تقييم الثيمة في الفيلم - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تقييم الثيمة في الفيلم - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
"تقييم الثيمة في الفيلم"
نقلا عن كتاب : فن الفرجة على الأفلام.
تأليف : جوزيف.م.بوجز.
ترجمة : وداد عبد الله..
حالما يتم تحديد الثيمة ، يصبح من المهم أن نتبعها بنوع من التقييم ، وبخاصة في الفيلم الجاد الذي يحاول أن يفعل شيئا أكثر من مجرد الترفيه . وعملية تقييم الثيمة ، في الأغلب الأعم ، ذاتية ، وأية محاولة لتقديم إرشادات منهجية لها قد تكون مغرضة أو ضارة وإن كان هذا لا يمنع من عرض قليل من التعميمات الجائزة .
أحد المعايير التي يشيع تطبيقها في تقييم الثيمة هو العمومية . فالثيمة العامة باقية دائمة ولها معناها ، لا للناس في هذا المكان وهذا الزمان ، وإنما للناس جميعا في كل زمان ومكان . ولهذا السبب ، يمكن اعتبار أية ثيمة ذات جاذبية عامة أسمى من الثيمة ذات الجاذبية المحدودة بصرامة في الزمان والمكان . وهناك أربعة من أفلام المشاكل الاجتماعية يمكن استخدامها لإيضاح هذه النقطة :
(جامحون في الشوارع) : ويحكي عن فجوة الأجيال إبان الستينات .
و
(بيلي جاك) : جعبة معبأة كيفما اتفق بمشاكل الستينات
كان لهما وقع شديد على شباب رواد السينما عندما رخص بعرضهما ، ولكنهما اليوم يبدوان سخيفين . وعلى الجانب الآخر ، ما يزال فيلما :
(على الواجهة المائية) : حول فساد الاتحاد النقابي في الخمسينات
و
(عناقيد الغضب) : محنة عمال الزراعة المهاجرين في الثلاثينات
يتحدثان إلينا بصوت جهوري واضح رغم تقادمهما ، وبالطبع ما يزال عمال الزراعة المهاجرون يرزحون تحت مشاكلهم وما يزال بعض الاتحادات فاسد ، ولكن هذه الأفلام تبقى بسبب فنيتها ، بسبب شخصياتها الحقيقية القوية وهي تناضل ببطولة في سبيل الكرامة الإنسانية ، فالجاذبية العامة لهذه الأفلام هي ما جعلتها من كلاسيكيات السينما .
طبيعي أنه لا توجد وصفة متبعة للفيلم الكلاسيكي ، الفيلم الذي لا تمل نفوسنا منه . ولكن الفيلم الكلاسيكي يلازمه إحساس ب"الصحة والصواب" حينا بعد آخر . لا تتضاءل قوته بمرور الزمن ، بل تزداد فعلا بسبب ثيمات و موتيفات الفيلم الخالدة على الزمن . إن (عناقيد الغضب) ليس حكاية بسيطة لعمال مهاجرين أجبروا على ترك منطقة أوكلاهوما داست باول (منطقة صحراوية تجتاحها العواصف المغبرة) إبان الثلاثينات ، إنه عن الرجل العامي ، المقهور المضطهد ، عن الرجال والنساء الشجعان ، عن الناس الذين يعانون وكفاحهم المتواصل في سبيل الكرامة الإنسانية . وفيلم "كزابلانكا" (الدار البيضاء) أكثر من حكاية عن شخصين تاها عن بعضهما ثم تلاقيا مرة أخرى في عالم فوضوي مشوش لا يصلح للأحلام الرومانسية . إنه يدور حول امرأة جميلة ورجل غامض ، حول الحرب ، حول المسؤولية ، حول لشجاعة ، والواجب ، وأكثر من هذا وذاك ، حول "أداء الشيء السليم" . ومثل هذه الكلاسيكيات تبقى على الزمن ، لأن هذه الموضوعات العامة القوية مهمة لكل إنسان بغض النظر عن المكان والزمان .
ولا يعني هذا أننا لا نعلق أية قيمة تذكر على الثيمات التي تفتقد العمومية . حتى إذا كانت جاذبية ثيمة ما مقصورة بصرامة على زمان ومكان معينين فلابد أن تحمل صلة ما وثيقة بتجربتنا الخاصة . ومن الطبيعي أننا سوف نعتبر الموضوع الذي يقول شيئا ذا مغزى إلينا أسمى من ذلك الذي لا يقول بغض النظر عن عموميته أ عدمها .
ولنا الحق أيضا في أن نتوقع أن يكون موضوع الفكرة مشوقا من الناحية الفكرية أو الفلسفية... وبعبارة أخرى ، إذا حاول فيلم من الأفلام أن يصوغ نوعا من العرض أو البيان المعنوي الدال فيجب ألآ يكون هذا العرض مملا مضجرا ولا بديهيا واضحا بذاته ، بل يجب أن يمتع عقولنا أو حتى يتحداها .
نقلا عن كتاب : فن الفرجة على الأفلام.
تأليف : جوزيف.م.بوجز.
ترجمة : وداد عبد الله..
حالما يتم تحديد الثيمة ، يصبح من المهم أن نتبعها بنوع من التقييم ، وبخاصة في الفيلم الجاد الذي يحاول أن يفعل شيئا أكثر من مجرد الترفيه . وعملية تقييم الثيمة ، في الأغلب الأعم ، ذاتية ، وأية محاولة لتقديم إرشادات منهجية لها قد تكون مغرضة أو ضارة وإن كان هذا لا يمنع من عرض قليل من التعميمات الجائزة .
أحد المعايير التي يشيع تطبيقها في تقييم الثيمة هو العمومية . فالثيمة العامة باقية دائمة ولها معناها ، لا للناس في هذا المكان وهذا الزمان ، وإنما للناس جميعا في كل زمان ومكان . ولهذا السبب ، يمكن اعتبار أية ثيمة ذات جاذبية عامة أسمى من الثيمة ذات الجاذبية المحدودة بصرامة في الزمان والمكان . وهناك أربعة من أفلام المشاكل الاجتماعية يمكن استخدامها لإيضاح هذه النقطة :
(جامحون في الشوارع) : ويحكي عن فجوة الأجيال إبان الستينات .
و
(بيلي جاك) : جعبة معبأة كيفما اتفق بمشاكل الستينات
كان لهما وقع شديد على شباب رواد السينما عندما رخص بعرضهما ، ولكنهما اليوم يبدوان سخيفين . وعلى الجانب الآخر ، ما يزال فيلما :
(على الواجهة المائية) : حول فساد الاتحاد النقابي في الخمسينات
و
(عناقيد الغضب) : محنة عمال الزراعة المهاجرين في الثلاثينات
يتحدثان إلينا بصوت جهوري واضح رغم تقادمهما ، وبالطبع ما يزال عمال الزراعة المهاجرون يرزحون تحت مشاكلهم وما يزال بعض الاتحادات فاسد ، ولكن هذه الأفلام تبقى بسبب فنيتها ، بسبب شخصياتها الحقيقية القوية وهي تناضل ببطولة في سبيل الكرامة الإنسانية ، فالجاذبية العامة لهذه الأفلام هي ما جعلتها من كلاسيكيات السينما .
طبيعي أنه لا توجد وصفة متبعة للفيلم الكلاسيكي ، الفيلم الذي لا تمل نفوسنا منه . ولكن الفيلم الكلاسيكي يلازمه إحساس ب"الصحة والصواب" حينا بعد آخر . لا تتضاءل قوته بمرور الزمن ، بل تزداد فعلا بسبب ثيمات و موتيفات الفيلم الخالدة على الزمن . إن (عناقيد الغضب) ليس حكاية بسيطة لعمال مهاجرين أجبروا على ترك منطقة أوكلاهوما داست باول (منطقة صحراوية تجتاحها العواصف المغبرة) إبان الثلاثينات ، إنه عن الرجل العامي ، المقهور المضطهد ، عن الرجال والنساء الشجعان ، عن الناس الذين يعانون وكفاحهم المتواصل في سبيل الكرامة الإنسانية . وفيلم "كزابلانكا" (الدار البيضاء) أكثر من حكاية عن شخصين تاها عن بعضهما ثم تلاقيا مرة أخرى في عالم فوضوي مشوش لا يصلح للأحلام الرومانسية . إنه يدور حول امرأة جميلة ورجل غامض ، حول الحرب ، حول المسؤولية ، حول لشجاعة ، والواجب ، وأكثر من هذا وذاك ، حول "أداء الشيء السليم" . ومثل هذه الكلاسيكيات تبقى على الزمن ، لأن هذه الموضوعات العامة القوية مهمة لكل إنسان بغض النظر عن المكان والزمان .
ولا يعني هذا أننا لا نعلق أية قيمة تذكر على الثيمات التي تفتقد العمومية . حتى إذا كانت جاذبية ثيمة ما مقصورة بصرامة على زمان ومكان معينين فلابد أن تحمل صلة ما وثيقة بتجربتنا الخاصة . ومن الطبيعي أننا سوف نعتبر الموضوع الذي يقول شيئا ذا مغزى إلينا أسمى من ذلك الذي لا يقول بغض النظر عن عموميته أ عدمها .
ولنا الحق أيضا في أن نتوقع أن يكون موضوع الفكرة مشوقا من الناحية الفكرية أو الفلسفية... وبعبارة أخرى ، إذا حاول فيلم من الأفلام أن يصوغ نوعا من العرض أو البيان المعنوي الدال فيجب ألآ يكون هذا العرض مملا مضجرا ولا بديهيا واضحا بذاته ، بل يجب أن يمتع عقولنا أو حتى يتحداها .
مشكورة العزيزة عصفورة النار
تسلمين عزيزتي ... على المساهمات الجميلة ونتمنى التواصل ... هذا الكاتب اكيد من اهم الكتب في مجال تحليل الفيلم والفرجة الذكية على الفليم ... تحياتي وما قصرتي ..
شكرا
تحية للاخت عصفورة النار على مواضيعها الرائعة . هذه فعلا مواضيع ترفع مستوى الوعي والتذوق الفني . شكرا يا عصفورة النار .
روح القلم- عضو
- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 22/06/2008
لا شكر على واجب
الأستاذ Admin :
سلّمك الله وبارك فيك، أشكرك على الاهتمام بالتعليق..
-----------
الأخ الزّميل روح القلم:
لا شكر على أدنى واجب.. أشكرك على الاهتمام بالمرور والتعليق..
سلّمك الله وبارك فيك، أشكرك على الاهتمام بالتعليق..
-----------
الأخ الزّميل روح القلم:
لا شكر على أدنى واجب.. أشكرك على الاهتمام بالمرور والتعليق..
رد: تقييم الثيمة في الفيلم - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
قرأت الموضوع ووقفت عند كلمة الثيمة هل من الممكن شرحها اولا حتى يصلني كل الموضوع بدون فهم ناقص وشكرا
الروح- عضو
- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 22/01/2009
رد: تقييم الثيمة في الفيلم - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
الثيمة، بأبسط الدّلالات هي (الغاية أو الهدف أو الرّسالة أو التقرير) من العمل الفنّي..
المصدر: كتاب (فنّ الفرجة على الأفلام)
تأليف/ جوزيف بوجز
المصدر: كتاب (فنّ الفرجة على الأفلام)
تأليف/ جوزيف بوجز
مواضيع مماثلة
» الثيمة في الفيلم السينمائي - نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» أهميّة الصورة في الفيلم- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» صعوبات التحليل السينمائي- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» ما هي الموهبة؟ - نقلا عن كتاب: كيف تصبح نجمًا
» كتاب: تشريح الأفلام
» أهميّة الصورة في الفيلم- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» صعوبات التحليل السينمائي- نقلا عن كتاب: فنّ الفرجة على الأفلام
» ما هي الموهبة؟ - نقلا عن كتاب: كيف تصبح نجمًا
» كتاب: تشريح الأفلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى