"صنايعيّة" ورش السّيناريو- تحقيق مع 3شبّان شاركوا في كتابة (تامر وشوقيّة)و(راجل و6ستّات)

"صنايعيّة" ورش السّيناريو

باسم ليسانس آداب ومصطفى وهشام بكالوريوس تجارة وشاركوا في كتابة
(تامر وشوقيّة) و (راجل و6 ستّات)

تحقيق: عبير المرسى
نقلا عن: مجلّة الشباب – مصر
العدد 383- يونيو 2009م



لو تحبّ تكون زيّهم ابدأ واهتمّ بموهبتك وتواصل مع أفكار شباب من جيلك وكوّن ورشة كتابة.. باسم ومصطفى وهشام... 3شباب كانوا نموذجًا لعدد كبير من الشّباب من كتّاب السّيناريو الست كوم اشتركوا في ورشة للكتابة وقدّموا أعمالا نجحت ولاقت استحسانًا من الجميع، ومنهم الكبار، وإن كانوا مش شايفين نفسهم بينافسوا الكبار، لكنّهم يتجمّعون في أماكن كثيرة لأن معندهمش مكتب يكتبوا فيه. واكتشفوا نجومًا في أعمالهم زي أحمد مكّي الشهير بهيثم دبّور ومي كسّاب في "تامر وشوقيّة" وسامح حسين في "راجل و6ستّات" وغيرهم، وإن كان الجمهور لا يعرفهم وشهرتهم فقط في مجال المخرجين وشركات الإنتاج.. التقينا معهم وتركنا كل شاب منهم ي عبّر عن نفسه كما يحلو له..

باسم شرف عمره 29 سنة بعد أن حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربيّة حصل على دورات تدريبيّة في المسرح وسافر لتونس في منحة دراسيّة وبدأ في ورشة مسرحيّة مع الكاتب (لينين الرّملي) .. ورغم أنّه لم يدرس السّيناريو أكاديميًا لكنّه علّم نفسه بنفسه ، ويقول: ورش الكتابة موجودة من فترة كبيرة، بدليل أنّ فيلما مثل فيلم الأرض كان فيه ورشة بين نجيب محفوظ وعبد الرّحمن الشّرقاوي، ورغم أنّ الفكرة كانت موجودة من فترة طويلة لكن لم تكن منتشرة. وهي أمريكيّة بالأساس وليست مصريّة، وتضمّ مجموعة متوافقة فكريًا وثقافيًا تتحد مع بعضها لتقدّم عملا جيّدًا ومختلفًا. و "الست كوم" شجّع على انتشارها أكثر لأن من الصعب أن شخصًا واحدًا فقط يقوم بكتابة العمل بحلقاته المتصلة المنفصلة وكثيرة العدد.. والورك شوب كانت لها الفضل في خروج أعمال متميّزة حتى برامج الأطفال مثل "عالم سمسم" .. وصاحب الفضل في وجود ورش الكتابة هو المخرج (عمرو سمير عاطف) وعمله كنظام للعمل الجماعي في راديو ستار. وبعد ذلك تامر وشوقيّة وراجل وست ستّات والرّست هاوس، وهي تجارب نجحت.

ويكمل باسم قائلا: والست كوم هو نظام موجود على مستوى العالم، وهو يجمع بين الدّراما والسينما والمسرح، وأنا كنت أذاكر لأنّي ما درستش أكاديميًا ومكنتش حابب أدرس في مصر. وشاركت في ورش عمل بالخارج وعلّمت نفسي بنفسي وعشقت كتابة السيناريو وعرفت القواعد وبدأت أتفرّج على أفلام وأختار المشاهد وكنت أسجّل أفكاري حتى تعلّمت وأتقنت الحكاية. وبدأت بالشغل في الكوميديا، لكن قبلها كتبت قصصا مصوّرة في مجلّة باسم. وبعد انضمامي للست كوم كانت عندي خبرة، لكن شغلي في ورش الكتابة كان مفيدا لي لأنّها قدّمت أعمالا ممتعة ، والعمل الواحد فيه أفكار كثيرة.

وعددنا في ورشة الكتابة ليس له قانون، فممكن يكون 3أو5 أو 10 أو 15 ، لأنّ الحلقات منفصلة ومتصلة في نفس الوقت، ممكن ناس تدخل بينا وناس تخرج وممكن 3 يشتركوا ويكتبوا حلقتين والحكاية ليست ثابتة.

