تفرد الفيلم

الفيلم ... يوظف العناصر التكوينية للفنون البصرية ... الخط والشكل والكتلة والحجم والتركيب .. فعلى غرار الرسم الزيتي .. والتصوير الفوتوغرافي يستغل الفيلم التفاعل الدقيق الحاذق بين الظل والضوء وعلى غرار النحت .. يتناول الفيلم ببراعة المكان بابعاده الثلاثة ولكنه شأن التمثيل التمثيل الايمائي ((البانتومايم )) يركز على الصور المتحركة .. وهذه الصور المتحركة .. شأنها شأن الرقص .. لها ايقاع موزون ..وتشبه الايقاعات المركبة في الفيلم تلك الكائنة في الموسيقى والشعر .. وكما ان الفيلم شأن الشعر على وجه الخصوص .. يعبر من خلال التصور الذهني والاستعارة المجازية والرمز .. وعلى غرار الدراما يعبر الفيلم بصريا ولفظيا : بصريا من خلال الفعل والاشارة ويعبر لفظيا من خلال الحوار .. واخيرا على غرار القصة .. يبسط الفيلم او يضغط الزمان والمكان .. بالارتحال الى الامام والى الوراء بحرية في نطاق حدودهما الرهيبة ..

من المستحيل تصور ان اي شيء تراه العين او تسمعه الاذن .. سواء في الواقع او الخيال .. لا يمكن ان يعرض في مجال الفيلم .. من القطبين حتى خط الاستواء ومن الوادي العظيم الى ادق شرخ في قطعم من الصلب .. ومن صفير رصاصة مارقة الى النمو البطيء لزهرة ومن التماعة فكر عبر وجه جامد... تقريبا الى تخريفات الهوس من مجنون ولا توجد نقطة في المكان ولا درجة من ضخامة الحجم او سرعة الحركة يحيط بها علم الانسان ، ليست في متناول الفيلم ..