هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيناريو فيلم الحياة اللذيذة

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

سيناريو فيلم الحياة اللذيذة Empty سيناريو فيلم الحياة اللذيذة

مُساهمة  يحيى الأحد سبتمبر 13, 2009 3:53 am

سيناريو فيلم الحياة اللذيذة
هذا قسم من السيناريو للتعرف اكثر على طريقة الكتابة
مجلة نزوى عدد 51/يوليوز2007
________________________________________

٭ إخراج : فيدريكو فلليني
٭ قصة : فيدريكو فلليني - تولبو ببنيلي اينيو فليانو.
٭ سيناريو : فلليني - بينيللي - فليانو وبرونيللو روندي.
٭ مدير التصوير : أوتيلو مارتيللي.
٭ المونتير : كاتدتسو .
٭ موسيقى :نينـو روتا.
ترجمة: محمود علي طه
سينمائي من مصر
تـــوزيــع الأدوار
مارشيللو ماستروياني مارشيللو روبيني
فالتبر سانتيسو باباراتسو (مصور صحفي)
آنوك ابمبيه مادلينا
إيفون فورنيه إيما عشيقة مارشيللو
انيتا اكبرج «سيلفيا» نجمة من هوليوود
ليكس ماركر روبرت (خطيب سيلفيا)
آلان كوني ستاينر
انيبال نينكي والد مارشيللو
ناديا جراي ناديا
جاك سيبرناس الممثل
آلان ديون فرانكي
فاليربا شانجوتبني باولا
ماجالي توبل فاني


تقــديـم
هذا سيناريو فيلم «الحياة اللذيذة» الحاصل على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان - 1960 - والذي كان بداية صعود شهرة المخرج الإيطالي فيدريكو فلليني - لم يكن فلليني مغموراً عندما قدم هذا الفيلم.. فمنذ هبوطه إلى روما من بلدته الصغيرة «ريميني» وهو يشارك في عملية الخلق الفني بصورة أو بأخرى.. من خلال الصحافة كرسالة.. أو.. كسيناريست مع غالبية مخرجي الواقعية الإيطالية الجديدة وفي مقدمتهم «روسوليني» في «روما مدينة مفتوحة» وبيزا - 1946 - والمعجزة - 1948م - حتى واتته الفرصة لإخراج أول أفلامه كمخرج بالاشتراك مع المخرج ألبرتو لاتودا في أضواء المنوعات - 1950 - لتتوالى أفلامه كمخرج يشارك في سيناريو غالبية أفلامه بدءاً من «الشبح الأبيض» 1952م- والعاطلون 1953 - ومع فيلمه الرابع - الطريق من 1954 حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينسيا وأول أوسكار عن أفضل فيلم أجنبي - لم يكن فيلليني عبر مسيرته الفنية مجرد مخرج حرفي.. بل صاحب رؤيا وبصمة فنية خاصة عالمة الفني وأبطاله.. ليسوا بمعزل عن حياته الخاصة، فهو أشهر من قدم سيرة حياته الذاتية على الشاشة، فهو «مورا لدر» في «العاطلون» وجويدو «في ٨ » ومارشيللو في «الحياة اللذيذة» وبطل إنى أتذكر- 1973 - الشيخ الذي يجتر ذكريات الطفولة والمراهقة.. وحياة أبطال فلليني كحياة لاعب السيرك وهو العالم الذي يحبه المخرج وقدمه أكثر من مرة - كل منهم يسير على حبل مشدود في رحلة بحثاَ عن الذات دون أن ينفصل الخاص عن العام لكنهم لا يعثرون على النهاية السعيدة مصير حياتهم تظل معلقة كنهايات أفلامه، و«مارشيللو» بطل «الحياة الحلوة» واحد من هؤلاء.. إنه الصحفي القادم من الريف ليواجه ما نعتقده نحن الحياة اللذيذة.. إنه بحكم مهنته كصحفي يمر عبر رحلة طويلة بشرائح من مجتمع روما وخاصة البرجوازية منها - فلا يجد إلا الخواء والملل والفساد. وحتى المثقف «ستاينر» الذي كان يحسده على حياته ينتحر دوزن سبب واضح.. ومعه أطفاله !!
وعندما يلتقي بالبراءة من خلال الفتاة في نهاية الفيلم لا يسمع نداءها ويفترقان كل في طريقه.. عالم الشهرة واللذة يؤدي به إلى نفق مظلم لا نهاية له.. والمخرج هنا يمزج الخاص بالعام.. روما.. بابل الجديدة من خلال أشهر شوارع «فيافنتو» بل ومن المشهد الأول حيث نرى طائرة هليكوبتر معلق بها تمثال للمسيح وفتيات البكيني يقدم مقارنة صارخة بين الفاتيكان كرمز ديني وما يجري من انحلال على مقربة منه في شارع الملـذات ! ثم مشهد ظهور السيدة العذراء وما يمثله من شعوذة ريفية... من هنا لم يسلم الفيلم من نقاده.. من الكنيسة وبعض أعضاء البرلمان.. كل منهما رأى في الفيلم هجوماً عليه.. لولا موقف وزير الثقافة الإيطالي الذي رفض منع عرضه.. وكان رد المخرج على كل ما وجه له من نقد«بأن الفيلم ترمومتر في فم العالم المريض ارتفع الزئبق فيه إلى درجة الأربعين في لحظة ثم انفجر»... وهو العالم الذي يعاود النظر فيه بعد سنوات ليقدمه من خلال «روما» ساتيركون» قبل المسيح لتكتشفه من خلاله أنه لا فرق بين روما القديمة والحديثة إلا في الشكل.. أما الجوهر فهو في حاجة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه..
عالم فلليني من أول أفلامه حق أخبرها «صوت القمر» ٩٨٩١- جزء لا يتجزأ من حياة صاحبه وإن اختلف الزمان والمكان.. عالم بمثابة «أوديسا» خاصة يمتزج فيها الخاص بالعام.. الواقع بالفانتازيا...
وهو ما يجعل أفلامه حالة خاصة لا تتكرر في السينما كثيرا..
المشهد (١): إطلال جسر فيلبس - شرفة شقة الوقت صباحاً
لقطة بانوراما لضواحي روما.. يبدو في زاوية منها أطلال جسر سان فيلبس وجسور عالية متناثرة على الأرض.. منذ ألفين من السنين كانت هذه الجسور تمد المدينة بالماء بينما تشغلها الآن فجوات كبيرة تساقطت فيها أجزاء كاملة من الجسر.. يسمع من بعيد صوت محرك. تبدو نقطة في السماء تأخذ في الظهور حتى يتضح أنها طائرة هليوكوبتر يتدلى منها تمثال.. من خلفها وبمحاذاتها طائرة ثانية.. أثناء مرور الطائرة فوق المكان تبدو ملامح التمثال المعلق... تمثال ضخم للمسيح معلق بسلك وقد انعكس هذا التناقض بين ظل الطائرة والتمثال على الجسر أثناء تحليقها، ثرثرة أصوات شابه لأولاد يطاردونها ملوحين لها وظل الطائرة فوقهم حتى تبتعد عنهم.. تبدو من أعلى شقق جديدة في ضواحي المدينة وقد أوشك على الانتهاء منها.. عاملان يدخنان البايب وهما ينظران إلى أعلا ثم يلوحان للتمثال.. يظهر فجأة مبني ألبيض جديد يمر ظل الطائرة فوقه بسرعة حتى تختفي في إحدى الشرفات من أعلى المبنى تظهر أربع فتيات يأخذن حمام شمس وقد ارتدين بكيني فاضحا.. راديو ترانزستور بديع موسيقى راقصة.. بينما طنين الطائرة ووهجها يغشي أعينهن.
فتاة أولى: ليونتين.... ما هذا؟
فتاة ثانية: انظروا.. إنه تمثال المسيح.. إلى أين سيذهبن به؟ انظروا.. انظروا.. إنه يهبط.
(التمثال يتلألأ تحت أشعة الشمس.. مادا ذراعيه في تضرع.. تلوح الفتيات للطائرة)..
يصحن في صوت واحد: أوه.. أوه... أي..
(تستمر الطائرة في طريقها لتعود ثانية وتحلق فوق الشرفة) الفتيات يلوحن بقبعاتهن صائحات وقد اختفت أصواتهن مع أزيز الطائرة.. على يمين الطيار يجلس «مارشيللو».. وهو صحفي في الخامسة والثلاثين. أنيق.. ورقيق بحكم العمل السهل والعيشة الميسرة. بجواره يجلس «باباراتسو» المصور الذي يبدو أصغر منه سناً وإن كان مظهره يدل على الخشونة. الاثنان يلوحان للفتيات.. قطع من وإلى الشرفة وداخل الطائرة.
الفتاة الرابعة: ما هذا التمثال..
(يلمح مارشيللو بإشارات تشير إلى أنه لم يسمع).
الفتاة: ما هذا؟ إلى أن ستأخذونه؟
مارشيللو دون أنه نسمعه.
الفتاة الثانية: ما هذا؟
مارشيللو: إيه؟ إلى البابا.
الفتاة: ما هذا؟ إلى أين تحملونه؟
باباراتسو: تعالوا معنا.
مارشيللو: (يصيح) إنه المسيح.
باباراتسو: تركبوا معانا؟
مارشيللو: الى البانا..
(يقوم بحركات تدل على أنه يسأل على التليفون ويشير إلى دفتر صغير فوق ركبته)..
الفتاة الثالثة: سيأخذونه إلى البابا.. عاوز نمرة التليفون !.
الفتيات يضحكن.. يلوحن له بالرفض وقد بدأ السرور عليهن.تدور الطائرات عائدة في طريقها إلى روما.. في المقدمة تحمل الطائرة الأولى التمثال محلقة فوق قبة كنيسة وميدان القديس بطرس.. الميدان يغص بالناس وقد بدوا اشباحاً ضئيلة.
مشهـد (٢) ملهى فاخـر
راقص يغني في صوت عال مرتعش وقد وضع على وجهه قناع (سيامي). غطاء رأسه المحكم وطول أظافره بدء الغريبة وزيه البراق المحلي بالترتر يتناقض تماماً مع مظهر الراقصين بجواره المفتولي العضلات.. وأجسادهم مكشوفة حتى الخصر.. في حركة استعراضية حول صالة الرقص الصغيرة تناثرت موائد يشغلها رواد النادي في سأم يتحدثون ويشربون ويضحكون وهم يشاهدون العرض في لا مبالاة.. يبدو من مظهرهم الثراء.. أناس يلهون مع رفيقاتهم ونساء يلتقين بعشاقهن.. وحسناوات مشهورات وعاهرات.. بالقرب من المرقص يقف مارشيللو يتحدث مع رئيس الخدم..
- تعال لحظة.. اسمع.. المائدة رقم ١٦.. ماذا يأكلون؟
خـادم شـاب: الأمير.. إنه يأكل قواقـع.
(يدون مارشيللو ملاحظات): وماذا يشربون؟
الخـادم: «سوفـي».
(تقاطعهما فجأة حسنا كانت تقف بجوارهما).
بيرون: إيه؟ معذرة.. مستر جيليو.. لقد رأيته.. هل تتحدث عن مائدة الأمير.. لقد شربا.. فالبوليسلا..
يلوح: أهلا.. مارشيللو..
(يلبس سويتير ثقيلا وقميصا أبيض مفتوحا عند الرقبة شعره أشقر وقصير وقد تدلى على جبينه)..
مارشيللو: أهلاً بيرون.. إذن فواقع.. «وفالبوليكلا».
(يؤمي إلى باباراتسوا الواقف بجواره ثم يتحدث مع رئيس الخدم.. «جليو» التقط صورة..
رئيس الخدم: مستحيل.. لن أسمح بذلك..
(تكون إجابة مارشيللوا أن يدس في يده بعض المال)..
بيرون: لم أعطيته كل هذه النقود؟ سأعطيك أي معلومات تريد...
(يتمشى «باباراتسو» حول صالة الرقص وما إن يواجه مائدة الأمير حـتى يستدير فجأة ويلتقط صورة رجل ضخم يغطي وجه الفتاة بفاتورة الحساب).
فتاة الأمير: غبي !!
حارس الأمير: يا مدير.. يا مدير.. امسك هذا المصور (يتقدم ويمسك) أرجوك.. أعطني الفيلم؟
باباراتسو: لا.. لا توجد أفلام؟
(يحاول الابتسام).. وإن بدا عليه الخوف.. فالرجل يستطيع كسر ذراعه وسيفعل أن اضطر لذلك.
حارس الأمير: يوجد ما يسمى بالحرية الشخصية.. ألا تعرف ما هي؟ سأعلمك إياها..
(يقود المصور إلى الخارج.. على مائدة أخرى يجلس رجل يرتدي ملابس سهرة ومعه فتاتان.. يبدو عليه الخطورة.. رجل اعتاد معاملة الذين يشاكسون الأغنياء.. تطلب منه الفتاه الشقراء الجالسة بجواره أن يشعل سيجارة.. يشير إلى مارشيللو)..
سيزارينو: اسمع أيها الشاب الظريف.. تعال لحظة..
مارشيللو: أنا؟
سيزارينو: نعم.. أنت..
مارشيللو: لماذا؟
- أريد التحـدث معك.. تعال هنا..
يبدو عليه الخوف.. إلا أنه يتصرف بطريقة عكس ذلك - ينحني للفتاتين)..
مارشيللو: مساء الخير.. كيف حالكما؟
(يستدير نحو سيزارينو).. وماذا بعد هذا؟
- اجلـس..
(يفرد مارشيللو ذراعيه ويبتسم): أين.. لا يوجد كراسي؟
سيزارينو: اجلس على الأرض..
يجلس مارشيللوا مخاطباً الفتاتين: معذرة..
سيزارينو: أأنت شرير؟
مارشيللو: لماذا؟
سيزارينو: أنت تعلم ما سأفعله بك.. سأشوه وجهك الجميل هذا..
مارشيللو: معذرة.. لكنه عملي.. القراء يريدون معرفة.. ثم إنها دعاية صغيرة..
سيزارينو: أهذا العمل دعـاية؟
(مشيراً إلى مائدة الأمير): هل تدري أنك خلقت لها مشكلة مع زوجها؟ هل أتدخل في عملك؟
مارشيللو: لكنك لست صحفياً.
الفتاة الثانية: أيسمى أهذا صحافة؟
سيزارينو:حتما.. مارشيللو.. اسمع.
(يهز مارشيللو كتفه مبتسماً من مزيج من الخوف والشجاعة)..
ماذا ستفعل؟ هل ستقتلني؟
(امرأة تسير بسرعة في اتجاه البار ملامحها ارستقراطية.. جميلة جداً وإن بدت عليها سمة من الرذيلة.. يبدو عليها الإرهاق والنرفزة تتحدث مع عامل الـبار)..
مادالينا: هل جاء؟
عامل البار: كلا.. لم أره يعد..
مـادلينا: عندما يحضر أخبره أنه أحمق..
تعطي ظهرها للبار.. ترتدي نظارة تخفي عيناها..
مادلينا: واحد ويسكي.
(تخلع النظارة وتتلفت حواليها.. يبدو أن أحداً ضربها على عينها)..
مادالينا: لم لا تغلق هذه الحانة؟ إنها تزداد سوءاً مع الأيام..
(تقف بجوارها فتاة تحملق في الراقصين وهي تقضم حبات عقد من اللؤلؤ.. تتمايل مع إيقاع الموسيقى.. يبدو عليها الابتذال والملل الشديد.. يظهرها مارشيللو)..
مارشيللو: أهلا.. ما دالينا.. كيف حالك؟ لوحدك؟
مادلينا: بـ..... بـ........
مارشيللو: أترقصين؟
مادلينا: لا.
مارشيللو: فودكا..
مادلينا: لا.
(الفتاة ذات العقد تنظر إليه ثم تستأنف حركاتها (اللامبالية).
مادالينا: كل شيء يسير لأسوأ هذا المساء.. سأرحل..
مارشيللو: سأصحبك..
مادالينا (بدون اكتراث): حسنا.
مشهد (٣) شارع فيافنتو: لـيلا
شارع فيافنتو يمتد نصف ميل. تشغله الملاهي الأنيقة والمقاهي ومكاتب شركات الطيران.. محلات أنيقة حيث يجتمع الارستقراطيون والمشهورون والمليونيرات واللوطيين ليشربوا ويتقولون هاربين مع الملل - هنا ميدان مارشيللو حيث يقضي أمسياته باحثاً عن الوجبة المثيرة التى سيقدمها مصحوباً بالصور إلى قراء مجلات الإثارة.. هنا أيضاً يأتي السياح ليتصرفوا بطيش وبتلصص المصورون كالثعالب.. فهنا مركز الحياة اللذيذة.
صـوت: أهلا.
مارشيللو: أهلا.
مادالينا: أوه.. لديك أصدقاء مستعدين للهجوم.
سيروسكو: مارشيللو.. على فين.. وأنت بهذه الشياكة؟ مس مادالينا..
باباراتسو: مادلينا.. مادالينا..
(يلتفون حولها في إثارة وهم يلتقطون لها صـورا)..
كلا.. أرجوكم.. دعوني..
سيروسكو: ها هي تعدو.. ها هي.. إنها فوتوجنيك أكثر من نجوم السينما..
(مادلينا تسرع في ضيق): نفس القصة كل ليلة.. ألا يتعبون؟
مارشيللو: تعالي.. «باباراتسو».. اتركها..
دوريــا: اجري.. اجرى.. إلى أين ستذهب بها؟
باراديزي: من أين سنأكل؟ سنطرد من العمل.
(تفتح مادالينا باب سيارتها الكاديلاك البيضاء ويجلس مارشيللو بجوارها.. يستمر المصورون في التقاط صور لهما).
مارشيللو: يجب أن تتعودي على هذا من.. فأنت تحت الأضواء الآن.
سيريكو: مارسيل.. إلى أين؟ قل لي أين؟
المصورون مازالوا يلتقطون صور للسيارة بينما تبتعد بعيداً عن شارع فيافنتو..
مشهد (٤) ميدان عام في مكان آخر من المدينة
(تقترب سيارة مادالينا في بطء وهي تهتز في منحنى كبير وتقف بجوار سور عال.. تجلس أمام عجلة القيادة.. الصمت يتصل بينهما ثم تتحدث في صوت مرهق)..
مادالينا: إنني في حاجة إلى أن أعيش في مدينة أخرى.. لا أقابل أحداً بعد الآن..
مارشيللو: أما عني فإني أعشق روما.. إنها أشبه بغابة.. دافئة وهادئة.. يستطيع الإنسان أن يختبئ فيها..
مادلينا: أنا أيضاً أريد الاختباء.. لكن لا أستطيع.. بل لن أنجح (تنظر إليه مبتسمه قليلاً) الآن.. ماذا سنفعل؟
مارشيللو: فلنذهب في جولة.. أو نبقى هنا..
(تفتح الباب وتمشي قليلاً حول السيارة تستند على مؤخرتها وقد مالت برأسها)..
٭ آه.. روما أيضا.. ياللملل.. إنني في حاجة لأن أعيش.
مارشيللو: (في سخرية) ولم لا تشتري واحدة.
(ترفع رأسها بتنهيدة): فكرت في هذا فعلاً لكن هل يمكن العيش معها؟ إنها رغم جمالها ومالها فهي ضائعة وحزينة تبحث عن شيء مهم تعيش من أجله.
مارشيللو: أتدرين ما هي مشكلتك الحقيقية؟ المشكلة أنك تملكين مالاً كثيرا.
مادلينا: تبتسم في سخرية مهذبة.. مشكلتك أنت لا تملك شيئا.
(في صوت أكثر حدة) الآن ها نحن معا.
مارشيللو: ليس هذا بأمر سيء على الإطلاق، والقليل منا من يرضى بهذا..
(ترفع نظارتها السوداء ويرى مارشيللو الكدمه)
مارشيللو: ماذا حدث؟
مادالينا: لا شيء.
مارشيللو: اسمعي.. لا تهتمي.. بمالك تستطيعين الوقوف على قدميك مرة أخرى.
مادلينا: هل تعتقد ذلك؟
مارشيللو: نعم.
مادلينا: لم أعد أستطيع الوقوف.
(تتمشى بضع خطوات وتقف مستندة على الحائط)
مادالينا: ما أريده هو حياة جديدة لا أملكها.. عندما أحب.. في تلك اللحظة فقط يوجد ذلك التوتر.. إن الحب وحده هو الذي يهبني تلك القوة..
مارشيللو: إذن.. هيا نحب..
(فجأة تظهر امرأة فوق السور وتنادي).
دوريانا: آنا ماريا.. انظري.. إنها ليست عربة.. بل شقة.. إنها عاهرة.. ليست قبيحة.. تملك خفة روح اكتسبتها بحكم المهنة.. ترى مارشيللو وحده في السيارة.. و«ما دالينا» مستندة على الحائط تحتها مباشرة بحيث لا تراها).
مارشيللو: من؟..... ليليانا؟
(تظهر الآن مادالينا): مساء الخير..
دوريانا: (وقد أخذتها المفاجأة) مساء الخير.
تظهر صديقاتها.. ممتلئة.. جميلة.. تعقص شعرها وتنادي عليه..
آنا ماري: هيه.. مع من تتحدث؟ «ليليانا» ليست هنا.. ذهبت إلى بيلانو..
مادلينا: أترغبين في جولة معنا.
دوريانا: أنا.!!
مادلينا: نعم.. هيا..
(سلوكها بارد لكن في أدب.. بينما يجلس «مارشيللو» قلقاً لا يعلم ما سيحدث بعد ذلك.. والمرأتان غير مصدقتين.. يظهر رجل «أوريانا» بعضلاته ينظر من فوق السور يرقب الموقف)..
أدريانا: إنها تدعوني لجولة معها في العربة.. هل اذهب معها..(تذهب «مادلينا» نحو العربة)..
مادلينا: دعها تأتي معنا.
مارشيللو: ماذا تفعلين؟
(يبدو عليه الخوف من إهانة المرأة فهي قاسية أحيانا)..
مادلينا: لا شيء.. مجرد جولة.. ربما نعود بها إلى منزلها.. هل تعرفها؟
مارشيللو: لا.. لا.. لا أعتقد.
(في نهاية الشارع يركب القواد دراجته ومن خلفه «آنا ماري».. يعيد محركها ويصبح في «أوريانا»).
سأذهب للغذاء.. سأنتظرك هناك.
(السيارة الفاخرة تصعد الطريق وأضواؤها تبهر عيونها).
آنا ماريا: (تخفي عيناها) اطفئ النور..
الرجل: ليعاملوك جيدا. إنهما أثرياء مثل «أوناسيس».
(يتحرك إلى أسفل الطريق ويقف بعيداً بينما تقف «أوريانا» وزميلتها بجوار مارشيللو ويتبادلان النظرات)..
مادلينا: هل ستركبين معنا.؟؟
يبدو على «أوريانا» الدهشة والفرحة لا تعلم كيف تتصرف معها وإن بدا اهتمامها «بمارشيللو».. إلى جانب اهتمامها بالسيارة الفخمة.. تتحدث كسيدة).
أدريانا: أكون شاكرة لو أوصلتماني إلى البيت؟
(تلتفت ناحية صديقتها.)
مادالينا: وأنت.. هل ستأتين؟
تلوح إليها وهي تهز رأسها في طفولة.. ثم يتحدث إلى«مادلينا» في أدب..
: إنني أسكن بعيداً من هنا.
(يفتتح «مارشيللو» الباب لها لتركب).
مارشيللو: اصعدي في الخلف. هل تستطيعون؟
٭ نعم.. نعم.. شكراً..
مادلينا: أمستريحة مكانك؟
أوريانا: نعم.
أنا ماريا: وداعا.. «فيني»..
أوريانا: وداعا.
تهبط السيارة بسرعة ثم تنحنى إلى شارع آخر.. يتوقف القوادان عن مطاردتهم. مادلينا «تعود وعينيها على الطريق.. لا نعلم فيم تفكر. (تنحني «أوريانا» إلى الأمام وهي تنظر إليها في دهشة.
مارشيللو: أين تسكنين؟
في منطقة الأرواح الميتة (تضحك) تخيل !!
منظر السيارة مازال يبهرها وتحملق فيها بحسرة.
- هل أنت صاحبة العربة؟
(تبدأ في تقدير صلته بها).
أوريانا: ألم تقدمها لها في أي مناسبة؟
بتبسم: لا.. بل أباها.
أوريانا: ليس كلهم كذلك.. فكل ما فعله أبي أنه كان يعولني بالكاد.
(مادلينا تتحدث إلى مارشيللو).
مادلينا: هل قابلت أبي؟
مارشيللو: نعم.. تقابلنا مرة.
مادلينا: على فكرة.. أين أهـلك؟
- «سيرينا!!
مادلينا: قرب البحر.
- لا..
يلتفت إلى العاهرة التي كانت تتحدث في اهتمام يسألا:
٭ كيف تتكسبين عيشك؟
(تهز رأسها): أنت.
مادلينا: (في برود): كيف سارت الأمور الليلة؟
٭ قابلت أمريكي أعطاني ألف ليرة.
(يبدو عليها الارتباك وهي تتحدث عن مهنتها أمام سيدة أخرى)..
مادلينا: أكان شاباً أم عجوزا؟
- ومن ينظر إلى وجوههم.
(مادلينا تتحدث مع مارشيللو كما لو كانت الأخرى غير موجودة)
مادلينا: هل تذهب مع امرأة مثلها؟
مارشيللو: كلا.
مادلينا: لماذا.. فهي ليست أسوأ من غيرها.. أم أنك ترفض امرأة مثلها؟
مارشيللو: نعم.. بين الحين والأخر..
(يبدو عليه الحيرة حرصاً على عدم مساس شعور المرأة.. «أدريانا» ترتمي على المقعد الخلفي ثم تعتدل ثانية).
أدريانا: اسمع يا جريجوري بك.. ما هي مشروعاتك الليلة؟
٭ ألا تريدين الذهاب إلى بيتك.
٭ نعم.
٭ وها نحن نوصلك.
مادلينا: لم تسألين.
أدريانا: لا شيء.. لا يوجد ما يستحق التفكير..
مشهد (٥): خـارج منزل أدريانا
(السيارة تسير ببطء في طريق مليء بالحُفر.. يظهر منزل «أدريانا» وهو منزل من تلك المنازل الاقتصادية الفقيرة تحوطه أرض مهجورة.. تقف السيارة بينما الراديو مفتوح).
أدريانا: ها قد وصلنا.. بهدوء.. إنهم نائمون.. أقفل الراديــو.
(تنحني للأمام وتغلقه).
(مارشيللو يتحدث إلى مادلينا)
٭ لن نتركها بعـيدا.
(مادلينا لا ترد.. توجه الكلام إلى أدريانا التي تكون قد نزلت من العربة..
مادلينا: هل تسكنين وحدك؟ أيوجد أحد بالداخل؟
أدريانا: ماذا تقول السيدة؟
مارشيللو: تسألك عم إن كان أحد في انتظارك بالداخل.
أدريانا: أتمـزح؟ لي ابن عم.. لكنه ذهب إلى «فيليني» لقضاء عمل.
مادلينا: هل تعدين لنا فنجان قهوة.
أدريانا: طبعا..إنني ماهرة في صنعها.. لكن لا تتوقعوا أن تجدوا قصراً.. سأتقدم الطريق.
(تهبط «مادلينا» يتبعها «مارشيللو» في تردد.. ثم تقف بجوار الحائط وتخلع حذاءها ثم تواصل طريقها إلى الشقة.. يتوقف «مارشيللو» فتشير إليه بأن بتبعها)...
مشهـد (٦): داخل منزل أدريانا
(«أدريانا» تهبط السلم ممسكة بالدرابزين في حذر.. يبدو أنها شقة في بدروم لم تطل حوائطها بعد.. تنادي).
أدريانا: على مهلك.. يوجد سلالم.. كان عندنا أمس شاب مهذب وظريف.
(تقف وقد بدأ عليها الفزع..فالأرض تغطيها المياه بارتفاع أربع بوصات.. وقد امتدت بعض الألواح الخشبية فيما يشبه الكوبري بين السلالم والغرفة.. تتلفت حولها).
أدريانا: أوه.. ياللكارثة لقد غرقت ثانية.. هل لإنسان أن يعيش في مكان كهذا؟
(تضطر لمد أحد الألواح.. تغوص في الماء.. وتبتل قدمها توشك على الانفجار غيظاً ثم تتظاهر بالضحك وهي تمر).
أدريانا: يا له من مهندس!! كان يجب أن يكون بواباً !! إنني أدفع ثمن خطاياي.. معذرة.. ادخلوا.. يا إلهي.. إنها غارقة هي الأخرى.. تفضلوا وسأعد القهوة.
(يبدو عليها الاضطراب الشديد.. وهي تواصل الحديث طوال الوقت).
- يجب أن أعرف حقيقة الناس.. معرفة الناس هي كل ما يعوزني.. معذرة.. لقد مضى عامان منذ تقديمي طلباً للسكن في «فياجيوسيبي.. ومازلت هنا !!
(تتحرك كثيرا محاولة أن تظهر بمظهر الضيفة الكريمة.. يبدو البؤس من مظهر الغرفة.. غرفة نوم ملحق بها صالة طعام وأثاث خشبي وجدران من الخشب البغدادي. مارشيللو يبدو عليه الرثاء لحالها).
مارشيللو: لا تهتمي.
(تتناول«أدريانا» القهوة وتقف على الباب لا تدري ماذا تفعل)
- سأشعل الموقد (تخرج)
(تتمشى «مادلينا» في الغرفة وهي تتفحص أثاثها في دهشة)..
مادلينا: اغلقي الباب من فضلك؟
(يغلق مارشيللو الباب ويسدل الستائر في الوقت الذي تكون فيه مادلينا قد انتهت من جولتها.. تخلع حذاءها وترقد على السرير.. يبتسم لها في سخرية).
مارشيللو: هل تريدين أن نتطارح الغـرام هنا..
مادلينا: كـلا.
(تقولها وهي تعني نعم.. يجلس بجوارها وتجذبه بشده في عناق مثير.. تحضر أوريانا القهوة.. تتلصص على ما يجري ثم تهز كتفيها بدهشة.. تعود إلى المطبخ وتدق على الحائط)..
أدريانا: سأترك القهوة هنا.
(تصب لنفسها فنجاناً وتجلس على السلالم).
مشهد (٧): خارج منزل أدريانا صباحاً
(تقف «أدريانا» وصاحبها القواد والعربة.. يبدو أن كرمها عاد عليها بالمشاكل).
القـواد: ماذا تقولين؟ ولم تحصلي على نقود؟ ماذا كنت تفعلين؟ أأنت مجنونة؟
أوريانا: لا أعرف.. لقد فعلاً كل شيء.. وماذا عليّ أن أفعل.. أطردهم.. ومع ذلك آمل أن يعطوني بعض المال..
القواد: أنا الذي أحدد السعر هنا.. أمتزوجان؟
«أدريانا» في سخرية: إيه... زوج وزوجة !
«(مادلينا» تصعد السلالم يتبعها مارشيللو.. لا يبدو عليهما الارتباك.. تعطي» أدريانا» بعض المال في بدها وهي تمر أمامها).
مادلينا: هذا لك.. وشكراً جزيلا..
(تركب العربة مع «مارشيللو»).
مادلينا: هل أعود من نفس الطريق.. أم هناك طريق أقرب؟
أدريانا:.. ما عليك إلا أن تتجهي أماماً ثم تنحني إلى اليمين.
(تقف بجوار العربة و«مارشيللو» فرحه كما لو كانت تودع صديقين تعرفهما منذ زمن.. تتحدث إلى مارشيللو)..
مادلينا: هل لي من قبلة؟
(تقبله وتندفع السيارة بينما وقفت في الطريق تلوح لهما).
أدريانا: عودا في أي وقت !!
(السيارة تشق طريقها وهي تتمايل في الطريق المقفر).
أدريانا (بصوت مرتفع): حاسب على السيارة؟
(تلوح بيدها وستقدم القـواد ليأخذ منها النقود).
مشهد (٨) داخل غرفة مارشيللو
(شقة مارشيللو.. الوقت صباحاً.. غرفة عارية من الأثاث.. مكتب وسرير ملابس نوم مهملة.. فتاة جميلة ذات شعر أسود تبكي في بأس وألم أشبه بحيوان صغير..تسقط من على السرير محاولة أن تجذب إليها التليفون فيسقط منها.. تزحف إلى ركن السرير وتسقط على الأرض.. تتقيأ. تقف على قدميها محاولة الوصول إلى الباب الأمامي مرتكزة على الحائط وما إن تصل لمنتصف الطريق حتى تنهار منتحبة).
إيما: يا إلهي.. يا رب.. يا رب..
(لقطة للطريق.. مارشيللو يقود سيارته.. يدور حول الطريق الرئيسي نحو طريق غير مرصوف في اتجاه مبنى جديد ضخم.. يبدو ضوء النهار واضحاً.. يدخل ممر المبنى.. يصعد على السلالم.. المبنى من الداخل أوشك على الانتهاء منه حديثا.. يفتح باب الشقة ويراها على الأرض)..
- إيما.. إيما.. ماذا حدث يا حبيبتي.. ماذا حدث؟
(تصرخ في يأس.. يجري إلى غرفة النوم)
مارشيللو: ماذا فعلت؟
(يعثر على زجاجة حبوب فارغة.. يمسح شعر رأسه بيده.. وهو يتصبب عرقاً من الخوف)..
مارشيللو: يا لها من مجنونة..
(يرفع سماعة التليفون ويطلب مكالمة.. يضع السماعة ويعود إليها.. إيما في نفس الوضع مرتكزة على الحائط وهي فاقدة الوعي تماما)..
مارشيللو: إيما.. بسيطة.. بسيطة.. اهدئي.. سأنقلك من هنا.
(يبدو من صوته نبرة غضب وحب وهو يسندها للوقوف).
مارشيللو: لكن.. لماذا؟ أخبريني.. أنت مجنونة.. هل تريدين تحطيمي؟
(يحملها خارج الشقة).
مارشيللو: في المرة القادمة سأتركك تموتين.. أجيبي.. يكفي هذا..
مشهد (٩): في الطريق إلى المستشفى (مطلع النهار)
(سيارة» مارشيللو» مسرعة في الشوارع المقفرة.. يميل بالسيارة.. وينظر إليها نظرة خاطفة وقد ألقت برأسها إلى الخلف في غيبوبة).
مارشيللو: إيما.. حبيبتي.. حبيبتي «إيما»..
(يقبل شعرها... السيارة مسرعة.. «مارشيللو» وقد بدا في عينيه القلق والحب معا.. نحن الآن عند مدخل حالات الطوارئ لإحدى المستشفيات.. السيارة تميل بسرعة.. يقفز من أمام عجلة القيادة إلى الخارج).
مشهد (١٠) داخل المستشفى صباحاً
(بعد انقضاء ما يقرب من نصف ساعة.. «مارشيللو» عند مدخل غرفة استقبال حالات الطوارئ.. يروح ويجيء قلقاً.. يصيح في أحد الحاضرين).
مارشيللو: أسـرع.
(يلحق به صحفي في مثل سنه أحس رائحة خبر لجريدته).
الصحفي: «روبيني».. هل أنت الذي أحضر المرأة التي حاولت الانتحار..
مارشيللو (في عجــله). بجيانلو... اسمع.. أعمل معروف.. لا تكتب شيئاً عن هذا الموضوع.. عندي ما يكفي من المشاكل مع البوليس..
الصحفي: لكن ماذا حدث؟ أخبرني.
مارشيللو: لا شيء.. لا شيء.
الصحفي: من هي؟ وما اسمها؟
مارشيللو: اسمع.. لن أخبرك.. اعمل معروف.. دعني وحدي..
(تخرج راهبة تتحدث إليه في هدوء): أتريد رؤيتها الآن؟
مارشيللو: بالطبع.
مشهد (١١): داخل غـرفة العمليات
(«إيما» راقدة في غرفة العمليات وقد مالت بوجهها تجاه الباب يبدو عليها الحزن والانهاك).
مارشيللو: «إيما !!
الطبيب: لا داعي لإرهاقها.. تستطيع أن تعود بها إلى المنزل بعد ساعتين.. عليك الآن بإبلاغ البوليس.
(يقف» مارشيللو» بجوار المائدة وقد بدا عليه التأثر الشديد لقد حاولت الانتحار وهو يعلم أنها غلطته).
مارشيللو:» إيما !!
(لا تنظر إليه.. يرقد بجانبها ويمسك بيدها ثم يقبلها.. يضع يده فوق صدرها ورأسه على جسدها)..
مارشيللو: إيما.. لم فعلت هذا؟ لماذا؟
(تحرك رأسها لتخفي وجهها وتبدأ في بكاء صامت)..
الممرضة: رئيس الشرطة في انتظارك..
(ينهض مارشيللو ببطء ثم يعود إليها بعد أن يصل إلى الباب.. يتحدث إليها في هدوء)
مارشيللو: سأعـود حالا..
(«إيما» لا تجيب..)
مشهد (١٢): داخل المستشفي
(ممر نظيف واسع.. راهبة تمشي في بطء.. يفتح باب وتخرج الممرضة يتبعها مارشيللو)..
الممرضة: انتظر هنا من فضلك.. ستخرج حالا..
(مارشيللو يتجه إلى الراهبة).
مارشيللو: هل يمكنني استخدام التليفون؟
(الراهبة في برود كما لو كانت توبخـه): طبعا..
(يرفع السماعة «غرفة أخرى» بتلفون أبيض على الأرض يدق.. «مادلينا» على الأرض بكامل ملابسها.... نائمة كالموتى.. تمتد ذراع في نهاية الفراش بالقرب منها.. يدق التلفون بشدة لكنها لا تسمعه)..
مشهد (١٣): مطار كيامبينو صباحاً
(منظر لطائرة ركاب تقترب من المطار في طريقها للهبوط. على جانبي المطار.. يحاول البوليس احتجاز الجماهير.. لابد من وجود مائة مصور يتجهون نحوها إلى الأمام بعد أن انفرط عقدهم.. رجل يقف فوق عربة «فيات» صغيرة يصور لحساب الجريدة الإخبارية.. الطائرة هبطت الآن.. رجل يرتدي زياً أبيض يلقي بتعليماته.. يندفع المصورون صائحين وهم يلتقطون صوراً.. ضوضاء عالية جداً.. رئيس التشريفات يحاول أن يجذب مصوراً من على السلم بينما يصارعه الآخر للبقاء)..
رئيس التشريفات: تعال.. أنزل..
سيروزكو: صورة واحدة فقط.. «بيم» إنك تؤلمني..
(باب الطائرة يفتح وتخرج سيلفيا.. يندفع المصورون.. أضواء الكاميرا.. يتصايحون.).
سيرسكو: سيلفيا.. سيلفيا.. اصعدي هنا..
(سيلفيا تخلع قفازيها وتمد ذراعاً ها.. تقف خلفها امرأة هادئة في زي أبيض تعطي تعليماتها)..
إيدنا: حسنا.. ابتسمي.. ابتسمي..
(تبدأ سيلفيا في هبوط الطائرة).
باراديس: لا.. ارجعي.. عودي للـوراء.
(تعود هي و«ايدنا» إلى مكانها في الطائرة وتكرر ما حدث).. (يحاول مصوران يحتل مكاناً للتصوير).
مصور: خذي بالك.
صوت: مرة ثانية !!
باراديس: انتظري.. ارجعي للـوراء..
(تلوح بيدها مبتسمة.. إنها ترتدي نظارة سوداء وبوشاح أبيض فضفاض مخطط توزع قبلاتها عليهم)..
صــوت: لو سمحت النظارة.. سيلفيا.. النظارة..
صوت آخر: دعني أصور..
صــوت: قل لها أن تخلع النظارة.. ماذا تسميها بالإنجليزية؟ سيلفيا.. النظارة..
(تهبط السلم ببطء وهي تبتسم.. يتقدم «سكاليز» في خيلاء وهو شخصية سخيفة.. ممسكاً بقبعته وهو يصدر حركات هستيرية.. خلفه اثنان يحملان تورته على شكل قلعة)...
سـكاليز: أسرعوا.. أسرعوا.. ها هي هناك..
(يحاول أن يقتحم بقلعته زحـام المصورين).
ميكروفون: الرجا الذهاب بالحقائب إلى الجمرك.
كلمنتيلي: ماذا نقدم لها أولا.. الورد أم التورته؟
سكاليز: التورته.. التورته.. صباح الخير.. إنني «سكاليز».
أصوات: سيلفيا.. سيلفيا..
(ضجة كبيرة أثناء محاولة إيصال التورته إليهما)..
ستيوارد: خطوة للخلف.. للخلف لو سمحتم..
دوريا: التورته.. التورته..
باباراتسو: سيلفيا.
(يندفـع أحدهم بكاميراته)...
باباراتسو: أفسحوا الطريق..
تيزيانو: افسح مكاناً لي..
(مذيع يشق طريقه خلال الزحام ويخرج ميكروفونه)..
المذيع: في هذه اللحظة يصل المنتج «توتو سكاليز». هل صحيح أنك وقعت معها عقداً لفيلم تاريخي؟
(بعيداً عن الزحام يقف عامل الكاميرا على عربة متسائلا): من هي؟ أهي سويدية؟ لا أريد رؤيتها وإلا سأقتل زوجتي الليلـة.
سكالــيز: يأخذ قطعة من التورته يحاول تقديمها لها إلا أنه يقع أرضاً من كثرة الزحام فيعاود المحاولة..
المذيع: في هذه اللحظة تقدم التورته إلى الممثلة السويدية الرائعة.
(تضحك «سيلفيا» وتقضم قطعة منها).
المـذيع: لقد ظهرت أسنانها الجميلة.. أن سيلفيا الرائعة تأكل بطريقة مثالية وهي تتذوق الإنتاج الإيطالي. إنها تجسم الروح والسعادة في بلدنا.
المصـورون: قضمة ثانية..
(تعتذر... يقف المذيع بعيداً عن الحشد لفترة قصيرة).
المذيع: أهلاً مارشيللو.. يا لها من امرأة !!
مصور: قضمة أخرى.
(يتدافع المصورون لتصويرها في الوقت الذي يقرر فيه «سكاليز» الاكتفاء بهذا القدر.. يمد يده إليها ويتحركان بينما الابتسامة على شفتيها).
المذيع: ها هو المنتج الذي يصحب النجمة إلى الجمارك بينما وقفت جموع المعجبين.
(فلبرت مساعد المنتج يصيح فيهم)..
فلـبرت: رغم كل هذا فما زالت نضرة كالوردة.
(يتراجع المصورون ويتساقطون فوق بعضهم البعض وهم يؤدون عملهم بينما «باباراتسو» على الأرض وهم يتخطونه بأقدامهم)..
سيروزكو: حاسب.. ستحطم الكامـيرا.
(ما إن يصلوا إلى الحاجز الذي يفصلهم عن الجماهير حتى يلوح «سكاليز» بجدية... إلى الجـمرك)..
فلبرت: فورا..
مذيع: الطائرة ٥١٥ تستعد الآن للسفر إلى جنيف وباريس ولندن ونيويورك..
(«مارشيللو» يقف بعيداً متتبعاً «سيلفيا» وقد أخذه الموقف دون أن ينضم إليهم.. تسير بجواره مضيفتا الطائرة).
مارشيللو: رحلة طيبة؟
المضيفة: بل رائعة (تبتسم)
مارشيللو: انظري إلى الزحام.. (نسمع من بعيد أصوات المصورين)
- انظري هناك.. انظري هنا..
مشهد (١٤): طريق أيبان القديم صباحاً
(شارع هادئ تحيطه الأشجار من الجانبين وقد وقف على أحد جوانبه فلاح عجوز.. تبدو في الأفق سيارة فارهة يحوطها زحام المصورين على دراجاتهم وهم يلتقطون صورها)..
سيلفيا: أوه.. «أيدنا» انظري إلى الأولاد..
(«مارشيللو» في سيارة مكشوفة يتدلى منها «سيروزكو» وهو يصور)..
سيروزكو: مارشيللو: اقترب منها..
(صوت دراجة بخارية عليها مصور يحاول اختراق الطريق).
سيروزكو: اسقطه.. تخطاه..
مارشيللو: إلى أين؟ ألا ترى؟
(قطيع من الغنم يسد الطريق ويلتف حول السيارة)..
سيروزكو: أسرع.. اضربهم..
(تتقدم السيارة ببطء وقطيع الغنم يخلي الطريق وقد أحاطت به الدراجات تتجه السيارة في الطريق إلى روما)..
مشهد (١٥): غرفة جلوس «سيلفيا» بفندق اكسلسبور «وغرفة» إيما»
(غرفة جميلة يغلب عليها اللون الأبيض «سبلفيا» تجلس على اربكبة وحولها مجموعة من الصحفيين والمصورين... خلفها مائدة عليها باقة كبيرة من الورد.. أناس يروحون ويجيئون باستمرار... الأسئلة تنهال عليها بكل اللغات الأوروبية ومترجم يشرح لها في لهجة حادة.. على يسارها كرسي يجلس عليه انجليزى ذو شارب ضخم... الأسئلة سريعة لدرجة لا تستطيع ملاحقتها)...
تودي: مس رانك.. أنك تشبيهن هذه المدينة الخالدة؟
صحفي:.. أصحيح أنك تسبحين عارية كل صباح في الثلج؟
سيلفيا: نعم... كل يوم
صحفي: أتحبين الأطفال؟
سيلفيا: طبعاً
(في آخر الشرفة يحاول أحدهم فض الحفلة... صوت يصيح (اخرجي من هنا)
صحفي آخر: أتمارسين (اليوجا)؟
(الرجل الإنجليزي يحاول مرة أخرى)..
تودي: «مس رانك»... ما هي فترة إقامتك في روما؟
سيلفيا: عدة شهور.
(يومئ بجدية الصحفيون يدونون ما تقول).
صحفي (بالفرنسية): ما رأيك في السينما الفرنسية؟
سيلفيا: أنني أحبها من ٢٥ سنة
صحفي: ما رأيك في الموجة الجديدة؟
(يظهر «ستاليز» حاملا صينية عليها أكواب ومشروبات)..
تودي: تعال... تعال.
صحفي: أي الشخصيات التاريخية الإيطالية تودين أداءها؟
صحفي: أتحبين الرجال الملتحين؟
سكاليز: مدام... ماذا تشربين؟
صحفية: نعم... أرجوك
صحفي: منذ متى تعملين بالسينما؟
صحفي: هل العمل في السينما شاق؟
صحفي: ما رأيك في الممثلات الإيطاليات؟
مذيع: والآن... سؤال لمستمعي الإذاعة... ما رأيك في الطبيخ الإيطالي؟
(يمسك بميكرفون والمترجم يترجم بسرعة من الإيطالية).
المترجم: سؤال من الإذاعة... ما رأيك في الطعام الإيطالي؟
سيلفيا تضحك: أعبده... خاصة «الاسباجتي» و«الكابتلوني».
صحفي آخر: هل تنامين ببيجاما ام بقميص نوم؟
المترجم: كيف تنامين.. بالبيجامة ام بقميص النوم؟
سيليفا: لا هذا.. ولا ذاك؟؟ (تتمطي في إثارة) لا أنام إلا مع قطرات من عطر فرنسي.
سكاليز: عظيم... عظيم.
صحفي آخر: بالنسبة للسينما الجديدة.. هل تعتقدين أن الواقعية الجديدة في ايطاليا مازالت موجودة أم انتهت؟
المترجم: قولي مازلت موجودة.
سيلفيا: أوه... موجودة.
صحفي أخر: (لإحدى الصحف النسائية في ايطاليا): هل تؤمنين بصداقة الشعوب؟
صحفي أخر: مدام... ماذا تفعلين في الحياة؟
صحفي أخر: ما هو أحب شيء عندك؟
سليفيا: أحب أشياء كثيرة.. أكثر ما أحبه منها ثلاثة أشياء الحب ثم الحب ثم الحب.
تودي: مـس رانك... متي تحضرين إلى بريطانيا لبطولة فيلم؟
(يتقدم «سكاليز» سعيد حاملاً صينية عليها مأكولات).
سكاليز: ألن يتوقف هذا التليفون عن الرنين.
(يرفع السماعة ثم يعطيه لمـارشيللو)..
صحفي: هل يعمل صديقك في هذا الفيلم أيضا؟
(مارشيللو في يده سندويتش يتحدث في التليفون)..
مارشيللو: لم أطلبك لأنني لم أستطع...
مترجمة: هل يعمل خطيبك في هذا الفيلم؟
سيلفيا: روبرت.. لكننا لسنا مخطوبين..
سكاليز: أهلا بك... مارشيللو.. مرحباً بك..
مارشيللو (في التليفون): ماذا تظنين أفعل؟ أنني في عمل.. هل أخذت دواءك.
(«أبما» راقدة على السرير في شقة «مارشيللو» عارية إلا من ملابسها الداخلية).
إيما: هل أنت بمفردك معها في الغرفة؟
(«مارشيللو» يسمعها بصعوبة)..
مارشيللو: معي ما يزيد عن المائة..
(«إيما» ترقد على بطنها ممسكة التليفون وقد بدت متنمرة)..
إيما: أقسم على هذا / بحياة أمك /
(مارشيللو ملوحاً في ضيق): ألا تسمعين كل هذه الأصوات؟
صحفي: أي الأدوار الشكسبيرية تفضلينها؟
مارشيللو: نعم.. أقسم على هذا..
صحفي: مس رانك.. ما هو اسعد يوم في حياتك؟
(سيلفيا تنهض وتدور بينما يرقبها «مارشيللو» في إعجاب وفي يده التليفون).
مارشيللو: جميل؟ هل تحبين الجمال الأمريكي يا لها من دمية.. دمية كبيرة.
سيلفيا: انها مثيرة جدا أريد أن أجرب هذه.
(تمسك بقبعة كالشعر الصناعي).
صحفي فرنسي: هل شاهدت قبعات كهذه في أمريكا؟
تودي: ما هو اسعد يوم في حياتك؟
(سيلفيا تحاول تجربة القبعة وهي تنادي).
سيلفيا: إيدنا... كيف أجيب على هذا السؤال؟
ايدنا: حدث ذات ليلة !
سيفليا: حدث ذات ليلة !!
صحفي: ما الذي جعلك تختارين السينما؟
صحفي: لماذا تمثلين؟
سيلفيا: لأنهم اكتشفوا عندي موهبة ضخمة (تبرز نهديها ويضحك الجميع)..
مارشيللو (في التليفون): نعم.. نعم..
إيما: مارشيللو.. اسمع لو حضرت سأفقأ عينك. (وسرعان ما يصبح صوتها ناعم... أكثر رقة).. لماذا لا تأتي الآن؟؟
مارشيللو: لا أستطيع..
إيما (بنعومة): هيا تعالي نمارس الحب..
مارشيللو: ماذا تقولين؟
(غرفة «سيلفيا» مزدحمة.. الخدم يدورون حول منضدة عليها مأكولات ومشروبات.. «سكاليز «يشير إليهم على مكان قريب من» مارشيللو» ويقف بجواره)..
صوت: نعم... نعم... من هنا لو سمحت.
مارشيللو (في التليفون): نعم... لحظة
سكاليز: هل فكرت في موضوع لها؟ إلى اين ستأخذها بعد ذلك؟
مارشيللو: إلى «سانت ببتر» والكورينال «لمشاهدة الحرس.. دعها لي !!
سكاليز: الحرس.. حسنا.. فكرة لا بأس بها
(روبرت يحضر.. انيق.. يبدو أنه كان رياضيا يوما ما.. وإن بدا الآن أكثر رقة لانغماسه في الملذات.. يرتدي ملابس بيضاء وقد وضع الجاكته على كتفه.. وفي يده كاس.. منتشيا إلى حد ما...)
روبرت: صباح الخير جميعا
أيدنا: أهلا.. روبي
سكاليز: سادتي.. ها هو صديقنا روبرت.. خطيب نجمتنا
صوت: أنه أنيق
(تقف سيلفيا بجواره وقد بدأ عليها الغضب.. تأخذ من بده الكاس وتضعه على المائدة)..
سيلفيا: توقعت حضورك في المطار
روبرت يبتسم في ود: كنت نائما..
مترجم: انهم يريدون معرفة رأيك في الرجل الإيطالي
« إيما» على السرير ممسكة التليفون... وصوتها ينضح رقة)..
إيما: مارشيللو
مارشيللو: ماذا تريدين؟ هل ستخرجين؟
إيما: لا لا.. ساكون في انتظارك.. سأكون في البيت طول النهار ماذا نأكل؟ أكل خفيفة؟ عندي كل شيء ما عدا الصلصة بعدها نستطيع أن نذهب للسينما أو نمكث في المنزل.. كما تحب.. قل أنك تحبني،،
مارشيللو: حاضر... رافيليو..
مشهد (١٦): داخل قبة سان بيتر صباحاً
(منظر عام لكنيسة «سان بيتر» بالفاتيكان... سيلفيا تصعد السلالم عبر سلم ضيق به شباك دائري)..
فلبرت: لن أصعد لكبر سني..
(سيلفيا وقد ارتدت زياً خاصاً للمناسبة.. فستان اسود.. رقبة عنق صيرة بيضاء وقبعة سوداء مستديرة.. ترى السلالم الخشبية لأول مرة)..
سيلفيا: يا له من مكان ظريف.. والسلالم من الخشب.. لماذا لا يحل محلها مصعد كهربائي؟
(يبدو التعب على المصورين الذين يقتفون أثرها التعب)..
باباراتسو: سيلفيا.. سيلفيا..
(«أيدنا» خلفها من جهة اليمين وورائها «مارشيللو» بينما يصيح فلبرت على «أيدنا».
فلبرت: انتبهي ولا كسرت ساقك..
(يلتقط «باباراتسو» صورة لها أثناء توقفها لحظات ثم تستأنف الصعود وهي تضحك في صوت مثير جنسيا).
سيلفيا: انظر إلى الأسماء اعطني قلما..
فليرت: لا تتركها وحدها
سيلفيا: اريد كتابة اسمي أيضا.. «ادينا» انظري
باباراتسو: سيلفيا.. أنظري في هذه الاتجاه
سيلفيا: أوه.. انها أشبه بسفينة !!
أيدنا: كم ارتفاعه؟
مارسيلو: كثير.. كثير جدا..
(المصورون مازالو يقتفون أثرها وهم يلتقطون صورا..
سيروزكو: سيلفيا.. سيلفيا
(تقف تتفحص سلالم وجدران القبة وهي تضحك).
سيلفيا: أوه.. كلها حلزونية !!
أيدنا: سيلفيا.. مازال أمامنا ٠٠٧ درج..
(مارشيللو ينادي عليها متوسلا كي تبطء).
مارشيللو: أرجوك..
سيلفيا (تضحك): اسكت.. نحـن في كنيسة
باباراتسو (منهمكا): اللعنة..
سيروزكو: سيلفيا.. أرجوك.
ايدنا: مش معقول.
سيلفيا: أريد كتابة اسمي هنا.. ناولني قلما من فضلك..
(تأخذ وضعاً لتصوير الصحفيين)..
سيروزكو: مدهش
سيلفيا: أوه.. لا... لا
سيروزكو: (جاك) يبدو أنها لن تتوقف !!
(مارشيللو يتقدم «أيدنا»)
مارشيللو: عفوا.. سأتقدمك..
أيدنا: أرجوك..
سيلفيا: إنها أنسب طريقة للرجيم.. لابد أن أخبر مارلين بهذا.. أسرع.. لنر من يصل أولا.
(مارشيللو بتبعها وان كان الاجهاد قد بدا عليه فعلا.. سيلفيا تجلس بعيدا عن السلالم، تنظر إلى روما من خلال شباك قبة الكنيسية أصوات أجراس تدق «باباراتسو» يبدا في النزول).
سيلفيا: تعالي... تعالي
(تجري يتبعها «مارشيللو» في إصرار وقد تقطعت أنفاسه...)

مشهد (١٧): شرفـة «سان بيتر»... صباحاً
(«سيلفيا» تقف في الشرفة ومن تحتها تبدو روما في ضوء الصباح و... تسمع صوت أجراس تملأ المدينة.. تنظر إلى الميدان وقد بدأ الناس أقزاماً من أعلى)..
سيلفيا: مش معقول... مش معقول.. وأين «جيتوكمباتيل»؟
(«مارشيللو» وهو يلتقط أنفاسه).
- ليس هنا... في روما... فلورانس..
(يقفان الآن متجاورين يحدقان في المدينة الخالدة.. تخلع نظارتها وتنظر إليه وتدرك لأول مرة وسامته ثم سرعان ما تنزع الريح قبعتها التي تتطاير إلى الميدان... تستند على الشرفة وتنظر إليه وهي تشير).
- أوه... انظر... أنظر !!
مشهد (١٨): أرجا
ملهي «كاراكالا»... مساء
(أطلال حمامات «كاراكالا» الرومانية الشاسعة وقد تحولت إلى ملهى.. المكان رحب.. على امتداد الطريق تماثيل نصفية ضخمة لأباطرة رومانيين تكاد تكون مغمورة في الأرض موائد متناثرة هنا وهناك تظللها شماسي زاهية الألوان تضيئها قناديل.. بعض الزبائن في حالة الرقص.. أرمله ثرية مع شاب في العشرين.. رجل سمين عجوز يراقص فتاة صينية.. اثنان متوسطا العمر وقد بدا عليهما الملل تماما.. زنجي يعزف لحن «وداعا روما» (مارشيللو وسيلفيا) يرقصان.. يضمها اليه بشدة..
مارشيللو: سيلفيا أنت كل شيء.. ألا تدركين هذا... أنت أول امرأة وجدت منذ بداية الخليقة.. أنت الأم وأخت والعشيقة.. والصديقة.. أنت ملاك.. شيطان.. الأرض... الأسرة... نعم.. أنت الوطن..
(سيلفيا تغني حالمة مع الموسيقى): «اريفيديرا روما».. وداعا... وداعاً..
مارشيللو: لماذا جئت إلى هنا؟ عودي لأمريكا من فضلك... أتفهمين؟ ماذا أفعل الآن؟
سيلفيا: تبتسم وتغني لنفسها: وداعا... وداعا... وداعا..
(على مائدة جانبية يجلس «روبرت» و«ايدنا «مع آخرين في انتظارهما»روبرت» يرسم بعض الوجوه على قائمة الطعام. «سكاليز» يطل عليه)..
سكاليز: أوه... صديقنا «روبرت» فنان ايضا... حسن جدا
(روبرت يرقب الاثنان وهما يرقصان)
مارشيللو وقد غمرته الفرحة: لابد من رؤيتك.. لابد من الحديث معك
(تبتسم سيلفيا يدخل مجموعة من السياح).
سيدة عجوز: مدهش.. كل هذا المكان كان مجرد حمام للإمبراطور؟
(تنطلق صرخة في الظلام.. يظهر «فرانكي» من بين الجموع.. أشبه بوحش خرافي.. يرتدي قميص صيفي وهو يطلق صيحة أشبه بصيحات الحرب عند الهنود.)
فرانكي: سيلفيا..
تترك مارشيللو: فرانكي.. فرانكي..
(يتقدم فرانكي اليها ويجلس القرفصاء كقرد ويهز رد فيه على نغمات الموسيقي.. على المائدة يجلس «سكاليز» يتفرج في مرح)..
سكاليز: من هذا المجنون؟
(شاب مائع يراقب المنظر في سرور: إنه فرانكي الجسور... إنه شيطان الرقص. فرانكي يصفق بيديه تحت الأضواء ويصيح في قائد الاوركسترا)
فرانكي: ما هذه المقطوعة؟ أعزف «كاراكاس»
الزنجي: حاضر... «كاراكاس»
(الأوراكسترا تبدأ العزف.. وتبدأ سيلفيا ترقص..
سيلفيا: شا.. شا.. شا.. يا لها من موسيقي مجنونة.. أليس كذلك؟
تصيح على فرانكي: هيه.. أيها الأحمق.. من جاء بك هنا؟
(مارشيللو لا يستطيع ملاحقتها. ويتدخل فرانكي)..
فرانكي: أيتها الطفلة؟
(يبدأ في مراقصتها وهو يدخن.. يبتسم مارشيللو غير مصدق ثم ينسحب)..
مارشيللو: استمر... استمر
(الاثنان يرقصان معا.. بحرية وإثارة... أشبه بالحيوانات وقد تزاحم الناس للفرجة عليهما)
سيلفيا: ماذا تفعل هنا؟
فرانكي: لتصوير فيلم
سيلفيا: إنك تبدو مرعباً
فرانكي يخلل لحيته: إيه رأيك في لحيتي؟
سيلفيا (تشدها):... لا يهم
(سيلفيا تخلع شالها الأبيض وتلقي به وهي تضحك بإثارة وهي ترتدي ثوباً أسود يكشف عن نهديها): خذ هذا بعيدا.. (تتمايل بمفردها) انتظر حتى أخلع حذائي.. تلقي به عالياً ويتطاير الحذاء في الهواء)...
سيلفيا: والصاروخ الثاني؟!!
(تلقي بالثاني.. على المائدة يجلس الشاب المائع وهو يرقب فرانكي)
الشاب: هل تسمح لي بدقيقة؟
(سكاليز يشارك معهم..» فليرت» يصفق بيديه متمايلا)..
فليرت: استمري.. ايتها الجميلة
ستاليز يبدو فرحا لهذه الدعابة: عظيم.. أنه يرقص معها..
(بقية الراقصين ينسحبون من المرقص.. فستان «سيلفيا» بفتحة طويلة مع كل خطوة تكشف ساقيها تماما.. الفرقة ترفع من إيقاع العزف والحشد يصيح ويصفق... روبرت نصف مخمور ينظر اليهما باحتقار شديد ثم يعاود الرسم)..
أيدنا: ارجو أن تكون رسوماتك تشبهها.. هل يمكن رؤيتها؟
روبرت: أتعرفين؟.. لابد من أن اضع شاربا على وجهك
(يتحدث بجفاء مستتر.. وان بدا أن

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فيلم الحياة اللذيذة Empty تتمة سيناريو الحياة اللذيذة

مُساهمة  يحيى الأحد سبتمبر 13, 2009 4:11 am

دوريا: جميل..
(في ركن من الشرفة يقف الجد وقد شعر بتجاهلهم له فيركع ويبدأ الغناء في توسل مصطنع).
الجد: أيفا ماريا.. سيجار.. سيجار.
باراديس: فيما بعد.. استمر..
الجد: إيفا ماريا.. أي..بـ..
(الكاميرات تنتقل بسرعة إلى المشهد التالي وهو يحرك عيناه في عطف يثير السخرية).
مشهد (٢٩): - مكان المعجـزة
(الوقت مساء والجماهير تندفع صارخة في طريقها إلى مكان المعجزة وقد انهمك في جانب من الحقل انهمك عمال في وضع صواري للإضاءة)..
مصور الجرائد الإخبارية والتليفزيون يعدون أجهزتهم..
العمل يجري في صخب كما لو كان يجري لإعداد السيرك..
قسيس يمشي مهرولاً بين الزحام ويستدير «مارشيللو» متحدثاً إليه في غضب.
القسيس: إنها نكتة سخيفة.. فالعذراء ليست في حاجة لكل هذه الدعاية..
مارشيللو: إذن من رأيك أن هؤلاء الأطفال لم يروها؟
القسيس مظهراً حركة استياء: إنني أعرفهم.
مارشيللو: أليس في الأمر معجزة..
القسيس: لا أعتقد.. فالرب يستطيع أن يحدث معجزات في أي مكان.. إنها تظهر عادة للفقراء.. لكن مرة كل ألف..
مارشيللو: أليست هذه واحدة منها؟
القسيس: لا أعتقد.. فمن يرى العذراء يتصرف بشكل يختلف تماماً عما يحدث الآن وليس للكسب من ورائها.. المعجزات لا تولد إلا من الوحدة والصمت.. لا من فوضى كهذه..
(بينما يسير«مارشيللو» والقسيس تظهر الكاميرا وجه قسيس آخر صامتاً في دهشة.. في مكان آخر نرى «إيما» وقد بدأ الغضب عليها من الأسلوب الذي يعامل به المصورون والصحفيون شعور الناس البسطاء.. بالقرب منها جهاز تسجيل ومذيع يعيد شريطاً مسجلاً لحديث مع الأطفال..)
صوت مذيع:.. إذن كنت في طريقك إلى المدرسة؟ ماذا رأيت عند الشجرة؟
صوت الطفلين: المادونا...
المذيع: من الذي رآها أولا؟
الطفلان معا: أنا..
المذيع: إذن كلاكما شاهدها في وقت واحد؟
الطفلة: كلا.. رآها هو أولا..
(يتقدم عمهما.. إنه يعلم مدى الفائدة التجارية التى ستعود عليه من هذه الدعـاية)..
العم: إنهم أولاد أخي وأختي.. إنهما ملاكـين..
الطفلة:.... ثم ركعنا وابتسمت لنا وهي تنظر نحونا دون أن تطأ أقدامها الأرض..
المـذيع: وكيف عرفت أنها العذراء.. هل قالت ذلك؟
الطفل: نعم..
(بجوار «إيما» تقف «ماريانا» امرأة متوسطة العمر.. شعرها أبيض ترتعش من نسيم الحقل.. تتهكم على الصحفيين في دعابة وتتحدث للرجل الواقف بجوارها..)
ماريانا: إنهم لا يريدون أن يصدقوا !!
أحد الفنيين من التليفزيون: وهل تعتقدين هذا؟ هل كانت هي فعلا؟
ماريانا: وما الفارق؟
إيما: ماذا تقصدين؟ ولم تقولين هذا؟
(بينما تواصل «ماريانا» السير نسمع تسجيل الحديث مرة أخرى..)
المذيع: ماذا قالت لكما؟
الطفلة: لم تقل شيئا.. كانت تبتسم.
«ماريانا» مرة أخرى: لا يهم هذا.. فإيطاليا مليئة بطقوس قديمة.. ثرية بفنونها الطبيعية والروحية.. الجميع يعرف هذا.. وعلى أية حال من يبحث عن الله سيجده.. هل حضرت لمعجزة أيضا؟...
إيما: كلا.. جئت مع خطيبي.. إنه صحفي جاء يغطي أخبارها.. يا له من منظر كل هؤلاء الناس وكل هذا الصراخ..
(الاثنان يقتربان من مكان المعجزة الذي تشغله أجهزة التليفزيون من كاميرات ومولدات كهربائية ومعدات إذاعة.. الممثلون الذين سيؤدون تمثيلية تليفزيونية تصور الحادث يجرون بروفات استعداداً لعروض الليلة.. وسط المكان شجرة صغيرة وحولها الشموع والهبات.. يشير المخرج إلى نساء راكعات على الأرض).
المخرج: الثلاثة اللي على اليمين.. لا تنظرون إلى الكاميرا.. ممنوع الضحك.. ألبرت.. ارفع الميكروفون.. أكثر.. لا أقصدك يا أبي.. آسف أخفضه ثانية دعنا نجري بروفة على الأطفال أولا..
(يركع على ركبتيه ثم يجري في اتجاه الشجرة بطريقة كوميدية..)
- أخبرني عندما تتضح رؤية المكان كله.. هل ترى كل شيء؟
(ويحركه من يده يحرك الكومبارس نحـوه..)
المخـرج: النساء.. تعالوا سريعا.
(«إيما» تلمح مارشيللو فتشير إليه موجهة الحديث إلى «ماريانا)) ها هو خطيبي؟)
ماريانا: حسنا.. اذهبي إليه..
مخرج التليفزيون: الآن.. تذكر من أين ستدخل؟
امرأة: )) لطلب معجزة»
المخرج: نعم.. نعم..
المرأة: نريد معجزة.. معجزة..
المخرج: حسنا.. الساعة الآن الثامنة.. سأراكم بعد ساعتين.. اذهبن لتناول الطعام.. شكرا..
(بينما يتحرك الممثلون بتجمهر الصحفيون حول الشجرة منهمكين.. امرأة تسير حافية القدمين.. وأخرى تتلفع بشال تحمل طفلاً على كتفها..
المــيكروفون: «الزي».. «إميليو».. «ستيفانيا»..
أم الطفل المريض: باركيني أيتها العذراء.. يا أمنا المقدسة.. اشفي ابني وسأصلي لك طوال حياتي لقد تعذبت كثيراً من أجل طفلك.. ساعديني..
(«مارشيللو» يقف بجوارها يدون ملاحظاته.. «إيما» يبدو عليها القلق..)
مارشيللو: مـاذا؟
أم الطفل المريض: إنه يموت.. يموت.. العذراء تسمعنا.. إنها حنونة..
الميكروفـون: «فلافينا».. كارميلا.. ايزيس.. ستيفانو..
(من ركن آخر يسمع نداءات متكررة): المهندس «الياني» المخرج يريدك في عربته.. المهندس «الياني»... الخ.
مشهد (٣٠): نفس المكان - مساء
(المكان يتحول إلى حلبة واسعة تشغلها أحدث وسائل الإعلام.. حول الأركان وعلى أبراج عالية ترتفع أضواء ساطعة.. كابلات سميكة كالثعابين تمتد في الظلام من كاميرات التليفزيون.. والليل يزحف على طنين المولدات الكهربائية.. مئات السيارات القادمة من روما والجماهير تتدافع للأمام نحو صفوف البوليس في إثارة.. رجال منهمكون في العمل.. يبدو المشهد كافتتاح كرنفال.. أو مشهد كارثة قومية.. كلما اقترب موعد حضور الطفلين تزداد حمى العمل بين مصوري الصحافة والتليفزيون.. يقترب الآن موكب من الحجيج من الحقل.. نساء ورجال.. يتلفعون بأغطية سوداء يحملن مشاعل..
مذيع التليفزيون: لقد اجتمعت الجماهير الغفيرة هنا.. في هذا المكان المهجور.. منهم المؤمنون ومنهم من جاء بدافع حب الاستطلاع ومن بينهم طبعاً مراسلو الصحف ووكالات الأنباء من كل أنحاء العالم... مئات من السيارات تنتشر في كل مكان.. ورغم رطوبة الجو إلا أن النجوم تسطع في السماء.. لقد سمعنا الآن أن الطفلين مازالا في مركز البوليس ولم تأت أية أوامر أخرى من روما..
(يعلو صوت المذيع على الأجهزة الأخرى المترقبة ذورة الحدث بحضور الأطفال والتى ربما تعيد مشهد «المادونا».. قسيسان يرقبان المشهد وعلى وجههما نظرة شك..)
المذيع: سنستمع الآن إلى عم الطفلين.. سنسأله عن أول مرة.. أقصد عندما شاهد المعجزة.. (يناول العم نص مكتوب)
العم: لقد شاهد أبناء أخي العذراء في ٥١ مارس من العام القادم.
المذيع: تقصد هذا العام.
العــم: نعم.. هذا العام (مستمراً) كانت في طريقها لرؤية ابنتها الصغيرة.. وأخوها يجري خلفها ليعطيها معطفها الذي تركته بالمنزل عندما شاهد العذراء.
المذيع: عظيم...
مارشيللو: سيأتي الأطفال الآن بعد أن سمحت روما بذلك..
(تلتقط الجماهير والخبر بشغف.. بينما ترتفع صيحات متسائلة..)
مارشيللو: نعم.. نعم.. هاهم قادمـون..
(البوليس يتجمع ليقيم حاجزا لمنع الجماهير الغاضبة من الاندفاع.. صيحات ترتفع..)
ماريانا: ها هما قادمان.. لقد أطلق سراحهما..
مارشيللو: «إيما»... انتظري هنا.. وسأعود إليك..
(المرضى الموجودان وقد افترشوا الأرض.. كل منهم يحمل بيده شمعة موقدة.. رجل يلتحف بملاءة بيضاء ينتظر صامتاً فوق نقالة.. رجل آخر على رأسه قبعة يجلس فوق كرسي متحرك ويده اليمنى ترتعش مشلولة..)..
إيما: إلى أين؟
مارشيللو: سأصعد هناك..
(يصعد على سقالة ليرى المشهد أفضل.. يتكئ على السور متحدثاً إليها..)
إيما: سأصعد إليك..
مارشيللو: لا داعي.. أرجوك.. انتظري بجوار السيدة..
ميكروفون: المهندس «الباني» يحضر عند المخرج في المقطورة..
مارشيللو: انتظري.
إيما: انزل.
مارشيللو: اسمعي الكلام.
(يبدو عليه الغضب وقد ازداد احتقاره لها لإصرارها على مثل هذا الحب)
إيما: سأصعد إليك..
مارشيللو: أرجوك.. لا داع..
(تندفع «إيما» في الظلام حتى تصل إلى عربة تستند إليها...)
إيمــا: مارشيللو لم تغيرت هكذا؟ لم لم تعدي تحبينني؟
(في ثورة بأسها تصلي للعذراء..)
إيمــا: إن تزوجني سأحضر إليك كل يوم.. سأحضر إليك حافية القدمين لأشكرك.. كل ما أطلبه منك أن يحبني وأن يصبح ملكاً لي كما كان على عهده...
الجماهير: ها هـم..
(يندفع المصورون صائحين.. كل الأضواء مركزة على المكان من مبنى مظلم إلا من لافتة كتب عليها (أراجون).. بعض المرضى يحاولون النهوض صارخين في تضرع.. طفل على الكرسي المتحرك يجلس صامتا.. ساكناً..)
مخرج التليفزيون: ها هم.. احضر الميكروفون.. «ألبرت» بمجرد أن يتقدم الأطفال نحو الشجرة سلط الكاميرا عليهم.. استعد.. سأعطيك إشارة البدء بالمنديل..
فتاة جميلة تسير بجواره: هالو.. يا حلوة.. كيف حالك؟
(يعود إلى المجموعة ويلقي أوامر...)
٭ ركز الصورة على الأطفال.. مزيد من الأضواء على الجماهير..
(على المنصة يتنهد مهندس الكهرباء في اشمئزاز متحدثاً إلى مارشيللو..)
مهندس التليفزيون: زوجتي أيضاً حضرت هنا.. أحياناً أكاد أجن.. وأحياناً الأطفال.. أحيانا..
(الطفلان يتقدمان.. الفتاة ترتدي ملابس بيضاء والطفل في عباءة رمادية يعلوها غطاء للرأس الطفل لا يزيد عمره عن عشر سنوات.. يسيران في هدوء.. يركعان بجوار شجرة المعجزة.. كل الناس تصيح نحوهم..
صوت: اشفني.. اشفييني..
صوت آخر: ماريا.. انقذ لي ابني.. ولترجع لي زوجي..
(فجأة تمطر السماء وتنفجر لمبات كاميرات الإضاءة...)
مهندس الكهرباء: المكان خطر هنا..
صوت من بعيد: إنها تمطر..
(يجتمع البعض بمظلاتهم.. اثنان في عربة مريحة يغطيان رأسيهما بينما ينزل السائق غطاء العربة..)..
فتاة من السيارة: لم نعد نرى شيئا.. يا لها من متعة!!
مخرج التليفزيون: «ماسيمو»... «ماسيمو» المطر يحطم اللمبات.. اطفئ النور.
صوت من ميكروفون: اطفئوا الأنــوار..
(تحت المطر رجل على نقالة.. سيده مريضة بلا غطاء وقد بدا عليها الإعياء تماما.. الجماهير تصرخ مندفعة بحثاً عن ملجأ يقيهم المطر، بينما يؤكد لهم العم أن العذراء ستظهر حالا.. الحجيج مازالوا يحملون المشاعل بعيداً عن الزحام.. وقد بدأوا في تلاوة ترانيم حزينه..
مذيع الراديو: يا له من مطر..علينا أن نعود إلى المقطورة..
مريض على نقالة: «ماريو»... ماريو «أين أنت؟
(الطفلان مازالا راكعين أمام الشجرة.. الطفل يحتمي بقلنسوته.. بينما وقف آخر يحميها بمظلة.. يبدأ كل منهما بنظر للآخر.. يومئ الطفل إيماءه بسببه بسيطة وتتجه الفتاة مرة واحدة في اتجاه الظلام وهي تشير..)
الفـتاة: ها هي العذراء..
(تنهض وتجري وتندفع خلفها الجماهير مهللة.. بعد عشرين ياردة يركعان ثم ينهضان ويبدآن الجري مرة أخرى في اتجاه آخر.. يتوقفان ثم يتجهان وجهة أخرى.. الجماهير تصطدم ببعضها في محاولة لملاحقتهما.. يتوقفان بالقرب من» دوريا «التى تنادي على الفتاة...)
دوريا: انتظري.. انتظري.. ارفعي صوتك.. انظري في هذا الاتجاه..
يبدو عليها الذعر ثم تجري مرة أخرى وخلفها الجماهير.. وجه «دوريا» يعبر عن خوف حقيقي.
المــذيع: لقد نهض الطفلان مرة أخرى.. إنهما يسرعان في اتجاه آخر.. صائحين بانهم شاهدوها وقد هاجت الجماهير مأخوذة.. مرة أخرى يتجه الأطفال جهة أخرى مسرعين في أكثر من اتجاه.. ما إن تبدأ الفتاة في الجري حتى تنفجر في الضحك كما لو كان الأمر مجرد لعبة..أخيراً يتوقفان ويتبادلان النظر في اضطراب. وتركع الجماهير خلفهما ويبدأ الجميع في الترتيل.. في الظلام تبدو لافتة تتلألأ مكتوبة عليها «أراجون» يندفع العم وسط الزحام..
العــم: دعوني أذهب إليهما وإلا سيصابا بالتهاب رئوي.
الفتاة: العذراء تطلب بناء كنيسة هنا وإلا فلن تظهر مرة أخرى
(العم يرفع يديه صائحا.. لقد أشارت العذراء ببناء كنيسة هنا وإلا فلن تظهر مرة أخرى..)
يستدير ملوحاً اتشبه بمصارع في حالة انتصار: ليرجع كل إلى بيته..
(يندفع الجميع صوب الشجرة.. وتمسك امرأة بها وهي تهزها محطمة فروعها وتبدأ معركة.. الشجرة تتهاوى وينزع كل ما عليها.. «إيما» وسط الزحام تحاول الحصول على فرع منها.. يراها«مارشيللو» ويحاول انتزاعها من وسط الزحام فتصرخ فيه ويتحول الصراغ إلى نزاع بينهما وبين المصور زميل مارشيللو الذي يحاول تصوير الشجار بينهما.. يندفع أحدهم صارخاً فيهم هو شقيق للمريض المشلول..
- ماذا تريدون منه؟ ألا ترون أنه مشلول؟ سأضرب من يقترب منه؟
مصور: إني أمارس عملي ليس إلا..
(إيما) تقاوم مارشيللو:.. دعني.. ابتعد عني..
باباراتسو: يتلفت حولهما وهو يصورها..
مارشيللو: باباراتسو.. لا تصور.. ابتعد عن هنا..
باباراتسو: امسك بها هكذا. احضنها.. ستكون صورة جميلة..
(دايماً تبتعد عن مارشيللو وهي تصرخ باكية..)
إيمــا: دعني.. لم أكن أتوقع منك ذلك..
باباراتسو: عليك اللعنة.. حذار.. ستحطمين الكاميرا..
إيما: لأنك لا تحترم أحداً..
باباراتسو: عليك اللعنة..
إيما: جبان..
(المكان يسوده الهدوء بعد مغادرة الجميع.. رجل وزوجته..).
الرجل: لم تبكين.. أين تركتيها
الزوجة: لا أذكر..
(مياه الأمطار تتساقط وترى فجأة امرأة حافية على الأرض تصرخ في جنون..)
المرأة العجـوز:.. لقد مات.. لقد مات..
مشهد (٣١): مكان المعجزة - صباح باكـر
(رغم توقف المطر فالسماء ملبدة ببعض الغيوم.. «مارشيللو» و«إيما» و«باباراتسو» بجوار امراة تلازم «نقالة» عليها الرجل الميت وقد غطى بملاءه.. وقد وقف القسيس الذي أنكر المعجزة يتلو صلوات على روحه، ما إن يقترب من نهايتها حتى يسرع» باباراتسو» لالتقاط صورة له.. التلال المحيطة بالوادي بعد أن هجره الجميع مجللة بالسواد وفي الطريق موكب طويل من العربات حاملة معدات السينما والتليفزيون عائدة إلى روما في موكب أشبه بسيرك متنقل..)
مشهد (٣٢): شقة ستاينر - مساء
(مسز «ستاينر» امرأة جميلة الطلعة وجهها يشع بالرقة والذكاء.. وهي تستقيل الضيوف.. تلتفت للوراء وتفتح الباب على غرفة الجلوس الرحبة والمؤنثة أثاثاً مريحاً ومكتبه تمتد بطول الغرفة على جانب المدفأة.. يتقدم «ستاينر» مرحباً بالضيوف).
أنا ستاينر: مساء الخير.. مسز ستاينر.. تفضلوا.. كنا في انتظاركما..
ستاينر: مساء الخير مارشيللو..
مارشيللو: أهلا....
ستاينر: كيف حالك..
مارشيللو: على ما يرام.. شقة جميلة ! !
(بينما يتقدم مارشيللو «وإيما» معهما نرى بقية الضيوف من كتاب وفنانين ومثقفين وقد تحلقوا في الغرفة.. بجوار المدفأة تجلس على الأرض فتاة هندية تعزف على الجيتار وهي تغني..)
ستاينر: أهي «إيما»؟؟
مارشيللو: نعم.
آنا: كنت في شوق للقائها..
ستاينر: شكراً لمجيئك..
(يقبل يد «إيما» ويتنحى بها جانبا.. في جانب من الغرفة «آنا» تشير لمارشيللو..)
مارشيللو: عن إذنك..
آنـا: مارشيللو.. تعالى هنا..
مارشيللو: أهلا «آنا».. كيف حالك؟
آنا: هل انتهيت من كتابك؟
(تلتفت إلى صديقتها.. امرأة مسترجلة شعرها أسود إنها «مارجريتا»)
آنــا: لابد أنك تعرف رسوماتها التجريدية..
مارشيللو: طبعا..
آنا: أتظن هذا.. فأنت لم تحضر معرضي..
مارشيللو: يا لها من يد جميلة..
آنا (في خبث): إنها من المعجبين بك..
مارشيللو: صحيح؟
آنا (ضاحكـة).. كلا. ليس صحيحاً بالمرة لأنها لا تعرف الإيطالية إنها تقول إنك أنيق.. ما رأيك؟؟
(في جانب آخر من الغرفة يتحدث «ستاينر» مع «إيما» بحب وإخلاص..)
ستاينر: قد يبدو الأمر غريبا.. أشعر أنني أعرفك من قبل.. في اليوم الذي تعرفين كيف تحبين مارشيللو أكثر من حبه لنفسه ستحققين السعادة.
(بجوار الفتاة الهندية.. يجلس «ديباس» رجل قصير قوي شعره أبيض.. ما أن تنتهي الفتاة من الغناء حتى ينهض متحدثاً متحمساً) ..
ريباسي: لقد قلت دائماً أن المرأة الحقيقة هي المرأة الشرقية.. من أين جاءت حواء؟ من جنة عدن.. وأين جنة عدن؟ في الشرق.. هناك بالفعل يصبح الحب شيئا..
زوجته: إذن.. لماذا تزوجتني...؟
ريباسي (ضاحكاً): أوه.. يا عزيزتي لقد ارتكبت خطأ كبيراً بذلك (تجول في الغرفة ملوحاً بيديه الصغيرتين الرقيقتين محاضرا..)
- المرأة الشرقية تتصف بالغموض والأمومة إنها العشيقة والابنة معا.. إنها تجلس بين قدميك كنمر في حالة حب..
آنا: أوه.. من عشر سنوات وهو يتحدث عن الشرق لماذا لا يذهب إلى هناك؟.. (تلتفت نحو مارشيللو)..
آنـا: ألا تعرفني «بإيما»؟؟
مارشيللو: بالطبع..
آنا: يا له من وجه جميل ! ! هل أقول شيئا؟ احرصي على هذا الرجل.. إنني أقول له أيضاً هذا الكلام..
ريباسي: المتعة في أن تكوني مستسلمة.. تسيطر عليك روحاً وجسدا..
(الضيوف وقد بدا عليهم الملل من حديثه «ستاينر» يحاول برقة أن يغير دفة الحديث..)
ستاينر: أقدم لكم صديقي «مارشيللو» الذي تحدثت عنه معكم..وخطيبته «إيما».
مارشيللو: مساء الخير....
يتحدث إلى ديباس: إنني اتفق معك في آرائك عن المرأة
ريباسي: حقيقة إنني أعتقد بأن هناك أشياء عظيمة يمكن اكتسابها من المرأة الشرقية.. لأنهن مازلن أقرب إلى الطبيعة.. الطبيعة التي تغلبت عليها بعد قرون من الحضارة ! ! الحضارة هل يمكن أن تقول لي ما هو الخير الذي قدمته الحضارة.. !!
آنا: ماذا تريد القول؟
ريباسي: النتيجة الوحيدة هو أنك لا تعرفين كيف تحبين.... لم تعودي تعرفين الحب..
آنا: أوه.. تحدث عن نفسك..
ستاينر: مارشيللو.. أتشرب شيئا..
مارشيللو: لو سمحت.. (ثم متحدثاً لـ «ريباسي»): إنني أحسدك.. لقد تابعت تحقيقاتك من كل مكان في العالم.. لكم أود السفر أيضاً !! لقد أتيحت لك الفرصة للالتقاء بأناس غير مألوفة.. وأن تتعرف نساء من كل الجنسيات.. أحب أن يكون لي أولاد. من كل الألوان..حمر وصفر وسود.. تدبر الفكرة.. سيصبحون أشبه بباقة ورد بري.. ما رأيك؟
إيما: ألا يوجد ما تفكر فيه غير ذلك.
مارشيللو: لا شك أنك ستحتفظ بذكريات غير عادية ! !
ريباسي: ذكريات؟ هل تعتقد أن رجلاً في مثل سني يرضى بالذكريات إن لدى خططا ومشروعات.
آنا (لإيما): ألا تجلسين؟
ريباسي: يا لها من مخلوقة جميلة ! هل هي خطيبة صديقنا؟
إيما (بتواضع): نعم..
ريباسي: لابد أنك من الشمال..
إيما: من «كالابريا».
ريباسي (مسرور): إذن فأنت شرقية..
(يقترب من «إيما» تاركاً «مارشيللو» و«ستاينر»..)
ستاينر: إنه مدهش فعلا.. لقد كتب عشرات الكتب الهامة ومع ذلك مازال يحتفظ ببراءة طفل.. لاشك أنك تعجب لذلك. لكن الغريب.. من أين له هذا التفاؤل.. وهذه الصحة.. إنه يزورنا من وقت لآخر ودائماً أسعد بلقائه.. وأحياناً أحسده..)
(وجه «ستاينر» يكشف عن حزن عميق للحظة ثم سرعان ما يبتسم ممسكاً بذراع مارشيللو لينضم إلى الضيوف.. أثناء سيرهما تلفت إحدى اللوحات انتباه مارشيللو..)
مارشيللو:.. يا لها من لوحة رائعة...
ستاينر: نعم.. إني أحبها كثيرا.. فالأشياء تبدو فيها كما لو كانت تسبح على ضوء الذكرى لأنها مرسومة بإحساس حقيقي.. وكأنك تمسك بها.. فالفن لم يترك شيئاً للصدفة..
(امرأة في حوالي الخمسين ترتدي رداء كهنوتيا غريبا تنادي على مارشيللو..)
ايريس: لقد أخبرنا «ستاينر» أنك واقع بين عشيقتين لا تستطيع الاختيار بينهما..
مارشيللو: ماذا تقصدين؟
ايريس: الصحافة والأدب.. لا تسجن نفسك.. كن طليقاً مثلي.. لا تتزوج ولا تختار.. الحياة كالحب عليك أن تختار بينهما وأعظم شيء أن تحترق لا أن تتجمد..
(تتحدث بثقة شديدة لكن تعبيراتها لا تنم عن الرضـا.. وجه امرأة لا ينقصها شيء.. يجلس «مارشيللو» بجوارها..)
مارشيللو: منذ سنوات قرأت أشعارك.. وأحببتها !! كنت أيامها أفكر في كتابة الشعر.. كانت قوية وواضحة.. أشعاراً تبدو على أن امرأة كتبتها..
إيما: ماذا تعرف عن النساء؟
مارشيللو: إنه الأسلوب الذي أفضله.. إنه أسلوب المستقبل.. واضح وأمين دون إيقاعات.. لا يحاول تملقك. والآن أمارس عملاً أكرهه ثم أعود أفكر فيما هو مطلوب مني وما سيحدث غدا.
(المرأة الشاعرة تتحدث في يسر وهي تدلل بفتور كلباً أسود ضخما يرقد بجوارها.. تضحك ثم تأخذ رشفة من مشروبها وتعاود التركيز على كلامها..)
إيريس: نعم.. علينا أن نفكر جميعاً في المستقبل.. لكن علينا أيضاً ألا ننسى أن نعيش يومنا.. أعتقد لو أن كلا منا عاش حياته بروحانية خالصة فإن كل دقيقة ستصبح عاما وكل عام يعيد الإنسان لشبابه خمس سنوات..
ستاينر (ضاحكا): ايريس.. أنت اليوم نظرية..
ايريس: هذا الكلام للأرواح الطيبة فقط.. ثم إنكم تفكرون كثيراً في المستقبل.
(توجه كلامها إلى «إيما».. لكنك تختلفين عنا جميعا.. ماذا تفعلين طوال اليوم؟ أقصد ماذا تفضلين أن تفعلي؟)
إيما (مرتبكة): لا أعرف.. وأنت..
إيريس: لا أعرف أيضا.. ربما أفعل الأشياء الثلاثة التي تنسيني التدخين والشرب والنوم..
ستاينر: أهذه حكمة؟!!
ايريس: آه.. لقد قرأت أفكاري لكنك لم تفهمني.. تعتقد أن حكمتي هذه بدائية.. أما عن بقية أفكاري فمجرد اسطوانة مشروخة إلا أنني ما زلت سرا.. أمازلت شابة؟
ستاينر: بل أفهمك أكثر مما تعتقدين..
ايريس: أنت البدائي الحقيقي.. ككنيسة من الطراز القوطي.. فأنت شامخ وعال لا تستطيع أصواتنا أن تصل إليك..
(ستاينر يجلس مستغرقاً في كرسيه..)
ستاينر: لو أنك تعرفيني كما أعرف نفسي فستدركين أنني لا أزيد عنكم..
(أثناء حديثه يعقد أصابعه تعبيراً عن مدى ضآلته.. يجذب انتباه الحاضرين لحظة شاب قد يكون شاعرا.. يتحدث بالإنجليزية ويبدو أنه قد شرب قليلا..)
ديزموند: صمت.. لحظة أرجوكم.. لحظة صمت حوار بين حكمة نسائية وشك رجالي..
(يدير جهاز تسجيل لما كان يدور من حوار صوت «إيريس» مع الصمت يبدو كما لو كان غير حقيقي.. وقد تجمد في الزمن «أنت البدائي الحقيقي.. ككنيسة من الطراز القوطي.. فأنت شامخ وعال لا تستطيع أصواتنا أن تدركك» ثم إجابه «ستاينر».. «لو أنك عرفتيني كما أعرف نفسي ستدركين أنني لا أزيد عنكم في شيء !..)
إيما: ما هذا الصوت؟ أرجوك.. هل يمكن سماعه؟
ستاينر: أوه.. لا أريد إزعاجك.. فهو غير مهم؟؟
آنا: إنها أصوات الطبيعة سجلها..
إيما: أرجوك أن تعيدها؟ هل يمكن سماعها؟
مارشيللو: إن لم تكن بذات أهمية فلم تسجلها؟
ستاينر: لأنها جميلة.. أحقاً تريدون سماعها؟
إيما: نعم.. أرجوك..
ستاينر: حسنا.. كما تريدين.. (يدير جهاز التسجيل..)
ريباسي: ها هو «ستاينر» يبدأ تعاويذه.. إنك لساحر تسمع صوت الرعد ثم صوت البحر..
ديزموند: «أصوات وهواء ينعش
(نسمع الآن بوضوح نداءات الطيور عند شروق الشمس..)
إيما: الطــيور...
(تبدي سرورها بتلقائية شديدة يبنما يصغ الآخرون باهتمام كما لو كانت هذه الأصوات جديدة عليهم ولون من التجربة الجمالية.. نسمع صوت الريح والأشجار..)
إيما: هذه غابة..
(يرفع الكلب رأسه مصغياً لصوت الريح ستاينر ينظر عبر الغرفة..)
ستاينر: ماذا تفعلان هنا؟
(باب غرفة النوم يفتح ويخرج منها طفلا ستاينر.. البنت في السادسة والطفل لا يزيد سنه عن الثالثة أو الرابعة.. مجعد الشعر.. قوي يتصرف على سجيته تماماً ينظر للضيوف.. ويبتسم وهو يرفع بنطلون بيجامته..)
الطفل: ماما..
ستاينر: لماذا خرجتما؟
آنا: ما هذا؟.. هل ستسيران حافيي الأقدام؟ ستصابا بالبرد..
(تذهب للطفل وتحمله وتوجه الحديث لزوجها..)
آنــا:.. لقد سمعا تسجيلات العاصفة ولن يعودا للـنوم..
مسز ريباسي: فرديناند...
(يغلق ستاينر الجهاز ويذهب لزوجته.. الطفل يتجه نحوه ويحمله، يبدو رقيقا مع الطفل الذي يضحك ويقبله مداعباً شعره..)
الطفل: رأسك كبيرة يا بابا..
ستاينر (يقبله): هكذا..مش مكسوف..
الطفل: رأسك كبيرة..
ستاينر: يجب أن تنام..
(إيما وقد أثارها المشهد فهي تحب أن يكون عندها أطفال..)
إيما: كم هو جميل.. عيناه جميلتان تشعان ذكاء..
(تقف بجوار ستاينر وهي تود أن تحتضن الطفل..)
ستاينر: أليس جميلا؟ عندما يقول له أحد شيئاً يعجبه فإنه يتوقف عن التفكير ويقطب وجهه ثم ينفجر ضاحكا وعندما تعطيه وردة فإنه يقلبها متفحصاً اياها ثم يضحك فجأة.. (أثناء حديثه يعطيها الطفل لتحمله فتربت على مؤخرته..)
إيما: يا له من طفل جميل..
ستاينر:... لأنه فهم.. تماماً مثلك.. تضحكين عندما تسمعيه موسيقى جميلة..
(مسز ستاينر تأخذ الطفل منها وتمسك بيد ابنتها.. ينحني الابن ويقبلها على جبينها..)
ستاينر: إلى النوم.. وسأحضر إليكما قولا «مساء الخير» للحاضرين..
آنا: تعالوا: عفوا..

يتبع

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فيلم الحياة اللذيذة Empty مشكور يا يحيى

مُساهمة  سعدي البريفكاني الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 7:39 pm

شكرا لك يا يحيى ... ونتمنى ان تنزل روابط جاهزة لتحميل السيناريوهات من مواقع تحميل على شكل ملفات وورد او PDF لسهولة التحميل والقرأة ..
سعدي البريفكاني
سعدي البريفكاني
عضو

عدد المساهمات : 692
تاريخ التسجيل : 21/06/2008

https://writewithsaadi.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سيناريو فيلم الحياة اللذيذة Empty انت مميز بحق

مُساهمة  حتشبسوت الإثنين يونيو 21, 2010 2:23 am

السلام عليكم
اشكرك جدا على مجهودك لوضع
مثل هذا الابداع فى متناول ايدينا
اكرر شكرى لك
حقيقى انت مميز بحق
فى احتياراتك سيناريو اكثر من رائع
لقصة اكثر روعة
قرات مقتطفات سريع منه
اثناء تحميله
وان شاء الله سوف اقرائه كاملا
منتظرين مزيدا من لمساتك المميزة
حتشبسوت lol!
حتشبسوت
حتشبسوت
عضو

عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 03/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى