أهميّة الصورة في الفيلم- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أهميّة الصورة في الفيلم- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
"أهمية الصورة في الفيلم"
نقلا عن كتاب : فن الفرجة على الأفلام
تأليف: جوزيف.م.بوجز
ترجمة : وداد عبد الله
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب.
إن الفيلم يتكلم ب (لغة الحواس) ، فتياره المتدفق المتلألئ للصور ، وسرعته القاهرة وإيقاعاته الطبيعية وأسلوبه التصويري ، كلها جزء من هذه اللغة غير اللفظية . ولذا يلزم طبيعيا أن تكون السمة الجمالية والقوة الدرامية للصورة ذات أهمية قصوى لسمة الفلم الإجمالية . ومع أن طبيعة ونوعية كل من الحكاية والمونتاج والتأليف الموسيقي والمؤثرات الصوتية والحوار والتمثيل تستطيع معا فعل الكثير لتعظيم قوة الفيلم ، فحتى هذه العناصر المهمة لا تستطيع أن تنفذ فيلما صوره متواضعة الجودة أو رديئة المونتاج .
ورغم ما قد تكون عليه قيمة الصورة من أهمية فلا ينبغي أن نبالغ بحيث نتجاهل غرض الفيلم كوحدة فنية متكاملة . فالمؤثرات الفوتوغرافية للفيلم لا يجب أن تبتدع لذاتها كصور مستقلة أو جميلة أو قوية ، بل يجب ، في التحليل النهائي أن تبرر سيكولوجيا ودراميا وأيضا جماليا في ضوء الفيلم ككل ، كوسيلة مهمة إلى غاية ، لا كغايات في حد ذاتها . وابتداع صور جميلة من أجل ذاتها ينتهك وحدة الفيلم الجمالية وبالتالي يمكن أن يعمل فعلا ضد صالح الفيلم .
وينطبق نفس المبدأ على أي تكنيك يغالي في البراعة أو الحذلقة أكثر مما ينبغي . فالتكنيك لا ينبغي أن يكون غاية في ذاته ، وأي تكنيك خاص لا بد أن يتميز بغرض أساسي مرتبط ضمناً بغرض الفيلم ككل . وهكذا في كل مرة يوظف فيها مخرج أو مصور سينمائي زاوية تصوير غير عادية أو تكنيكا جديدا للتصوير ، يتعين عليه أن يفعل ذلك بقصد أن يعبر (إما حسيا أو فكريا) بأقوى وسائله الممكنة تأثيرا ، وليس ببساطة لأنه يريد أن يجرب أو يتباهى بحيلة جديدة . إن إحساسا بالطبيعة ، أي شعور بأنه لا بد أن ينجز على هذا النحو ، أجدر بالثناء والتمجيد من حركة آلة تصوير بارعة .
ومع أن العنصر المرئي أول وأقوى وسيلة اتصال في الفيلم السينمائي ، ففي إمكان التصوير السينمائي تماما في الغالب أن يسيطر على الفيلم ، مستوليا عليه بمحض القوة . وعندما يحدث هذا ، تضعف بنية الفيلم الفنية ، وتضمحل قوته الدرامية وتصبح مشاهدة الفيلم ببساطة عربدة لاهية للعيون ، وكما يقول المصور السينمائي (فيلموس زيجموند) :
" ... أعتقد أنه لا يجب أن يسود التصوير أبدا . فالتصوير في فيلم (صائد الغزلان) لا يبدو براقاً مبهرجا في عيني ، إنه لا يطغى على الفيلم . إنه مع القصة ، وليس أعلى منها . إنه لا يحاول إطلاقا أن يقول لك ما أجملني أو ما أجمل الإضاءة . إنه على نفس المستوى . الأدوار التمثيلية والإخراج والموسيقى وشغل الكاميرا ، جميعا على نفس المستوى ... هذا ما أحبه فيه ، وهذا ما يجب أن يكون التصوير عليه ! " ..
نقلا عن كتاب : فن الفرجة على الأفلام
تأليف: جوزيف.م.بوجز
ترجمة : وداد عبد الله
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب.
إن الفيلم يتكلم ب (لغة الحواس) ، فتياره المتدفق المتلألئ للصور ، وسرعته القاهرة وإيقاعاته الطبيعية وأسلوبه التصويري ، كلها جزء من هذه اللغة غير اللفظية . ولذا يلزم طبيعيا أن تكون السمة الجمالية والقوة الدرامية للصورة ذات أهمية قصوى لسمة الفلم الإجمالية . ومع أن طبيعة ونوعية كل من الحكاية والمونتاج والتأليف الموسيقي والمؤثرات الصوتية والحوار والتمثيل تستطيع معا فعل الكثير لتعظيم قوة الفيلم ، فحتى هذه العناصر المهمة لا تستطيع أن تنفذ فيلما صوره متواضعة الجودة أو رديئة المونتاج .
ورغم ما قد تكون عليه قيمة الصورة من أهمية فلا ينبغي أن نبالغ بحيث نتجاهل غرض الفيلم كوحدة فنية متكاملة . فالمؤثرات الفوتوغرافية للفيلم لا يجب أن تبتدع لذاتها كصور مستقلة أو جميلة أو قوية ، بل يجب ، في التحليل النهائي أن تبرر سيكولوجيا ودراميا وأيضا جماليا في ضوء الفيلم ككل ، كوسيلة مهمة إلى غاية ، لا كغايات في حد ذاتها . وابتداع صور جميلة من أجل ذاتها ينتهك وحدة الفيلم الجمالية وبالتالي يمكن أن يعمل فعلا ضد صالح الفيلم .
وينطبق نفس المبدأ على أي تكنيك يغالي في البراعة أو الحذلقة أكثر مما ينبغي . فالتكنيك لا ينبغي أن يكون غاية في ذاته ، وأي تكنيك خاص لا بد أن يتميز بغرض أساسي مرتبط ضمناً بغرض الفيلم ككل . وهكذا في كل مرة يوظف فيها مخرج أو مصور سينمائي زاوية تصوير غير عادية أو تكنيكا جديدا للتصوير ، يتعين عليه أن يفعل ذلك بقصد أن يعبر (إما حسيا أو فكريا) بأقوى وسائله الممكنة تأثيرا ، وليس ببساطة لأنه يريد أن يجرب أو يتباهى بحيلة جديدة . إن إحساسا بالطبيعة ، أي شعور بأنه لا بد أن ينجز على هذا النحو ، أجدر بالثناء والتمجيد من حركة آلة تصوير بارعة .
ومع أن العنصر المرئي أول وأقوى وسيلة اتصال في الفيلم السينمائي ، ففي إمكان التصوير السينمائي تماما في الغالب أن يسيطر على الفيلم ، مستوليا عليه بمحض القوة . وعندما يحدث هذا ، تضعف بنية الفيلم الفنية ، وتضمحل قوته الدرامية وتصبح مشاهدة الفيلم ببساطة عربدة لاهية للعيون ، وكما يقول المصور السينمائي (فيلموس زيجموند) :
" ... أعتقد أنه لا يجب أن يسود التصوير أبدا . فالتصوير في فيلم (صائد الغزلان) لا يبدو براقاً مبهرجا في عيني ، إنه لا يطغى على الفيلم . إنه مع القصة ، وليس أعلى منها . إنه لا يحاول إطلاقا أن يقول لك ما أجملني أو ما أجمل الإضاءة . إنه على نفس المستوى . الأدوار التمثيلية والإخراج والموسيقى وشغل الكاميرا ، جميعا على نفس المستوى ... هذا ما أحبه فيه ، وهذا ما يجب أن يكون التصوير عليه ! " ..
عفوا
لا شكر على واجب سيّدي المحترم.. أنا كذلك ممن ينصحون كل مهتم بصناعة السينما على اختلاف أشكالها بقراءة هذا الكتاب المفعم بالمتعة والفائدة
رد: أهميّة الصورة في الفيلم- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
مقال اروع من الثاني
شكرا عصفورة
شكرا عصفورة
الروح- عضو
- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 22/01/2009
رد: أهميّة الصورة في الفيلم- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
أشكرك على اهتمامك بالاطّلاع على النّص والتعليق عليه..
وافر تقديري..
وافر تقديري..
مواضيع مماثلة
» الثيمة في الفيلم السينمائي - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» تقييم الثيمة في الفيلم - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» صعوبات التحليل السينمائي- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» ما هي الموهبة؟ - نقلا عن كتاب: كيف تصبح نجمًا
» كتاب: تشريح الأفلام
» تقييم الثيمة في الفيلم - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» صعوبات التحليل السينمائي- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» ما هي الموهبة؟ - نقلا عن كتاب: كيف تصبح نجمًا
» كتاب: تشريح الأفلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى