استفسار مهم حول تقنية الفلاش باك

تحية خالصة للقائمين على هذا المنتدى .. وبعد.
أقوم حاليا بكتابة سيناريو لقصة تدور في مخيلتي وأنوي صياغتها كحلقة لمسلسل -لكل حلقة من حلقاته قصة منفصلة- .. أنا لست كاتبا متخصصا في السيناريو، فأنا كاتب قصة ومسرح .. ولكن أشعر أن باستطاعتي كتابة السيناريو .. خصوصا أنه قائم على الحوار، وهو أساس أحد الفنون التي أتقنها أعني "المسرح".. كيلا أطيل ، انتهيت حاليا من حوالي 20 مشهدا، وضمنها مشاهد "فلاش باك" وسوف أعرض الآن طريقتي في الربط بين المشاهد، أرجو إفادتي إن كانت سليمة ، وفي حال تواجد الأخطاء الرجاء من الخبراء إعلامي وإفادتي .. (ملحوظة : المشاهد معدة في جداول وحسب الطريقة الصحيحة لكتابة السيناريو ولكن عند نسخها ها هنا تظهر بهذا الشكر .. فاعذروني في هذه الناحية)

سأبدأ -كمثال- من المشهد الثاني إلى الرابع :

مشهد 2
ليل/داخلي
النادي الأدبي بجدة

ندوة لمناقشة مسرحية "المتحررة" للكاتب مراد عطا، لافتة من القماش مكتوب عليها ما يدل على المناسبة. القاعة تغص بالحضور، صوت همهمات، نرى مراد إلى جانبه مدير الندوة على خشبة المسرح. مراد شاب في بداية الثلاثينيات، نحيل القامة، دقيق الملامح، أسمر، هيئته العامة تدل على أنه فنان مرهف الحس. نرى اضطرابه واحمرار وجنتيه دلالة أنه يعاني من "رهاب"، يبتلع ريقه بين الآن والآخر ..

شخص 1 من الحضور يقف ممسكا بالمايكروفون.

الشخص1 : سؤالي للأستاذ مراد .. هل نستطيع أن نعتبر بطل المسرحية "طارق" هو مرآة لشخصيتك وأفكارك ..
مراد : لأ ..

-دمج-

مشهد 3 "فلاش باك"
ليل/داخلي
صالة

مراد وهو مراهق في السادسة عشرة، يجلس إلى جوار أخته عالية وصديقتها ليلى، صامتا مرتبكا، عيناه تحدقان في ليلى بلهفة وحب بريء.
ليلى تقهقه رافعة ذقنها إلى الأعلى، وهي تحدث عالية في صوتٍ له أصداء. وهي فتاة بيضاء جميلة.

ليلى : والله ما بكدب .. أنا لعبتها .. مررررة حلوة ..
عالية : الأسبوع الجاي لازم نروح سوا ..
ليلى : إيوه .. إيش رايك يا مراد ؟. تجي معانا ؟.
مراد ينظر إليها في ذهول، فتتغبش صورتها في عينيه.
-دمج-

مشهد 4
ليل/داخلي
النادي الأدبي

الشخص 1 ينتظر من مراد أن يضيف إلى إجابته المبتسرة كلاما آخر، لكنه لا يفعل، فيجلس الشخص 1 مقطبا حاجبيه في استغراب.

(مشيرا إلى شخص آخر، ونلمح مراد ضائقا) مدير الندوة: تفضل .. إيوه .. لأ .. إنت ..
(يرتدي نظارة يرخيها على أرنبة أنفه) شخص 2 : الحقيقة أنا قرأت المسرحية وعندي بعض الملاحظات عليها .. مثلا المستوى اللغوي، ما يشوف الأستاذ مراد إنو هبط في بعض الأجزاء لدرجة الإسفاف ؟. وعندي ملحوظة ثانية بخصوص عرض المسرحية وتمثيلها على خشبة المسرح .. هل هدا الشي وارد في ظل صعوبة تواجد العنصر النسائي ؟. وشكرا ..
(يسلم الشخص 2 المايكروفون ويجلس)

(متأتئا ينطق الجملة في ارتباك) مراد : أناااا .. شايف .. آآآ .. إنو .. لغة المسرح .. آآآ .. يعني تكون .. آآآآ .. بالعامية ..

-دمج-
مشهد 5 "فلاش باك"
إلخ ................
-انتهى-
هل هذه الطريقة سليمة، أي أن مشاهد الفلاش باك في ترقيمها صحيحة، فضلا عن تقنية الدمج والقطع، هل كانت سليمة ؟.
سؤالي الثاني : عندي بعض المشاهد التي تخلو من الحوار، مثلا منظر للحارة عند طلوع النهار، أو منظر خارجي للنادي الأدبي، مشاهد صغيرة جدا. هل أرفقها ضمن المشاهد أو أنها من اختصاص المخرج ؟.
سؤالي الأخير : بالنسبة لحلقة مدتها 45 دقيقة هل عدد المشاهد من 30 إلى 40 مناسب ؟.

وتقبلوا خالص شكري مقدما على تفاعلكم وإفادتكم لي.

اهلا بك معتز .. طريقة الترقيم صحيح .. اي ان المشهد الفلاش باك مشهد عادي يرقم ضمن تسلسل المشاهد العادية .. ولكن لا داعي لكتابة ((دمج))..وكتابتك جيدة ...

ثم الاصح انك حين تذهب الى مشهد فلاش باك .. وتعود الى المشهد السابق .. اي عودة الى المشهد 1... وليس 4 ... لانه لم يتغير شيء .. في المكان .. ولكي يعلم المخرج والمنتج انهم سيصورون المشهد 1 و4 في الوقت والمكان نفسه ... ثم ينتقلون الى مشهد وموقع تصوير اخر ..

ولكن اتمنى منك يا معتز .. ان تظهر بعض انفعالات الكاتب مراد قبل الانتقال الى مشهد الفلاش باك .. لكي يكون واقعيا اكثر ..

جواب السؤال الثاني ... اكتب انت هذه المشاهد الصامتة .. ثم اترك الحرية للمخرج ان صورها او لا ....

السؤال الاخير ... نعم مناسب ..

شكرا جزيلا أستاذي العزيز على الاهتمام والرد .. أعجز عن إيفائك الجميل على كرمك .. استفدت من أجوبتك الشافية تماما.. وبالفعل لاحظت أن الانتقال إلى مشهد الفلاش باك فيه شيء من البرود، وأعتقد أنك قصدت بالانفعالات (التي تظهر على محيا البطل من انقباضات وتشنجات) ..
أكرر شكري وسروري بتواجدي بينكم.
أسعدك الله ووفقك