الدراما الخليجية

سعدي البريفكاني الثلاثاء يونيو 16, 2009 4:51 am

القصة والسيناريو هي حجر الاساس لاي عمل سينمائي او درامي .. وتتدرج رصانة بناء العمل الفني حسب درجة رصانة وقوة هذا الحجر وبطبيعة الامر تضعف وقد تسقط حسب ضعف هذا الاساس. كان الكثيرون يسخرون سابقا من السينما الهندية فكانوا يقولون (( ان مؤلف كل الافلام هو شخص واحد كتب قصة واحدة ومات.. فلهذا تتشابه كل القصص )). وهذا القول لا يمكن ان يطلق على واقع الدراما الخليجية .. لاننا بصراحة نشاهد اسماء كثيرة للمؤلفين تظهر في الشارة في المسلسلات الخليجية. من حقنا جميعا ان نسأل(( ما هي العلة اذا ))؟؟ هل هي حالة من توارد الخواطر ؟؟ ام نتصنع التفاؤل ونقول ان السبب هو ان بيئة الخليج ذات طبيعة واحدة وتشابه قضاياها واجوائها تسبب هذا التشابه ؟؟.. في الواقع مهما كان السبب واقعيا ام غير واقعي مقبولا ام غير مقبول فان هذا التشابه السيامي للتوائم المتسلسلة للدراما الخليجية غير مقبول فنيا وغير متقبل من قبل المشاهدين. والازمة الاكبر والاكثر اثارة للقلق ليست ازمة النص والقصة نفسها بل ازمة اعطاء الفرص للمؤلفين الشباب وغير الشباب من الذين تعبوا من طرق الابواب بحثا عن من يسمع افكارهم او يشتري اعمالهم ، فظهور المرحلة الجديدة من الانتاج الخليجي والتي يبحث فيها الرأس الكبيرة عن النجومية المطلقة ولعب دور السوبرمان او السوبروومان والتحول الى دكتاتور يعرف كل شيء وغيره لا يعرف اي شيء، فيستلم السيد سوبرمان كل المهام الانتاجية من انتاج وتأليف وتمثيل ولولا صعوبة الوقوف امام وخلف الكاميرا لكنا شاهدنا اعماله من اخراجه ايضا .. فهذا الامر تسبب بانتاج مجموعة من الاعمال المتناسخة والتي يصر محتكروا كل الادوار فيها على تكون لهم بصمة في كل مرحلة من مراحل الانتاج وكذلك عقم التفكير المادي الذي يجعل المنتجين يفكرون في الحصول على اكبر حصة من ميزانية الانتاج فهم اولى طبعا بأجور التأليف واجور التمثيل واجور الانتاج والمنتج المنفذ. ولكل هذا حدث ما حدث وصارت الدراما الخليجية على وشك ان تكون بيتا جميلا منمقا ولكن آيلا للسقوط بسبب ضعف حجر الاساس وتكرار الهدم والبناء مرة اخرى على نفس الاساس ولكي لا تعود الدراما الخليجية الجميلة الى الخلف بينما تتقدم الدول الاخرى في انتاجها الدرامي فلا بد من اعادة النظر في طريقة الانتاج وطريقة التخطيط للانتاج ونظرية (( التكويش )) على كل شيء وعدم الاهتمام بذوق المشاهد وحقه في الترفه .. والاهم من كل هذا البحث عن الاقلام الجديدة والمواهب الغزيرة التي تزخر بها دول الخليج العربي.

سعدي صالح البريفكاني

عصفورة النّار الثلاثاء يونيو 23, 2009 12:02 pm

ولن تجد تلك المشكلة حلا قبل أن تتخلص الأوساط الفنيّة من وباء الشلليّة والوساطات والمحسوبيّات وال(تضبيطات) بين فلان وفلان هنا وهناك..

أشكرك يا أستاذ على هذا المقال.. مع خالص الأماني المتفائلة بغدٍ فني أنصع ضميرًا..

الدراما الخليجية

الدراما الخليجية

رد: الدراما الخليجية