيه.

روزيللا (بعيدا) : تعالوا، لنذهب نتمشى.

جويدو : دعينا لا نتكلم عن هذا مرة ثانية يا لويزا. لقد انتهى الموضوع منذ ثلاث سنوات... انتهى.... هذا كل شيء !

تتبدل الموسيقى نحو نغمة 2/1 8 الرئيسية، تعزف بعزوبة.

لويزا (بمرارة) : انه يدفعني نحو الجنون. إنه يتكلم وكأنها حقيقة توراتية، وكأنه الصدق المجسم. ولكن انظرى اليه ! وهو يعتقد أنه هو الذي على صواب ! (بينما توجه هي الكلام إلى جويدو، يزداد غضبها، ينظر هو إلى الأمام مباشرة، يلعب بنظارته، يتنهد، يربت أنفه بضع مرات.) كيف تستطيع العيش هكذا؟ لا يصح الكذب كل الوقت، لا تعطي فرصة للناس ليدركوا ما هو حقيقي وما هو كاذب. هل من المعقول أن الأمور تتساوى كلها لديك..... كل شيء؟

(تستدير نحو روزيللا.) سامحيني. أنا أعرف.... أنا أعرف. أنت على صواب. أنا إنسانه مملة. يا لقدري البائس.... أن ألعب دور الزوجة من الطبقة الوسطى، المرأة التي لا تفهم شيئا. ولكن ماذا علي أن أفعل؟ قولي لي ما الذي علي أن أفعله. لا أستطيع أن أسخر من الموضوع كما تفعلين أنت.

روزيللا (بعاطفة، بعيدا) : كلا، يا عزيزتى، أنا لا أسخر من الموضوع.

لويزا (موجهة الكلام إلى جويدو) : ماذا تقول لامرأة كهذه؟ بماذا تحدثها؟ (تضحك بمرارة.)

502. لقطة مقربة : لويزا تشرب.

لويزا : أكثر ما يقرفني أنك جعلتها جزءا من حياتنا؛ أنها تعرف كل شيء عني وعنك. تلك الساقطة ! (تصرخ) يا بقرة !

503. لقطة متوسطة : جويدو إلى اليسار، ظهره نحو الكاميرا، لويزا في المنتصف، روزيللا إلى اليمين، تمسك بيد لويزا لتهدئتها.

جويدو وروزيللا : لويزا !

روزيللا (تخاطب جويدو) : أنت مزعج فعلا، كما تعلم !

504. لقطة متوسطة مكبرة : جويدو من الجانب، ثم مواجهة من الأمام. يبدو وكأن لديه فكرة ما.

جويدو يخاطب نفسه : ومع ذلك....

ينزلق في كرسيه إلى أسفل، يرخى ذقنه على يديه، يبتسم وقد أخذته النشوة بالذات. صوت امرأة تغني غناء عذبا.

505. لقطة طويلة : كارلا إلى مائدتها، من الجانب. تتحرك الكاميرا إلى الداخل نحو لقطة متوسطة مقربة، وهي تتمايل بلطف على أنغام الموسيقى، ترتفع إلى أعلى على كرسيها وهي ترفع صوتها جذلى بأغنيتها.

لويزا (بعيدا) : كم تجيدين الغناء، يا كارلا !

تستدير كارلا وتبتسم باتجاه لويزا.

كارلا (واقفة) : آه كلا. أنا لست سوى هاوية.

لويزا (بعيدا) : وكم أنت حسنة المظهر !

تدخل لويزا إلى الإطار من اليسار. في لقطة متوسطة مقربة، تواجه السيدتان بعضهما البعض، تبتسمان بحرارة.

لويزا : لكم تمنيت أن ألتقي بك منذ زمن بعيد.

كارلا : وأنا كذلك، تمنيت أن ألقاك.

يمسكان بالأيدي، يقبلان بعضهما على الخدين، ثم يش عان سعادة، ينظران باتجاه جويدو، تصبح الموسيقى مفعمة أكثر بالحيوية.

506. لقطة طويلة : ينحني جويدو إلى الخلف بسعادة في كرسيه، وقدماه في الأعلى على المائدة. يأخذ بالتصفيق استحسانا.

507. كما في 505. كارلا تضحك.

لويزا : كم أنت أنيقة الملبس !

كارلا : أنت الأنيقة.

لويزا : (تنظر نحو قميصها الشديد الصرامة) : آه، كلا !

تسير المرأتان إلى الأمام، أنغام الموسيقى، تلاحقهما الكاميرا في لقطة متوسطة مقربة.

كارلا : هل تعلمين..... بصراحة.... أنا سوقية إلى حد ما.

لويزا : ولكن ماذا تقولين؟ أنت راقية جدا !

كارلا : هل تعجبك ثيابي؟ أنها شيء صغير وجدته في "فوج" (1).

لويزا : (تتبادل جانبي الإطار مع كارلا بينما تصبح مشيتهما أشبه بالرقص ! آه حقا؟

كارلا : لو تعلمين كم بحثت قبل أن أجدها.

لويزا : آه !

كارلا : ولكن عندما تضع كارلا في رأسها فكرة.....

تضحك المرأتان.

508. لقطة طويلة : تتبع الكاميرا كارلا ولويزا وهما ترقصان من اليمين إلى اليسار بين الموائد.

مطبخ البيت الريفى، فانتازيا حريم جويدو التي يحلم به.

509. لقطة مقربة : وعاء ضخم يغلي على الموقد.

تأتي لويزا لتحمله إلى الخارج. لقطة بانورامية تتبع اليدين، ثم ترفع الكاميرا عموديا نحو وجه لويزا من الجانب، لقطة متوسطة مقربة. شعرها مغطى بمنديل، تلبس الثوب الأسود البسيط لسيدة ريفية.

لويزا (تبتسم بسعادة بالغة) : ها هو ذا !

نساء آخرون (بعيدا) : ها هو ذا ! ها هو ذا ! إنه جويدو !

الموسيقى، خليط من الألحان الرئيسي 2/1 8، يتحول إلى صوت بوق.

لقطة بانورامية تتبع لويزا وهي تسير يمينا. نرى الآن مطبخ البيت الريفي (نفس المطبخ الذي يحدث فيه مشهد حمام النبيذ. 622 - 247)، بعض النساء الأخريات، آلة الهارب، ملاءة سرير معلقة. تتراكض النساء نحو الباب في الخلفية.

510. لقطة طويلة : جويدو يأتي عبر الباب، ذراعاه ممتلئتان بالهدايا. الثلج يتساقط في الخارج.

جويدو : مساء الخير، أيتها النساء. (المربية في الثوب الأبيض تركض وتغلق الباب خلفه.) اقفل الباب ! الجو بارد. هنالك عاصفة ثلجية عنيفة. يسير جويدو نحو لقطة متوسطة مقربة، بينما تتجمع النساء من حوله. بإمكاننا أن نرى رأس الممثلة من الخلف في الأرضية الأمامية اليمنى.

الممثلة (تتكلم الفرنسية بهستيرية) : هل كانت رحلتك موفقة؟

جويدو (يخاطب جميع النساء) : كيف حالكن؟ هل أنتن جميعا بخير؟ رجاء..... هنالك اسم مكتوب على كل لفافة. لا تخلطوها.

الممثلة (تتكلم في نفس الوقت مثل جويدو) : آه، مثل هدايا الأطفال ! آه، إنه يستحق العبادة، ما أعذبه؟

جويدو (يسلم لفافة يمينا) : هذه لكاترينا.



511. لويزا في الأرضية الأمامية، في لقطة متوسطة مقربة، تستدير مباشرة نحو الكاميرا بابتسامة مشرقة. خلفها المائدة المستطيلة، امرأة أخرى، وفي لقطة طويلة وعدسة ناعمة، جويدو.

لويزا : إنه رائع ! تضع على وجهها تعبيرا لطيفا وترفع كتفيها تعبيرا عن السعادة.

215. لقطة بانورامية تتبع جويدو يسير نحو اليسار، في لقطة متوسطة. يسلم رزمة لشقيقة لويزا، التي لطخت جبهتها بالفحم.

جويدو : وهذه لشقيقة زوجتي العزيزة.......

شقيقة لويزا (تقبل جويدو، تأخذ ذراعه ويسيران نحو اليسار) : شكرا.

جويدو :.... التي تعلمت أخيرا أن تحبني لأنها فهمت أن الأشياء يجب أن تكون كذلك.

خمار أبيض يلو ح به بين جويدو والكاميرا. يعاود ظهوره بضع مرات خلال اللقطة.

شقيقة لويزا : سوف نحضر حمامك فورا.

لقطة بانورامية تتبع اللفة في يد جويدو وهو يقدمها يسارا. تظهر خلف الهارب.

جويدو : جلوريا. هاك ما طلبته.

لقطة بانورامية نحو اليسار حيث تعزف جلوريا على الهارب.

جلوريا : آه، شكرا. يجب أن أكلمك يا جويدو.

بينما تتابع اللقطة البانورامية نحو اليسار، نرى كارلا تسير إلى أسفل السلالم تأكل العنب، تلبس ياقة ريش بيضاء على ثوب أبيض خارق للعادة مزين بريش النعام.

كارلا (تشير إلى جلوريا) : أعرف ما الذي تريد أن تقوله لك تلك المخلوقة.

(تسير نحو لقطة متوسطة مقربة مبتسمة بدفء.) ولكن الآن علينا أن نرسلها بعيدا لأنها سوف تصاب بالغيرة.

جويدو (بعيدا، مخاطبا كارلا) : ماذا تفعلين في الأعلى؟

كارلا : ذهبت لأكون مع هؤلاء الفتيات البائسات.

بينما تستمر اللقطة البانورامية نحو اليسار، تترك كارلا الإطار. نرى نساء أخريات، بما فيهن سراجينا، ومجموعات كثيرة أخرى. تحمل لويزا وعاء ضخما ثقيلا.

كارلا (بعيدا) : من المفترض كن سيبقين لوحدهن كل الوقت لولا وجودي أنا. تتوقف اللقطة البانورامية على الممثلة، في لقطة متوسطة مقربة.

الممثلة (بالفرنسية، بازدراء) الدور لا يناسبها. إنها ليست سوى امرأة عادية من الطبقة الوسطى، لا تنتمي لأية طبقة.

حركة الكاميرا إلى الأمام تتبعها باختصار. تدخل لويزا الإطار من اليمين في لقطة طويلة. لقطة بانورامية تتبعها نحو اليسار.

لويزا : اتركيه لوحده. هذا يكفى الآن ! إنه متعب. (تضع الإناء على المائدة.) عليه أن يأخذ حمامه.

لقطة بانورامية إلى اليسار نحو السيدة الجميلة المجهولة تحمل تويجا في يدها، في لقطة متوسطة مقربة.

السيدة الجميلة المجهولة : آه يا جويدو،إنه جميل. لطالما تمنيت واحدا مثله.

لقطة بانورامية تتبع لويزا نحو اليمين، لقطة متوسطة - لقطة طويلة.

لويزا (تصفق بيديها) : جلوريا ! كارلا ! هيدي ! احضرن الدلاء فورا. الراقصة السوداء تلف نفسها بملاية.

513. تتساقط الخمارات في الأرضية الأمامية. تبدأ لقطة بانورامية من عند جلوريا تتبع هيدي التي تلبس قبعة بسيطة عليها خمار أسود، وتسير متجاوزة جويدو وشقيقة لويزا. تطوى الأخيرة عباءة جويدو وتمررها إلى هيدي وتساعد جويدو ليخلع سترته، في لقطة متوسطة.

كارلا (أولا بعيدا، ثم في الأرضية الأمامية في لقطة متوسطة مقربة، ظهرها نحو الكاميرا، بينما لقطة بانورامية تتبع جويدو يمينا) : جويدو ! كتب زوجى يطلب مني أن أكون في المنزل في رأس السنة، فقط ليوم واحد. ولكن إذا لم تكن تريدني أن أذهب، سوف أقول له إنني لا أستطيع.

جويدو (برحابة صدر) : نعم، أعتقد أنني موافق على ذلك. (ينظر إلى كارلا.) تعالي، كارلوتا. (يرفع يديه. تتحرك كارلا يمينا من الجانب، وتنفخ على يدي جويدو وهو فيما هو يفركهما معا. ينظر إلى اليسار.) من هذه الفتاة السوداء الصغيرة؟

شقيقة لويزا : مفاجأة جهزناها لك. إنها من هاواي.

514. لقطة طويلة : لويزا تساعد الراقصة السوداء على تسوية الملاءة التي تلفها، المربية في الملابس البيضاء تسير نحو اليسار بدلو فارغ تتبادله مع سراجينا بواحد ملآن.

لويزا : ألا تذكرها؟ (الراقصة السوداء تلقى التحية بكبر.) لطالما تكلمت عنها.

تتحرك الراقصة السوداء نحو اليسار وتبدأ رقصتها. مجموعة من النساء الأخريات يصفقن على ضربات الموسيقى، ؛رومبا سراجينا.«

515. كما في 513.

جويدو : شكرا، يا لويزا. انت لطيفة جدا. (يدير جويدو ظهره للكاميرا، بينما تساعد شقيقة لويزا بوضع حمالاته؛ تتحرك كارلا نحو لقطة مقربة تبتسم وتصفق بيديها.) يا للفكرة الحلوة !

516. كما في 514. تتابع الراقصة السوداء رقصتها؛ مجموعة من النساء يحملن الدلاء، وآخرون يصفقن بأيديهن.

517. لقطة بانورامية تتبع لويزا وهي تسير إلى الأمام، لقطة متوسطة إلى لقطة متوسطة مقربة، وهي تشير بيديها.

لويزا : هذا التويج لي !

تظهر المرأة الجميلة المجهولة في لقطة مقربة إلى اليمين.

المرأة الجميلة المجهولة (بصوتها الناعم المشذب) : نعم، أعرف ذلك. سوف أعيده لك في الحال. (لقطة بانورامية يتبعها تحرك للكاميرا فيما هي تسير يمينا، تحمل ملاءة لجويدو.) : آه، يا عزيزي !

جويدو : (أولا بعيدا، ثم في الإطار وهي تحيطه بالملاءة) : يا لها من مفاجأة مثيرة أن أجدك هنا !

المرأة الجميلة المجهولة : كيف حالك؟

جويدو : حسنا. (لقطة بانورامية وحركة كاميرا تتبعهما، لقطة متوسطة مقربة، وهما يتحركان نحو اليسار.) ولكن رجاء أرضي فضولي أيتها السيدة الجميلة. من أنت؟



المرأة الجميلة المجهولة : اسمي لا يهم. أنا سعيدة لوجودي هنا. لا تسألني أي سؤال.

تدخل الراقصة السوداء من اليمين.

الراقصة السوداء : هل يسمح لي بالبقاء؟

518. لقطة مقربة : الراقصة السوداء ويد جويدو على ذقنها.

جويدو (بعيدا) : طبعا، يا عزيزتى.

تتحرك وكأنها تعضه، تزمجر وتبتسم.

519. لقطة متوسطة : المرأة الجميلة المجهولة، جويدو، والراقصة السوداء.

جويدو : أنا مشغول الآن.

لقطة بانورامية تتبعه وهو يتسلق السلم نحو مخزن الخمور حيث سيستحم.

الراقصة السوداء (بإغراء، بعيدا) : ولكن فيما بعد....

ضحكات من الأعلى. ترتفع الكاميرا إلى الأعلى نحو الشرفة، تجلس روزيللا على الحافة، لقطة طويلة.

جويدو (بعيدا) : هل أنت هنا أيضا يا روزيللا؟ ماذا تفعلين هنا؟

روزيللا : أنا صرصار الليل المتكلم الخاص بينوكيو ! هل أزعجك؟

جويدو (بعيدا) : كلا. ولكن علام تضحكين؟

روزيللا : لا شيء. أريد فقط أن أرى كيف تدير الأمور. أخيرا حصلت على حريمك، أيه؟ أيها الملك سليمان !

جويدو (بعيدا) ألم يحن الوقت؟

روزيللا : طبعا، لقد حان الوقت.

520. لقطة طويلة : صفان من النساء تمررن دلاء الماء الساخن من الفسحة الأمامية نحو خابية الخمر في الخلفية. كارلا ولويزا، تضحكان بسعادة، هما الأقرب إلى الكاميرا. جويدو، ملفوفا بملاءة، ما زال يلبس قبعته السوداء، يقف على منصة، ظهره نحو الكاميرا، على وشك أن يدخل الحمام. المربية ذات الملابس السوداء والمربية ذات الملابس البيضاء على جانبيه.

جويدو : أدخلوني !

521. لقطة متوسطة مقربة : جانبية، لروزيللا وهي تنحني فوق حاجز الشرفة، تنظر إلى أسفل باتجاه جويدو.

روزيللا : قل لي، يا جويدو، ألست خائفا قليلا؟

جويدو (بعيدا) خائفا ممن؟ كل شيء يسير على ما يرام.

روزيللا : ألا أستطيع أن أبقى أيضا؟ انا أمضي وقتا سعيدا. لا أريد أي شيء. سوف أنظر إليك فقط.

جويدو (بعيدا) : هنالك قاعدة يجب مراعاتها. هل سمعتي ما هي؟

لقطة بانورامية نحو اليمين، بينما تستدير روزيللا نحو هيدي، والتي تلبس الآن كليا ريش الطاووس.

هيدي (مخاطبة روزيللا) : تعال. ساعديني.

تتحرك الكاميرا إلى أسفل، بينما يصعدن من باب خفي.

تتحرك الكاميرا إلى الأمام لتظهر جويدو عبر الباب، ما زال يلبس قبعته السوداء، فقاعات الصابون تصل حتى رقبته في الراقود.

ذراعاه مصلبتان على صدره ويرفرف بيديه وكأنهما جناحان.

هيدي (بعيدا، ماعدا قدميه العاريتين على حافة فتحة الراقود) :

جويدو... بدله وقلبق من ريش الطاووس. هل سيكون هذا مناسبا؟

جويدو : (ينظر إلى أعلى يبتسم ويفرد ذراعيه) : آه، مرحبا يا هيدي. إن هذا لجميل. يعود إلى رفرفة يديه، بينما يقفل الباب السرى. روزيللا؟ ما هو ذلك القانون؟

تتحرك الكاميرا إلى أعلى نحو هيدي في لقطة متوسطة مقربة. تتحرك الكاميرا لتتبعها وهي تتجه يمينا.

هيدي : لا أعرف شيئا عنها. لقد وعدني بدور في فيلمه. قال لي إنني سوف أبدل ثيابا كثيرة.

بينما تبدأ في النزول من السلالم. لقطة بانورامية تغطي صدر امرأة في كوة داخل الحائط.

225. لقطة مقربة متوسطة : جويدو يهتز إلى الأمام وإلى الخلف برضا داخل الراقود. تتحرك الكاميرا بسرعة إلى الخلف، بينما تحضر المربيتان المزيد من دلاء الماء وتسكبانه في الراقود.

جويدو : هذا يكفى أيتها الفتيات. أخرجانني.

523. لقطة متوسطة مقربة : تتحرك الكاميرا إلى الخلف بينما تسير المربية ذات الملابس البيضاء إلى الأمام حاملة ملاءة لتجفف جويدو. تبتسم وتغضن أنفها وكأنها تنظر إلى طفل "ظريف". ثم تنظر نحو اليمين.

المربية ذات الثياب البيضاء : جلوريا..... بودرة التالك !

بينما تترك الإطار، تدخله جلوريا وهي تأخذ شكلا متبهرجا ويداها على رأسه في لقطة متوسطة مقربة. الهارب خلفها.

جلوريا : آه، ولكن نعم، ولكن نعم، ولكن نعم.

تتحرك الكاميرا لتتبعها وهي تستدير وترقص بعيدا.

524. لقطة متوسطة : جويدو والمربيات. يخلع قبعته فتجففان رأسه. المربية في الثوب الأبيض : جويدو، هل تعرف أنها أعد ت شيئا تماما كما تحبه أنت.

جويدو : آه، حقا؟

المربية الكبيرة : كعكة.

تجففان وجهه بمنشفة وتلفانها حول رقبته.

جويدو : هل أنتن سعيدات، أيتها الفتيات؟

المربيات : طبعا.

جويدو أليس هذا هو ما أردتموه دائما؟

المربيات : طبعا ! أليس هو أفضل ولد في العالم؟

تتحرك الكاميرا من أعلى إلى أسفل، بينما يجلس جويدو على الأرض ملفوفا بملاءة.

المربية (بعيدا، فاقدة صبرها) : نادين، بسرعة.... احضري البودرة.

جويدو : آه، يا نادين. ما الذي قلته في كوبنهاجن؟

حركة كاميرا قصيرة إلى الأمام.

525. لقطة متوسطة مقربة من زاوية منخفضة : تتحرك الكاميرا إلى الخلف بينما نادين، مضيفة الطائرة، تسير إلى الأمام، تلو ح برشاشة بودرة على شكل رأس كلب أجعد الشعر مغطاه بريش الطاووس. تلبس نظارة سوداء ووشاحا أبيض يغطى القبعة.

نادين (في النبرة الواحدة الميكروفونية المريحة النموذجية لمضيفة طيران) :

نحن سعداء لدعوة الركاب على هذه الرحلة لقضاء الليل في كوبنهاجن...

526. لقطة متوسطة مقربة : جويدو تحت زخم حمام من بودرة التالك.

نادين (بعيدا) :.... بسبب مشكلة صغيرة في المحرك.

جويدو : استمعن لهذا الصوت، أيتها الفتيات ! استمعن !

527. كما في 525. ترش نادين المزيد من البودرة باتجاه جويدو.

نادين : الشركة ستدفع كافة المصاريف. نتمني من كل واحد.....

528. كما في 526.

نادين (بعيدا).... ليلة رائعة.

صوت النساء يضحكن.

529. لقطة مقربة : لويزا تحمل مصباحا (المصباح نفسه الذي استعملته الجدة في مشهد البيت الريفي السابق، 240) وهي تستدير، لقطة بانورامية نحو اليمين، إلى لقطة طويلة، كارلا ونساء آخريات يغطين جويدو في ملاءة. الراقصة السوداء تحمل إلى الأمام سلة كبيرة من الفاكهة.

كارلا : مادلين ! تعالي وساعدينا !

اللقطة البانورامية تستمر يمينا نحو الممثلة التي تصفق لسراجينا قبل أن تستمر باتجاه كارلا.

الممثلة : سراجينا !

سراجينا : هأنذا سوف أحمل جويدو.

الراقصة السوداء ترقص إلى الأمام نحو لقطة متوسطة مقربة، قطع من الفاكهة تقذف في الهواء.

الممثلة (بالفرنسية) : آه، الرجل المسكين. الماء كان حارا جدا. لقد اصبح احمر اللون !

في لقطة طويلة، تحيط النساء بجويدو، الذي يختبئ في الملاءة.

035. لقطة متوسطة مقربة من زاوية منخفضة : كارلا وسراجينا ينظران إلى أسفل بإعجاب نحو جويدو، من منظور جويدو.

كارلا : يالساقيه اللطيفتين النحيلتين !

سراجينا : تماما كما كان وهو صبي !

كارلا : يجب أن يمثل دور الفتى، ولكنه في الحقيقة معقد جدا. أعرف كل شيء حول هذا.

تتحرك الكاميرا نحو الخلف ثم تنزل عاموديا إلى أسفل نحو جويدو الذي تحمله النساء بملاءة. يصلب يديه على صدره، ويبدو في غاية الاطمئنان.

تتحرك الكاميرا عاموديا إلى أعلى نحو الممثلة على الجانب اليمين، في لقطة متوسطة مقربة.

الممثلة (بتعبير غاضب) : لا تتصرفي كالبلهاء. انا في طريقي إليه. إنه منافق.

531. لقطة طويلة : تتحرك الكاميرا نحو النساء اللواتي يحملن جويدو في الملاءة، لقطة بانورامية تتبعهن من اليسار إلى اليمين. في الأرضية الأمامية، المائدة الطويلة، حيث تقف السيدة الجميلة المجهولة وظهرها إلى الكاميرا، وفي الخلفية، السلالم وروزيللا مستندة إليها.

المربية في الثوب الأسود : إنه ليس منافقا أبدا. لماذا عليه أن يقول كل شيء للغرباء؟ يعرف كيف يدافع عنا، أليس كذلك؟

جويدو محمولا بين المائدة الطويلة في الأرضية الأمامية والسلالم في الخلفية.

جاكلين (بعيدا، تصرخ) : النجدة، يا جويدو النجدة !

جويدو (بعد أن وضع أرضا) : من الذي يصرخ هكذا؟

يذهب جويدو وباقي النساء خارج البؤرة؛ تظهر جلوريا في لقطة مقربة، يمينا.

جلوريا : إنها جاكلين. ترفض أن تذهب إلى أعلى السلالم مع النساء المتقدمات في السن، ولذلك سنضعها في المخزن.

532. لقطة بانورامية نحو اليمين إلى أعلى زاوية ممكنة يصور منها سلم المخزن. موجة من الريش. جاكلين تصعد وعلى رأسها غطاء الرأس المنزلي المليء بالريش. جاكلين (ما زالت تصرخ، تكاد تبكي) : إنها فضيحة ! لا أريد مخاطبة هؤلاء السحرة. إنهن أكبر مني سنا. (تتحرك الكاميرا إلى الخلف وإلى اليمين كما تظهر جاكلين في لقطة متوسطة مقربة، ثم تذهب يسارا.) أنا في السادسة والعشرين من العمر. اذهبي إلى مأمور النفوس في باريس ! (لقطة بانورامية تتبعها وهي تذهب نحو اليمين. نرى تفاصيل فستانها القصير؛ ريش نعام على ظهرها. صديري من الريش، كمية كبيرة من اللؤلؤ المزيف في شعرها معلقة كعقود حول رقبتها وذراعيها. خلاخيلها تجلجل كلما مشت، وهي غير ثابتة على كعبها العالي. أصبحت الموسيقى كئيبة. بينما هي تدور حول فتحة سلالم المخزن، تأتي مرة ثانية في لقطة مقربة.) جاكلين بونبون، في السادسة والعشرين من العمر، 4 يوليو، 1938. (في لقطة طويلة، تذهب باتجاه جويدو، مازال على الأرض في ملاءته. تركع كارلا أمامه، وتقف الأخريات في الخلف، خجلات. تختبئ سراجينا خلف مريلتها.) لا يحق لك أن ترسلني إلى أعلى. لم يحن الوقت بعد.

(تذهب جاكلين إلى اليمين وترقص رقصة حزينة.) انظر كم أنا رشيقة !

انظر إلى ساقي! (تسير أمام جويدو وتهز مؤخرتها.) ها، ها. من منكن يملك مؤخرة قوية كمؤخرتي؟ (ترفع صدرها إلى الأمام.) انظر إلى هذا الصدر ! (تركع في مواجهة جويدو.) آه، جويدو، جويدو لا ترسلني...

533. لقطة متوسطة مقربة : جويدو، العنيد، يفحص أظافره، ثم يلبس قبعته.

جاكلين (بعيدا) :.... إلى الأعلى. لا أريد أن أصعد إلى أعلى.

جويدو : إنه القانون. إنه القانون. إنه القانون.

جاكلين (بعيدا) : ولكن جويدو.....

534. لقطة متوسطة مقربة : جاكلين وروزيللا. تضع روزيللا يدها على ذقن جاكلين لتريحها.

روزيللا : اهدئي يا جاكلين. من الواضح، لطيف جدا ان نكون في الأعلى، أيضا.

جاكلين : ليس صحيحا !

535. لقطة مقربة، يحمل جويدو قرط جاكلين دون أن ينظر إليها.

جويدو : قرطك يا جاكلين.

ريش النعام الخاص بها ويدها يظهران في الإطار.

جاكلين (بعيدا، وعيونها ملأى بالدموع) : شكرا لك.

536. لقطة مقربة : جاكلين. لقطة بانورامية نحو اليسار، وهي تسير نحو كارلا التي تظهر في لقطة جانبية في لقطة مقربة.

جاكلين : كنت دائما تحبينني كثيرا. قولي له.... قولي له أن يمدد لي. قولي له.

كارلا (تستدير باتجاه جويدو) : جويدو ألا تستطيع أن تمدد لجاكلين؟

537. لقطة متوسطة مقربة : جويدو، يتفحص أظافره.

جويدو : ماذا تفعلين؟ هل ستكونين مصدر تعب لي، أيضا؟

538. لقطة بانورامية مقربة : تنحني جاكلين نحو جويدو.

جاكلين : أرجوك فقط لمدة عام، فقط عام واحد، رجاء، يا جويدو :

539. لقطة مقربة : جويدو.

جويدو (بفظاظة) : لا تمديد.

540. كما في 538.

جاكلين (متحدية، تشد نفسها) : لن أذهب إلى أعلى.

جويدو (بعيدا) : ماذا قلت؟

جاكلين : لن أذهب إلى أعلى.

جويدو (بعيدا) : قوليها ثانية، إذا كنت تتجاسرين.

جاكلين (تصرخ) : لن أذهب إلى أعلى.

541. لقطة مقربة : المربية ذات الثوب الأسود تتأوه في الأرضية الأمامية، المربية ذات الثوب الأبيض في الخلفية، خارج بؤرة العدسة.

المربية : ذات الثوب الأبيض : انظر إليها ! إنها مجنونة. ما كان يجب علينا أن نأخذها معنا، يا جويدو. دائما قلت ذلك....

لقطة بانورامية حادة مباشرة نحو مربية أخرى والممثلة في لقطة متوسطة مقربة.

المربية : هاي، أيتها الفتاة لماذا لا تدرسين القانون !

لقطة بانورامية حادة نحو اليسار، ثم عوده نحو المربية ذات الثوب الأبيض والمربية ذات الثوب الأسود.

المربية ذات الثوب الأبيض (تتلو القانون) : ؛كل من تتجاوز حدود السن عليها أن تصعد إلى الطابق العلوي، حيث ستحسن معاملتها، كما في السابق«....

لقطة بانورامية حادة نحو اليسار وعودة نحو المربية الأخرى والممثلة.

المربية : ؛.... ولكنها ستعيش متدفئة بذكرياتها.«

الممثلة (بالفرنسية) : إنه لشيء مقرف، عجيب، غير مقبول كليا.

لقطة بانورامية نحو اليمين حيث نادين في لقطة متوسطة مقربة.

نادين : ما كان علينا أن نقبل بها منذ البداية.

تتأوه سراجينا في الخلفية بصوت عال تخفيه في مريلتها. لقطة بانورامية تتبعها وهي تركض نحو اليمين في لقطة متوسطة مقربة بجانب جلوريا التي تبتسم ابتسامة قاسية. عندما تنزع سراجينا المريلة عن فمها يصبح تعبيرها وحشيا.

سراجينا (تصرخ) : هذا ليس عدلا !

245. لقطة مقربة : جويدو يتفحص أظافره.

موسيقى seiryklaV eht fo edir ehT من eruklaw eiD لواجنر.

الممثلة (بعيدا) : إنه قانون أوجده رجل....

543. لقطة بانورامية متوسطة مقربة : الممثلة تسير نحو اليسار.

الممثلة :...... وهو نفسه لا يملك أوراق اعتماد حقيقية.

وبينما تستدير بحركة اتهام نحو جويدو، تظهر هيدي بزي آخر وتسير حولها، وتتكلم في نفس الوقت الذي تتكلم فيه الممثلة.

هيدي : نحن لسنا ليمونا.....

الممثلة : الرجل الحقيقى يحب النساء ولا يبدي أي اهتمام بعمرهن. في فرنسا، رجل مثلك كان سيكون.....

544. لقطة مقربة : جويدو، على وجهه ابتسامة قاسية، ما زال يتفحص أظافره.

الممثلة (بعيدا) :..... فضيحة قومية.

هيدي (بعيدا) :..... يرمي بنا بعيدا.....

545. كما في 543.

هيدي :... بعد أن يكون قد عصرنا.

أن تسير الممثلة بعيدا في ثورة غضب، ثم لقطة بانورامية نحو اليسار باتجاه المرأة الجميلة المجهولة وجاكلين في لقطة متوسطة مقربة، تتبعهما جلوريا التي استدارت بعيدا عن الكاميرا.

المرأة الجميلة المجهولة : آه، يا جويدو، إنهم حتما على صواب !

جاكلين : إنه وحش !

تستدير جلوريا إلى الأمام : لقطة بانورامية نحو اليمين تتبع، بينما تتحرك هي نحو لقطة متوسطة مقربة.

جلوريا (بالإنجليزية) : نحن جميعنا وحوش. نحن جميعا نساء من مخلوقات خياله.

الراقصة السوداء (تصرخ وهي تركض نحو اليسار، في الأرضية الوسطى):

لقد جاء الوقت للتعادل في النقاط ! إهداره لجاكلين التي أنارت لنا الطريق....

546. لقطة متوسطة مقربة : الراقصة السوداء تمسك جيدا ملاءة معلقة وتجهز نفسها لتتأرجح عليها.

الراقصة السوداء :.... إلى الحرية ! ليسقط الطاغية !

547. كما في 545. ينظر جويدو نظرة صارمة.

الراقصة السوداء (بعيدا) : ليسقط ذو اللحية الزرقاء.

548. لقطة متوسطة من زاوية منخفضة : جاكلين من منظور جويدو.

جاكلين : من حقنا أن ن حب حتى نصبح في السبعين من العمر !

لقطة بانورامية نحو اليمين على الراقصة السوداء تتأرجح على الملاءة في الخلفية، لقطة طويلة، من هذه النقطة وحتى اللقطة 566. النساء تتأرجحن ما بين الظلام والضوء الساطع، تذبذبات ونموذج غريب للضوء مصدره لمبة متأرجحة فوق الرؤوس. تقفز الممثلة إلى أعلى في لقطة مقربة.

الممثلة (بالفرنسية) : ليسقط !

549. لقطة متوسطة : جويدو. يحاول أن يقف، مهموما بسبب ثورة النساء.

جاكلين (بعيدا) : وماذا الذي..

550. كما في 548. لقطة بانورامية إلى اليمين من جلوريا إلى جويدو على الأرض، تنهض كارلا وتنزع نفسها بعيدا عنه.

جاكلين (بعيدا) :.... يجعله يعتقد بأنه مازال شابا صغيرا؟ (يملأ أسفل ثوب كارلا الفسحة الأمامية، ينكمش جويدو مرتعبا عند الحائط في الخلفية.)

لنقلها جميعا، مرة واحدة. انه لا يعرف كيف يمارس الحب. دغدغة وكلام.... هذا كل شيء !

الممثلة (بعيدا، بالإيطالية) : يغرق في النوم مباشرة.

الجزء السفلي من ثوب كارلا وسيقان امرأة أخرى في الأرضية الأمامية تحيط بجويدو، الذي يقف الآن، وظهره إلى الحائط، ملفوفا بملاءته يلوح بسوط.

جويدو : أنا لست نائما. أنا أفكر.

الإطار مليء بسيقان النساء، يتراكضن إلى اليمين وإلى اليسار. تتحرك الكاميرا نحو جويدو وهو يفرقع بسوطه.

كارلا (بعيدا) : جويدو !

551. جويدو وسراجينا يحاصران بعضهما، ظهر جويدو يدخل في لقطة مقربة، سراجينا في لقطة متوسطة. تواجهه مزمجرة ومهددة مثل حيوان متوحش.

كارلا (بعيدا) : لا ترسلنا إلى أعلى عندما نكبر !

بينما يرفع جويدو سوطه على النساء خلال هذه اللقطات، يعطى أوامر وكأنه مدرب حيوانات.

552. لقطة متوسطة مقربة : روزيللا تستدير نحو اليمين. المربية ذات الثوب الأبيض تركض نحو اليسار، ثم أعلى السلالم لاحقة بالمربية ذات الثوب الأسود.

المربية ذات الثوب الأبيض : اسرعي! إنهن يتمردن في الأعلى أيضا !

حركة كاميرا عامودية إلى أعلى نحو اللمبة المتأرجحة. الممر منبسط السلالم في الخلفية يخرج عن البؤرة، بينما يد جويدو التي تحمل السوط، تظهر في لقطة مقربة.

553. لقطة متوسطة مقربة : جويدو يوجه سوطه.

554. لقطة متوسطة مقربة: جلوريا في الفسحة الأمامية، تتقبل الجلد بسعادة؛ جويدو يهز سوطه في الخلفية، لقطة طويلة. لقطة بانورامية تتبع جلوريا نحو اليمين.

جلوريا : آه، كم هو ممتع ! (بالإنجليزية.) غير معقول !

بينما تخرج جلوريا نحو اليمين، تظهر الممثلة في لقطة مقربة، من الجانب، هيدي في الخلفية.

ا

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فلم  8 ونصف Empty تتمة

مُساهمة  يحيى الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 5:11 pm

جويدو (بعيدا ، في الاختبار السينمائي، يقوم بدور نفسه): آه، حقا ! لماذا؟ ما الذي تفعله؟

أوليمبيا (بعيدا): هل يجب أن أعيدها؟

جويدو (بعيدا ، في الاختبار السينمائي): كلا،كلا،كلا.اترك الهاتف.(تتحرك الكاميرا إلى الداخل نحو لقطة متوسطة مقربة بينما يأخذ جويدو مج ة من سيجارته. شدي رأسك قليلا إلى هذه الناحية. (ينهض ليتبع لويزا) رائع يا أوليمبيونا : قطع.

622. من منظور جويدو تتحرك الكاميرا عبر باب الخروج تتبع لويزا في الرواق، لقطة طويلة، وهى تسير بعيدا عن الكاميرا.

جويدو (بعيدا ) : لويزا! (تستدير وتواجه إلى الأمام باتجاه جويدو.)

إلى أين أنت ذاهبة؟

لويزا: أنا نعسة. أنا ذاهبة إلى الفندق. مساء الخير يا جويدو.

تبدأ في الخروج من يسار الإطار.

جويدو (بعيدأ ): انتظري دقيقة، اسمعي.

تقف، تنظر، إلى الخلف باتجاهه.

باحة دار العرض، ليلا .

623. لقطة طويلة: يدخل جويدو عبر ستائر باب الخروج.

جويدو: ما الذي جرى؟ ما الذي حدث؟

لويزا (بعيدا ): لم يحدث شيء. لا يحدث شيء إطلاقا بينك وبيني.

جويدو: هل هنالك ما أثار غيظك في الاختبار السينمائي؛ إنه مجرد فيلم.

624. لقطة مقربة : لويزا.

لويزا: آوه، أعرف أكثر من أي شخص آخر أنه مجرد فيلم، وأنه خيال و..... كذبة أخرى، حتى لو وضعت..

625. لقطة بانورامية لجويدو وهو يتحرك باتجاه لويزا، في لقطة متوسطة مقربة.

لويزا (بعيدا ):..... كل من ا فيها.

جويدو : لويزا......

لويزا(بعيدا ، ترفع صوتها بغضب): ولكن كما يلائمك! (لقطة بانورامية نحو اليمين بينما يجلس جويدو مكتئبا على السلالم). الحقيقة هي شيء اخر كليا . وأنا الوحيدة التي تعرفها.

626. كما في 624.

لويزا: أنت فقط محظوظ. لأنني لن أكون بلا حياء لأبوح بها كما تفعل أنت. (تنظر نحوه بازدراء وتبدأ في السير بعيدا .) ولكن قم بفعلها....

اصنع فيلمك.

جويدو (بعيدأ ): كلا، لن أصنعه.

تسير لويزا الآن بعيدا عن الكاميرا، في الردهة، لقطة متوسطة.

لويزا: أطلق العنان. لنفسك..

627. كما في 625.

لويزا (بعيدأ ).... اصفع نفسك على قفاك......

جويدو: كلا لن أقوم بهذا الصنع.

لويزا (بعيدا )...... اجعل كل من يراك يظن أنك رائعا !

628. لقطة طويلة : لويزا تقف في الردهة، تنظر إلى الخلف باتجاه جويدو.

لويزا (بازدراء بالغ): ماذا عندك لتقوله للآخرين، أنت الذي لم تتمكن إطلاقا من قول الحقيقة لأكثر إنسان ملتصق بك، للمرأة التي كبرت وشاخت بجانبك.

جويدو (بعيدا ): لويزا، لا تكوني........

629. لقطة مقربة : لويزا.

جويدو (بعيدا ): ميلودرامية لويزا.

لويزا: (تتوقف، ثم بهدوء أكثر): أصبت في استدعائك لي إلى هنا.

كنا بحاجة إلى...... خلاصة. وبإمكانك التأكد من أنني لن أعود. باستطاعتك الذهاب إلى الجحيم مباشرة!

تخرج نحو اليمين.

630. كما في 627. صوت خطوات لويزا. يقف جويدو. لقطة بانورامية تتبعه نحو اليسار باتجاه الستائر التي تؤدي إلى القاعة.

يسمع صوت الجرس الطنان: يرمي سيجارته ويذهب عبر الستائر. يسمع صوت شخص يغني لحن سراجينا.

قاعة العرض السينمائية، ليلا .

631. لقطة متوسطة مقربة. جويدو يستعيد مقعده، مكتئبا ، يهز رأسه ضجرا . بعيدا، لحن سراجينا.

جويدو (بعيدا ، في اختبار سينمائي) : اقطع!

632. شاشة: لقطة طويلة: في صورة ظلية على اليمين، أولا سراجينا؛ مركز، حامل مولد كهربائي، وشرائط مبعثرة على الأرض.

جويدو (بعيدا ، في اختبار سينمائي): تعالي الآن! اركضي.... أسرعي... اركضي....... اركضي........ اركضي.

لقطة بانورامية نحو اليسار تتبع سراجينا الأولى وهى تتحرك وراء المرآة الطويلة بطولها، حيث أعجبت أوليمبيا بنفسها. في الأرضية الأمامية، صبي، ظهره إلى الكاميرا، يلبس القبعة الكاب التي كان جويدو يلبسها في حادثة سراجينا.

رجل (بعيدا ): طلب منك الرئيس أن تجري!

تدخل سراجينا الأولى في لقطة متوسطة مقتر بة وهى تشد شالها إلى جسدها وتمضغ اللبان.

جويدو(بعيدا ، في تجربة سينمائية): أنت ! ابقى ساكتا !

633. القاعة: لقطة مقربة لجويدو، ينحني إلى الأمام، ينظر إلى أعلى نحو الشاشة، ثم يستدير عائدا بقرف، يدفن رأسه بين ذراعيه.

جويدو (بعيدا ، في تجربة سينمائية): إرم هذا الأبله خارجا ! (مخاطبا سراجينا رقم واحد) الآن غني.

صوت مختلف يبدأ في الغناء.

634. بعيدا ، الصوت يستمر. لقطة متوسطة: المحاسب، كونوشيا، بايس وصديقة بايس، يجلسون في صف واحد. حركة كاميرا خفيفة ولقطة بانورامية نحو اليمين بينما ينهض كونوشيا، ثم يقرفص أمام بايس ليريه بعض الأوراق.

كونوشيا: يا سيدي، قد تعتقد بوجود خفة في رأسي، ولكن الأرقام..... الأرقام.....جميعها مدونة هنا.

يضع بايس نظارته وينظر إلى الأوراق.

635. شاشة: سراجينا الثانية تجلس على سلالم ما، أمام الأبواب الزجاجية، في لقطة طويلة ظلية.

بايس(بعيدا ): كلا، لن أدفع هذا مطلقا، ولا خلال مليون سنة! كونوشيا، يبدو أن رأسك بدأ يخف.

تتحرك الكاميرا إلى الداخل بزاوية مرتفعة للقطة متوسطة مقربة لسراجينا الثانية، تأكل من أحد الأطباق. وجهها فقط، ذراعها وقليل من شعرها، ويمكن رؤية الطبق في الظلال العميقة.

جويدو (بعيدا ، في تجربة سينمائية، يلعب دور نفسه وهو طالب في المدرسة، يهمس): سراجينا، انظري، لدينا المال! سراجينا، الرومبا، الرومبا!

636. قاعة: لقطة متوسطة مقربة لبايس يستدير باتجاه جويدو. صوت الطنانة.

بايس: جويدو، قل شيئا !

637. لقطة مقربة: جويدو ينحني إلى الأمام مرة ثانية. في التجربة السينمائية يتكلم بصوت غير مسموع.

بايس(بعيدا ، بانزعاج شديد): رجاء! (ينهض جويدو وكأنه مغادر) وهذه، ياجويدو؟ (يجلس مرة ثانية) بصراحة اعجبتني التي قبلها. إنها نيابوليتان أليست كذلك يا كونوشيا.

جويدو (يتكلم مع لويزا الغائبة): ولكن ألا تستطيعين رؤية ذلك أنا......... أنا أتلعثم.......... (يدفن رأسه بين يديه). أنا اتلعثم.

638. شاشة: لقطة مقربة لكارلا الثانية، على الهاتف.

كارلا الثانية (بجدية) : متى ستأتين؟ تعبت من الانتظار.

639. لقطة مقربة : كارلا الرابعة، على الهاتف.

جويدو (بعيدا ، في اختبار سينمائي، يصدر أوامره): أنظري مباشرة نحوي!

كارلا الرابعة (بصوت عالي النبرة، متملق): لا تتركني وحدي!

تعلم أن هذا خطير.

جويدو (بعيدا ، في تجربة سينمائية) استديري!

640. لقطة مقربة: كارلا الثالثة، على الهاتف.

كارلا الثالثة (بصوت منخفض النبرات، مثير): لا تتركني لوحدي! تعرف أن هذا خطير، يا عزيزي.

جويدو (بعيدا ، في تجربة سينمائية): انظري إلى هنا.

641. لقطة مقربة: كارلا الخامسة على التليفون.

كارلا الخامسة (تنهي نوعا من التهديد): لماذا لا تأتي مباشرة؟

أنت تتركني انتظر. تعلم أنني عندما اضطر للانتظار يكون أمرا خطيرا .

642. لقطة مقربة: ينظر جويدو إلى الأمام بين يديه، ثم يخفي عينيه خلفهما.

جويدو (بعيدا ، في تجربة سينمائية، بغضب متزايد): أعلى، أعلى، أعلى!

643. شاشة: لقطة مقربة لمروحة طويلة يرو ح بها الرئيس .

في اللقطة 643-648 هنالك أصوات ضوضاء، وصوت الطنانة الرئيسي المعاد، وصوت آلة العرض المضخم.

جويدو (بعيدا ، في تجربة سينمائية): أيتها الكونتيسة.... امش.... تعال! عندما تنزع المروحة بعيدا نرى، في لقطة مطولة، إمراة تلبس ملابس خاصة بالكاردينال. عند منتصف المسافة، الباب الزجاجي ورجلين في الخلفية.

كتف جويدو في الفسحة الأمامية. بعد ذلك يدخل الإطار ويذهب ليأخذ ذراع الكاردينال، مشيرا إلى المكان الذي يجب السير فيه، إلى الأمام يمينا .

جويدو (في اختبار سينمائي): قلت لك أن تسير. اتبع الخط المرسوم...... الكونتيسة التي تقوم بتجربة دور الكاردينال (جاهزة للبدء) : لا تلمسني بيدك!

جويدو (في اختبار سينمائي) : اذهب في هذا الاتجاه.

644. لقطة مقربة: ثلاثة أرباع لقطة جانبية لإحدى الكارلات الثلاث ورأسها محني إلى الخلف، تضحك بصوت أجش. لوحة تصفيق مكتوب عليها "مساء مضيء" توضع على كتفها، تسحب لتوضع أمام وجهها.

645 لقطة طويلة : الشكل المعد. الكونتيسة تقوم بتجربة لدور الكاردينال. تقف على خشبة مسرح دوار، وقد دار الآن؛ بعض العمال في صورة ظلية في الفسحة الأمامية، لوحة تصفيق مختلفة "مساء مضيء" ادخلت في اسفل الإطار.

646. لقطة متوسطة في زاوية منخفضة لسراجينيا الثالثة.

جويدو (بعيدا، في اختبار سينمائي): اكشفي عن كتفيك بسرعة. تنزع القميص عن كتفيها.

جويدو(بعيدا، في اختبار سينمائي، كتلميذ مدرسة) : وسراجينا.......

647- لقطة مقربة. إحدى الكارلات تسير إلى الأمام.

جويدو (بعيدا ، في اختبار سينمائي كتلميذ مدرسة)... معنا المال. سراجينا. معنا المال.

648. لقطة متوسطة مقربة من زاوية منخفضة : الكونتيسة تقوم باختبار سينمائي لدور الكاردينال، لم تعد مرتدية التاج، وهى تستدير.

جويدو(بعيدا ، في اختبار سينمائي) : توقف.هذا حسن.

649. القاعة : لقطة متوسطة مقربة لدوميير وقد بدا عليه شيء من الحيرة.

جويدو (بعيدا ، في اختبار سينمائي) : هل كان ذلك حسنا؟

650. شاشة: لقطة مقربة للمروحة من زاوية منخفضة جدا. عندما تنزع بعيدا نرى، في لقطة مطولة، سقف خشبة مسرح الصوت.

651. قاعة : لقطة متوسطة مقربة لبايس وهو يدور.

بايس(مخاطبا روزيللا) : وما رأيك؟ بسرعة، انطقي !هذه ديمقراطية.

قولي شيئا! إذا لم يتكلم هو فلربما تقولين أنت شيئا.(تستدير بعيدا، وتقوم بلفظ خاطئ لكلمة حشو فرنسية.) أي، اكري بلو.

652. لقطة بانورامية تتبع وكيل كلوديا وهو يسير باتجاه جويدو في لقطة متوسطة. ينحني نحو جويدو في لقطة مقربة. شريط صوت التجارب السينمائية. غناء الممثلات اللواتي يجربن دور سراجينا. توجيهات جويدو، آلة العرض، ألخ - يستمر حتى 654.

وكيل كلوديا: لا تحاول الاختباء. نستطيع العثور عليك في أي مكان. كيف حالك؟

جويدو : مرحبا.

لقطة بانورامية تستمر يمينا بينما يستدير جويدو، وهو مازال في لقطة مقربة، باتجاه وجه الوكيل الصحفى لكلوديا الملاصق لوجهه.

وكيل كلوديا الصحفى : أنا أدعي كونيتى، من مكتب دعاية كلوديا. لقد تقابلنا منذ خمسة عشر عاما. هل تذكرني؟

جويدو (مطأطأ برأسه): نعم، نعم.

الوكيل كلوديا الصحفى (ينظر يسارا، خلف جويدو): انظر! إنها هنا.

جويدو (ينظر إلى اليسار): أين هى الآن؟

653. لقطة مطولة من زاوية منخفضة: ظهر القاعة، من منظور جويدو. امرأة شابة تلبس الأبيض، سكرتيرة كلوديا، تأخذ مقعدا في الصف الخلفي.كلوديا تلبس ثوبا تحلت رقبته بريش النعام، تظهر بصورة ظلية بفعل النور المنبثق من باب الخروج، ضوء آلة العرض يغرق الجزء الأعلى من الإطار.

654. لقطة متوسطة مقربة، من الصف خلفهم، للوكيل الصحفي كلوديا، لجويدو، وكيل كلوديا وقد استداروا في مقاعدهم، ينظرون باتجاهها، بعيدا عن الكاميرا. يبقى جويدو في لقطة متوسطة مقربة وهو يقف.

جويدو (ينظر إلى الرجلين): من فضلكم سامحاني.

لقطة بانورامية تتبع جويدو نحو الممر ثم إلى أعلى السلالم باتجاه كلوديا.

655. لقطة متوسطة : كلوديا وهى تقف في لقطة جانبية، تنظر باتجاه الشاشة، وسكرتيرتها تجلس أمامها. تنهض السكرتيرة وتنظر باتجاه جويدو.

سكرتيرة كلوديا (بالإنجليزية): إنه يناديكي.

تنظر كلوديا باتجاه جويدو. تتحرك الكاميرا إلى الأمام قليلا وهى تسير في لقطة متوسطة مقربة، ابتسامة واسعة على وجهها. وشعرها مضاء بتوهج بفعل نور آلة العرض.

جويدو (بعيدا، بعذوبة شديدة): كلوديا!

كلوديا : كيف حالك؟

جويدو (بعيدا): حسنا. وأنت؟ (يتوقف، يضحك قليلا.) وهكذا أخيرا جئت ! هل نذهب إلى الخارج؟

تتحرك الكاميرا لتتبع كلوديا وهى تستدير وتسير باتجاه سكرتيرتها.

كلوديا: اود أن تتعرف على كارولين، سكرتيرتي.

تستدير كلوديا إلى الخلف نحو جويدو بينما تسير كارولين في لقطة متوسطة مقربة.

جويدو (بعيدا) : نعم.

سكرتيرة كلوديا: أنا سعيدة بلقائك.

جويدو (بعيدا) : ولكنني أرغب في مكالمتك على انفراد.

سكرتيرة كلوديا من اليسار، لقطة بانورامية تتبع كلوديا وهي تصعد بضع درجات في السلم وخارج الباب.

سلالم تؤدى إلى الشارع، ليلا.

656. لقطة متوسطة مقربة: تتحرك الكاميرا باتجاه كلوديا وهي تسير أسفل الدرج.

كلوديا: متى نبدأ بالتصوير؟

جويدو (بعيدا): سريعا........... سريعا جدا.

تتوقف عند أسفل الدرج، تنظر إلى أعلى باتجاه جويدو.

كلوديا: لكن ما هو الدور الذي سأقوم به؟

موسيقى الأوركسترا في الساحة العامة، خارجا، تعزف ؛القمر الأزرق«.

جويدو (بعيدا): إه؟ (تضحك.) سأقول لك كل شيء فيما بعد. لقطة بانورامية تتبع كلوديا نحو الشارع.

كلوديا : أنا سعيدة جدا لعملي معك...

الشارع، ليلا.

657. لقطة متوسطة مقربة - لقطة متوسطة : تتحرك الكاميرا لتتبع كلوديا وهى تسير حول مقدمة سيارتها.

كلوديا:....... وآمل أن أكون ذات فائدة لك. ولكني أريد أن أعرف كل شيء. (تتحرك الكاميرا نحو اليمين فتظهرها على باب السيارة.) إلى أين سنذهب الآن؟

لقطة بانورامية نحو اليسار ثم حركة عامودية إلى أسفل وهي تدخل إلى مقعد السائق.

658. لقطة متوسطة : من الخارج عبر نافذة السيارة، كلوديا في الأرضية الأمامية، تنظر نحو جويدو وهو يدخل السيارة. تتحرك الكاميرا أقرب فأقرب.

كلوديا : حسنا؟

جويدو (ينظر إليها، يتوقف، ثم يشير إلى الأمام): من هنا.

659. لقطة طويلة : الشارع. لقطة بانورامية نحو اليمين تتبع السيارة وهي تقترب، تنحرف إلى اليمين في لقطة متوسطة، ثم تنطلق بعيدا إلى الشارع متجاوزة صفا من السيارات المتوقفة نحو إشارة ضوئية ترسل وميضا، ثم، مرة ثانية في لقطة طويلة، تستدير نحو اليمين.

نرى لفترة وجيزة أمرأة كهلة تدخن سيجارة وتسير في الشارع تماما.

يتحركون بسيارة كلوديا، ليلا.

طوال هذا المشهد، شعاع من الضوء المنبعث من الشارع يضيء عيني جويدو وجبهته. ينظر باتجاه كلوديا، ثم إلى الأسفل أو إلى الأمام مباشرة، ويأخذ بين الفترة والأخرى مج ة من سيجارته. تظهر كلوديا وهى تنظر نحو جويدو ثم نحو الطريق في ثلاثة أرباع الصورة الجانبية، وجهها يومض إنارة فيتلألأ في الليل الأسود. هنالك إيحاء صغير بما هو موجود خلف نوافذ السيارة. المحادثة يتكرر فيها التوقف، وتعييرات الوجه الناتجة عن ردود الفعل.

660. لقطة متوسطة مقربة: جويدو: تتوقف الموسيقى.

جويدو: كم أنت جميلة! تشعريني بالجبن. تجعلين قلبي يضرب كتلميذ المدرسة.

661. لقطة مقربة: كلوديا.

جويدو (بعيدأ ): أنت لا تصدقينني، أليس كذلك؟ توحين لي بالاحترام الصادق العميق! ياكلوديا! من تحبين انت؟ من الرجل الذي في حياتك؟ من الذي تهتمين به؟

كلوديا (تضحك) : أنت.

662. لقطة مقربة: جويدو.

جويدو: لقد جئت في الوقت المناسب. لماذا تبتسمين هكذا؟

663. كما في 661. تضحك كلوديا مرة ثانية.

جويدو (بعيدا ): لا يمكنني التأكد إذا ما كنت فعلا تنتقدينني، تسامحينني أم تغيظينني.

كلوديا: أنا أستمع فقط. قلت أنك تريد التحدث معي، تخبرني عن الفيلم. لا أعرف شيئا عنه.

664. كما في 662. توقف طويل غير عادي.

جويدو (يتكلم بسرعة متزايدة): هل بإستطاعتك أن تتخلي عن كل شيء، وتبدأي الحياة مرة ثانية.... تختاري شيئا ، شيئا واحدا فقط، وتكوني مخلصة له.... تجعليه الشىء الذي يعطي معنى لحياتك.... شيئا يتضمن كل شيء آخر.... الذي سيصبح هو كل شيء ولاشيء سواه لمجرد إيمانك غير المحدود به؟ هل تستطيعين فعل ذلك؟ قولي..... إذا ما طلبت منك......

665. كما في 663.

جويدو (بعيدا ):... كلوديا...

كلوديا: إلى أين نحن ذاهبون؟ لا أعرف الطريق. وماذا عنك؟

هل تستطيع أنت؟

صوت خرير ماء.

جويدو(بعيدا ): الينابيع....

666. لقطة متوسطة مقربة: لجويدو، يدا كلوديا على المقود في الفسحة الأمامية.

جويدو:.... لابد أن يكون قريبا . اسمعي. حاولي أن تستديري نحوي هنا.

تدير المقود.

667. لقطة مقربة : جويدو.

جويدو: كلا. هذا الرجل لايستطيع. يريد وضع يده على كل شيء، ويلتهم كل شيء. لا يستطيع أن يعطي شيئا . يبدل اتجاهه كل يوم.....

668. كما في 665. كلوديا الآن جادة.

جويدو (بعيدا ):.... خوفا من أن يخطئ الطريق الصحيح. وهو على وشك الموت، ينزف حتى الموت.

كلوديا: وهل ينتهي الفيلم هكذا؟

جويدو (بعيدا ): كلا، هو يبدأ هكذا. ثم يقابل الفتاة عند النبع. إنها إحدى الفتيات...

669. كما في 667.

جويدو:... اللواتي يسكبن المياه الشافية، إنها جميلة... شابة وعجوز... طفلة ومع ذلك امرأة... أصيلة... مشعة لا شك أن فيها يكمن خلاصه.

670. كما في 668، كلوديا: بصورة جانبية مثالية، معبرة عن وجهة نظر جويدو، ثم تنظر في اتجاه جويدو.

جويدو (بعيدا ): سوف تلبسين اللون الأبيض. ستتركين شعرك مسترسلا هكذا، كما هو الحال الآن بالضبط.

باحة مبنى قديم، ليلا .

671. لقطة بانورامية يمينا ، وتتحرك الكاميرا إلى الأمام لتتبع أضواء السيارات التي تدور وهي تتلاعب على حافة المبنى في الواجهة ثم نحو عمق الملعب.

672. لقطة متوسطة: كلوديا. يمينا مضيئة إضاءة مبهرة عبر الزجاج الأمامي، جويدو، يسارا في الظل. صفير الريح أخذ مكان صوت محرك السيارة.

جويدو: اطفئي نور السيارة.

باحة مبني قديم، خيال جويدو الجامح ليلا :

673. مثل باقي مشاهد الخيال، فلا صوت هناك. ترفع الكاميرا نحو واجهة المبنى المظلمة باتجاه نافذة مبهرة الضوء في أحد الطوابق العلوية. في لقطة متوسطة، تظهر كلوديا، تلبس فستانا أبيض كما كانت في المشهد الأول عند الينابيع، 43-49، وخلال أحلام جويدو في غرفة نومه، 304-315، تأخذ مصباحا من حافة الشباك. تدير ظهرها نحو الكاميرا وتسير نحو الغرفة المشعة.

674. لقطة طويلة: كلوديا، حافية، تمر عبر الممر نحو الباحة، تحمل المصباح.

لقطة بانورامية نحو اليمين تتبعها وهى تمشي بحركاتها الراقصة الخاصة التي مشت بها في مشاهد الأحلام الأخرى. تضع المصباح على المائدة المجهزة لاثنين في منتصف الباحة. إنها مضاءة بشكل مباشر من الأعلى بواسطة ضوء كشاف.

675. لقطة متوسطة مقربة : كلوديا تنظر إلى الأسفل نحو المائدة. لقطة بانورامية تتبعها وهى تتحرك نحو اليسار، لتراقب بوضوح ترتيب مكان ما، ثم يمينا لتراقب غيره. تنظر إلى أعلى، تبتسم، ثم تتحرك ثانية نحو اليسار.

ساحة مبنى قديم، ليلا

676. لقطة طويلة : الباحة، الآن بدون المائدة وكلوديا. يعود صوت صفير الريح. تتحرك الكاميرا قليلا نحو الخلف.

677. لقطة مقربة : كلوديا في لقطة جانبية، تجلس في السيارة كالسابق

كلوديا: وثم ماذا؟

صوت باب جويدو يفتح ويقفل. تستدير كلوديا؛ تحملق متتبعة خطاه نحو اليمين. نسمع صوت خطوات قدميه.

678. لقطة طويلة: تتحرك الكاميرا متتبعة جويدو وهو يسير بعيدا عن الكاميرا، في الباحة، يلبس سترته.

679. لقطة متوسطة: جويدو، ظهره نحو الكاميرا. يتوقف، ينظر حوله.

680. لقطة متوسطة: كلوديا تسير إلى الأمام، ملفوفة بشالها الرقيق كالشاش ورأسها منحن . السيارة في الخلفية.

كلوديا: دعنا نترك هذا المكان.

681. كما في 679.

كلوديا (بعيدا ) : هذا المكان يخيفني. إنه لا.....

682. كما في 680. كلوديا تنظر إلى أعلى.

كلوديا:.... يبدو حقيقيا

جويدو (بعيدا ): أنا أحبه كثيرا . أليس ذلك غريبا ؟

تبتسم كلوديا، تضحك، تسير نحو اليمين، ظهرها نحو الكاميرا.

كلوديا: لم أفهم تقريبا أي شيء عن القصة التي رويتها لي.

(لقد وصلت الآن إلى جانب الباحة وهى في لقطة طويلة) أسمع، رجل كهذا.... كما تصفه أنت..... إنه لا يحب أحدا .. (تتكىء إلى الحائط في الظلال الملاصقة للممر الباهر النور، وتستدير ووجهها إلى الأمام.)...... لا أحد سيشعر بأسى تجاهه، كما تعلم. (تتحرك نحو اليمين وتجلس على حافة الباب). أساسا ، الخطأ خطأه.

683. لقطة مقربة: جويدو، رأسه منحن إلى الأمام، قبعته السوداء الكبيرة تغطي جبهته.

كلوديا (بعيدا ): ما الحق الذي يملكه ليتوقع أي شيء من الآخرين؟

ينظر جويدو إلى أعلى.

جويدو: ألا تعتقدين أنني أعرف ذلك؟

684. لقطة متوسطة: تجلس كلوديا على الحافة، رأسها على ركبتيها، وعباءتها المزينة بريش النعام معلقة بشكل متوازعلى جانبيها.

جويدو(بعيدا ): أنت مملة قليلا ، مثل كل الآخرين!

كلوديا (تنظر إلى أعلى، ضاحكة) آه، إذا أنت لا تريد أي نقد مطلقا .

تبدو مضحكا في تلك القبعة الكبيرة البشعة- تماما مثل رجل عجوز!

685. لقطة طويلة من زاوية منخفضة من منظور كلوديا: جويدو واقف في الساحة، يربط ربطة عنقه.

كلوديا (بعيدا ): أنا لا أفهم. يقابل الفتاة التي تستطيع مساعدته على العودة إلى الحياة والتي تنعشه ولكنه يرفضها.

جويدو:لأنه لم يعد يؤمن بذلك. يستدير ويسير نحو اليسار.

كلوديا: لأنه لا يعرف كيف يحب.

686. لقطة مقربة: كلوديا، رأسها مستند إلى الباب.

جويدو (بعيدا ): لأنه ليس صحيحا أن امراة باستطاعتها تغيير رجل.

كلوديا: لأنه لايعرف كيف يحب.

جويدو (بعيدا ): وخاصة لأنني لا أريد أن أروي... قصة أخرى مليئة بالكذب.

كلوديا: لأنه لا يعرف كيف يحب.

687. لقطة طويلة: جويدو، بالقرب من الناحية الأخرى للساحة. يستدير باتجاه كلوديا.

جويدو: كلوديا، أنا آسف لأنني جعلتك تأتين كل هذه المسافة لتصلي إلى هنا. (يسير نحو اليسار) رجاء .

688. لقطة متوسطة مقربة: بعد أن وقفت كلوديا تستدير الآن وتتجه إلى الأمام.

جويدو(بعيدا )...... سامحيني.

كلوديا: يا لك من مخادع! إذا ليس هنالك دور.

689. لقطة مقربة: جويدو

كلوديا (بعيدا )....... في الفيلم.

جويدو: لقد اصبت.. ليس هنالك دور في الفيلم. ليس هنالك فيلم أصلا . ليس هنالك شىء بتاتا، في أي مكان. فيما يختص بي...........

690. لقطة مقربة جدا : كلوديا، وجهها وقد تغطى بالظلال كلية.

جويدو (بعيدا ):..... يمكن للشيء كله أن ينتهي بالضبط هنا.

يسمع صوت سيارة تقترب. يضيء وجه كلوديا إضاءة باهرة عندما ينعكس ضوء السيارة عليه.

691. لقطة طويلة: جويدو وكلوديا. سيارة كلوديا في الخلفية اليسرى.

ضوء السيارة يعميهما. لقطة بانورامية تتبع جويدو الذي يسير إلى الأمام، يمينا ، وهو يحمي وجهه بقبعته؛ تنحني كلوديا لتلتقط عباءتها المغطاة بريش النعام.

692. لقطة طويلة: القنطرة التي تؤدى للباحة. سيارة رياضية ذات أبواب قابلة للطي تقترب عبر القنطرة في لقطة متوسطة، سيزارينو وراء المقود يجلس بقربه أجوستيني. يتكلمان بالتبادل.

أجوستيني: ها هما!

سيزارينو: جويدو، ماذا تفعل؟

أجوستيني: مساء الخير، يا سيدي.

سيزارينو: الجميع يبحث عنك. إلى أين هربت بعيدا ولتفعل ماذا؟ وبالمناسبة، كما تعلم، سوف نبدأ الأسبوع القادم.

693. لقطة طويلة: سيارة سيزارينو إلى اليمين؛ وسيارة كلوديا، إلى اليسار؛ وكيل دعاية كلوديا يصحبها إلى اليسار.

وكيل كلوديا (أولأ بعيدا ، ثم يدخل من اليمين ويسير إلى الأمام): جويدو، كان منتجك يملك فكرة رائعة- حفلة كوكتيل لم يحصل مثلها للدعاية لفيلم! وهل تعلم أين؟

موسيقى؛المؤتمر الصحفي الذي يعقده المخرج«، مبني على مواضيع متنوعة مطروقة في الفيلم، وتصحبه الموسيقى بضربات حيوية وعصبية تعبر عن الإصرار.

تستمر الموسيقى لتدخل في المشهد التالي. بينما يتكلم مدير الدعاية، تنطلق سيارة بايس نحو المركز في لقطة متوسطة. بايس يتكىء خارج الشباك على مقعد السائق. كونوشيا، يجلس بقربه.

بايس: عند سفينة الفضاء. غدا الظهر. راديو، تليفزيون.

694. لقطة متوسطة: جويدو يحمل قبعته، محاولا حماية وجهه من الأضواء.

عيناه تتحركان نحو اليسار، متتبعتان اتجاه السيارة.

بايس(بعيدا ):.... والصحافة الأجنبية. تعالي يا جويدو، الآن بدأنا نتحرك بواقعية.

نصب سفينة الفضاء على الشاطئ، نهارا .

695. تتحرك الكاميرا مبتدئة من خلف سيارة جويدو ثم ترتفع إلى أعلى لتظهر قافلة من السيارات المتجمعة عند البرجين في لقطة طويلة جدا .

أناس يسيرون على شبكة السلالم الموجودة بين وداخل البرجين، في الخلفية.

696. لقطة طويلة: جويدو، وقد أمسك أجوستيني وسيزارينو بذراعيه، يصطحباه إلى اليسار متجاوزين سلسلة من السيارات التي توقفت بشكل فاصل منحرف. لقطة بانورامية تتبع الرجال الثلاثة عندما يصلون إلى صف من الأعمدة الزخرفية، توصل بينهم شرائط تتطاير بفعل الريح.

بمجرد أن يستديروا عائدين، متجهين نحو الأبراج، يقف جويدو ويتلاشى.

يقوم رفافهبرفعه إلى الخلف. تتحرك الكاميرا خلفهم وهم يتابعون السير، يشير جويدو الآن الى انه باستطاعته السير لوحده. بعد برهة قصيرة من الزمن يستدير فجأة إلى الأمام ليستريح. ولكن أجوستيني وسيزارينو يمسكانه من خصره.

سيزارينو: أمسكه جيدا !

تتبعهم الكاميرا باتجاه الأبراج، ينهار جويدو مرة ثانية ويقومان بجره إلى الأمام.

697. لقطة متوسطة مقربة: تتحرك الكاميرا لتتبع جويدو وهو مرفوع من ذراعيه، ثم ترتفع الكاميرا إلى أعلى نحو اليسار حيث أجوستيني.

أجوستيني: تعال. انهض. سر.

لقطة بانورامية نحو اليمين باتجاه سيزارينو. هنالك مجموعة من الأصوات تشجع جويدو على السير. يظهر وكيل كلوديا في منتصف الإطار، لقطة متوسطة وهو يركض إلى الخلف ملوحا بيده، ثم يستدير بعيدا .

وكيل كلوديا: ها هو ذا!

يرفع جويدو نحو الإطار.

698. لقطة طويلة، تتحرك الكاميرا ملتحقة بالصحفيين الذين يركضون، أضواء سينمائية قوية وأعمدة في الأرضية الأمامية، قاعدة أحد الأبراج في الخلفية. تستدير المجموعة وتسير إلى الأمام يقودها الصحفى الأمريكي، في لقطة متوسطة.

وكيل كلوديا (بعيدا ): لقد وصل!

الصحفى الأمريكي (بالإنجليزية، ملوحا ): مرحبا ، جويدو! أهلا وسهلا !

منديل أبيض يسقط امام الكاميرا.

699. لقطة بانورامية من اليسار إلى اليمين. لقطة متوسطة - لقطة طويلة- لقطة متوسطة، تتجاوز مائدة مجهزة بالزجاجات والأباريق. النادلون ينحنون بينما جويدو والآخرون يتحركون بسرعة من أمامهم، خارج الإطار.

نلمح جويدو وهو يهرب من براثن أجوستيني وسيزارينو، ثم يطير هاربا خلف موقف الفرقة الموسيقية.

أجوستيني: إلى أين أنت ذاهب ياجويدو؟ إنها هنا.

لقطة بانورامية تستمر نحو اليمين، ثم ترتفع إلى أعلى نحو الفرقة وهى تعزف، ثم تنزل إلى أسفل حيث نرى جويدو خلف عازف الطبل، ثم عبر الشبكة المعدنية المؤلفة من أعمدة تحمل خشبة الفرقة. يتابع نحو اليمين، يحك جسده بقبعته. إلى اليمين تجلس تيلد وصديقها على أحد هذه الأعمدة، فيقفز صديقها إلى الأسفل ويمد يده نحو جويدو. تقف إلى جانبهم يمينا امراة تلبس ثوبا أسود ضيقا مغطى بقماش رقيق أبيض. تحمل قبعتها الكبيرة السوداء خشية الريح.

صديق تيلد: آه، يا جويدو، أنا متأكد أن هذا اليوم سيكون جميلا .......

الآن، بعد أن أصبح جويدو أكثر هدوءا ، نظر حوله ومشى إلى الأمام في لقطة متوسطة. تتحرك الكاميرا متابعة سيره وهو يتقدم. من اليمين إلى اليسار وأمام موقف الفرقة، يهز أيدي الصحفيين، وظهورهم إلى الكاميرا.

الصحفي الأمريكي (بالإيطالية): أنا متشوق لأسمع القصة التي قررت أخيرا تلاوتها علينا.

يسير جويدو بعيدا عن الكاميرا بعد أن قابل أجوستيني.

700. لقطة بانورامية تنتقل من وجه أحد الصحفيين إلى وجه الآخر وتتحرك الكاميرا في لقطة مقربة. بداية فإن الشكل المسعور لهذه اللقطة البانورامية يسيطر عليه منظور جويدو، ثم يظهر جويدو نفسه في اللقطة، منتهكا بهذا المنطق التقليدي للمكان.

زوجة الصحفي الأمريكي: ألا تتعامل مع نفسك بشيء من الجدية أكثر مما تفعل ياسيد انسيلمو (بلا تعديل)؟

الصحفي الملتحي (بالإنجليزية): هل أنت مع أو ضد الإثارة الجنسية؟

تظهر صحفية شقراء في الإطار وتسأل سؤالا غير مفهوم.

الصحفى الملتحي (بعيدا ): هل أنت خائف من القنبلة الذرية؟ هل تؤمن بالله؟

بينما تخرج الصحفية الشقراء من اليمين، تتحرك الكاميرا نحو اليسار لتتبع جويدو وهو يسير بين أجوستيني وسيزارينو، لقطة طويلة، ملاحق من الصحفيين. نماذج متنوعة، تلبس عباءات فضفاضة وأغطية رأس غير عادية، تجلس في الأرضية الأمامية، ظهورها نحو الكاميرا.

بينما يمر جويدو من خلف صف النماذج، يقف ويستدير غاضبا نحو سيزارينو وأجوستيني.

جويدو : اتركوني لوحدي! سأسير لوحدي.

تتابع المسيرة تحركها بعيدا نحو صف من الناس يجلسون في الخلفية.

701. لقطة متوسطة: تتحرك الكاميرا مع حركة جويدو وبطانته الذين يتحركون إلى الأمام.

مصور يشير إلى الخلف يحاول أخذ صورة لجويدو، ولكن جويدو يعيقه بأن يقوم بحركات غريبة من أصابعه. لقطة بانورامية نحو اليسار بينما يحاول أحد المصورين أخذ زاوية أفضل ويترك الإطار. لقطة طويلة لموريس، يلبس أمام المرآة، تجلس مايا بقربه، تتفقد عقودها.

702. من منظور جويدو، لقطة متوسطة لموريس يلوح بيده لجويدو، ويبتسم ابتسامة عريضة. تتحرك الكاميرا بعيدا عن موريس الذي يرفع يديه وأصابعه مصلبة.

موريس: مرحبا بك: حظا سعيدا !

703. لقطة متوسطة: جويدو، ينظر من فوق كتفه نحو موريس. بعد ذلك يدفع جويدو بعيدا خارج الإطار بسبب ضغط المسيرة فيتجه يمينا .

704. تتحرك الكاميرا بلقطة بانورامية نحو اليسار، لقطة متوسطة إلى لقطة طويلة، تتبع سيزارينو الذي ينطلق بعيدا ويقفز فوق المنصة والمصورين والصحفيين في منتصف المسافة. يقف بايس على المنصة، إلى اليمين. إلى اليسار هنالك مائدة طويلة عليها نماذج لسفينة الفضاء.

سيزارينو (مخاطبا بايس): سيدي، ها هو ذا!

بايس(يسير إلى الأمام ويشير إلى الصحفيين ليصبروا): اهدأوا!

بايس وسيزارينو الآن في لقطة متوسطة، ينحنيان ليساعدا جويدو كي يصعد إلى المنصة.

صحفي (بعيدا ، بالإنجليزية) حسنا ، هل أنت خائف من القنبلة الذرية؟

هل أنت مؤمن أم غير مؤمن بالله.

بايس(مخاطبا جويدو)! انتظرناك ثلاثة أيام. لقد جاء الشتاء الآن.

يتابع بايس وجويدو نحو اليسار، باتجاه كونوشيا ووكيل دعاية كلوديا اللذين. يجلسان الآن إلى المائدة.

كونوشيا: انتباه، من فضلكم.

يسمع زئير عال وضحكات من الصحفيين في لقطة طويلة، بينما يأخذ جويدو مكانه بجانب كونوشيا، يشير كونوشيا إلى أحدهم بالتحرك.

يظهر دوميير في لقطة متوسطة مقربة، الإطار يسارا ، مواجها الكاميرا.

705. تتحرك الكاميرا حركة طويلة سريعة، لقطة متوسطة مقربة - متوسطة تمر على الصحفيين الجالسين والذين يلقون بالأسئلة، ويتحركون ويشيرون بإصرار ملوحين بأقلامهم، مدونين ملاحظات. تصبح الأصوات متنافرة ولكنها مثابرة على عدم السماح بمقاطعتها حتى 734. رغم أن الحوار غير مفهوم، فبضع كلمات وأجزاء جمل بالإيطالية والإنجليزية، يمكن تمييزها:

"هل تعتقد أن التعري هو شكل فني أم.....؟ هل تعتقد أن التعري كان من الممكن أن يكون شكلا مركزا من.......؟ هلى تعرضت في أي من أفلامك لحب ممثلة ما؟ خلف صف الصحفيين، هنالك عاملان يحملان اعمدة الديكور.

706. لقطة متوسطة مقربة: تتحرك الكاميرا ملاحقة دوميير وهو يسير إلى اليسار أمام خشبة المسرح. يحاول بايس والآخرون تهدئة الصحفيين، لقطة متوسطة.

صحفي (بعيدا ): لماذا لم تصنع بتاتا فيلما عن الحب؟

عندما يخرج دوميير من الإطار يسارا نرى بايس محاولا أن يدفع جويدو للوقوف بعد أن جلس لتوه.

707. تتحرك الكاميرا قليلا إلى اليمين حيث مجموعة من الصحفيين، ثم لقطة متوسطة مقربة لأحد المصورين وهو ينظر عبر كاميرا لها عدسة ضخمة.

708. لقطة متوسطة مقربة: تتحرك الكاميرا مارة بوكيل كلوديا الصحفى ثم لقطة بانورامية لبايس وجويدو.

بايس(مخاطبا الجموع. بالإنجليزية): آلاف الاعتذارات لتأخره. ينحني بايس ويهمس في أذن جويدو، ويهمس جويدو بدوره في أذن بايس.

بايس(يخاطب الجموع بالإيطالية) أريد أن أعلن أن............

يجلس جويدو.

جويدو (يحتج لدى بايس وأجوستبني): غدا...............غدا .

يجبرانه على النهوض.

709. لقطة طويلة، لقطة بانورامية تتبع مجموعةمن الصحفيين يتحركون بحيوية من اليسار إلى المنصة على اليمين. ظهورهم نحو الكاميرا، تبدو عليهم الرغبة في الانقضاض على جويدو الذي يختبئ وراء المائدة. تتحرك الكاميرا إلى أعلى نحو بايس والآخرين الواقفين. من خلال الضوضاء التي تحدثها الأصوات نستطيع أن نسمع. ؛ما الذي تعتقد أنه بإمكانك تعليمنا إياه؟ هل تعتقد أن حياتك يمكن أن تهم الآخرين؟..........."

الصحفي الأمريكي: هل تستطيع الاعتراف بصدق أنه ليس لديك ما تقوله؟

يعتلي أحد الصحفيين المنصة... ويلوح بذراعه

صحفي: هل تعلم أن هذا الفيلم هو قصة......................

صحفية، في لقطة متوسطة مقربة، تستدير وتواجه الكاميرا، تبتسم بقسوة.

تسير نحو لقطة مقربة مأخوذه من زاوية منخفضة.

الصحفية (منتصرة، بالإنجليزية) لقد ضاع. ليس لديه ما يقوله. تضحك كالمجنونة.

710. لقطة متوسطة: جويدو جالسا ، محتجا أمام بايس، أجوستيني، وسيزارينو، الذين يحيطون به.

بايس: يريد أن يقول شيئا .

711. لقطة متوسطة مقربة - لقطة متوسطة: وجوه الصحفيين، يضحكون بسخرية.

712. لقطة مقربة: كونوشيا ينظر باتجاه جويدو.

كونوشيا: أجب. قل شيئا ، تفضل.

713.لقطة مقربة: جويدو. حركة كاميرا إلى أسفل حيث تنعكس صورته المقلوبة على وجه المائدة الزجاجى.

كونوشيا (بعيدا ): جويدو، أي شيء ! قل أي شيء!

لقطة بانورامية نحو اليسار حيث انعكاس صورة بايس المقلوبة.

بايس: أفعل ذلك من أجلي!

714. لقطة مقربة : وكيل كلوديا الصحفي يتكلم في أذن بايس.

بايس(يكرر للصحفيين): أنا أعدكم............

715. من منظور جويدو. لقطة متوسطة بانورامية نحو اليمين، تتحرك الكاميرا إلى أعلى بينما يقفز المزيد من الصحفيين إلى أعلى خشبة المسرح. أحد الصحفيين في صورة جانبية، لقطة مقربة.

صحفي (مخاطبا جويدو):...... هذا الفيلم. وبعد ذلك، بعد ذلك على ماذا سوف تعيش؟

716. من منظور جويدو، لقطة بانورامية من اليسار إلى اليمين على وجوه الصحفيين لقطة متوسطة مقربة - متوسطة، أولا من هم الأخفض منهم، ثم أولئك الذين يقفون على خشبة المسرح.

الصحفيون: هل أنت مع الطلاق أو ضده؟ قل لي، بصراحة...... هل هذه مشكلتك الرئيسية................. أنك لا تستطيع التواصل، أو هل هذا مجرد حجة؟..........ضحكة ساخرة.

717. من منظور جويدو، لقطة مقربة من زاوية منخفضة لبايس، في صورة جانبية، يخاطب الصحفيين.

بايس: بالرغم من أن أسئلتك تخفي نوعا من العداء، فأنا أؤكد لك أن مخرجي جاهز تماما .

718. لقطة مقربة: جويدو، مرتبك، ينظر يسارا ويمينا .

جويدو: ماذا على أن أفعل؟ ما الذي يفترض بي فعله؟

719. لقطة مقربة : يمسح كونوشيا عينيه بمنديله، يستدير باتجاه جويدو. من منظور جويدو. صوت الريح، يسمع بشكل متقطع خلال المشهد، يصبح أكثر ترددا وتهديدا من هذه النقطة حتى 736.

بايس(بعيدا ، يخاطب الصحفيين):...................... يجب أن يعامل باحترام.

لأنه.......................................

720. لقطة مقربة. جويدو، من منظور كونوشيا.

جويدو(بحنو): كونوشيا، سامحني إذا ما عاملتك معاملة سيئة. كنت رائعا ، أفضلهم جميعا .

721. كما في 717.

بايس(مخاطبا الصحفيين): إنه يتأمل، يحاكم الأمور، يفكر. (مخاطبا جويدو، بغضب شديد) تكلم! أجب. لقد دفعت ثمرة اضطرابك، انهيارك.

722. لقطة مقربة من زاوية مرتفعة: يحني جويدو رأسه إلى أسفل، يهزه علامة الرفض، من منظور بايس.

بايس(بعيدا ) منذ شهور وأنا أدفع لكل شيء!

723. كما في 721.

بايس: إذا لم تصنع هذا الفيلم فسأحطمك. (يستدير نحو الصحفيين).

سوف يكون الآن تحت تصرفكم. الصحافة كانت دائما .......

724. كما في 722. الانعكاسات يمكن رؤيتها في المائدة الزجاجية.

جويدو (مخاطبا نفسه): كلوديا، أين انت؟ أين "أرواحك"، روزيللا؟

725. تتحرك الكاميرا إلى اسفل المائدة، نماذج السفينة الفضائية في المنتصف، جويدو وبطانته في الجهة اليمني، الصحفيون في الجهة اليسرى وفي الخلف. تتحرك الكاميرا إلى أسفل حيث أعلى المائدة فنرى الانعكاس المقلوب للويزا في ثوب زفافها الأبيض، لقطة متوسطة مقربة.

لويزا (أولا من بعيد، ثم في الانعكاس): ماذا علي أن أفعل؟ أذهب بعيدا ؟ اختفى؟ بالنسبة لي، لن يعود ثانية ذلك الذي كان من قبل. لن أبقى زوجتك بعد الآن. متى ستتزوجني بصدق؟!

726. لقطة مقربة: جويدو. ثلاثة أرباع لقطة جانبية. الإطار يمينا ؛

معطف بايس الداكن في الخلفية.

جويدو: لويزا، هل صحيح انك تريدين الانفصال وأنك ترغبين في هجرى؟

لويزا(بعيدا ): ولكن كيف يمكنني أن أبقى في هذا الوضع، حتى النهاية!

727. لقطة متوسطة مقربة: تتحرك الكاميرا يمينا بعيدا عن لويزا، عيناها تتجهان إلى أسفل، ويسارا حيث يسأل الصحفيون الأسئلة.

صحفي: ما هو رأي زوجتك بهذا؟

مزيد من الأسئلة غير المفهومة.

728. من الخلف، لقطة متوسطة لأجوستيني، وبايس وذراعه حول كتفي جويدو، وسيزارينو وهو يشير للصحفيين. تتحرك الكاميرا يسارا بينما جويدو يجلس مرة ثانية. أحد المصوريين يتكىء إلى المائدة بمواجهة جويدو.

