ما هو السيناريو

هناك تعاريف كثيرة للسيناريو .. ولكن افضل تعريفين للسيناريو هما تعريف ((سيد فيلد)) الذي يقول بأن السيناريو قصة تروى عن طريق الصور . وتعريف آخر يقول ان السيناريو هو: وثيقة تسجل كل عنصر صوري و صوتي و لفظي و سمعي وسلوكي تتطلبها رواية القصة .. وهناك كتاب مهم جدا , سنقوم بترجمته وتلخيصه ان شاء الله ، عنوانه السيناريو كتابة الصورة .. واعتقد ان هذا العنوان هو اقرب وصف للسيناريو (( كتابة الصورة )) .. كيف نكتب الصورة .؟؟؟ طبعا الجملة لا تعبر عن نفسها بالمعنى المباشر .. فالمعنى هو نقل الصورة الموجود في ذهن الكاتب الى ذهن الكاتب عن طريق الكلمات طبعا .. هذا عندما يقوم القاريء بقرأة النص ...فنحن نكتب الصور بالكلمات ولا نلصق الصور على صفحات السيناريو.. وأما اذا كان السيناريو قد تحول الى مادة مصورة فان التعريف سيكون حينها نقل الصورة الى ذهن المشاهد عن طريق الصور المتحركة التي هي مادة الفلم او المسلسل .. ففي كلا المرحلتين او الطريقتين سواء كانت مقروءة او مشاهدة يكون الهدف والعملية هي صنع صورة تنقل الى ذهن ووجدان المتلقي .. صحيح ان للحوار دورا في السيناريو لكن الصورة هي العامل الاكبر كما اننا يمكن ان نحصل عل مشاهد عديدة واجزاء كبيرة من السيناريو بلا حوار .. ولكننا لا يمكن ان نصنع مشهدا واحدا من السيناريو بدون وصف ونسج صوري وحركي لاحداث السيناريو .. ومن السهل جدا ايضا ان ننحاز لهذا الجانب اقصد تفوق الجانب الصوري على الحواري بان نذكر بدايات السينما والتصوير حيث كانت الافلام صورية وبلا حوار او كلام .. لكن كانت الفكرة تصل بكل وضوح واحيانا تؤدي غرض اكثر من المطلوب .. واكبر مثال على هذه التجربة افلام شارلي شابلن الصامتة والتي كانت مجرد حركات وايماءات .. هل تريدون دليلا واقعيا يمكن لاي شخص ان يجربه.. تعالوا نتفرج على احد الافلام .. بدون ترجمة ونقطع الصوت من التلفاز .. ونجلس لنتفرج بتركيز ..اقصد طبعا فلما تشاهده لاول مرة... ماهي النسبة التي تتوقع انك ستفهم من الفلم ... 80% .... او 60 % او حتى 30 % .. ادنى هذه النسبة ممتاز اذا ما قورن بحالة ان تتفرج على فلم بلغتك الام ولكن اخفي الصورة وتفرج وانت فقط تستمع الى الصوت ... ما هي نسبة استيعابك لاحداث وقصة الفلم ... ((...)) بالتأكيد سيكون اقل من نسبة المشاهدة الصورية ... اذا كل هذا الكلام يقود الى حقيقة مهمة يجب ان نعرفها ونعترف بها .. ان السيناريو بيئة صورية .. وقد يكون المسرح الصامت ام التمثيل(( المايمي)) الجسدي والصوري مثالا اخر لانتصار الصورة على الصوت والحوار والكلمة .. فهذا المسرح جاء نتيجة حاجة فرق المسرح الايطالية الى ايجاد حل لمشكلة اللغة الايطالية التي كانوا يستخدمونها في عروضهم وهم يتنقلون في الدول الاخرى حيث ان الجمور كان يواجه مشكلة اللغة .. فتم ابتكار المسرح الصامت او الايمائي او الصوري لتجاوز هذه المشكلة ... ونجحت الفكرة وانتشرت في جميع انحاء العالم وحققت انشارا وحتى انها صارت نوعا من انواع المسرح العالمي .. بعد كل هذه الاثباتات والتعريفات نصل الى نقطة ندرك فيها ان كاتب السينريو يجب ان يهتم كثيرا بتطوير ادواته التصويرية والصورية على صفحات السيناريو بشكل مهم طبعا دون اهمال لتطوير ادواته الحوارية .. قد يقول احد الاشخاص .. حسنا ولكن كيف اذا تكون كتابة السيناريو للاذاعة .. سيناريو درامي .. او اعلاني .. فالجواب سيكون انك حتى عندما تكتب للاذاعة فان الصورة في ذهنك تكون صورية اي انك ترى الصورة في خيالك ثم تحولها الى مادة مكتوبة لوسيلة مرئية كالتليفزيون او شاشة السينما او مادة مكتوبة لوسيلة صوتية كالراديو .. المصدر واحد لكن اشكال السيناريو تختلف والنتائج المنتجة تختلف .. ووسائل الالتقاط عند المتلقط تختلف .. فالمادة الصورية تلتقطها العين والمسموعة او الصوتية تلتقطها الاذن .. ولكن العقل يبذل في المادة التقاط المادة المصورة جهدا اقل مما يبذله عند التقاط المادة المسموعة ثم معالجتها ومطابقتها بالصور المخزونة في الذاكرة .. كل هذا لا يقلل من اهمية السيناريو الاذاعي فهو فن جميل وهو اصعب لان على الكاتب فعلا ان يوصل الصورة الى ذهن القاريء عن طريق الصوت فقط ..