أمّا مصطفى عبد الفتّاح، وهو أيضًا عمره 29 سنه وحاصل على بكالوريوس تجارة وعمل مونتيرًا ودرس الموسيقى ثمّ اتجه لكتابة السيناريو فيقول: ورش الكتابة هي أفضل طريقة للتعاون بيننا كشباب، لأنّ كل واحد منّا عنده خياله وتفكيره والمنطقة اللي بيعرف يكتب فيها.. بمعنى ان فيه واحد بيحب يكتب كوميديا الموقف، وحد بيعرف يعمل "الإفيه" ولازم كلّنا نوافق على الجملة المكتوبة. والضّحك يكون غير متوقّع وممكن نقعد وقت طويل علشان نوصّلها، وده بالنّسبة للضحك. أمّا بالنسبة للدراما عموما فممكن شخص يعرف يقدّم تشويق وإثارة وحد تاني يكتب أكشن ويعرف يعمل نقله في الفيلم، ويهمّنا التنوّع وإن الناس تتابعنا..

ويقول: في ورش الكتابة صعب حد يتوقّع الخط الدّرامي بسهولة للعمل لأنّ كل واحد فينا له أسلوب وطريقة مختلفة، علشان كده برّه الأفلام كلها لا يقل عن اتنين اللي بيكتبوها وممكن حتى الكاتب يشترك في الكتابة مع المخرج نفسه. وفي مصر بدأوا يعملوا ده بالوقت الحالي، وأغلب الأفلام الجديدة في السوق بيشترك أكتر من كاتب فيها مثلا زي فيلم (الداده دودي) كان فيه حوالى 3كتّاب، وفيلم (كلاشينكوف) كتبه 3أشخاص، وقصّة الكتابه في الأساس هي موهبه من عند ربّنا وتاني حاجه القراءه وتثقيف الشخص لنفسه، ووقت التعاون مع عمرو سمير عاطف تحقق ذلك لأني اشتغلت مع ناس أقدم منّي وأكثر خبرة، وكل شخص منهم أضاف لحرفتي بالكتابة، وطبعا ورش السيناريو اللي حضرتها ساعدتني كثيرًا وطوّرت موهبتي لأني تعلّمت من ناصر عبد الرّحمن وتامر حبيب أوّل عمل أشتغل فيه كان راجل و6ستّات في الجزء الأوّل والثاني وبعدين الرست هاوس، وبفضل ربّنا كنت أنا الكاتب الرّئيسي للعمل وباسم كان هو المخرج.
وقدرنا ننجح لأنّ الناس لحدّ دلوقتي بيكرروا الأفيهات اللي سمعوها في الست كوم ومش بيملّوا لأننا بنكتب في إطار شخصيّات من بيننا وفي كل بيت مصري.. وعلى فكره احنا اكتشفنا في أعمالنا نجوما من الشباب وأصبحوا سوبر ستار زي أحمد مكّي وسامح حسين ومي كسّاب.. والشغل الجماعي حقق أحلامنا كشباب في أفكارنا اللي نجحنا في توصيلها ومحدّش كان ممكن يتوقّع هذا النّجاح.

أمّا هشام يحيى وعمره 33سنه ويعمل بأحد البنوك، فتخرّج في كلية التجارة لكنه يدرس بالوقت الحالي بكليّة الآداب قسم المسرح، يقول: عندي موهبة الكتابة وكان عندي طموح اني أكتب دراما، ومن خلال الفضائيّات والميديا وصلت لأصحابي باسم ومصطفى وتعرّفت عليهم وكتبنا مع بعض ست كوم هو الرّست هاوس، وكان أوّل عمل لي على مستوى الاحتراف. وبعد أن اتّفقنا في أفكارنا في ورشة الكتابة قرروا يضمّوني لهم في أكتر من عمل، وحاليا بنحضّر لفلمين مع بعض كوميدي وأكشن وبنشتغل، وأرى أنّ ورش الكتابة تضيف أفكارًا جديدة، والمشاركة والنقاش بلا شك إضافة لأي عمل درامي من حيث الجودة والإبداع، وأصبحت عندنا القدرة أن نتحاور بمرونة وفكرة أنّ كل واحد يعمل عملا باسمه وينسب له لم تخطر لنا لأننا حتى في ورش الكتابة كل واحد فينا له بصمته ومش بنفكر ننفصل عن بعض لأن الجروب عمل بيننا تقاربًا في الثقافة والتفكير.