أجوستيني (يتكلم في أذن جويدو) : في جيبك الأيمن، ياسيدي! ينحني كونوشيا نحو جويدو.

كونوشيا: إلى اللقاء، يا جويدو.

729. لقطة مقربة من زاوية مرتفعة: جويدو في لقطة جانبية، ينظر إلى أسفل نحو المائدة، بينما يتكلم أجوستيني في اذنه.

أجوستيني: وضعتها في جيبك الأيمن.

بينما يغادر أجوستيني الإطار ينظر جويدو باتجاهه وعلى شفتيه بداية ابتسامة.

730. لقطة مقربة متوسطة من زاوية منخفضة: ينظر أجوستيني باتجاه جويدو نظرة ذات تعبير تآمري.

731. لقطة متوسطة لكتف أجوستيني اليمني، جويدو ينظر نحوه ويطأطىء رأسه. تنخفض الكاميرا بينما يتوارى جويدو أسفل المائدة.

بايس(بعيدا ):كلا، لا! لا يستطيع أحد الهروب بهذا.

732. لقطة متوسطة: يزحف جويدو إلى الأمام على يديه وركبتيه.

تتحرك الكاميرا قليلا نحو اليمين بينما ينحني بايس إلى أسفل ليصرخ في وجهه.

بايس: مهرج!

733. لقطة متوسطة: تتحرك الكاميرا نحو اليمين، خلف سيقان الرجال لتلاحق تقدم جويدو أسفل المائدة.

بايس(بعيدا ): اخرج من هناك، أخرج من هناك، أيها الجبان.

734. لقطة مقربة: ظهر جويدو وهو يزحف أسفل المائدة. ينظر إلى أعلى من فوق كتفه. تتبعه الكاميرا وهو يتابع زحفه إلى الأمام.

جويدو: انتظر دقيقة. انتظر دقيقة بينما أفكر بما يجب علي قوله.

تتحرك الكاميرا إلى الأمام لتظهر وجه جويدو في لقطة مقربة، ينزع نظارته، وينظر إلى أعلى نحو اليمين.

جويدو (مونولوج داخلى): هذا صحيح، هذا صحيح!

جويدو: أنا قادم حالا . أنا قادم حالا . يستدير على ظهره ويخرج مسدسا من جيب سترته ويصو به إلى رأسه.

دوميير (بعيدا ): إنه عاطفي لا شفاء له.

735. تتوقف الموسيقى، وصوت الريح يزداد. لقطة متوسطة لوالدة جويدو، ظهرها نحو الكاميرا، تقف على الشاطئ، تنظر إلى البحر. تستدير فجأة وتبدأ في الركض يسارا .

والدة جويدو: جويدو! جويدو! (تتحرك الكاميرا ملاحقة إياها، ثم تشد إلى الخلف وإلى أعلى، تتركها في لقطة طويلة وذراعها مرفوعة إلى أعلى).

إلى أين تجري، أيها الولد الشقي؟

صوت طلقة نارية تربط هذه الطلقة بالتي تليها.

736. كما في 734. مازال جويدو ممددا أسفل المائدة، ظهره نحو الكاميرا في لقطة مقربة متوسطة. بعد أن أطلق النار على نفسه، يضرب رأسه الأرض.

نصب سفينة الفضاء على الشاطئ، فيما بعد في نفس اليوم، ثم في المساء

737. لقطة طويلة: لقطة بانورامية من زاوية منخفضة نحو اليسار من برج إلى آخر، أعلام تخفق في الريح الذي يصفر بقوة أشد. صوت الريح الذي انضم إلى صوت الأمواج تتنوع وتتبدل شدته حتى 736.

738. لقطة طويلة: جويدو، أجوستيني والعمال ينظرون إلى أعلى نحو الأبراج. النصب مقفر ومهجور.

اجوستيني: انزعوا كل شيء أيها الأولاد. لقد ألغي الفيلم. خلال يومين يجب أن يزال كل شيء. عليكم أن تبدأوا الآن مباشرة. انطلقوا اهدموه ارضا .

ينظر جويدو حوله ويسير بلا هدف.

أجوستيني(مخاطبا جويدو): هل هذا ما تريد، ياسيدي؟

جويدو (يلوح بقبعته): نعم، شكرا ، إلى اللقاء أيها الأولاد. سأراكم في فيلم آخر.

لقطة بانورامية تتبع جويدو يسارا .

صوت رجل : لنأمل ذلك.

يلوح جويدو بيده نحو البحار الذي يقوم ببضع خطوات من رقصته.

جويدو: إلى اللقاء ايها البحار.

تتحرك الكاميرا إلى الخلف بينما يسير جويدو إلى الأمام، ثم يتوقف ليلقي نظرة أخرى على البرج الذي خلفه. يظهر دوميير في لقطة مقربة متوسطة، لقطة جانبية، الإطار يسارا ، يجلس إلى مائدة.

دوميير: فعلت الشيء الصحيح، صدقني..... اليوم يوم مناسب لك.

(ينظر مباشرة إلى الأمام أكثر مما ينظر باتجاه جويدو، يقف.) هذه قرارات صعبة، أعرف ذلك. ولكننا -نحن المثقفين أقول ؛نحن« لأنني أعتبرك واحدا -علينا أن نحافظ على شفافيتنا حتى النهاية.

(يستدير نحو اليسار ويسير بضع خطوات، لقطة بانورامية وتتحرك الكاميرا لتتبعه في لقطة مقربة متوسطة. ممكن رؤية الشاطئ في الخلفية.) هنالك الكثير من الأشياء التي لا لزوم لها في العالم حتى الآن. ومن غير المستحسن أن نضيف فوضى إلى الفوضى. (يستدير، يستند إلى سيارة، ويدخن.)

على اى حال، خسارة المال هى جزء من عمل المنتج. أهنئك!

لم يكن لديك خيار. (ينحني، يفتح الباب، ويدخل من باب الركاب.)

وقد حصل على ما يستحقه. لأنه قام بلا تفكير باختيار مشروع طائش كهذا! (تتحرك الكاميرا إلى الأمام وهو يتكىء على خارج الشباك، ثم يعود فيتكىء على داخله وينظر إلى أسفل). صدقني. ليس من الضروري أن تشعر بحنين أو ندم. من الأفضل أن تهدم ما خلقته إذا لم يكن هو ذلك الشيء القليل الضروري والجدير بأن يخلق. واخيرا، ففي عالمنا هذا، هل هنالك ما هو عادل جدا وحقيقي جدا بحيث يكون له حق البقاء؟ بالنسبة له، فيلم رديء هو حدث عرضي. ولكن بالنسبة لك، في هذه النقطة من حياتك، فقد تكون هذه هى النهاية.

739. لقطة بانورامية نحو اليسار، يسير جويدو بجانب السيارة، لقطة متوسطة إلى مقربة متوسطة. من هنا وحتى 755، يكتسي تعبيرا حزينا ثابتا .

دوميير(بعيدا ): من الأفضل أن تطرحه أرضا وتذر ملحا على الأرض، كما فعل الأقدمون، لتظهر ساحة الوغى.

في لقطة جانبية للمرة الثانية ينظر جويدو إلى أعلى نحو البرج.

دوميير (بعيدأ ): ما نحتاجه فعلا هو.....

740. لقطة طويلة من زاوية منخفضة: العمال على خشبة المسرح، يرمون شكلا أنبوبيا . لقطة بانورامية تتبع الشكل وهو يطأ الأرض.

دوميير (بعيدا )..... بعض العادات الصحية، بعض النظافة، بعض التعقيم.

741. كما في 739. يدخل جويدو السيارة.

دوميير (بعيدا، ثم في الإطار، بالقرب من جويدو): لقد خنقتنا الكلمات والصور والأصوات التي لاحق لها في الوجود.

742. لقطة متوسطة من زاوية مرتفعة : جويدو، في الأرضية الأمامية يمينا في مقعد السائق، دوميير في يسار الخلفية.

دوميير:....... هذا يأتي من الفراغ وإلى الفراغ يعود، أي واحد يستحق لقب فنان عليه أن يقوم بفعل الإيمان هذا: أن يربي نفسه على الصمت.

(تتحرك الكاميرا إلى الداخل نحو لقطة متوسطة مقربة لجويدو. دوميير الآن خارج الإطار) هل تذكر مديح ملارمي للصفحة البيضاء؟

و... ورامبو....

743. من خلف جويدو، نرى موريس في لقطة طويلة خلال زجاج السيارة الأمامي. لقطة يانورامية تتبع موريس وهو يركض بحماس إلى شباك دوميير، لقطة متوسطة.

موريس (مخاطبا جويدو): انتظر يا جويدو ! انتظر(1)

دوميير (مخاطبا جويدو)................. شاعر، يا صديقى، وليس مخرجا سينمائيا . هل تعرف ما هو أفضل شعره؟ رفضه متابعة الكتابة ومغادرته إلى إفريقيا.

موريس: نحن جاهزون للبدء (لقطة بانورامية تتبع موريس وهو يركض حول المكان نحو جويدو. في لقطة متوسطة مقربة، ينحني إلى داخل شباك جويدو). كل تمنياتى القلبية! (يستقيم، ينظر إلى أعلى ويلوح بعصاه).

دوميير (بعيدا ) : إذا لم تتمكن من الحصول على كل شيء.......

744. لقطة مقربة. خلفية رأس كلوديا تسير على الشاطئ، تلبس الآن الثوب الأبيض الذي لبسته فتاة الينابيع. من هذه النقطة حتى 756، شخصيات مختلفة من الفيلم تعاود الظهور على الشاطئ، تلبس الأبيض.

معظمهم ينظر إلى جويدو بحب وشفقة.

دوميير (بعيدا ):................... الكمال الحقيقي هو في اللا شيء.

تحني كلوديا رأسها وكأنها في حالة صلاة ثم تستدير باتجاه الكاميرا.

دوميير (بعيدا ): سامحني على كل هذه المراجع الثقافية التي ذكرتها. ولكننا نحن النقاد...

تنظر كلوديا إلى أعلى.

745. لقطة مقربة: من خلال شباك السيارة، رأس جويدو منحن من شدة التفكير.

دوميير(بعيدا ) :..... نفعل ما نستطيع. مهمتنا الحقيقية هى..................

746. لقطة متوسطة : تتحرك الكاميرا/ لقطة بانورامية حول المربيات، إحداهن تحمل الطفل جويدو بين ذراعيها.

دوميير(بعيدا )....أن نمحي بعيدا آلاف الاجهاضات التي كل يوم.................

747. لقطة متوسطة من زاوية منخفضة: سراجينا إلى يمين الإطار، ذراعها على وركها.

دوميير (بعيدا ):............... بشكل فاحش...............

748. لقطة طويلة من زاوية مرتفعة : والد جويدو ووالدته يقفان في حقل، يمينا .

دوميير (بعيدا ):.................... تحاول أن تأتي إلى العالم.

749. لقطة متوسطة مقربة: والد ووالدة جويدو.

دوميير (بعيدا ): ولسوف تحب فعلا ................

750. لقطة مقربة : دوميير في السيارة، وجهه كليا في الظل.

دوميير:....... أن تترك وراءك فيلما كاملا ، تماما مثل الم قعد الذي يلقى وراءه آثار أقدامه الملتوية!

751. لقطة مقربة: تتحرك الكاميرا بكلوديا المبتسمة وهى تتجه يسارا .

دوميير(بعيدا ). يا لها من فرضية وحشية تلك التي تجعلك تفكر أن الآخرين قد يستمتعون بالكتالوج الحقير.

752. لقطة طويلة: تتحرك الكاميرا خلف كلوديا المتجهة إلى اليسار على الشاطئ.

دوميير (بعيدا ):... الذي يرصد أخطاءك ! وما الفائدة

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فلم  8 ونصف Empty شكرا يحيى

مُساهمة  سعدي البريفكاني الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 8:00 pm

شكرا مرة اخرى على الجهد ... يا يحيى .. ولكن ارجو بسبب صعوبة قرأة السيناريو هنا .. وطوله وعدم تنظيمه ان تقوم برفع السيناريوهات الى موقع تحمل وتضع الرابط .. بدلا من المواضيع الطويلة ... وشكرا لك اخرى ...
سعدي البريفكاني
سعدي البريفكاني
Admin

عدد المساهمات : 691
تاريخ التسجيل : 21/06/2008

https://writewithsaadi.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى