الفجوة الكبرى مابين الكتابة والتنفيذ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفجوة الكبرى مابين الكتابة والتنفيذ
كتابة السيناريو من أكثر انواع الكتابة تعقيداً لا تملك خصائص الرواية التي تنعدم فيها الحدود والموانع، ولا تملك خصائص الرواية في الوضوح والتفاعل،للسيناريو خصائصه الخاصة لايختلف كثيراً عن المسيقى المكتوبة، من يقرأ النوتة الموسيقية لن يملك حساً تفاعلياً كالذي يملكه المستمع، حتى العازف نفسه لن يملك تصوراً واضحاً للنص الموسيقي إلا بعد العزف وسامعه حياً لا مقروءاً، نفس خصائص أدب السيناريست لن يملك القاريء للنص -سواءاً شركة انتاج أو مخرج - الادراك الكامل بمحتوى النص مهما تعاظمت خبرته او تقلصت حرفيته، لأن مايدور في خيال الكاتب له معادلات تختلف جذرياً عن معادلات تنفيذه وتجسيده على الواقع، هناك فجوة متسعت المساحة مابين المكتوب المتخيٌل والمجسد عملياً لابد للكاتب ان يضعها في عين الاعتبار،،
دعوني اضرب لكم مثلا، لو اعطيت كل واحد منكم ورقة مكتوب فيها أوصاف شخص أسمه أحمد، وقلت لكم انه أسود العينين مستل الانف ناصع البياض عريض الوجه مملوء الخدين مخروطي الذقن، وكتب لكم عشر صفحات خصصتها للوصف الشكلي وطلبت من كل واحد منكم رسم صورته بناءا على الاوصاف، لن يستطيع أحد منكم الاقتراب حتى من صورة أحمد الحقيقية، وحتى لو طلبت منكم البحث عنه - في المسجد مثلا - لن تستطيعوا التعرف عليه من بين افواج المصلين،لكل شخص خياله الخاص سيحلل المعلومات بناءاً على مايملكه من رصيد للاشكال التي رآها في حياته،كذالك النص المكتوب " السيناريو" عندما يقرأوه المخرج او المنتج لن يتخيٌله بالصورة التي ارادها الكاتب سيتخيٌله بحجم مالديه من رصيد عالق من الافلام والمسلسلا ت التي شاهدها، حتى الممثلين في اداء الشخصيات سيكون لكل ممثل قوالبه التي يسبغها على شخصيات العمل، إي انه وبأختصار ايها السيناريست ستكون نصوصك بالنسبة للقاريء اشبه ماتكون بالوصف الذي كتبته عن اوصاف أحمد، هذه الفجوة لابد ان تضعها في عين الاعتبار حتى لاتقدم نصاً يعتمد على هذه المساحة الغامضة الغير قابله للادراك والتي لاتصلح للتفاعل إلا مع عناصر خيالك، فمثلا عندما تكتب الحوار أنت تتخيٌل اداء الممثل وطريقة تفاعله مع الحوار، قد ينتج حوار معبر واداء متناغم مع تخيٌلاتك، ولكن عند تنفيذ المشهد الوضع مختلف تماما، الاداء غير متناسق مع الحوار، فليس الخطأ من الممثلين ولا من المخرج، لأنه لا أحد يعرف كيف يدور المشد في مخيٌلتك ولن تستطيع انت بنفسك حتى وان كنت مخرجاً ان تجعله نسخة طبق الاصل مما أردت ،،
هذه الفجوة لابد ان يدرك الكاتب ابعادها ويعمل على محتوى يحقق اقصى درجات التنفيذ الممكنة والتي لاتحتاج الى مطابقة تامة مع خياله، وافضل حل يتجاوز هذه الفجوة والاشكالية هي بناء القصة نفسها وماتحمله من احداث وتطورات وتوقعات ومفاجآت، خامة القصة نفسها أن احسنت في تصميمها تقلصت الفجوة بشكل كبير وان لم تحسن تصميمها سيبقى العمل جميلاً في خيالك فقط وغير صالحاً للتنفيذ والتجسيد على ارض الواقع
دعوني اضرب لكم مثلا، لو اعطيت كل واحد منكم ورقة مكتوب فيها أوصاف شخص أسمه أحمد، وقلت لكم انه أسود العينين مستل الانف ناصع البياض عريض الوجه مملوء الخدين مخروطي الذقن، وكتب لكم عشر صفحات خصصتها للوصف الشكلي وطلبت من كل واحد منكم رسم صورته بناءا على الاوصاف، لن يستطيع أحد منكم الاقتراب حتى من صورة أحمد الحقيقية، وحتى لو طلبت منكم البحث عنه - في المسجد مثلا - لن تستطيعوا التعرف عليه من بين افواج المصلين،لكل شخص خياله الخاص سيحلل المعلومات بناءاً على مايملكه من رصيد للاشكال التي رآها في حياته،كذالك النص المكتوب " السيناريو" عندما يقرأوه المخرج او المنتج لن يتخيٌله بالصورة التي ارادها الكاتب سيتخيٌله بحجم مالديه من رصيد عالق من الافلام والمسلسلا ت التي شاهدها، حتى الممثلين في اداء الشخصيات سيكون لكل ممثل قوالبه التي يسبغها على شخصيات العمل، إي انه وبأختصار ايها السيناريست ستكون نصوصك بالنسبة للقاريء اشبه ماتكون بالوصف الذي كتبته عن اوصاف أحمد، هذه الفجوة لابد ان تضعها في عين الاعتبار حتى لاتقدم نصاً يعتمد على هذه المساحة الغامضة الغير قابله للادراك والتي لاتصلح للتفاعل إلا مع عناصر خيالك، فمثلا عندما تكتب الحوار أنت تتخيٌل اداء الممثل وطريقة تفاعله مع الحوار، قد ينتج حوار معبر واداء متناغم مع تخيٌلاتك، ولكن عند تنفيذ المشهد الوضع مختلف تماما، الاداء غير متناسق مع الحوار، فليس الخطأ من الممثلين ولا من المخرج، لأنه لا أحد يعرف كيف يدور المشد في مخيٌلتك ولن تستطيع انت بنفسك حتى وان كنت مخرجاً ان تجعله نسخة طبق الاصل مما أردت ،،
هذه الفجوة لابد ان يدرك الكاتب ابعادها ويعمل على محتوى يحقق اقصى درجات التنفيذ الممكنة والتي لاتحتاج الى مطابقة تامة مع خياله، وافضل حل يتجاوز هذه الفجوة والاشكالية هي بناء القصة نفسها وماتحمله من احداث وتطورات وتوقعات ومفاجآت، خامة القصة نفسها أن احسنت في تصميمها تقلصت الفجوة بشكل كبير وان لم تحسن تصميمها سيبقى العمل جميلاً في خيالك فقط وغير صالحاً للتنفيذ والتجسيد على ارض الواقع
orginal- عضو
- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 23/02/2013
رد: الفجوة الكبرى مابين الكتابة والتنفيذ
سعدي البريفكاني كتب:تحياتي يا اوريجنال ...
وشكرا لك على الموضوع المفيد ..
تحياتي
أستاذنا القدير سعدي البريفكاني سعدت جدا بأطلالتك الجميلة
امدك الله بالصحة والعافية
orginal- عضو
- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 23/02/2013
مواضيع مماثلة
» مشكلتى من مقاومة الكتابة الى الكتابة على الكومبيوترنفسه
» مــــــقــــاومـــة الـــكــتــابــة
» مقاومة الكتابة
» الكتابة الكارتونية
» سؤال عام عن كيفية الكتابة
» مــــــقــــاومـــة الـــكــتــابــة
» مقاومة الكتابة
» الكتابة الكارتونية
» سؤال عام عن كيفية الكتابة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى